المقالات المشاركة في مسابقة سنبصم فكرًا
المحور الأول : كيف يفكر شباب اليوم و ما هي نقاط ضعفه و قوته.
صاحب المقال الفائز بالمركز الثالث في المحور : أسماء بنت سعيد الصواعية_ سلطنة عمان
المقال :
كيف يفكر شباب اليوم؟ ما هي نقاط ضعفه وقوته؟
الجميع يطمح لعيش حياة سعيدة خالية من الجهد وبعيدة عن المشقة والعسر ، فيحاول شباب اليوم تكريس طاقاتهم وجهودهم لتحقيق طموحاتهم التي طالما تمنوها وسعوا إليها وانتظروها بفارق الصبر..
من هم الشباب؟
الشباب طاقة هائلة ، قوة جبارة من الذين تتراوح أعمارهم بين (15- 25) كمرحلة شبابية في أول بزوغها وقوتها، وبين (25-35) كمرحلة تالية تتميز أيضا بالتمتع بنضج التفكير والقدرة لدى الأغلبية بتفعيل البدائل المتعددة لمهارة حل المشكلات ولكن سأركز هنا في مقالي هذا على الفئة الأولى والتي تتراوح من (15- 25) فعمرهم هذا يُستدل منه على قلة الخبرات التي عاشوها والمواقف التي تعرضوا لها وبالتالي نقص في مهارة حل المشكلات ببدائل متعددة وهذا لا يعني إطلاقا أنهم مفتقدين لمهارات أو أنهم قليلو الإيجابيات ولكن وكما هو معروف لا يوجد هناك تكامل في شخصية أي منا فهناك القصور ، وهناك الإيفاء يبقى هناك الرغبة الذاتية في معالجة القصور بالطرق السليمة واستشارة ذوي الرأي والخبرة لمعالجة الأمور المطلوب معالجتها..
كما أن هذه الفئة الشبابية لديها الرغبة والقدرة على المشاركة في دفع عجلة التطور والنماء والتقدم في البلاد ولا يوجد ما قد يعيق تحقيق آمالهم وهذا من نقاط قوتهم كما أنهم مطلعون واسعو الأفق ، مدركون لما يدور حولهم من خلال وسائل الإعلام والاتصالات الحديثة ومعايشتهم لمواقف مختلفة واكتسابهم لخبرات متنوعة وهذا يجعلهم قادرين و متمكنين من حل المشكلات بطريقة إيجابية خاصةً أن المناهج التربوية الحديثة تتضمن التدريب على مهارة حل المشكلات مما يبث ويثري في نفوس هؤلاء الشباب الدافعية والعطاء اللا محدود..
نقاط قوة الشباب:
من نقاط قوة الشباب وعي وإدراك البعض منهم لأهمية التخطيط وهو تحديد الأهداف في ضوء الإمكانات والمقومات المتاحة له ، بالإضافة إلى تخطيطهم وتحديدهم المتقن لأهدافهم وطموحاتهم وسعيهم الدؤوب لتحقيقها، و كذلك التنافس الإيجابي للالتحاق بكافة مؤسسات التعليم العالي ونيل حياة هنيئة ورغدة مقابل جهدهم وإخلاصهم في العمل ..
الشباب يتمتع بوجود أحلام متعددة لديه وهذا يستفاد منه أنه يستطيع أن ينجز في أكثر من مجال داخل في دائرة أحلامه ولا يكفيه حلم واحد ليتحقق وهنا إيجابية عدم اليأس وعدم الخمول والجري وراء الأحلام والطموحات والغايات وفق ما أوتي من قوة لاستكمال مشواره العملي من أجل حاضر جميل ومستقبل مشرق واعد..
وبالرغم من هذا كله لا يوجد شي إيجابي دائمًا وبشكل مطلق ومتكامل فكل شيء في الكون نسبي وبنسبة متفاوتة تختلف من فرد لآخر حسب الاستعداد الشخصي والقدرات والمهارات التي يتميز بها الشخص دون الآخر، ونظرًا لتعقيدات ومعوقات الحياة الحالية فلا بد من مواقف تعترض هؤلاء الشباب وتحديات تواجههم وهي نقاط الضعف، والتي تمنعهم وتعيقهم من تحقيق عمليات الإنجاز والنجاح في تحقيق الأهداف المرجو تحقيقها ، وقد تكون نقاط الضعف هذه متعلقة بالفرد نفسه وإمكاناته أو بمؤسسات المجتمع الحالي أو بيئته المحيطة.
وأيًا كان المصدر الأساسي الناجمة عنه نقطة الضعف كان لابد من وقفة تأمل وتدقيق وتشخيص لنقاط الضعف ومحاولة إيجاد بدائل لحلها أو التقليل منها لتسير العملية التنموية بخطى صحيحة كما هو مخطط لها. وتتلخص نقاط الضعف حسب وجهة نظري في الآتي:
نقاط ضعف الشباب وكيفية معالجتها:
يكمن ضعف فئة الشباب في وسائل التكنولوجيا وسوء استخدامهم لها ، فشبكة المعلومات العالمية العنكبوتية تطلعهم على كل جديد النافع منه والضار ، فكما نعلم أن كل شيء بالحياة يعد سلاح ذو حدين، لذا هنا لا بد من مواجهة هذا كله بتوجيه أفراد الأسرة المستمر وتعليم الأبناء الانتقاء الصحيح وتنشئتهم التنشئة السليمة وهذا واجب على مؤسسات التنشئة الاجتماعية الموجودة بالدولة بكافة مسمياتها وتخصصاتها كالأسرة والأقران والمؤسسات التعليمية والمؤسسات الدينية ومؤسسات العمل التطوعي والنوادي الرياضية و لا ننسى دور وسائل الإعلام سواء كانت المسموعة أو المرئية ، كما أن التمحيص الدقيق لما يدور حولنا وعدم أخذ كل ما يدور حولنا هو من أهم الأساسيات التي يجب أن نربي عليها شبابنا..
إلى جانب توظيف كافة الإمكانات والطاقات البشرية وإتاحة المعلومات لجذب الشباب لبرامج وأنشطة ترفع من مستواهم الشخصي والاجتماعي والديني فيتكون لدينا شباب صالحين منتجين نافعين لوطنهم مساهمين في بناء الوطن ورفعته ووضع بصماتهم في الرقي بالوطن..
كذلك من نقاط ضعف الشباب ضعف الوازع الديني لدى البعض فنجدهم ينجرفون باتجاه التيارات المخالفة لتعاليم ديننا الحنيف فيتبعون الملذات وعالم المخدرات ليلوذوا بهمومهم ومشاكلهم إلى عالم أكثر دمارًا وهلاكًا لهم وفهمهم الخاطئ للحرية فلا يتقيدون بحدود معينة في حدود الدائرة الإيمانية ، وفي الواقع هناك التقليد الأعمى والذي انتشر بشكل كبير جدًا وعلى نطاق واسع بين الشباب فأخذ هذا يقلد ذاك دون دراية ولا اقتناع بما يفعله فيمحو بذلك شخصيته ويقود نفسه للهلاك والضياع والدمار والتشتت.
وهنا مناشدة لأولياء الأمور بضرورة تركيزهم على أبنائهم في تربيتهم التربية الإيمانية السليمة فالمنزل هو المؤسسة المجتمعية الأولى التي تعنى بتربية الأبناء وتوجيههم وتبصيرهم بكيفية انتهاج السلوك الإسلامي السوي وهي بمثابة الرحم التي تتكون فيه شخصية الفرد، وهي كالإطار الذي تتحدد فيه شخصية الأبناء ضمن محيطه، وتأتي بعدها المدرسة في الاسترشاد في تربية الأبناء المنهج الأخلاقي بأساس متين يترأسه كتاب الله العزيز والاسترشاد بسيرة سيد الخلق أجمعين سيدنا محمد بن عبدالله -صلى الله عليه وسلم- وعلى آله وصحبه أجمعين.
وهناك بعض الشباب وللأسف الشديد لا يفكرون بالمستقبل فكل ما يهمهم هي اللحظة الراهنة فقط بحيث يحصلون فيها على ما يريدون وتنتهي هنا طموحاتهم فهي جدا بسيطة لا تتعدى أقدامهم ولا يفكرون لمدى أبعد من ذلك فيندثر هنا حتى التجديد في الفكر وتنحسر الأمور إلى الوراء وتتقهقر فلا يوجد عند هؤلاء ما يجاروا به العصر من طموحات وآمال يسعون وراء تحقيقها، والبعض منهم يفتقر لمعرفة أهمية التخطيط والتنظيم وبالتالي هم لا يدركون فاعليته لتحقيق أهدافهم مما يصيبهم بالإحباط واليأس نتيجة للفشل الذريع ، بالإضافة إلى عدم شعور البعض بالمسؤولية وعدم وعيهم بالمتغيرات والمستجدات الحاصلة ، و لا سيما محدودية التفكير لدى البعض وضيق الأفق والرؤية والفكر ، ولا يمكننا إنكار مفاهيمهم الخاطئة للأمور والمواقف وهذا يؤدي إلى قيامهم بسلوكيات خاطئة تؤكد عدم إلمامهم ووعيهم بالمفاهيم الصحيحة للأمور ولا المحتوى والمضامين وبالتالي نتيجة طبيعية مؤداها الفشل الذريع في معالجة الأمور وعدم الوصول بتاتًا إلى نتيجة تحقيق الهدف.
وهنا من الواجب تدخل أولياء الأمور والمدرسة في تصحيح المفاهيم والاسترشاد بالمحاضرات التوعوية المفيدة في هذا الجانب لتطوير الفكر وتنقيته من المفاهيم الخاطئة وفق مباديء الدين الإسلامي الحنيف.
وهناك نقاط ضعف أخرى تكمن في عدم وجود معيل لهم فيتسربون ويتشتتون دون توجيه أو متابعة من أحد، وكذلك أحيانًا عدم معرفة الأهل بمهارات أبنائهم وهواياتهم فلا يستغلون ميولهم ومواهبهم بالشكل الصحيح فتوأد المهارات والقدرات قبل أن تولد.. وهنا لابد من ضرورة متابعة مؤسسات التنمية الاجتماعية لهذه الحالات فمتابعتها لازمة مهمة جدًا فهي بدورها تساعد في تشجيع فئة الشباب وغرس السلوكيات السليمة لديهم وتهيئة مناخ مناسب لهم مهيأ تربويًا وصحيًا وسلوكيًا وفكريًا وتنشئتهم التنشئة السليمة ؛ ليحيوا الحياة الكريمة كبقية أقرانهم ..
وختامًا علينا أن نقف وقفة وطنية تربوية للحد من هذا الوضع وتصحيحه قبل أن تفنى طاقات الشباب ويفوت الأوان ، ولا بد من أن نقف وقفة تحد ونضال ونثبت أن النقاط الإيجابية في الشباب بإيماننا بالله وتعاوننا واتحادنا وعطائنا ومساهمتنا وسيرنا على منهج الدين الحنيف والسنة النبوية الشريفة يستطيع الشباب عن طريقها أن يتغلب على كل نقاط ضعفه ..
ومن هنا فأنا أوجه نداء استغاثة لجميع الأسر والمؤسسات الأهلية والحكومية ليقدموا للشباب كل ما يساعدهم لتأسيس شخصياتهم وفق المنهج الإسلامي وتنمية ذواتهم ومواهبهم وإمكاناتهم وتبصيرهم بالفرق بين التقليد والقدوة، وبالتالي المساهمة والمشاركة في بناء حاضر مشرق ومستقبل واعد وفكر مستنير..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق