المقالات المشاركة في مسابقة سنبصم فكرًا
المحور الثاني : طرق لتطوير الأنظمة التعليمية القائمة على الحفظ و التلقين لا على الفكر و التفكير
صاحب المقال : آمال بنت سالم الفارسية
المقال :
طرق لتطوير الأنظمة التعليمية ( كالمناهج الدراسية ) القائمة على الحفظ والتلقين لا على الفكر والتفكير
مما لا شك فيه وكما يتضح للجميع الأنظمة التعليمية المتبعة في المدارس وبعض التخصصات الأكاديمية في الكليات والجامعات الخاصة والحكومية ، من اعتماد المناهج الدراسية معظمها على الحفظ والتلقين ، والذي كما اعتقد أنه يعتبر نوعا من تعطيل الفكر والتفكير ..
فنظام التعليم المتبع في المدارس الحكومية يعتمد في غالبه على التلقين والحفظ ، فكل ما يجده الطالب في المدرسة هو حضوره الحصص الدراسية ، والاستماع لشرح المعلم ، لا أنكر وجود بعض الدروس التي تعتمد على الاكتشاف كمادة العلوم في بعض دروسها ، لكن لا يعتبر ذلك كافيا . فما يستكشفه الطالب ويبحث عنه شيء بسيط للغاية . كما لا انكر جهود بعض المعلمين الذين يتيحون مجالات واسعة لطلبة للبحث والاستطلاع من خلال أساليب التدريس المتنوعة التي يجتهدون في فعلها . ولكن لا اعتبر ذلك كافيا إذا لم توجد أنظمة تعليمية ومناهج تعتمد في منطقها على إعمال فكر الطالب وإطلاق العنان له للتفكير والبحث والاستكشاف .
ومما لا يخفى على الجميع أن نفس هذا النظام هو المتبع في معظم التخصصات الأكاديمية في الكليات والجامعات بالسلطنة ، والذي كما اعتقد أنه يقيد حرية الطالب الأكاديمي في البحث والاطلاع إلا من رحم ربي . فكل ما يفعله الطالب الأكاديمي هو تكريس معظم وقته وجهده لحفظ المقرر الدراسي حتى وقت الامتحان . أما عن الفائدة التي يجنيها الطالب من ذلك ، فقد تكاد تكون محصورة في حصوله على درجة جيدة في الاختبار النهائي . وأذكر في ذلك أن هناك مقررات تتيح للطالب التفكير والبحث وتتيح الفرص للاستكشاف ، وما نريده أن تتاح هذه الفرص لجميع الطلاب دون استثناءات التخصصات المعروفة ، وأن يكون دافع الطالب للبحث والتفكير نابعا من ذاته ، ليس إجبارا من أحد .
ما ذكرته سابقا ليس نقدا للأنظمة التعليمية ، ولكنه واقع ملموس نلاحظه نحتاجه في بعض الأحيان ونتمنى تغيره ، وتغيره لن يأتي إلا إذا تكاتفت أيدي المواطنين والحكومة للارتقاء بالأنظمة التعليمية المتبعة في السلطنة وخلق نظام تعليمي متطور يرتقي بالأجيال القادمة .
استخدام التكنولوجيا الحديثة في التعليم
التطورات التكنولوجية الحديثة في الوقت الحالي بلغت آفاقا واسعة من الرقي والتقدم والمعرفة ، وشملت على جميع المجالات في حياة الانسان المعاصر ، ما نحتاجه هو إدخال هذه التكنولوجيا في الوسائل التعليمية المستخدمة ، وتعريف الطلاب بها وفوائدها وأخطارها . فلا اعتقد أن طالب تعود على استخدام التكنولوجيا في منزله ، وعندما ذهب للمدرسة لم يجد ما تعود عليه بقادر على التكيف والتأقلم مع هذه الأنظمة ، فيحدث تناقض بين البيئات التي يعيش فيها الطالب ويدور في مجالها . وكذلك الطالب الجامعي الذي يدرس في الكلية أو الجامعة ولم يتعود على استخدام التكنولوجيا في التعليم قد يجد صعوبات أثناء استخدام الأنظمة الإلكترونية المطروحة في الكلية أو الجامعة .
المعلومات في المناهج التعليمية
هناك كتب ومراجع مضى على طباعتها ونشرها سنوات ، مما جعل المعلومات التي بها تكون قديمة بعض الشئ ، ثم وجب وجود نظام يحدث المعلومات التي يدرسها الطلاب ويتابعها ويراقبها. كذلك فإن الطالب قد لا يستفيد من الكم الهائل من المعلومات التي تطرح في بعض المقررات . فالعالم اليوم أصبح يضج بالمعلومات ، فالطالب لا يحتاج إلى أن يحشى عقله بكم هائل من المعلومات لا يستطيع أن يوظفها في حياته العلمية والعملية . ثم يجب أن تتاح للطالب فرصة التفكير في نوعية هذه المعلومات وكيف يمكن أن يختار المعلومات الصحيحة ، وكيف باستطاعته نقد هذه المعلومات وتوظيفها التوظيف الصحيح من خلال وجود مناهج دراسية تعلم الطالب ذلك ، وتتيح له فرصة تطبيقه .
نحتاج إلى تطبيق ما تعلمناه لا حفظه فقط .
هناك مثل يقول " أخبرني سأنسى ، أرني فقد اتذكر ، ولكن أشركني في الموضوع سأعي وأفهم " ، ومن منطلق أن " العملية التعليمية منظومة مشتركة بين الطالب والمعلم " ، فإن ما نره في الواقع يختلف عن ذلك تماما ، فنحن لا نحتاج إلى كم هائل من المعلومات نحفظه بدون أن نفهمه أونطبقه ، ففي ذلك تعطيل للفكر والتفكير ، ما نحتاج إليه أشياء ملموسه نستطيع تجريبها واستكشافها ، نحتاج إلى نظام تعليمي يجمع بين الاستقراء والاستنباط ، فالطالب يجرب ويستكشف ويصل إلى النتائج ثم المعلم والمنهج المطروح يضيف إلى استنتاجات الطالب ومعلوماته ، ومن جانب آخر هناك معلومات تدرس لطالب ثم يترك لطالب فرصة تجريبها وتطبيقها . ويمكن تطبيق ذلك على جميع المواد والتخصصات ، ففي النهاية نحتاج إلى طرق تساعدنا على ترسيخ المعلومات واستخدامها بشكل صحيح وسليم ، بدلا من إهدار جهد الطالب للسنوات عديدة في الحفظ فقط ، بدون تطبيق وتوجيه لما تعلمه . ولا أعني بذلك أننا لا نحتاج إلى الحفظ ، فلولا الحفظ لما تمكنا من تطبيق ما تعلمناه ، فنحتاج إلى مناهج وأنظمة تعليمية تجمع بين الحفظ والتطبيق .
تفعيل دور المكتبة والإنترنت
اعتماد الطالب على المكتبة والانترنت يعطيه دافعا للبحث والاطلاع ونقد المعلومات التي يتلقاها ، بالإضافة إلى ترسيخها في ذهن الطالب ، واكسابه معرفة كبيرة بما يدور حوله . فوجود منهج واحد يعتمده عليه الطالب في فصل دراسي كامل قد لا يتيح لطالب هذه الفرص ، فالكتاب يكون كمرجع أساسي للطالب لأهم المعلومات والمعارف التي يحتاج إلى اكتسابها والبحث عنها .
مادة الاستكشاف والابتكار وحل المشكلات
اقترح وجود مادة تسمى الاستكشاف والابتكار وحل المشكلات أو أي اسم في إطار هذا المعنى ، تطرح لطالب في جميع مراحله الدراسية ، تناقش فيها القضايا المعاصرة ، وتتيح لطالب فرصة التجريب والتفكير والابتكار في كافة المجالات الحياتية العلمية والأدبية والفكرية ، وتوظف التكنولوجيا الحديثة في تدريسها وتقديمها لطلاب ، تنمي لديهم حس المسؤولية بالعلم والتعلم ، ويترك للطالب من خلالها فرصة التفكير والابتكار والبحث والاطلاع ، وتعلمه الأسس والأصول العلمية لذلك .
المدرسة النموذجية
المدرسة النموذجية من وجهة نظري هي المدرسة التي لا تعتمد على التلقين ونظام الحصص المعهود والكتب المعروفة لدى الجميع فقط . لكنها هي المدرسة التي تكون مجهزة بكافة وسائل البحث والتجريب والاستكشاف والتكنولوجيا التي تجعل الطالب يجرب ويكتشف ويفكر وكأنه على أرض الواقع ، المزودة بالوسائل التعليمية والترفيهية المختلفة ، ومجهزة لتكون نموذج مصغر عن الواقع المحيط ، ومجهزة بكافة وسائل الصحة والسلامة التي تحافظ على الطالب . وتعتمد في منهجها على تعليم الطالب أصول الأخلاق والدين والصحة واللغة ، ثم تنطلق إلى العلوم الأخرى لتزود الطالب بجميع العلوم التي يحتاجها وتوجهه إلى التخصص الذي يتناسب وقدرات الطالب ومهاراته وميوله ، وتفتح له آفاقا واسعة من العلم والمعرفة ، وتعطيه دافع للتفكير والتوجه نحو العلم والابداع والابتكار واستغلال الوقت بما يفيد وينفع ، والسعي نحو رقي المجتمع وتطوره .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق