الثلاثاء، 22 أبريل 2014

المحور الثالث ، المركز التاسع

المقالات المشاركة في مسابقة سنبصم فكرًا



المحور الثالث : "الفجوة الفكرية بين الأجيال" مفهوماً وم ظاهر و آثار و حلول

صاحب المقال الفائز بالمركز التاسع في المحور : شروق مقبول مبروك




المقال :

الفجوة الفكرية بين الأجيال .. 

**

من هذا العنوان يمكننا أن ندخل إلى بيولوجيا الأجيال

قديماً و حديثاً .

**

منذ مدة ليست بقصيرة ,,

و أنا أحاول اكتشاف هذا العالم ..

حاولت استيعابه من كافة الزوايا ..

لنكون عادلين .. و منصفين ..

فلا يحق لنا النظر من زاوية واحدة ..

فلحاضر سيصبح ماض .. و سيكون جيل قد ولى ليحل محله أخر ..

لذا ليس من العدل ربط فكرنا بتاريخ زمني , أو جيل معين , ليتوقف لديه فيما بعد .

الاختلاف ليس مشكلتنا ..!

مشكلتنا تكمن في النتائج .. ماذا سننتج من اختلافنا !

فوالدك ينظر للأمر ذاته الذي تنظر أنت إليه .. بزاوية مختلفة ..

و تنظر أنت لأمر ما من منظور أخر لما تراه شقيقتك الصغرى ..

أنت .. نفسك .. تتغير نظرتك لي الشيء ذاته بعد حقبة من الزمن ..

لماذا ! .. الم تسأل نفسك أنت هذا السؤال ..!

قد تكن فعلتها .. لا كن بطريقة أخرى ..

من المؤكد أن أبائنا الأعزاء دائما ما يلقون علينا بوابل من النصائح ..( محظورات ينبغي أن نقف لديها )

في حين أننا في عصر السرعة و الانطلاق .. فكيف يطالبونا بتوقف !

نشعر غالباً بأنها غير صحيحة و بأنها كفكرة أو كتوجيه لا تتناسب مع عصرنا هذا ..

إذاً نحن على حق ..!

و هم ليسو مخطئين ..

فإذاَ كان جهاز الإرسال جيد .. و المستقبل جيد .. فلماذا لم تصل الرسالة !

إنها ليست مسألة رياضية .. و لا معادلة كيميائية ..

إنها باختصار .. و بتفصيل بسيط لا يتجاوز ست أحرف نستطيع القول بأنها الكينونة

لكل إنسان ( كينونته ) الداخلية .. إنها العدة الصغيرة المسيرة للدماغ و للسلوك أيضاً .



فهم وجهُ إليك رسالتهم مبطنة بحروف .. مزخرفة بحب و بقلب قد لا يخفيك انه يهتم لأمرك .

و لا كن ..

بثوها بطريقة عصرهم ..

و استقبلتها أنت بدورك بطريقة عصرك ..

ف اصطدم الحابل ب النابل ..

فوقعنا في فجوة فكرية ..

..

1800 / 1900 / 2000

تختلف التواريخ .. تختلف الأحداث .. تختلف الوجوه .. و تختلف المعايير .

فضوابط الثمانينات تختلف عن التسعينات و كذلك الألفية .

نحن أمام أجيال .. حضارات .. عقليات مختلفة .

فأنت نقيض والدك وكذلك و الدك نقيض جدك .

انتم ثلاثتكم تشكلون مثلث .

و مثال حي ..

لذا ..

نستطيع القول ..

أن الإنسان يتكون من سلوكيات و مبادئ مكتسبة من المحيط الخارجي .

على أساسها ينشئ و تتمحور حياته ..

و هو ليس كأن مزدوج ..

لا يملك أن يكون أكثر من روح واحدة .. و شخصية واحدة .. و شكل واحد .

وهو أهم كائن على وجه الأرض ..

وهو قائد الحضارات ..



و هو المكتشف و الصانع و المفكر و هو بلا شك ( العقل ) المدبر .

و ليس من الغريب أن نرى ( مراهقين ) الثمانينات ينقدون هذا الجيل كبار و صغار .. أحداث و أزمنة .

فهم أبناء الصحراء .. نشئو ليكونوا رجال .. أشداء .

بأسهم قوي , لا تقودهم موضة و لا تشغلهم صيحات .. و لم يأتهم طعامهم أو شرابهم بدون جهد و بلاء .

حياتهم القاسية تجبرهم على ألا يفهموك .. فعصر الحروب و المذابح لا يمكن أن يستوعب عصر التكنولوجيا .

في البر و البحر في البيداء و الصحراء ..

عاشوا متنقلين لا يعرفون القصور و لا البذخ ولا الترف السائد على حياتنا التي نتنعم بهآ الآن .

فعندما يطرح موضوع معين ..

سنجد اختلاف كبير في الآراء و الاستنتاجات بين شخص و أخر .. بين جيل و أخر .

إنها ليست مسألة زمن ..

هي نظم حياة ..

ما المشكلة في أن تختلف الآراء !

هذه ليست مشكلتنا ..

كاختبار لن يفلح بهي احد ..

أضحت تلك نقطة تواصل الأجيال القديمة مع الحديثة ..

إذاً .!!

هل توقفت العقول لدرجة انه لم يعد باستطاعتها التنازل قليلاً

قليلاً فقط ..

ليفهم الأب ابنه ..

و لتستوعب الأم ابنتها ..

قد لا نجد هذه المشكلة لدى الكثير

و لا كن بتأكيد هي لدى الأغلبية ..

و كما قال كارل روجرز ذات يوم ( إن الأمور التي نعتبرها شخصية جداً , هي أكثر الأمور انتشاراً ) .

إنها تجاوزت كونها مشكلة .. أصبحت الآن عائق .. يقف في وجه الحاضر و المستقبل .

..

انه ليس ب الأمر السهل هدم تلك الفجوة و لا من المستحيل ..
نريد العقل قبل الفعل .. نريد أن نصل بفكرنا إلى القمم ..

فعندما أقول تواصل أنا اعني بأن نربط الحضارات ..

أنا اعني بأن ندرك ما نقول و أن نقدر و نحترم الرأي الأخر .. و الجيل الأخر .

ف احترامك له يعني احترامك لذاتك .. حتى وان لم يناسبنا تفكيرهم ( القديم )




فنحنا بأمس الحاجة :

لان يكون لكل جيل منا بصمة فكرية .. لا تمحى .



كما فعل المسلمين قبل آلاف العقود ..

و كما فعل أجدادنا ..

و كما يجب أن نفعل ..

فنحن امة فقدت الكثير من حضارتها و انشغلنا في التحسر عليها ..

سندرك هذا بعد النصف المتبقي من القرن .

ف الإنسان هو قضيتنا .. قديماً كان أم حديث .


**


ملاحظة :

إذا أردت فهم والدك اخفض سقف حريتك ,

و إذا أردت فهم جدك فمسكه بيديك حتى لا يسقط على رأسك .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق