الاثنين، 14 أبريل 2014

المحور الثالث ، المركز الثامن

المقالات المشاركة في مسابقة سنبصم فكرًا



المحور الثالث : "الفجوة الفكرية بين الأجيال" مفهوماً و مظاهر و آثار و حلول

صاحب المقال الفائز بالمركز الثامن في المحور :
أسماء بنت سعيد الصواعية_ سلطنة عمان



المقال :

الفجوة الفكرية بين الأجيال ( مفهومًا ، مظاهرًا ، آثارًا وحلولًا)

الفجوة الفكرية بين الأجيال ونظرًا للتسارع المتلاحق في مجتمع المعرفة والتقدم والسرعة وشبكات الاتصال فنجد أن الشباب يمتلك الشغف لتقبل كل جديد من باب مجاراة التقدم والتطور وتمسك جيل كبار السن بما تعلموه واعتادوا عليه يجعل الأمور تجري بشكل متواز بحيث يصعب الاتفاق على نقطة محددة للتلاقي والاتصال وهذا يقودنا إلى مفهوم وموضوع الفجوة الفكرية..



مفهوم الفجوة الفكرية بين الأجيال:

الفجوة الفكرية هي التباين والاختلاف الشاسع بين فكر أجيال اليوم عن فكر أجيال الأمس فكل منهم بفكر خاص مختلف تمامًا عن الآخر تحكمه الفترة الزمنية بأحداثها ومجرياتها وطبيعة الحياة ووسائل التواصل الاجتماعي ومستوى التقدم الذي يزامن تلك الفترة أو العصر ونظرًا للتسارع المتلاحق في مجتمع المعرفة وشبكات الاتصال فنظرة شباب اليوم للأمور وتمحيصها ومفاهيمها تختلف اختلافًا جذريًا عن نظرة رجال الأمس وجيل كبار السن لنفس تلك الأمور.



من مظاهر الفجوة الفكرية :

اختلاف الفكر نفسه تجد الطالب في ذلك الزمن يعتمد على إمكانيات بسيطة يشعر أنها تكفيه ، لكن جيل اليوم دائمًا هم في رغبة لاقتناء كل ما هو جديد بغض النظر عن مستوى آبائهم المادي والاقتصادي. كما أن جيل الأمس كانوا يتجهون أثناء دراستهم الجامعية إلى تخصص أو أقل ؛ بسبب محدودية مؤسسات التعليم العالي ووجودها في بلدان بعيدة فكانوا يتكبدون عناء المشقة والسفر .

أما بالنسبة للجيل الحالي فقد اتسعت دائرة فكرهم لتشمل جميع ومختلف التخصصات التي تناسب ميولهم واحتياجاتهم، وذلك تماشيًا مع تعدد مؤسسات التعليم العالي وتنوعها الواسع في مختلف أرجاء السلطنة.

من المظاهر أن جيل الأمس ولعدم وجود التقنيات الحديثة ومحدودية مصادر البحث والمعرفة فكان يعتمد على نفسه كثيرًا في جلب المعرفة وتوظيفها وكتابة أبحاثه بيده لذا فإن قدرته عالية في معرفته للعبارات اللغوية الصائبة من عدمها.. لذا كان الكتاب هو المصدر الأساسي الأول للمعرفة ولم يكن ينافسه أي مصدر آخر..

وفي الجانب الآخر فإن جيل اليوم وجد تعددًا هائلًا لمصادر العلم والمعرفة والتقنيات الحديثة فاعتمد على مصادر جاهزة بدلًا من توظيف عقله وفكره لذا أصبح العقل جامدًا في التعبير عن الفكر والرأي عند البعض ..

يعتبر لبس الرجل العماني ملابس أخرى غير المعتاد عليها جيل الآباء تجعلهم يصلون لمرحلة من عدم الاتفاق بينهم وبين الأبناء كذلك قصات الشعر الغريبة والكثيرة حاليا حيث كان جيل الآباء متمسكا باللبس القديم و الزي العماني وهم يرون أنه لا داع من تغييره أو استبداله بآخر..كنوع من الفخر بالاعتزاز بالوطنية و الزي التقليدي بينما يراه جيل الشباب من باب التقدم والتطور ومجاراة ما يحدث في العالم الخارجي وهنا اختلف الفكر بين الجيلين

جيل الشباب ينظر للأمور على أنها خطأ وظلم وضروري تغييرها ولو بالقوة فيتسرع ويندفع وراء حلول لا تعتبر حلًا للمشكلة وإنما تزيد من تفاقم الحالة والأمر سوءًا ؛ لأن هذا الحل الذي هم اعتقدوه حلًا ليس إلا تسرعًا ؛ إذ أنه لم ينتج من تخطيط وتأن في الفكر وتشاور في الرأي قبل اتخاذ القرار ، كما أنه ليس وفقًا لمنهجية ثابتة بينما جيل كبار السن فإنه جيل ينظر إلى الأمور من جانب أخلاقي وأن الأمور تحل بالسلم وبالتفاهم وأن كل مشكلة لابد وأن يكون لها حل فتنشأ هنا مسألة التأني في التفكير والحكم على الأمر من خلال زوايا كثيرة ومتعددة و ووفق منهجية ثابتة ، قوية و سليمة.

بالإضافة إلى وجود الأخلاقيات عند جيل كبار السن فيما يخص التعامل في محيط عائلاتهم أو أماكن دراستهم بينما في الوقت الحالي هناك الجرأة والثقة الزائدة بالنفس فأشعرت الشباب أنهم لا يخطئون أبدًا وأنهم يسيرون في الاتجاه السليم دائمًا..

في مقابل الثقة الزائدة عند الشباب هناك الشعور بالاكتفاء عند كبار السن أن ما حصلوا عليه يكفيهم لإكمال حياتهم الحاضرة والمستقبلية.. وهذا التفكير يختلف عن تفكير شباب اليوم الذين تتعدد مواهبهم وتتنوع وتتباين طموحاتهم وآمالهم كل على حسب رغبته وشغفه..



آثار وجود الفجوة الفكرية بين الأجيال :

وجود المشاكل في عدم الاتفاق وعدم الوصول لحل واحد يرضي الطرفين والإصرار الدائم على أن هناك جيل أفضل من جيل آخر .. وتبادل الاتهامات وشعور جيل الشباب بأن جيل كبار السن هو المسيطر عليه بفكره ووجوده في الساحة ، وهذا يعيق ويعترض عملية التنمية المستدامة والتطوير والتحسين وتقديم الأفضل ، ولوجود هذه الفجوة الفكرية والتباين والتفاوت في الفكر والرأي يوجد جوًا مشحونًا متوترًا ولا سيما الانفعالات كذلك وذلك بسبب عدم الاتفاق في المفاهيم ولا المضامين، وتكون هناك عدم استفادة من خبرات جيل الأمس وذلك لإصرار جيل اليوم على أنه مطلع ومتكيف مع مجريات العصر الحديث فتظل المشكلة مستمرة خاصة عند إصرار بعض رجال الأمس على إيجاد حل كان يتناسب مع زمنهم الماضي وهذا لا يعني بالضرورة الحل السليم فالحلول وعوامل النجاح في الفترة الماضية لا يشترط أن يكون بالضرورة نفس الحل الذي نستخدمه مع شباب اليوم في العصر الحالي فلكل عصر متطلباته وظروفه وطبيعته التي تختلف عن العصر الذي يسبقه.

الحلول:

الحلول تكمن في أنه مهما بلغ مستوى الفكر ومهما بلغت درجة التفاوت والفجوة الفكرية فإنه لا بد من جلسة حوار هادفة يستخدم فيها مراحل العملية الإدارية للهدف ودراسة القرار ، فالهدف بتحديده يصبح التخطيط له وفق مراحل علمية ومشاورات عدة لوضع الخطة والتنفيذ الميسر لها، وفق الفئات المحدد لها القيام بعملية التنفيذ والتطبيق وبالتالي تقييم الهدف يكون فعالًا وسليمَا ؛ لأن مرحلة اتخاذ القرار تكون واضحة غير مبهمة ووفق أسس علمية سليمة. لذا فإن الاتفاق على نقطة معينة لمصلحة الجميع تكون بالاشتراك والإشراك والمشاركة الفاعلة وذوبان جيل الأمس في جيل اليوم وانغماسه بإيجابيات جيل الأمس اللا محدودة وفكرهم السليم النير ورأيهم السديد وطاقات وإبداعات جيل اليوم اللامتناهية نستطيع تكوين مجتمع نافع متحل بأخلاقيات حميدة ومكتنز بالمهارات والفكر الراقي لبناء عماننا الغالية ووطننا الحبيب..

وجميعنا لا نستطيع أن ننكر بأن اتحاد جيل كبار السن وجيل الشباب كل بمميزاته وإيجابياته تجعل المجتمع مجتمعًا متميزًا صالحًا نافعًا لوطنه ، ونجد أن الشباب بطاقاته وإبداعاته وكبار السن بخبراتهم وإيجاد بيئة من الألفة والمحبة وإتاحة الفرصة لبعضهما البعض ؛ ليؤثر ويحقق النجاح المطلوب وبالتواصل البناء والعمل المشترك الفعال وبمساهمة من كل فرد في مجتمعنا نصل إلى تحقيق الغايات والأهداف ونساهم ونضع بصمتنا وأثرنا في بناء مستقبل مشرقً وواعد لعماننا الحبيبة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق