المقالات المشاركة في مسابقة سنبصم فكرًا
المحور الرابع : تأثير التكنلوجيا و وسائل الإعلام الحديثة على الفكر
صاحب المقال : سما ميثم الأوسي
المقال :
تأثير التكنلوجيا ووسائل الإعلام الحديثة على الفكر
زمن سريع يجري وكأنه وادي يتميز بسرعته وعنفوانه وقوته ، هكذا هي قضيتنا التي سلطت عليه الضوء لأهميتها ، كثيرا ما نسمع في وقتنا الحاضر بمصطلح التكنلوجيا ، فالجميع أدرك معنى التكنلوجيا والمقصود به هو التطور الذي حدث في التقانة . ظهرت التكنلوجيا في عهد قريب ، فظهرت وغيرت العالم برمته ،انقلب حال كل شخص متفرغ إلى شخص مشغول ، وكل شخص مشغول إلى شخص لا يستطيع التحدث مع أحد ، أصبحت التكنلوجيا جزءاً من حياتنا اليومية ، أصبح الناس لا يستطيعون التخلي عنها وكأنها قطعة من جسدهم ، فمنهم من ترك الدراسة من أجلها ، ومنهم من غفا عن أولاده من أجل أن يراقب تطورها .
التكنلوجيا ليست بالأمر السلبي وليست بالأمر الإيجابي ، ولكن سلبياتها تحوم حول إيجابياتها ، فلو نظرنا إلى الزاوية الإيجابية منها لوجدنا أنها سهلت طرق التواصل ، فهي سريعة وعالية الجودة، ومنخفضة التكلفة ، لكن لو رجعنا قليلا للوراء لوجدنا أن الشخص المسافر كان عندما يتصل بأهله يحسب الدقائق، وكان يترقب العروض الخاصة من شركة الاتصالات ، ولكن اليوم مع تطور الزمان وظهور التكنولوجيا أصبح بإمكانك التحدث مع أي شخص وبكل وضوح وارتياح ليوم كامل ومجاناً ، هذا ما جعل التكنلوجيا تسلب عقل الكثيرون ، حتى أنها سهلت عمل طلاب العلم والموظفين ، فبكبسة زر تستطيع أن تجري عملية حسابية بدلاً من استخدام ورقة و قلم وعصف ذهني وإلى غير ذلك .
ولو نظرنا إلى الزاوية السلبية منها لوجدنا توافدا كبيرا للأفكار ، فأولاً وسائل الإعلام الحديثة ألا وهي ما يطلقون عليها الان التكنلوجيا فهي غير صحية ، فكم من شخص ارتدا نظارات طبية بسبب جلوسه اليومي على الحاسب الآلي مما أدى إلى خلل في نظره ، وكم من شخص واجه آلآلآم كثيرة في رقبته وظهره أماكن كثيرة في جسده بسبب جلوسه اليومي على الحاسب الآلي والتلفاز وغيره من الوسائل الحديثة ، فهي سلبت منا أوقاتنا التي لولاها لفعلنا الكثير من الأعمال ، وأهمها لإنشغلنا بالطاعات لكي ننال رضى الله عز وجل .
ولكن ماذا لو قنا بأن التكنلوجيا ووسائل الإعلام الحديثة أثرت سلباً على تفكيرنا ؟!
من وجهة نظري أن التكنلوجيا أثرت سلباً وبشكل كبيرعلى تفكيرنا ، فالتكنلوجيا ووسائل الإعلام ربما تكون في أعين الناس كنز ولكن في الحقيقة لو تفكرنا قليلا لرأينا بأن هناك حرب قائمة الأن ولكن حرب من نوع آخر ، حرب متطور فآلية عمله هي باستخدام الوسائل الحديثة ، فالغرب يقيموا الحرب على العرب ولكن ما يدافعون به ليس بالأسلحة لا بل بالأفكار وهو ما نطلق عليه اليوم بالغزو الفكري ، وكل تلك العادات جلبناها من وسائل الإعلام الحديثة كالشبكة العنكبوتية التي تحتوي على الكثير من المواقع وأيضا التلفاز الذي يحتوي على مسلسلات تنوعت في أنواعها فمنها التركية و منها الكورية و منها المكسيكية وغيرها التي باتت بمثابة فخر لكل من يشاهدها لأنه يشعر بأنه متطور ومعاصر لزماننا الحالي ولكن تلك المسلسلات لا تصوور واقعنا ولا حتى واقع الدول الأخرى هي فقط تصور واقع لن يحصل أي خيال ليعيشوا الناس في خرافات ، حتى أنها قد تشجعنا على فعل الشر فبذلك سنبتعد عن ديننا الحنيف تدريجيا دون شعور لنجد أنفسنا يوماً ما ندافع عن الغرب ضد العرب ، ولكن كم من شخص يحمل شهادة الدكتوراه ولو سألته عن تطبيق الواتساب الذي بات منتشراً في العالم لسكت برهة من الزمن لأنه لايعرفها ولا يود معرفتها ، فهم الأن منتصرين بهذا الحرب والدليل على ذلك تطبيقنا لأفكارهم وأسلوبهم وحركاتهم وحتى كلماتهم وهوما يطلق عليه العرب ظاهرة التقليد الأعمى التي انتشرت بشكل كبير في وقتنا الحاضر ، فلو ننظر لحالنا اليوم لوجدنا بأن لا يوجد بيت عربي يخلو من تقاليد الغرب وعاداتهم فحتى الطفل الذي لا يعتبر فرد منتج في المجتمع فقد أصبح يقوم بحركات تسبق عمره وإن سألته عنها فيقول بكل براءة بأنه رأها في الرسوم المتحركة ،وحتى أن بعض الأطفال لا يشاهدون الرسوم المتحركة بل يشاهدون الأفلام الأجنبية التي تعد كارثة كبيرة ، لأنها بنظري عامل قوي لفساد الفرد ومنها فساد المجتمع ومنها فساد الدولة ، فحتى الأخوات المسلمات التقيات بدأن يشعرن بالخزي من ملابسهن المحتشمة ويشعرن بأنهن متخلفات فلذلك نجد الكثير منهن انحرفن ، للأسف لقد نسوا أننا نسيرعلى نهج العقيدة الإسلامية التي تدعو إلى الحشمة والعفة . فأصبح الشباب والفتيات يلجأون إلى الشبكة العنكبوتية عندما لا يرون هناك تفاهم بين أفراد الأسرة ، فيذهبوا ويشكوا أحوالهم إلى أناس غرباء ، أناس قد لا يفقهون بالدين فيحولون أفكارهم المعتدلة والمستقيمة إلى أفكار منحرفة ، ومن هذا المنطلق أنشئت خلافات عائلية كبيرة . وقد نجد في المحلات مناظر تشمأز لها النفس فهي تعتبر موضع سخرية بالنسبة للغرب.
في الحقيقة من وجهة نظري أعتقد بأن من الجيد مراقبة الأهل لأولادهم وتحديد وقت مناسب لمعاصرة التكنلوجيا ، لكي لاتتغير على أفكارنا وتنحرف ، فمن وجهة نظري أرى أن التكنلوجيا ليست بالمهمة ، فكيف عاش أجدادنا في سابق عهدهم دون تكنلوجيا و وسائل الإعلام الحديثة ، فبدون التكنلوجيا حملوا أفكار بريئة ومعتدلة ومستقيمة وبعيدة عن الانحراف والإنحياز ، فالتكنلوجيا عبارة عن لهو من وجهة نظري ، فطلاب العلم في سابق عهدهم كانوا يتعلمون من الكتب فبذلك أصبحوا علماء ، ولكن اليوم أصبح طالب العلم يكتب كلمة في موقع البحث ويجد الإجابة ويقولون عنه بأنه بحث ، أي بحث هذا ؟ فهو لم يجتهد ولو أتيت له بعد يومين وسألته عن المعلومة التي بحث عنها في الشبكة العنكبوتية لوجدته لايعلم شيء وكأنه لم يسمعها من قبل، ولكن لو بحثنا في الكتب فستبقى المعلومة مألوفة في عقولنا لأننا حقاً اجتهدنا في البحث عنها ، ولو قلتوا لي بأن التكنلوجيا سهلت لنا التواصل ، فسأقول لكم هذا ليس بالتواصل الأخوي الذي حث عليه رسولنا الكريم فنحن نرسل رسائل لاتحمل معها سوى حروف مجردة من مشاعر الحب والمودة ، ولا نذهب لرؤيتهم والإطمئنان عليهم بل نكتفي بإرسال دعاء فرج لكل مهموم ودعاء شفاء لكل مريض ، فكم من شخص دعا شخص آخر لزيارته وعند الزيارة لن تجد إلا أن الاثنان جالسان بجنب بعضهما ولكن لا يتحدث أحدهما مع الاخر بسبب انشغالهما بالهاتف النقال ، حتى أصبحت الضيافة في اللبيوت العربي الرقم السري للشبكة اللاسلكية ،فنحن برأيي لانحتاج إلى التكنلوجيا ، فأنا أقف موقف أجدادنا السابقين في رفضي للوسائل الحديثة لأن مضارها يستولي على فوائدها .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق