الاثنين، 7 أبريل 2014

المحور الثاني ، الفائز بالمركز الثاني

المقالات المشاركة في مسابقة سنبصم فكرًا




المحور الثاني : طرق لتطوير الأنظمة التعليمية القائمة على الحفظ و التلقين لا على الفكر و التفكير

صاحب المقال الفائز بالمركز الثاني في المحور : خلود بنت خلفان الشامسية_ سلطنة عمان




المقال :

قمر حتى إشعار آخر



لا بأس أن أكون قمر ... طلما سأصبح شمساً في يوم من الأيام ...استمد من الأخرين كل ما احتاجه...حتى يمكنني أن أبث ضوئي الخاص على من حولي ... ضوء لا يشبه أضواء الأخرين ... له بريق آخر يميزه ، ولا ينسى فضل الأخرين عليه ممتن لهم إلى مالا نهاية.



من لا يتمنى أن يكون شخصا مميزا ؟ أجزم أن لا أحد ، فلا أحد لا يرغب بذلك قطعاً ، ولكن هناك شخصاً يرغب بذلك ، ويفكر بالطريق الى ذلك ، فقد يبدأ من الاشيء -من الصفر- حتى يصبح ما يتمنى، وبينما هناك شخص آخر سيعتبر هذا الأمر ضرباً من الخيال مجرد صدفة أو حظ أو أن المرء يولد هكذا ولن يكون لديه العزم لعمل خطة فهو لا يقتنع بجدوى هذه الأمور فهو منشغل بهوى نفسه تأمره نفسه بالتقاعس فيطيع ، أما الشخص الأخير فيذعن لصوت الطموح في بداية الطريق ثم يسقط فلا يستطيع النهوض ويظن أنها النهاية ولم تكن إلا البداية ؛ لذا يجب على شباب اليوم ضبط النفس ، ولهم في عمر بن الخطاب الدروس فكان رضي الله عنه يضبط نفسه عند الكبر فيحمل على ظهره المتاع كعامل أمام الملاء من الناس ليأدبها فالجنة أثمن من مثقال ذرة من كبر و ضبط النفس لايعني عدم الإستمتاع بملذات الحياة في الحلال أبدا بل شدد عليه صلى الله عليه وسلم في قوله عند غلو ثلاثة من الناس في عبادتهم : ( لَكِنِّي أَنَا أُصَلِّي , وَأَنَامُ , وَأَصُومُ وَأُفْطِرُ , وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ , فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي ) ، و لا بأس بالسقوط أحياناً فهو درس مجاني ولكن لا تكون مجرد إنسان عادي كن أنت ما تتمنى أو (كن أنت كما تريد) كما يقول الأستاذ طلال الرواحي ، وأكسر الوجه الآخر في المرآة لشخص لا ينتمي إلى الحياة ، فهو وأن كان حي ميت في كل تصرفاته ليس لديه أي شغف ولا رغبة بتحقيق هدف .



و لا يلام شباب اليوم كثيراً أن كانوا لا يحملون شغف بالحياة شغف بتحقيق أي أمر خارج عن المألوف ؛ لانهم درسوا على مبدأ التلقين والحفظ و الإجابات التي ترضي المعلم لكسب الدرجات!

كم تمنيت أن يكون أهم الدروس لي فالمدرسة ما هو طموحي وعند بداية كل عام جديد يعاد علي هذا السؤال يخبروني عن تلك المهن التي قد تكون حلم من الأحلام فقط ، وليست نهاية الحلم بل البداية ؛ فالاحلام ليست وظيفة فقط ، و كم تمنيت أن يطرق على جمجمتي ليدرك عقلي مبكراً قبل أن أفاجأ بلاحلم و أحمد الله أني حظيت بمن طرقه في منتصف الطريق . وأيضاً كم تمنيت لو أنني صنعت تلك الأشياء الصغيرة في المدرسة : طائرة ورقية ، وسيارة تسير ، و خدعة من خدع العلوم المسلية ،أو كتبت قصيدة أو مقال ، ولم نتوقف عند ذلك الحد البسيط ! فشغف الطلاب لهذه الأمور أكثر من ذلك و أكثر من حصة لتسميع ما تم قراءته فكلما كبر الطالب احتاج لشي ككبر عقله لم نستهين بتلك العقول بإعطائها القليل فهي تستطيع أن تغير مجرى التاريخ !

كم تمنيت أن يتم تعريفي على مكتبة المدرسة بطريقة أجمل من أن يكون واجب أو مشروع ، فأنا تعرفت على عالم القراءة الجميل بحق قبل إنهاء الدراسة في الجامعة بسنتين فقط عند أستاذة الكتابة الإبداعية حيث قرات ماكنت أجهل أنه بالإستطاعة القيام به ، وكيف كنت أجهل تلك اللذة في القراءة والمناقشة ليس لانه لم يوفر لنا قبل ذلك مكتبة ولكن هدفنا من مكتبة المدرسة والجامعة هو النجاح فالدراسة فقط و لم نكتشف متعتها وإجاباتها لتسأولاتنا المحضة والمجردة من الدرجات ، فالكتب تجيب تسالولاتنا الخاصة ، و لم ننتبه أنه يمكن النجاح مع فعل الأشياء الجميلة ، و أحمد ربي كثيراً لأنه قد تم إعطائي فرصة لدخول تلك الأنشطة الجميلة في المدرسة و الجامعة وكان لذلك الفضل الكبير في شخصيتي الآن وفي تمسكِ بتلك الأحلام الصغيرة التي أربيها لتكبر و سأضل فخورة بها مهما حدث ، و أحمد الله أن منحني من اقتدي بهم وأسير على خطاهم و أرغب أن اكون على شاكلتهم ، ففضلهم كبير جداً، فمنهم من طرق بابي و أخبرني بلاجدوى البقاء عادياً إذا لم أكن مميزاً فنافست نفسي ، ومنهم من علمني أن التعامل مع الوقت سحر عجاب فكل ثانية خطط لها مسبقاً ! ومنهم من علمني أن أسهل طريقة لأن تصبح معلمة لغة انجليزية هي جعل الطلاب يتحدثون كثيرا وتعلم القواعد من خلال الكلام وليس العكس! وهناك من علمني أقسى الدروس أن البحث العلمي ليس مجرد ورق لتسليم ولكن هو جزء منك للمستقبل الأفضل ، ولله الحمد والمنه على ما وصلنا إليه من تطور تكنلوجي ساهم بشكل كبير في تغير نمط التدريس الى الأحسن .



و من جهة آخرى لا يجب علينا كثيرا أن نلوم السابقين عما حدث ( فلم يكن بالإمكان أكثر مما كان) ، فلم يكن لديهم ما لدينا الآن ، فقد ساهم التطور التكنلوجي والتطور في المدارس و مرفقاتها و أدواتها و مزج ثقافاتٍ كثيرة لتعليمنا في الجامعات لنكون على مانحن عليه الآن . لم يعلم السابقون مثلاً الكثير عن كتب تنمية الذات حيث لا يجب أن يكون هدفنا مقتصر على وظيفة ، و لم يكون لديهم سهولة التواصل مع العالم حيث أتاح فضاء الانترنت لنا تبادل الخبرات بسرعة ، فمن لم يعجب مثلا ببرنامج ( فلمها ) لشاب سعودي يدعى (لؤي الشريف) في اليوتيوب يعلم اللغة الإنجليزية عن طريق الأفلام أليس لتطور كهذا أثر كبير لتغير للأفضل ، فلا يسعنا الآن الا أن نشكرهم فهم قدموا أقصى ما لديهم من خبرات و أن نقوم نحن كمدرسين جدد بدورنا على أكمل وجه لينشأ جيل لا يدعنا أقل شأن من اليابان مثلا ! لما الضحك ألم نتفق أن البداية ممكنة من الصفر ، فكيف إذا كنا إرتفعنا عن الصفر بكثير جداً ، وقد يأتي أجيال آخرون ويجدون هذه الفجوة الثقافية بيننا و بينهم فالتكنلوجيا تتطور كل دقيقة و ستعي ذلك إذا نظرت الى ما يعلمه أخوتك الصغار، و لكنهم سيعلمون أننا بذلنا أقصى ما نملك و كم أنا سعيدة لتحقيق رغبتي بأن يكون أول درس تجريبي لي كمعلمة عن الطموح ، و سعدت بتلك الطموحات الصغيرة والمضحكة والغير متوقعة عندما دخلت عليها وسألتهم عنها فمن بين تلك الطموحات : ثلاث مدرسين ، ولاعب ، ودكتورة ، ومتسلق إفرست وسيارة بنوع لا أذكره -لا علاقة لي بالسيارات- كان هناك ذلك الحالم ببيت أيضاً .أحلام جميلة و صغيرة ترفر في رؤسهم أتراهم سيذكروني عند تحقيقها ، قد تبدو الاحلام مضحكة قد نضحك لأنها بعيده لكن ما أجمل الأمساك بها بين أيدينا كفراشات نزهو بها ثم نجعلها تحلق . ولتحقيق جيل يسعى خلف أحلامه وأحلام مجتمعه لابد من نشر تلك الأفكار الجميلة في التدريس وعدم حرمان الأخرين من تلك الأفكار التي تغير نمط التدريس من حفظ وتلقين إلى ممارسة و تخيل و إبداع و متعة و استفادة ، وتطبيق تلك الطرق التي درسناها فالجامعات فلا تبقى مجرد كلام يدون . كم سعدت جداً عندما أخبرتني أختي بأن أستاذهم يطبق أحد الأساليب التي درسناها (Desuggestopedia) فيقوم بتشغيل الموسيقى الكلاسكية لكسر حاجز الخوف عند الطلبة ،و بغض النظر عن المؤيدين والمعارضين للموسيقى لكن نحن نتحدث أن المدارس والجامعات تشبعت من النمط التقليدي في الدراسة و آن لتلك العدوى الجميلة أن تنتشر و تتفشى . عدوى لا تجعل الطالب يتمنى الخروج من أبواب ذلك الفصل فهو مستمتع ومستفيد يعي أهمية حضوره ، و هي عدوى لا تشمل التطور التكنلوجي وحسب بل تشمل إبداع المعلمين .



و في عصر أصبح الإستغناء عن الأجهزة و وسائل الإتصال المختلفة شبه مستحيلاً نحتاج أيضاً لضبط النفس و تقنين الإستخدام حتى لا نصبح عبيد للألة ، فهي صنعت لتفيدنا وليس لتأسرنا . جرب وقم بقطع الإتصال بالإنترنت لن أطلب الكثير ساعة واحدة و أنظر إلى ما حققته خلال تلك الساعة من إنجازات ستبهرك تماماً ، وقد تعيد الكرة مراراً عوضاً عن تنويمها المغناطيسي الممارس علينا يومياً ، ولا بأس بالإستمتاع بها فهي نعمة ولكن إنتبه أن تتشبه بتلك الآلة وبما تحويه فليس كل شي قابل للإستيراد وللأسف الشديد و مما يألم القلب فقد أثر ما ينشر في وسائل الإتصال كالوتساب و تويتر والفيس بوك على شباب اليوم فأصبحوا يتشبهون بالفئة الفاسدة باستخدام الكلمات البذيئة علناً و بسبب أو دون سبب مبرر لإعتقادهم أنها تجعل الشخص (كول) ، وكما انهم تركوا الفئة الحسنة فمن لا يعرف مثلا سارة رياض الحميدان مؤسسة مشروع أصدقاء القراءة في تويتر وموقعها أصدقاء القراءة المحاكي لجود ريدز ، فأصدقاء القراءة هناك نشروا عادة حسنة بيننا وقد كنت أخشى أنه لا أمل بتاتا في إنتشار تلك العادة ولكنهم أثبتوا العكس وكسروا ما كان مستحيلا فأمة اقرأ أصبحت تقرأ و إن كنت تدعي عدم حدوث ذلك ، فأنظر إلى تويتر وستعي ما أعني و شارك هذه المتعه مع من حولك . إذاً فالتكنولوجيا سلاح ذو حدين قد نستخدمها لكي تساعد في إيصال الغاية ولكن لا يجب أن تكون الغاية هي إستخدامها فقط ! فإذا كانت لا تخدم الشرح في القاعات الدراسية ، فلما يجب إستخدامها ، ويجب أن لا تكون المحور الرئيسي فقد تتعطل تلك الآلات ، فلا يعني ذلك إلغاء الدرس مثلاً أو صعوبة إيصال الفكرة يجب أن تكون هناك مرونة و قابلية لتكيف بها و بدونها ، فقد تكون كثرة إستخدامها روتين ممل للطلاب .



و بعد الكثير من ضبط النفس ، وبعد الكثير من المحاولات الفاشلة أو الناجحة نحو درب النجاح والتميز ، وبعد الكثير من صقل النفس وتنمية المهارات والإستفادة من خبرات الأخرين و تطويع التكنلوجيا ، فسأقول لك قلد الرسامين والشعراء والكُتاب والمخترعين وغيرهم و إقتبس طقوسهم و حاكي تفاصيل ما يحيكون بمهارة لتتقدم بعد أن كنت قمراً يستمد ضوءه من الأخرين آن الآن أن تكون أخيراً شمساً لتضيء دربك و درب من حولك ، و خلف ذلك الجدار الكبير بعد أن تطل منه سترى تلك السحابات الحالمة المبتعدة عن القاع مع أحلامها تسترق حديث القمر و الشمس عن الطموح فتحلم به .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق