الثلاثاء، 22 أبريل 2014

المحور الرابع ، المركز التاسع

المقالات المشاركة في مسابقة سنبصم فكرًا



المحور الرابع : تأثير التكنلوجيا و وسائل الإعلام الحديثة على الفكر

صاحب المقال الفائز بالمركز التاسع في المحور : مشعل بن حميد المقبالي




المقال :

تأثير التكنلوجيا و وسائل الإعلام الحديثة على الفكر 

عندما يصف احدهم العصر الحالي يقول على انه عصر التكنولوجيا او عصر السرعة إذا التقنيات الحديثة هي المحرك الرئيسي للعصر الحديث ولا تكاد تخلو بقعة على وجه هذه البسيطة من تقنيات تستخدم بين عامة الناس ، و ما جعل العصر يزداد سرعة إلا تطبيقات التكنولوجيا الحديثة او ما يعرف بالإعلام الحديث حيث جعل سرعة انتشار الخبر او الإشاعة اسرع حتى من الضوء او الصوت إذ ان الصوت او الضوء لهما مكان محدد للانتشار و بعدها يتشتتان إلا أن الخبر في وسائل الإعلام الحديثة ينتشر ويدور شرقا وغربا و لا يكاد انتشاره يبدئ بالخفوت حتى يظهر خبرا ينفي او يؤكد و يزيد دوران الخبر سرعة و فوضى لا نهاية لها .

مما لا شك فيه أن للتكنولوجيا و وسائل الاعلام الحديثة تأثيرات لا أحد ينكرها سوآءا تأثيرات إيجابية ام سلبية ، يظهر ذلك جليا في الجيل الحديث فبعض كبار السن يصفون شباب العصر الحالي بأنهم اكثر وعيا من شباب عصور السبعينات و الثمانينات من القرن المنصرم ام بعض كبار السن فيصفون شباب اليوم بأنهم بلا مسؤولية و بدأوا بالتخلي عن عاداتهم و تقاليدهم و الانحياز نحو الغرب و الشرق لاستيراد ثقافات لا تمت لثقافتنا العربية والإسلامية بصلة. وجميع الآراء حسب وجهة نظري لا غبار عليها .



هل تؤثر التكنولوجيا و وسائل الاعلام بشكل إيجابي ام سلبي على الفكر؟

اكثر الفئات قابلية لتغير الفكر هم الاطفال و الشباب و بالتالي تستهدفهم الشركات المصنعة للتكنولوجيا بأحدث البرامج و الاجهزة الحديثة حيث كان لهذه التقنيات فضل كبير بتغير النمط السائد في المجتمعات العربية للتفكير حيث بدأ يشعر الشاب العربي كم هو متأخر عن الشاب الياباني مثلا بالفكر تارة و المنطق تارة اخرى حيث يصدروا لنا الاجهزة و البرامج و الكثير من التقنيات الحديثة و بأسعار خيالية و لا نصدر لهم إلا الخامات و المعادن و بثمن بخس ، و ربما يكون شعور الشاب العربي بأنه متأخر عن غيره من شباب الشرق و الغرب دافع كبير له للتغير من واقع نفسه و حافز كبير كي يبدا بالتغير من نفسه و طريقة تفكيره و هذه نقطة جيدة قد تعود بالنفع للامة .

لكن المتعمق في بعض ما يصدر إلينا من هذه التكنولوجيا يجد أن بعض الشركات تقوم بدس السم في العسل ببرامج او العاب خبيثة تحاول من خلالها تغير فكر بعض الشباب و توجهم نحو العلمانية مثلا على سبيل المثال لا الحصر لماذا نجد اعلام دول غير مشاركة في كأس العالم او أي دورات كروية رياضية بين اعلام الدول في قرص لعبة كرة القدم في "البلايستيشن" دست رغما عن الشركة المصنعة للقرص ام ماذا ؟ اقصد هنا علم "الكيان الصهيوني" هل تحاول بعض الشركات ان تطبعنا معهم رغم انوفنا هذا الكيان الذي قتل من المسلمين ما قتل واغتصب حقوقهم ، ربما يقول قائل ان الامر عادي لكن هذا يضر بشكل او باخر على تفكير اطفالنا فبينما يتعلم ابناؤهم الحقد و الكره يلعب اطفالنا بفريقهم ولو كان على سبيل اللعب فقط .

بغض النظر عن سلبيات التكنولوجيا لكن الشي بالشيء يذكر حيث ما عاد الطالب الجامعي يدور بين رفوف مكتبة جامعته او كليته حيث وباستخدام التقنيات الحديثة بدا الطالب الجامعي بتغير فكره بشكل ايجابي حيث لم يعد يعتمد على مقرر المادة او على المكتبة الموجودة في الجامعة او الكلية إنما تعمق اكثر و بدا يبحث في المكتبات الاليكترونية المتوفرة على شبكة المعلومات العنكبوتية الاكثر تطورا و الاسرع في طريقة البحث .

إلى "الواتس اب" مع التحية

شكل ظهور تطبيق "الواتس اب" ثورة جديدة في عالم التواصل الاجتماعي و قلل من عيوب وسائل الاعلام الحديثة مثل" فيس بوك " حيث لا إعلانات مخلة بالآداب و تكاد ظاهرة الرسائل الغير مرغوبة ان تنقرض من "الواتس اب" ولكن دائما التأثير يأتي من اصدقاء السوء حيث بدا بعض العابثين بأخلاق شباب الامة و للأسف هم من شباب الامة بتداول النكات البذيئة و الصور و غيرها من الوسائط المخلة بالآداب العامة ولكن هم قلة ربما يتأثروا بالأصدقاء ان كانوا صالحين و ربما العكس .

غير "الواتس اب" فكر الكثير من الشباب للأحسن فبتداول المقاطع المشرفة و الناصحة و الرسائل المحفزة بدأ الكثير من الناس بالتحسن و العمل بجد و إحسان رغبة منهم بتطبيق ما يقرؤونه من افعال حسنة حيث ازداد معدل القراءة و لو نصوص على شكل رسائل فهناك الكثير من المجموعات على تطبيق "الواتس اب" تعنى بالثقافة و التقنيات الحديثة حيث يوجد لدي مجموعة في تطبيق الواتس اب يجتمع بها مجموعة كبيرة من المهتمين بتقنية المعلومات و البرمجة وهذا ما اثر إيجابا على فكري و حفزني كثير كي احاول الابداع اكثر في مجال تقنية المعلومات .

هل يتطور فكر اطفال الامة

"جيل الايباد" عبارة تتردد دائما على مسامعنا حيث أن الكثير من الاباء يقتني لأطفاله جهاز لوحي و هذا ما قد يشكل خطرا كبيرا على اخلاقهم و تفكيرهم رغم إيجابيات الاجهزة اللوحية إلا أن الاطفال سرعان ما يتأثروا بما يعرض على الشبكة العنكبوتية ولكن بالمراقبة و بضبط محركات البحث يمكن ان تكون استفادة الاطفال اكبر من هذه الاجهزة و ابداعاتهم اوسع و بالتالي يتغير نمط تفكيرهم للأبداع و الريادة .

"عب اول عادي " "وحليلك الاسد " و ماذا بعد؟

عندما بدأ "الواتس اب " بالظهور بدأت تنتشر عبارات لا ادري من أين اتت هل هذا يشكل ظاهرة اجتماعية صحية ام ماذا ؟ ام هل بدأ نمط تفكير المجتمع بالتغير و بالتأثر لادن همس او لمز ؟

و ظاهرة مقلقة اخرى هي ظاهرة النقد الجماعي لشخصية معينة بدأت بالظهور بشكل كبير عندما بدأ الناس يستخدمون الواتس اب وبدأ الكثير منهم بنهش اعراض الناس فتارة " سياكل سمائل" و تارة اخرى "فلانة " و المسؤول الفلاني و غيرهم الكثير .

وظائف شاغرة فقط اتصل !

اغلق الكثير من الناس واستبدلوا ارقام هواتفهم بسبب مزح ثقيل حيث بدأ بعض المستخدمين لوسائل الاتصال الحديث بنشر رسائل فحواها وظيفة مغرية او بضاعة بأسعار تسيل لها اللعاب و تذيل الرسائل برقم صديق لصاحب الرسالة فقط بغرض المزح او الانتقام . لكن بالوجه المقابل يستخدم الكثير من التجار رسائل الواتس اب او الانستجرام لتسويق بضاعتهم و خاصة بعض الفتيات يسوقن منتجاتهن المحلية عبر الوسائل الحديثة حيث تغير فكرهن وبدأت تجارتهن بالتوسع .


كما اسلفت سابقا تشكل التكنولوجيا الحديثة ثقل جديد في حياة البشرية إذ تميز عصرنا بها ورقى فكر ابناء ادم وحواء بفضل الله ثم فضلها و لا ينكر احد على سطح المعمورة دورها البناء في التنمية ودفع عجلة الاقتصاد و تغير طريقة الانسانية بالتفكير والابتكار . إذ اثرت التكنولوجيا بشكل كبير في تغير حياة المواطن في الكثير من الدول حيث اصبح قادرا على التعبير عن رأيه و بثها للجمهور من خلال هذه التقنيات ، و اصبح من السهل على الكثير من المنظمات و المؤسسات التي تعاني من الدعم والتي هدفها تغير فكر الإنسان بشكل إيجابي ان تعمل بتكلفة اقل و بانتشار اوسع .

كان لزاما على الإنسان أن يستغل هذا الزخم الكبير من التقنيات و يوظفها بشكل أكبر في تعمير الارض و ونشر التعليم و الثقافة بين الناس ورب فكرة بسيطة غيرت فكر و مستقبل أمة بأكملها ولنا بالصحابة رضوان الله عليهم خير دليل وبرهان فهذا سلمان الفارسي يشير على نبي هذه الأمة صلوات ربي و سلامه عليه أن يتخذ ختما و أن يبني خندقا وكل هذه الافكار غيرت من وجه التاريخ الإسلامي و جعلته يرقى للأعلى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق