الخميس، 10 أبريل 2014

المحور الثالث ، المركز الخامس

المقالات المشاركة في مسابقة سنبصم فكرًا



المحور الثالث : "الفجوة الفكرية بين الأجيال" مفهوماً و مظاهر و آثار و حلول

صاحب المقال الفائز بالمركز الخامس في المحور : ليلى بنت سلطان البطاشية_ سلطنة عمان



المقال :

"الفجوة الفكرية بين الأجيال" مفهوما ومظاهر وآثار حلول 

المقدمة:

اذا تكلم الكبار ماذا يفعل الصغار؟!.. لا نحتاج إلى ذكاء وبداهة للإجابة ،فالجميع يعلم الجواب لأنك إذا ما كنت تحت السن القانوني للرد وإبداء الرأي ،فعليك بالسكوت و حتى محاولة سد كافه مجاري التنفس و يا حبذا الهروب السريع من تلك الساحة ،التي لا تلبث حتى تنقلب تكون ما هو أشبه طاولته نقاش سياسيه ،لا تستطيع حينها أن تتوصل إلى من هو المخطئ و من هو المصيب ؛فكل المصطلحات البذيئة تكون سيده الحوار؛ فحتى إن كانت تتوجها فكرة حميدة و رسالة جميله لكن يا للحسرة تصدمك تلك المصطلحات والتشبيهات التي كنت لوهلة من الزمن يفرحك للحظات تجمع السادة الأطراف ؛لأنهما سيثريان الفكر ،لترى بعدها شرارا وقذائف من الالفاظ التي لا تسمن ولا تغني من جوع ،وتفجع عيناك ان كلا الطرفين يشكل أمام نظاريك طرفي مقص ،ويعملان جاهدان على تقطيع الوحدة الاجتماعية بينمها ،ولقلت بداخلك على الدنيا السلام..

عد بضع أسطر للأعلى ،من أين سنهرب ومتى وكيف ؟ و بالأحرى إن لم تكن تلك إذا مناضرة سياسيه أو حرب طائفيه اذا عن اي حديث نتحدث؟! الإجابة بكل اختصار انها صراع الاجيال والفجوة الفكرية بين الأجيال

المحتوى

لنضع السبابة على زر إعادة شريط الماضي في مركز الذاكرة ،ومنها عودة الى لسن الطفولة والزمن الغابر عندما كانت قامت لا تطول المتر حتى.. ستفاجئك نفسك وبينما انت على زاويه من الجدار والجهات العليا تدلي دلوها من النصح والنقد لشخصك انك كنت ممن يشكي ذلك التسلط ،فبعد كل جلسة تأديب ونصح تذهب تغلق الابواب ،لتقوم بلوم التشريعات الباليه التي على أساسها الكبار يريدونك ان تعيش ،وكم شكوت منهم عشق التسلط ،وذكرتهم بين خلانك بأنهم لا يفهمون عليك ،ولا يعون احتياجات لغة الجيل المعاصر ..لنوقف الزر لأنك وانت تطاول بقامتك قامه الكبار ،ستبدأ المواجهات والمشاحنات اكثر فاكثر ؛لأنك بدأت تتعلم كيف تطلق ذخيره من الردود التي في بعض احيانها تسحق رقبه النصائح التي تم اصادرها من الجهة العليا ..

إذا ،فالمشكلة ليست بالجديدة ،فكلما كبرنا هي تجدد جلدها وتتلون بنكهة العصر و ونوع الجيل حديث النزول على الساحة .الآن لنرقي انفسنا كثيرا ولنتعوذ من همسات الشياطين ولنتعلم كيف نبسط حواراتنا مع الكبار على طاوله الحديث بدون مشاحنات.. فعلي –كرم الله وجهه- قال "لا تجبروا اطفالكم على اخلاقكم لانهم خلقوا لزمان غير زمانكم" قد عقل الاقدمون هذه المشكلة منذ الزمن الغابر ،ولكن العقول عليها غشاوة ،فلا تستطيع ان تدرك هذه النصيحة ،ففي حلبه المواجهة تراه يصرخ بداخله (حي على الجهاد على جيل الكبار) وبعدها يضرب بجميع النقد عرض الحائط ،وذلك على اعتبار انه نسخه حديثه الصدور على هذه البسيطة ،وكأنه قطعه معدن فقط أزلنا اكياسها قبل حين ،وهي تحظى الآن بدلال كبير ،ولها نصيب كبير من عدم التعرض للصدمات لصرخات الكبار ،ولكن ذلك بسبب أن اليد الناعمة يخاف عليها فهي قليله الخبرة بالطبع وتلك التوجيهات تأتي من النسخ القديمة كثيرة الخبرة الغير قابله للتحديث وذاك بحسب ظنون النسخ الجديدة ،التي قد تبدوا نوعا ما انها متمسكة بمبدئها الخاص في الحياه ،لذلك تبدأ النسخ الجديدة بإبراز موهبه فذه من نوعها ،وهي القيام بنعتهم بأنهم رجعيون ومتخلفون وساده تحب التربع على كرسي السلطة ،وإصدار تشريعات كيفيه مزاوله الحياة.

فمثلا ،الآن نحن سنتحدث عن نفس الاربع جدران السور ،الذي يحوي خليط بين جيل من فئه جد وابنه وابن الابن...الجد قبل ساعه الفجر يبدا بتشغيل كافه الأجهزة الحيوية ويبدأ باختبار الصوت العالي ،ويبدأ الطرق بالعصا العجيبة على أبواب الغرف الذي يعلن انه على ان يعلن للجميع موعد الاستيقاظ ،وأظن ليس فقط من اصبح يشكي حاله القاطنون في تلك المعمورة بل حتى عصافير هذا الزمن من نوع متأخر النهوض ،فترها تبني أعشاشا سميكة لعلها تمتص تلك الموجات الخشنة ..الجد يُطالب من الجميع إدمان ريحه الفجر ،بالطبع ليس الكل للخمر شارب ،فتراه على كل سفره افطار يتذمر من الجيل القادم ،وأنهم ذخيره نوم لا أكثر ،ولا يلقي بالا لأعذار الابن مُطلقا ،فيا ويح السامعين ،بل يا ويح مسير اللقمة الى المعدة ،التي تبقى معلقه بسبب حالة الخوف من الجدل السياسي القائم على المائدة ،ينتهي الحوار لينتهي بالابن على رأس ابنه الذي لايزال جثه على فراشه ،وشمس الظهيرة تتوسط السماء ،لتبدا مسيره اطلاق قذائف التذمر من الجيل القادم ،بانه جيل تافهة لا يصنع شيئا غير النوم وأما الابن في داخله زلزال غضب وعدم تقدير الكبار الرغبة القوية للاتصاق بالفراش ، ،لتفجعك أصواتهم تطالب انتهاء هذه المهزلة المتواصلة من النوم وسؤال حاله يقول ..لماذا على وساده النوم ايها الساده الكرام؟.. وقس على مثالنا ما شئت من واقف الحياه فكم هو غريب حقا ذاك العالم الخفي تحت فروة شعر كل منا ؟ والأغرب أن كل هذا الجدل لا يحدث إلا وأنت بين أحلام جميلة أو على مائده مملوءة بما لذ وطاب.

يا ترى من هو على صواب؟ هل يعقل أن جيل الكبار هم الجاني والصغار هم المجني عليه؟!. هل هناك يد خفيه تعمل لتزوير الملفات ،لتنقم بجيل ما لترمي بهم وراء قضبان الاتهام؟!. يبدو أنه علينا إيقاف تحريك اللسان بسؤال ( هل) وعلينا أن نقف ونجرب كما جرب المجربون ،فحاول أن تسترق بضع أحاديث الكبار ،لوجدتهم أحرص الناس على مصلحة ابناءهم ،ويعوذننا من أي شيء ،فحالهم كحال مذيعي الاخبار ولاسيما العاشرة منها ،حيث تعد وجبه دسمه من الاخبار التي من حول محتواها يخر الفؤاد متحطما ،لا توجد مراعاة لمشاعر إنسان بسيط رقيق المشاعر ،وكلنا ندرك أنهم لا ينوون إصابتنا بجلطات قلبيه أو سكتة دماغية ،وكذا هو الحال لأباءنا الكرام قد تخونهم طريقة النصح والنقد ،ولأنهم خلقوا على غير زماننا فهم لم يولدوا على كفوف راحه كما قدر لنا ان نعيش ،فهم كدحوا في طفولتهم وذلك على عكس طفولتنا التي مرحنا ولعبنا بها ،فهالهم التقدم والتطور الهائل الذي لا يكاد العقل ان يفقهه في بضع سنين ،وحجم التغيرات السلوكيات التي صاحبته ،وهناك يبدأ عقله اللاواعي باستذكار ومقارنه ماضيه وواقع أبناء ،وقد يقع العقل ببعض الغيرة المفرطة التي تجعله يهجم هجوما قاصفا على أبناءه ،مرشدا إياهم إلى أن يشرعوا بفعل أشياء كان يمارسها في سن مبكره .

الآن ما يتوجب عليك هو ترك سترة العناد يا أجيال النسخة الحديثة ،ولا تكن كحمار يحمل أسفارا ،بل تعلم كيف تصافح النقد اللاذع بروح طيبة ؛و أبصر محتوى رسالتهم إليك ،فكلما انطلقت السنتهم للنصح ،ستدرك بأنها نصائح في معظمها قيمة ،ولكن لا نفقهها ؛لأنهم خاضوا الكثير من التجارب في الحياة ،والتي على أساسها أسسوا عقيدة حياتهم ،وإن كنت تريد مني البصم بالعشر لبصمت لك بالعشرين ؛للأكد لك مدى صدق توقعاتهم ..فكثيرا ما صفعنا الواقع ؛لندرك ان النصيحة التي قالها لنا ابائنا كانت صحيحه ،فتربط السنتنا ساعه المصارحة.

ولا ننسى عباره يحفظها الكل حفظا حتى أني في لحظة من عمري ،كدت لأحسبها نوع من انواع الذكر ،وهي أن التاريخ يكرر نفسه ،ولكن عبقري اللغة احمد توفيق أضاف إليها بعض الكلمات التي يجب أن تزلزل كل شخص وقع في فقدان حاسة السمع للسان الكبار, فقال :"التاريخ يكرر نفسه ولكن الحمقى الذين لم يدركوا ذلك من المرة الاولى". وإن لم نتدارك هذه الحقيقة وأهميه الحوار والتواصل بين الاجيال وضرورة الاخذ بنصحهم ومحاولة إجراء عمليات شفط دهون لطالحها؛ لأصبحنا كحلبة لمنازلة الثيران في وقت النصح والارشاد ، ولا يوقفنا الا انتهاء وقت النزال ،وخروج جميع الاطراف تشتكي الالم من الطرف الاخر.



الخاتمة

قد لا تمنح تراخيص لمزاله الحوار بين الاجيال ولكن من يقدر حقيقه ان لكل وقت رجاله وادبه فقد استطاع اب يرقى في فن التواصل بين الاجيال المختلفة بذكاء خارق وتمر الحياه بسلاسة عذبه وتعاد تحاك خيوط المجتمع لتشكل نسيج اجتماعي راقي بعيدا عن المقصات والايادي التي تقطع خيوط الوصال .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق