المقالات المشاركة في مسابقة سنبصم فكرًا
المحور الثاني : طرق لتطوير الأنظمة التعليمية القائمة على الحفظ و التلقين لا الفكر و التفكير
صاحب المقال الفائز بالمركز السادس في المحور : علياء بنت علي الجردانية_ سلطنة عمان
المقال :
ملعقة التلقيم في مناهجنا الدراسية..إلى متى؟!
إن التعليم هو سر تقدم الشعوب والذي لابد أن يحظى بإهتمام وافر لأنه يأتي في المرتبة الأولى من القضايا المجتمعية في عصرنا هذا، فالعلم وسيلة لتطوير المجتمعات ورقيها،فبه تبنى العقول وترقى الشعوب،فمن الواجب الإهتمام بأساس صرح العلم والأساس يبدأ من طلبة المدارس.
إن من يطلّع على المناهج الدراسية في المدارس العمانية، نجدها قائمة على النظري أكثر من الجانب التطبيقي أو بالأحرى قائمة على الإسترجاع والإستذكار،ونرى المعلم يستخدم الملعقة لتلقيم الطلبة بالمعلومات المراد إيصالها ،فنجد من متطلبات المواد الحفظ والتلقي بعيدا عن استخدام العقل في الفكر والتفكير وإبداء الآراء والأفكار والمقترحات.
إننا نفتقر لذلك التعليم القائم على مبدأ التطبيق عن النظر أو نصفه تطبيقي والنص الأخر نظري.
فنرى الكثير من الطلبة يحفظون المادة الدراسية كاملة عن ظهر غيب ،ما إن أتى الإمتحان حتى يفرّغ كل ما حفظه فيها، وبعد أن ينتهي منه نجد كل ما حفظه قد ذهب هباءا منثورا،ولا يتذكر أي شيء حفظه، فهنا يعد التعليم كالتلقيم حيث يلّقم الأستاذ الطالب المادة كاملة دون أن يتيح له الفرصة لإستخدام فكره.
فمن المعروف أن الطفل في هذا العصر محاط بعدة وسائل منها: التلفاز،الكمبيوتر،والأجهزة المحمولة"كالأيباد والتاب"، فعندما يقبل الطفل على المدرسة تكون عنده خلفية لما يدور حوله،فمن هنا لابد من التطوير في المناهج فإصلاح التعليم يبدأ من المراكز المختصة لتطوير المناهج الدراسية.
لو أتينا للدول الأجنبية لرأيناهم قد طبّقوا الجانب العملي أكثر من النظري ، ولنجد الكثير من المخرجات من هم في مناصب عليا ومنهم قد تفوق في العديد من المجالات.
فهناك عدة طرق ووسائل للتغيير من طرق التعليم في المناهج الدراسية،ومن الطرق التي لابد أن تطبقها الجهات المعنية في التعليم،من وجهة نظري هي:
استخدام الإنترنت كمنهج دراسي
إستخدام الإنترنت في صفوف الثانوية وجعله مادة أساسية وذلك لمواكبة أحوال العصر الحديث ومعرفة كيفية إستخدام الإنترنت بشكل صحيح،ومعرفة كيفية إستغلاله الإستغلال الأمثل في إظهار مواهبهم عن طريقه وكيفية التسويق والترويج لمواهبهم حتى يحضوا على الإهتمام من الجهات التي تهتم لمثل هذه المواهب.
على سبيل المثال ، هناك العديد من الطلبة من هم موهوبين في التصوير الضوئي فلو إفترضنا أنهم أقاموا مجموعة على إحدى مواقع التواصل الإجتماعي ، يضم كافة الطلبة الموهوبين في نفس الموهبة ، فإنهم سيحظون بالتشجيع من قبل العديد من الأشخاص الذين هم من العالم الخارجي ولرأينا نتائج الطلبة منهم من يحذوا حذوا المحترفين، ومن هم من وجدوا ممولين لهم والأخر قد شارك في عدة مسابقات ونال على المراكز الأولى، وكذلك الأمر للمواهب الأخرى.
ومن جهة أخرى إستغلال الفيس بوك وذلك من خلال إقامة مجمموعة فيه تضم عدد معيّن من طلاب المدارس، حيث يتم إلقاء الدروس والمحاضرات في تلك المجموعة ومعرفة مدى فاعليتها ونتائجها وإستمرارها، وهذه كانت فكرة فريق شموخ نحو القمم المشارك في مسابقة العطاء الأكبر التابعة لمؤسسة رؤية الشباب.
فعلى سبيل مثال:
لنقسم مواقع التواصل الإجتماعي على حسب مواهب الطلاب:
1) الإنستقرام للطلبة الموهوبين في التصوير والتصميم ومن هم مهتمين بالتجارة.
2) الفيسبوك للطلبة الذين يميلون للنقاشات والحوارات.
3) تويتر للطلبة الموهوبين في الخواطر والأشعار.
4)المدونات للطلبة الموهوبين في الكتابات والأعمال الصحفية.
فإن تعويد الطلبة على التحاور والتشاور وإبداء الرأي بحرية وبمسؤولية وتعويدهم على القراءة والكتابة، ستجعلهم يفكرون بطريقة منطقية.
وفي نهاية الأمر فإن الطلبة هم من يستفيدون من هذه المواقع، ولابد لهم أن يساهموا بنسبة للمدرسة وتضع هذه النسبة من المال في رصيد الأنشطة الطلابية.
إن جعل الإنترنت مادة أساسية في منهج صفوف الثانوية تجعل من الطلبة جيل مثقف وواع بمتطلبات عصره الحالي، ويجعله قادرا على الخوض في النقاشات والحوارات والإنتقادات البناءة.
وفي الوقت نفسه يجعل الطلبة متشوقون للدراسة ويأتوا للمدارسهم ويظهروا كل ما لديهم من إبداعات.
كل مادة بمشروع تطبيقي
من جهة أخرى لو افترضنا بأن كل مادة تطلب مشروع تطبيقي من الطلبة لرأيناهم متحمسين في تنفيذ تلك المتطلبات على سبيل الفرض، مادة العلوم تتطلب من كل خمسة طلبة عمل إبتكار متعلق بالمادة وكذلك مادة اللغة العربية تطلب من كل صف دراسي وفي كل سنة دراسية أن يكتبوا كتابا واحدا، يحتوي على إبداعات الطلاب الكتابية "كالمقالات،الشعر والخواطر وغيرها"، وسكون بشكل سنوي فقط لطلبة الثانوية لأنهم مقبيلن على التخرج.
وكذلك لمواد التاريخ والجغرافيا، حيث يتم تخصيص مشروع للتطبيقه عن واقع عمان الجغرافي والتاريخي ، كإعداد فيديوهات عن تاريخ عمان وجغرافيتها.
هذا بالنسبة لمشاريع كل مادة على نهاية كل فصل وما ينتجه الطلبة لابد من تكريمهم وتحفيزهم ، فالبنسبة للمشاريع الممتازة لابد أن يخصص لها مكان في المدرسة كالمكتبة ليطلع عليها الطلبة الجدد ولحذوا حذوهم.
إقامة المعارض والملتقيات الطلابية
من جهة أخرى تقوم كل مدرسة بالإشتراك مع كل المدارس بعمل ملتقيات طلابية وإقامة معرض للمشاريع الممتازة كذلك دعوة الشركات والمؤسسات لزيارة هذا المعرض وإستقطاب وتبني هذه المشاريع والأفكار كذلك إقامة ورش عمل للطلبة، ومحاضرات وغيرها.
فلما يرى الطلبة هذا النوع من المشاركات فإنهم سيبذلون قصارى جهدهم كي يكونوا من المتفوقين.
معايشة المواد الدراسية في أرض الواقع
فالإهتمام بالتلاميذ وإقامة الرحلات الدراسية لهم ومشاهدتهم لنماذج الأفلام التعليمية تعد نقلة نوعية في تطوير العلم والتفكير لدى الطلبة،وينتج عن ذلك تفاعل الطلبة مع محيطه بكل تفاعلية ويكون قادرا على التفاعل مع متطلبات عصره وذلك من خلال إجراء البحوث والدراسات الميدانية.
بالإضافة إلى معايشة كل مادة دراسية ، أي أن يقوم المعلم بأخذ الطلبة لمكان الحدث ويجعلهم يعايشون الدرس كما لو كان واقعا،مثال، في مادة الجغرافيا في درس ما يتحدث عن الجيولوجيا في عمان ، فبالتالي ينضم المعلم رحلة دراسية لموقع يحتوي على الجبال والصخور ويشرح لهم الدرس على أرض الواقع ويطلب من الطلبة أن يجمعوا أنواعا من الصخور كي يتم فحصها لاحقا في المختبرات.
كذلك في مادة العلوم في درس عن الماء، يتطلب من كل طالب احضار عبوة من الماء ويتم فحصها في المختبرات لمعرفة ما إن كان الماء صالحا للشرب وعلى أي المعادن يحتوي.
وكذلك الحال في المواد الدراسية الأخرى، إن استصعب الأمر لإقامة الرحلات ، فبالإمكان على المعلم أن يجعل درسه أكثر إثارة للطلبة دون أية ملل كإبلاغهم بإحضار المواد المتطلبة للشرح.
التنويع في المصادر الدراسية
إن التعليم لا يقتصر على الكتاب، فالمعلم الذكي هو من يعلم كيف يجعل مادته مثيرة للإهتمام، والمعلم هو من يصمم ويشكّل ويهيء البيئة المناسبة للطلبة حتى يتم تحقيق التعليم،فبتنويع المصادر الدراسية كالرجوع للكتب الخارجية ،البحث،إجراء المقابلات، الدراسات الميدانية، واستخدام الإنترنت سيجعل الطالب واعي ولديه خزينه من المعلومات، ويجعله مدركا للشيء المراد تعلمه وفهمه.
توفير بيئة إبداعية مناسبة للطلبة
والاهم من هذا كله، توفر بيئة مناسبة للإستقطاب الإبداعات الطلابية وتشجعيهم وتحفيزهم والاخذ بأيديهم ، ومن التطرق التي تشجع الطالب في دراسته هو نشر أسماء المتفوقين في الجرائد ونشر أرائهم حتى يحفزوا الطلبة الآخرين على التفوق،فهذا كله سيغير من طرق التعليم وسينتج عنه جيل متوسع في مداركه ومهيأ للإستقبال الحياة الجامعية.
تقييم المواد الدراسية سنويا
وذلك من خلال عمل إستبيان للطلبة والمعلمين يتم فيه تقييم المادة مع كتابة آرائهم فيها وملاحظاتهم ومتطلباتهم، بحيث تقووم الوزارة بعدها بتطوير المنهج للسنوات القادمة.
إن الإنتقال من الجانب النظري إلى الجانب العملي يتيح الفرصة للطلبة على تشكيل شخصياتهم المستقلة وكل هذا يتم من خلال تغيير الأنظمة التعليمية والتي بدونها لن يكون هناك تقدم وتطور فعلي أو تنمية مستدامة
ماااااششششاااء الله مقااال واقعي وللاسف هذا مانعيشششه الااآن في المدارس وكذالك معظم الكلياات و كلية البيان احدا هذا الكليات التي تعتمد على الحفظ دوون الرجووع الى التطبيق وتششيجع الطالب الى تطبيق ما درسسه ..موفقه اختي علييياء الئ الامام دائما..
ردحذف