المقالات المشاركة في مسابقة سنبصم فكرًا
المحور الأول : كيف يفكر شباب اليوم و ما هي نقاط ضعفه وقوته
صاحب المقال الفائز بالمركز العاشر في المحور : محمد بن راشد بن حمدان المشرفي
المقال :
كيف يفكر الشباب اليوم وما هي نقاط ضعفة وقوته ؟
المقــــــــدمة:
الحمد لله رب العالمين, الذي له ملك السموات و الأراضين, وتذلل لعظمته أعظم السلاطين, وأنار للناس الحق اليقين ,حمداً كثيراً للخالص الأمين ,الذي لا حياة إلا بذكرة ,ولا فوز إلا بطاعته, ولا ضياء إلا بوجه ,ثم أثني بحمدي للمصطفى الأمين ,فقد جاء للناس بالحق المبين ,صاحب العزة والصدأ المتين, الذي ما إذا ذكر اسمه تدفقت عيون السامعين, القائل "من أراد الله به خيرا فقهه بالدين " ,أما بعد كما قالها أول القائلين, سيدنا داؤود ذو الفضل العظيم .
الشاب هو ذاك الرجل الذي قد أعلن إنتهاء فترة الطفولة لديه ,فقد أصبح واعيا ذو عقل متين ,يرشده إلى الطريق الصحيح, فإذا أبى فهوه مسؤولا عن ذلك في يوم تشخص فيه الأبصار , وتتجلجل قلوب الحاضرين فيه ,فإن تواكب معه, فهذا من فضل ربي كما قال سيدنا سليمان "هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ" متذكرا قوله تعالى " وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ" فإن لكل شيء عمود يستقيم به, فالبيت له أعمدة تثبته, وللإنسان عموده الفقري يقويه, وللأمة شبابها يعتزون بها .ولو تأملنا قليلا أن الدول التي تحظى بشباب .أصبحت لديها وقودها الطبيعي , فهم يرفعون أسمها أمام الدول الأخرى منادين بأعلى صوت هذه بلدنا ,فقد إقترب القمر ,فالله سبحانه وتعالى عندما أراد أن يخرج الناس من الظلمات إلى النور ,أرسل إليهم النجوم تهديهم إلى الطريق الصحيح ,بعدما كادت عاصفة الفساد تهب على سفنهم, ولكن الجدال الذي دبَّ بين ركاب السفينة وكبرهم عن تقبل نصيحة و مشورة النجوم, جعل من عاصفة الفساد تحطم تلك السفن بالرحمة التي كادت تختفي وتعالى المولى عن ذلك, ولكن الشاهد من ذلك أن الله أرسل تلك النجوم ألا وهم "الأنبياء" وهم في عمر جعل منهم نجوما صامدةً أمام الجميع, فقد كان عمرهم في سن الشباب لأن الله يدرك حق علمه أن الشباب لو أرادوا شيئا لفعلوه فكما قال
الإمام ابن القيم الجوزية رحمة الله " لو أن رجلاً وقف أمام جبل وعزم على إزالته ,لأزاله " ...
فكر الشباب سابقا :
في السابق حيث كان الشاب يعيش كنفه بين أعشاش البساطة ,كان لأمله محدد نستطيع أن نرسم بعضها بسهولة الآن ,فقد كان بعض الشباب يتهافتون إلى طلب العلم ,خاصة بعد ظهور الإسلام ,حيث بدأت بما يطلق عليه حاليا السياحة الدينية ,وهوه ما يقصد به إنتقال الفرد من مكان إلى آخر لأجل الحصول على المقاصد الدينية ,كالحج والعمرة أو البحث عن الأحاديث او التعلم المزيد من العلوم الإسلامية, وتَّأَكُدْ من الحبيب المصطفى ,فكان الشاب إذا عزم على شيء لا يستطيع أحد أن يرده عن ذلك إلا خالقه ,فلا عجب عندما تسمع أن شابا ذهب من اليمن إلى البصرة والتي كانت بمثابة منارة للعلم من أجل حديث واحد .ومع ذلك كان في الجانب الآخر شباب فقد إعتراهم الكسل والعجز ,فهم لا يرغبون أن يعملون شيئا . فلا أجرم أن النتيجة من ذلك الشعور بالألم والضيق وذهاب السعادة ,شباباً تراهم ,فهم يرتدون أقنعة الشباب, بمجرد أن تزيلها تندهش من أنهم كبار في السن.
ولكن قديما لم يكن التعليم كافي فهوه لم يشمل كل العلوم فقد أفتقر الشباب إلى أهم ركائز الحياة ,لذلك فقد إجتاحهم داء الجهل فيا أخي العزيز لا تضحك أبدا عندما يقال لك أن شابا قد قتل ابنته وسودت عيناه من الحزن وهو كظيم , وكما أن الشباب لم يتوفر لهم ما يريدون من حاجات لذلك كان همه محدود ومقيد, فكان يريد الزواج والعيش بسعادة مع الأهل ,وهذا متناقض كثيرا عن وجهة نظر الشباب في عصورنا هذه, و الأنكى من ذلك كله, فقد سلب حق المرأة, فهوه عار عليهم أن يجعلونها تتعلم, وقد نسوا أو تناسوا أنها هي من يصنع أبنائهم وأن الأبناء يأخذون 70% من صفات أبويهم لذلك كان فكر المرأة ضعيفا جدا فقد كانت تريد أن ترعى الغنم وجلب الماء في البيت ورعاية أبنائها
وهذا ما نسميه نحن الشباب في عصورنا الحالية مستلزمات حياة الفرد ,هكذا كان فكر الشباب قديما فكر ضيق وضعيف ومعقد سادت فيه القبلية آنذاك , كل هذا كان نتيجة متوقعة فالبيئة هي من تخلق الشباب, فلا تتعجب عندما تلقي نصيحة لبحار أن يذرف الدموع وادياً من الحسرة وخلاف ذلك تماما من الشاب الي يعيش في الصحاري فقلبه كساه ثوب القسوة, فهيه كالحجارة بل أشد قسوة ,وقس على ذلك في وظائفهم ومهامهم...
فكر الشباب في هذا العصر:
ومع ذلك كله إذا تأملنا في عصرنا هذا ,ستجد هناك فرق شاسع ما بين ما يفكر به شبابنا, سابقا وحاضرا ,فإنك إذا سألت أحد الشباب في عصرنا هذا ماذا يدور في ذهنه المتوقد؟ وما يريد من هذه الحياة؟ فلا تتعجب أن تسمع كلمات غريبة أو بمعنى آخر فانوس المستحيل, كأن يسافر إلى المريخ مع عائلته مستقبلا, أو أن ينتقل للعيش هناك, أو أفكارا غريبة بالنسبة لنا كهذه .وأن جادلته في هذا سيرد عليك قائلا والثقة تملئ عيناه :" لا يوجد في قاموس الحياة الخاص بي ما يسمى بالمستحيل ", فقد أصبح تفكيره واسعا جدا .كأن يكون له باعا في النشاط الإقتصادي, وأن يبني له فنادق عديدة, أو أن يحكم العالم بأسرة. و عندما تبدأ بضحك أمامه عما يقوله, يبتسم لك وهوه ينتظر الوقت الذي يبرهن لك ذلك . حتى أنه لا يركز إلا بأحدث الأجهزة, بل أصبح الأمور التي كانت قديما كماليات من الأشياء الأساسية في حياتهم ,أَكُلُ ذلك يجري في أذاهن الشباب؟! .بل أصبح منفتحا في الحضارات الأخرى والثقافة, كل ذلك لدية أمر لا حرج فيه, ولا نستطيع نحن أن ننكر أن التعليم كان وراء كل ذلك , بل حتى أنه متمسكا بالوقت فلا يريد أن يضيع وقته ولو كانت نانوثانية,
أصبح يغمض عينيه متجاهلا ما يدور حوله من الصعاب والمشكال, التي تعتبر كالكاسرات السرعة في الطريق أمنياته , يحلم بقصر كبير ,وسيارة فاخرة وعقلا متوقد ,وأبناء يمتلكون جرعة من الذكاء الزائد ,كما أنه هناك شباب يستثمرون أوقاتهم في الجد والإجتهاد وحب المطالع, هناك أيضا شباب وهم ما يطلق عليهم الأسماك الفاسدة, التي دائما ما تعكر المياه النقية, والتي لا وقت لها إلا اللعب والمرح واستخدام الأجهزة الحديثة بما يخل النظام .هم هكذا يعتقدون الحياة لعب ومرح ومرج, ولكن سيأتي اليوم الذي سيعظون أصابعهم ندما على مضيعة وقتهم في ما لا طائل منه .. فدعهم يخوصوا ويلعبوا حتى يأتيهم اليقين ...
والمؤلم حقا في هذا العصر أن العنصر البشري بدأ يتمازجون مع ريح الظواهر العالمية كالعولمة والمعلوماتية والحداثة ونحن لا نرفض ذلك أبد ولكن الطريق التي يمتزجون بها هي ما تؤلمنا فهم يأخذونا كل شيء بما في هذه الظواهر لا يعملون عقولهم التي وهبهم الله بها وإعمالها حتى تبصرهم إلى الطريق الصحيح بل يصل بهم الأمر إلى ما نسميه نحن بالتقليد الأعمى فأصبحنا نقلدهم في كل شيء ,في ملابسهم وفي عقائده وحتى في الطريقة التي نحلق بها شعرنا و نسينا أن الحق بالإتباع هو محمد صلى الله عليه وسلم وما يزيدني ألما أننا ندعي محبة شخص لا نتبعه إلا في وقت المصائب ,عقولنا أصبحت عقول فارقة لا نريد إلا أن نتبعهم
لا نريد أن نُعْمِلَ عقولنا , لا نريد أن ننشر الإسلام وحتى أننا لا نعتز بالهوية الإسلامية, ونتحارب في داخلنا ونتصارع مع أننا كلنا مسلمين ولكن كل واحد يخرج أخيه من الملة حتى يَحِلَ لنا دمائه, عقولنا بالفعل أصبحت فارغة ,ونقضي وقتا كبيرا في التحدث عن الآخرين أنهم خارجون عن الملة, ونكفر بعض العلماء بألسنتنا الفاحشة ,وتناسينا أن لحوم العلماء مسمومة, فمن الأولى أن نطلب العلم ونعتكف عليه ساعات طويلة قبل أن تأخذنا فلسفتنا إلى طريق مسدود.
ومن الأشياء الذي تعجبنا كذلك أن نأكل لحوم جميلة المذاق كل يوم ,ولا نكتفي بل نريد أن نستمر ,وهي لحوم ليست كتلك التي تباع في الأسواق وكم أتمنى أن تكون هكذا, وهي لحوم إخوتنا بالغيبة عليهم, وعندما نشعر أننا اكتفينا نقول من الأفضل أن نبقى ساكتين ,ما بالنا أصبح نعيش والفتن تحوم من حولنا, أصبحا لا نثق بإخوتنا الذين نعيش معهم ,فقد افتقدنا الثقة والعطاء من كثرة مسرحيات الحياة, من نحبه لا يحبنا و أبوينا الذين لا نعطيهم اهتماما يتهافتون لإرضائنا كم هي حياتنا غريبة
وكم هي الدموع التي تتساقط من عيناي عندما أرى الظاهرة العالمية العربية وهي ما نسميها في مجتمعاتنا " الواسطة" كم من أحلام تدمرت بسببها, وكم من عيون ذرفت دموعها ,وكم من قلب تكسر أمامها ,أصبح القليل منا يشارك في المسابقة والمنافسات خوفا من الفشل المتعمد علينا, مقياس هذه الحياة هي الأنساب فإذا كنت ابن رجل له مكانة في مجتمعنا, فلا تخف لأنك أنت المبدع وأنت الذي ستحصل على المراكز الأولى في المسابقات لا حاجة أن تتعب نفسك ,فأنت ابن رجل غني يجب علينا أن تعامل معاملة خاصة ..ما هذه القلوب القاسية ؟!!! لما تتجاهلون الطالب الذي يجتهد في الحصول على المراكز المتقدمة بجهده وعمله , فلا تلقي عليه اللوم عندما يرتادني أن بعض الإختراعات لم تكون لأصحابها ,نعيش في زمن لا يعرف سوى الأفتخار والتكبر أمام الجميع و سلبة حقوق الآخرين.
الرجل في هذا العصر إذا فعل فاحشة تتدمر حياته لفترة زمنية قليلة أم المرأة إذا ارتكبت فاحشة فيجب علينا ضربها ونعاقبها ونطبق عليها كل العقوبات حتى يصل بها أنها تريد الموت, عجبا لم نأخذ ذلك من المصطفى هل أننا نحب أن نطبق القوانين على المرأة ونعفو ونصفح عن الرجال ,يجب علينا أن نطبق الأحكام على الجميع وأن لا نعمل بهذا القانون المُخِلة لحق المرأة .
ويكفيك أنهم يقولون أننا نعيش في عصر السلام والحقوق , فيجب علينا أن نعطي المرأة حقوقها ,وهم يخلعون حجاب المرأة بقوتهم ,الأفكار التي نعيشها هي حروب فكرية فحذر أن تقع في بئرها ,وإذا بدأ الأخ بنصح أخته مباشرة أعلنت عن الحكم عليه أنه إنسان متعقد ذو فكر جامد...
نقاط القوة لدى شبابنا :
قف وتأمل قليلا ونظر حولك قليلا, ستجد بالفعل أن هناك نقاط قوة لشبابنا ,وهي ما تميزها عن الفئات الأخرى ,إن شبابنا يمتلكون طاقة قد وهبهم بها الله سبحانه وتعالى حتى يستطيع أن يؤدي الأعمال الواجبة عليه ,ففي سن الشباب يتحمل الفرد المعوقات الكثيرة, قد يكون البعض منها مذهبا للعقل ومجهدا للجسم, معلنا فيه الجسم التوقف عن إتمام المهمة ,فالمسؤوليات العائلية دائما ما تقع على عاتق الشباب ,كالضباب الذي يعيقك من النظر إلى هدفك, والأنكى من ذلك أنها قد تكون من كافة الجوانب ,كالاقتصادية, والامنية في المنزل, وما يزيد الأمر صعوبة عندما يكون في هذه العائلة شاب واحد فقط ,وأن أبواه قد أنهكتهما مصائب الحياة, وكساهما ثوب العجز والتعب, فهوما أشد الحاجة إليه فذي الجلالة يقول في كتابه " إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ ٱلْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا" بل أمرنا ربنا أن" قُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً". كم أنت عظيم يا الله تأمرنا أن نكون لأبوينا المصباح السحري وخاصة في حالة الكبر, لأنهم في أمس الحاجة إلينا, ومع كل ذلك يقف شبابنا أمام هذه التحديات بثبات ,وفوق كل ذلك أن الشباب يتمتعون بالغزيرة العلمية وهي حديثة أي أنه تلقاها قبل سنوات ولم يمكث لها سنين حتى يتراودنا الشك أنها تعرضت لنسيان ,و العجيب فالشباب يتمتعون بطاقة عالية جدا لا يمكن للفرد أن يتخيلها, طاقة عظيمة من الطموح والأمل ,فقد سبحت أفكاره إلى أعماق المحيطات وأفاق السماء ,له طموحات لو تحدث بها أما الجميع لسخروا منه ,وهذه الطموحات قد تكون الدولة التي ينتمي إليها تقدرها وتدعمها فيكون الشاب محظوظا ,لكن المحزن في ذلك أن بعض الدول لا تقدر هذه الطاقة البشرية الخارقة, وهنا يرجع الأمر إلى صاحب هذه الطاقات فهل سوف يبحث على ما هوه فوق المستحيل حتى يحقق طموحة ومواهبة أم أنه سوف يغادر الحياة مصطحبا معه هذه الطاقة الجمَّة.؟ فكم من مواهب قد كساها ثوب الموت مع أصحابها ولو أنهما لاقت اهتماما لكنَّا نعيش في سعادة بالغة .فحذر أيها الشاب أن تضع لفكرك عذرا بل حاول وكافح وجاهد من أجل تحقيق طموحاتك فهي أحق أن يراها الجميع ويفتخر بك و بها
كذلك الشاب إذا تزوج من شابة تشاركه قدراته ومواهبه العقلية والعلمية فهذا له آثار إيجابية ومنها أن الأبناء سوف يتلقون اهتماما بالغا من وأبويهم, لأنهم يدركون ما يحول من هذه الحياة وكل الأسف على الأباء الذين ألهتهم الحياة الزائلة وشغلتهم عن ذكر أبنائهم وذكر الله المولى عز وجل .
نقاط الضعف لشباب :
هل سمعت في هذه الحياة شيء قد تميز بالكمال غير الله سبحانه وتعالى عما يصفون ؟! إننا نعم نؤمن أنَّ ما من شيء في هذه الحياة إلا كما له جانب إجابي له جانب سلبي , وكيف لا ؟!وحتى وأن الطعام الذي ناكله لابد أن يخرج شيء من مكوناته بل أن الفيتامينات التي لا حاجة لها في الجسم فسيتم التخلص منها من خلال إخراجها مع الفضلات ,هوه كذلك ففي الشبابنا سادت بهم بعض الصفات التي كاد القلب يتفطر منها دمعا من الألم ,خاصة نحن العرب دائما يكسونا الثوب الذي لا مبلغ نحتاج لشرائه وهو ما يعرف رداء الكسل , أصبحنا يطلق علينا شبابا لأننا نرتدي أقنعة الشباب, فلو نظروا ما بداخلنا لأدركوا اننا ما زلنا أطفال .عذرا لا يجب أن نوصف أنفسنا أطفال, فهم لديهم طاقة حيوية من المرح ,والفرح ثوبا وبمعنى أدق نحن نحب الكسل والتواكل واللعب ,أصبح كل شيء في هذه الحياة يمدنا بما لديه ونحن لا نعرف كيف نستغلها فنعتكف فالهواتف لفترات طويله ,وكم هي ساعات ثقيلة وطويلة التي نقضيها مع الله .هل نحن مسلمين ؟أصبحت أشك في ذلك حتى أننا لم نستطيع حمل أبوينا على أكتافنا فسرعان ما كان دار كبار السن هوه الحل الانسب لنا متسلحين بمبررات لا أساس لها من الصحة ,أهكذا نقابل الجميل بالجميل ؟وكل ما تعمله من بر والدتك لا يمكن أبدا ومطلقا وحتما أن نقارنه مع زفرة من زفرات ولادتك .فلا أدري أي نوع من القلوب لدينا فالقاسية لا تعمل هكذا ...والمفاجئة أن من يمارس فاحشة قوم لوط أصبحوا منتشرين أو في الأصح المجتمع كله إلا من رحم ربي, والمخيف جدا أنهم يعتبرون هذا أمر بسيط جدا وعندما تسأله عن ذلك يجيب أن الله خلقه شاذا ولن يعاقبه لأنه خلقة شاذ . لا أدري لما هي عقولهم هكذا الله تعالى ميزنا عن الحيوانات بالعقل فإن كنا أصحب العقول الصغرى فإنه وما ليس فيه شك أن تلك الحيوانات هي أصحاب العقول الكبرى لأنها لا تفعل ما يفعله قوم لوط والله تعالى يقول : " أُولَئِكَ كَالأنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ " والفطرة في أساس كل شيء تأبى ذلك فماذا أصاب شبابنا ..وإذا تحدث عن ما يخص الإسلام أو أهديته نصيحة يتهمك بأنك إرهابي ,وكم هو الكلام ممتعا عندما يخل بالأمور الإسلامية ..!!
الخاتمة :
نحن نعلم أن بعدل الله نقيم حياة لحاضرنا وأتينا, فنحن جميع خلقنا الله لغاية واحد وهي عبادته سواء كان من الجن أو الأنس ,فقد فطرنا الله منذ أنعومة أظافرنا على حب الخير ,وكسانا برحمته وخلقنا في أحسن تقويم, ولكن لابد أن نضع في نصب أعيننا أن هناك أمورا إذا اختفت تولد من اختفاءها أمورا أخرى معاكسه لها في الطبيعة ,فالخير قد انتشر في الأرض ولكن نتيجة اختفاءه تتولد قوى الشر.
من هذا المنطلق لابد أن نهتم بالشباب ونراقب ونتتبع إنجازاتهم, وندعم كل ما هو يولد النجاح والتفوق لهم, فهم عماد الامة وهم الشعلة التي تضيئ المنطقة المظلمة في قطع الليل المظلم ,هم أملنا وهم مصدر العزة ولفخر ,إذا ما تعرضنا للهجوم فهم مصدرنا أمننا, وإذا ما تعرضنا للمصائب فهم مصدر قوتنا ,والطريق الذي نبحث عنه هم طريق هدايتنا ,إن أجمل فترات الحياة التي يعيشه الإنسان هي طفولته وبعد ذلك شبابه فيصبح لديه المال الكثير والقوة الخارقة , ولكنه يفتقر إلا الوقت ,فلابد منا أن نعتني بشبابنا, وكيف لا؟! ونبينا المصطفى بعثه الله في سن الأربعين من عمره, فقد أعطاه دروسا وهيئه لكل المصائب قبل بعثته, وغالبا ما يتميز شبابنا في هذا السن بالحنكة والقوة الجسدية مصاحباً معه العنصر الذي يفتقده الشاب المراهق أو الصغير السنه, ألا وهي الحكمة ,وعدم السرعة في اتخاذ القرارات والصبر الجميل لقوله تعالى ( فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً).
فالأزهار التي دائما ما تعجبنا هي في الأساس نتائج المرور بالمصائب ,بعد ذلك تصبح زهرةً الجميع يحاول أخذها فلا بد من الصبر, ويجب علينا أن نكون لشباب خير معين, حتى من متغيرات هذا العصر فهم يحتاجون إلى من يرشدهم إلى الطريق الصحيح .
وأخيرا ما من موضوع استوفى صاحبه حقه, ولكن يحاول أن يقول ما في جعبته فقد تتخالط عليه الأمور ويسبح مع الأفكار الغزيرة, فيصبح مشتت بينها, فما أنا إلى عبد ضعيف مرتديا قناع القوة حتى لا يظهر عليه ضعفه ,ولست نبيا ولا إله حتى أسلم من الخطأ كما قالها الشاعر :
فما كل قول في الكلام يرضيني وما كل لفظ في القول يشفيني
وما أنا إلا بشر فقد أخطئ وقد أصيب فإن أخطأت فأرجوا منكم مسامحتي وإن أصبت فهذا كل ما أتمناه من رب العالمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق