الخميس، 10 أبريل 2014

المحور الرابع ، المركز الخامس

المقالات المشاركة في مسابقة سنبصم فكرًا



المحور الرابع : تأثير التكنلوجيا و وسائل الإعلام الحديثة على الفكر

صاحب المقال الفائز بالمركز الخامس في المحور : عبير بنت خالد الصيعري_ المملكة العربية السعودية



المقال :

تأثير الإنترنت و مواقع الـتـواصـــل الاجتـمــــاعي على الفكر الإنســــانـي:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والطيبات على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبة أجمعين .

إن الإنسانية هي مجموعة من وجهات النظر الفلسفية والأخلاقية التي تركز على قيمة وكفاءة الإنسان، سواء كان فرداً أو جماعة، وتفضّل عموماً التفكير والاستدلال "العقلاني، التجريبي" على المذاهب أو العقائد الثابتة ، وفي بداية عصور الإنسانية أو في العصر ( الباليوثي) وما يليه من العصور كان الإنسان يواجه صعوبة بالغة في التواصل عند الرغبة في التعبير فمن حمل الرسائل سيرا على الأقدام إلى استخدام الحيوانات كالخيل والإبل والحمام الزاجل ثم بواسطة السفن الشراعية عبر البحار والأنهار.. لقد كان البشر يتعسرون من التواصل والتحاور الخلاق بسبب صعوبة المراسيل وطول الوقت المستغرق في إرسالها، في زمنٍ تباعدت في المسافات.

تدرجت عصور الإنسانية من العصر الحجري إلى عصر البربرية فالمدنية ثم عصر الصناعة وأخيراً عصر التكنولوجيا وفيه حقق الإنسان الثورة الصناعية الكبرى بالتواصل وهو يبدأ منذ الحرب العالمية الثانية حيث حقق الإنسان
تقدماً هائلا في الاتصالات والمعلومات باستخدام الإلكترونيات بحيث أصبح
العالم كله قرية صغيرة ومن ثم كانت القفزة باكتشافات .0تكنولوجيا الأجهزة الذكية التي أتت متسلسلة سريعة.. فظهرت تباعاً مواقع التواصل الاجتماعي : (تويتر، فيس بوك، تمبلر، فليكر، انستجرام، واتس اب.....) وغيرها الكثير والكثير ، ولعلي في هذا المقال سأتحدث باختصار غير معتلّ و دون إطنابٍ ممل عن :

" تأثير الإنترنت و مواقع التواصل الاجتماعي على الفكر الإنساني" في أربعة مجالات :

1- الإنترنت و مواقع التواصل الاجتماعي في التعليم

2- تأثير مواقع التواصل الاجتماعي في القانون والسياسة

3- تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على الإعلام القديم

4- تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على الفن والثقافة

تعتبر مواقع التواصل الاجتماعي هي الأكثر انتشارا على شبكة الإنترنت, لما تمتلكه من خصائص تميزها عن المواقع الإلكترونية, مما شجع متصفحي الإنترنت من كافة أنحاء العالم على الإقبال المتزايد عليها, في الوقت الذي تراجع فيه الإقبال على المواقع الإلكترونية. وبالرغم من الانتقادات الشديدة التي تتعرض لها الشبكات الاجتماعية على الدوام والتهمّ المتعددة مثل التسبب بالتفكك الأسري، والتحرش بالأطفال، وعرض المواد المخلّة، وتعرية الفساد والتعمّق في السياسة ونشر أحياناً مالا يجوز نشره إلا أن إفراط الشعوب باستخدامها منحهم فرصة للفهم أكبر وللتعلم أسرع وللثراء أضمن.

ما المقصود بشبكات التواصل الاجتماعية على الإنترنت؟

يعرفها محمد عواد بأنها: "تركيبة اجتماعية إلكترونية تتم صناعتها من أفراد أو جماعات أو مؤسسات، وتتم تسمية الجزء التكويني الأساسي (مثل الفرد الواحد) باسم العقدة, بحيث يتم إيصال هذه العقد بأنواع مختلفة من العلاقات كتشجيع فريق معين أو الانتماء لشركة ما أو حمل جنسية لبلد ما في هذا العالم. وقد تصل هذه العلاقات لدرجات أكثر عمقا كطبيعة الوضع الاجتماعي أو المعتقدات أو الطبقة التي ينتمي إليها الشخص".

وتعرفها هبة محمد خليفة بالقول: "الشبكات الاجتماعية هي شبكة مواقع فعالة جدا في تسهيل الحياة الاجتماعية بين مجموعة من المعارف والأصدقاء، كما تمكن الأصدقاء القدامى من الاتصال بعضهم البعض وبعد طول سنوات, وتمكنهم أيضا من التواصل المرئي والصوتي وتبادل الصور وغيرها من الإمكانات التي توطد العلاقة الاجتماعية بينهم".



تعرفها كاتبة هذه السطور بأنها خدمات، بعضها مدفوعة وبعضها مجاني، تدعمها شركات عملاقة؛ لجمع الأصدقاء ومشاركة المستخدمين بعضهم البعض للصور والمقاطع والإخبار والمعلومات مما يجعل منها وسيلة إعلام و وسيلة احتجاج وقبل كل ذلك وسيلة تواصل ، تهتم شبكات التواصل بالمحادثات الفورية والأخبار الشعبية و مقاطع الفيديو و الصور وغيرها. ولا تعتمد الشبكات بشكل جذري، وهيكلي، على التعارف والتواصل والإعلام، فثمة مواقع يستخدمها رجال الأعمال لعقد الصفقات وغيرها من المهام . وثمة مواقع تُعنى بالصحة والطب وأخرى بالأزياء والتفصيل وهكذا دواليك.



1- الإنترنت و مواقع التواصل الاجتماعي في التعليم:

بدأت شبكة الإنترنت في الولايات المتحدة الأمريكية شبكة عسكرية لأغراض دفاعية وأمنية لا أكثر. ولكن بانضمام الجامعات الأمريكية ثم المؤسسات الأهلية والتجارية – في أمريكا وخارجها – للإنترنت جعل منه شبكة عالمية تستخدم في شتى مجالات الحياة. لذا كانت هذه الشبكة المساهم الرئيسي فيما يشهده العالم اليوم من انفجار معلوماتي. ولأن الوصول إلى المعلومة الموجودة على الشبكة صار سهلاً بل و مضافاً إليها مميزات أخرى التي تتمتع بها الشبكة فقد أغرت كثيرين بالاستفادة منها كلٌ في مجاله. من أوائل هؤلاء ، التربويون الذين بدءوا باستخدامها في مجال التعليم. إلى درجة أن بعض الجامعات باتت تقدم موادها التعليمية من خلال الإنترنت إضافة إلى بعض الطرق التقليدية. ولعل من أهم المميزات التي شجعت التربويين على استخدام هذه الشبكة في التعليم ، هي:

- الوفرة الهائلة في مصادر المعلومات.
ومن أمثال هذه المصادر:
الكتب الإلكترونية (Electronic Books) والدوريات (Periodicals) وقواعد البيانات (Date Bases) و الموسوعات (Encyclopedias).
إن الشبكات الاجتماعية ليست مجرد مواقع للتعرف على أصدقاء جدد أو مشاركة الجماهير الحدث، أو معرفة مستجدات العالم، إنها أداة ذات حدين فهي وسيلة تعليمية مبهرة إذا استخدمناها بالشكل المطلوب، بل ولها تأثير لا يستغنى عنه في الارتقاء بمستوى الطلاب و كفاءة المعلمين، كما يمكن الاستعانة به في الأنشطة الغير صفية للفائدة والمتعة.

ولعل كندا من أبرز دول العالم في الاهتمام بالتقنية ودمجها بشكل مباشر مع التعليم حيث بدأت في 1993 مشروع استخدام الإنترنت في التعليم ، كانت البداية في إحدى الجامعات حين قام الطلاب بتجميع وترتيب بعض المصادر التعليمية على الشبكة. ثم طورت الحكومة الكندية الأمر إلى التعاون مع القطاعات الخاصة والعامة فكان أول نتاجهم مشروع (SchoolNet) وبعد سنوات قليلة تضخم المشروع ليقدم الكثير من الخدمات مثل مصادر المعلومات بما يخدم المدارس والمدرسين وأولياء الأمور. كما أن القطاع الصناعي كراعي رئيسي للمشروع – بدأ في يناير من 1995م برنامجاً لحث وصقل وتدريب الأساتذة على الأنشطة الصفية المرتكزة على الإنترنت. وقد رصدت كندا ما يزيد عن 30 مليون دولار لمشروع (SchoolNet) بعد البدء به.

وكوريا أيضا كدولة متقدمة أولت اهتماما بالغا بهذا تخلّص في مشروع : (KidNet)

وسنغافورة بمشروع: " rJunior College"

وفي سلطنة عمان أيضا فقد أولت الحكومة العمانية اهتماماً بالغا بذلك حتى جعلت من الحاسب الآلي مقررا رسميا في المدارس والجامعات ، ثم شرعت العمل بإنشاء المعامل الإلكترونية بأرقى المواصفات بشتى القطاعات الحكومية والخاصة .



2- تأثير مواقع التواصل الاجتماعي في القانون والسياسة

مم لا شك فيه أن لهذه المواقع تأثيرا بالغ الأهمية في الحياة العامة والسياسية على وجه الخصوص ففضلا على أن الحكومات قد أنشأت حسابات تشارك جماهير المغردين جديد القرارات فقد تكونت فيها دون رقابة أحزاب وجماعات حتى غدت هذه المواقع منابر وديوانيات يتبادلون فيها الحوار والأفكار،

في السادس من أغسطس2013 نشرت صحيفة الديلي تلغراف مقالا تتحدث فيه عن دور مواقع التواصل الاجتماعي في التأثير على الحكومات وأصحاب القرار السياسي، تقول سو كاميرون، إن السياسيين أصبحوا مجبرين على بذل جهد أكبر لتبرير قراراتهم ومواقفهم في مواقع التواصل إزاء القضايا المطروحة عليهم .

وهذا بدوره يعزز دور المواقع على الصعيد الشعبي والحكومي .



3- تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على الإعلام القديم:

لقد أحدثت التكنولوجيا الحديثة في منتصف عقد التسعينات من القرن الماضي, قفزة نوعية وثورة حقيقية في عالم الاتصال والإعلام, حيث انتشرت شبكة الإنترنت في كافة أرجاء المعمورة, وربطت أجزاء هذا العالم المترامية بفضائها الواسع, ومهدت الطريق لكافة المجتمعات للتقارب والتعارف وتبادل الآراء والأفكار والرغبات, واستفاد كل متصفح لهذه الشبكة من الوسائط المتعددة المتاحة فيها, وأصبحت أفضل وسيلة لتحقيق التواصل بين الأفراد والجماعات, ثم ظهرت المواقع الإلكترونية والمدونات الشخصية وشبكات المحادثة, التي غيرت مضمون وشكل الإعلام الحديث فيما هشمّت قبل ذلك حطام الإعلام التقليدي التلقيني القديم وخلقت نوعا من التواصل بين أصحابها ومستخدميها من جهة, وبين المستخدمين أنفسهم من جهة أخرى. ظلّ الإنترنت يصارع الصُحف الورقية بالجماهير و القراء حتى ربحت النزال الصُحف ألالكترونية، بعدة فوارق، فهي فضلا على أنها توفر للكاتب إمكانية للنشر بأي وقت وبحرية أكبر ورقابة أقل, إلا أنها أيضا تميزت بأن تتيح للزوار كتابة الرد وإبداء الرأي على المواضيع المنشورة فيها, مما يوفرّ أجواءً حماسية شعبية بعد نشر أي خبر،،

كما أن مواقع التواصل الاجتماعي تمتاز بكسر احتكار المعلومة المعتاد عليه بالإعلام الورقي القديم , ولكن يعيب مواقع التواصل الاجتماعي أن يواجه المغردين والكتاب فيها مشكلات عدة مثل انتحال الشخصيات وتوزيع التهم والسباب لاسيما وأنه من الصعب جدا الرقابة والوصول لها, أو السيطرة عليها, أو لجمها في حدود معينة.

"الواتس أب" مثلاً كأحد أهم هذه مواقع التواصل يعد مطلب ضروري أعطى فرصة لمستخدميه للتنقل والانتشار الإعلامي عبر الحدود مما حسَّن من إيقاع الحياة الثقافية والاجتماعية والمعرفية ومنه تشكلت جماعات متقاربة في الآراء والتطلعات مما أدى الى تبادل المنافع والمعلومات، هو أيضا إعلام شخصي وفردي يسمح لمستخدمه بإيصال رسالته الفورية لمن يريد ومتى يريد، أتاح بالنص والصورة والصوت والفيديو نقل أي نشاط أو حدث لمدن مختلفة داخل حدود وطنه وخارجه ودون أية تكاليف.

إن الثورة التكنولوجية الهائلة التي يعيشها العالم الآن تمنح فرصة لأي مواطن أمام أي حدث أن يكون إعلامياً ذو رسالة، وهذا في الحقيقة ما يجعل للتقنية قيمة حقيقة تحرث بداخل المستخدمين لتستخرج الإعلاميين والكتّاب والمصوّرين، وفوق كل ذي علمٍ عليم.

4- تأثير مواقع التواصل الاجتماعي الفن والثقافة

إن هذه المواقع منحت المستخدم عدة ميزات منها التراسل الفوري، وإرسال الصور والرسائل القصيرة السريعة ومن ثم الرسائل الصوتية، ومقاطع الفيديو والوسائط مما أوجد قبولا لدى الكثير من الفنانات والفنانين باغتنام هذه الفرصة الجوهرية بإنشاء جماعات ثقافية فنية بهدف التبادل المعرفي والانتقال والانتشار ببث مباشر بين بعضهم البعض لا يعرف حدوداً .


وفي خاتمة هذا المقال نستطيع القول أن الإنترنت اقتحم العالم مرتدياً زي التواصل والجماهيرية دون أن يطرق أبوابنا.. ويا مرحباً به، ضيفاً فاضحاً للفساد، ضيفاً ساعياً للكمال، ضيفاً يعلمنا أدب الحوار، ضيفاً يضيف لنا قبل أن نضيف له.

وصلّ اللهم وسلمّ على سيدنا محمد وصحبة أجمعين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق