المقالات المشاركة في مسابقة سنبصم فكرًا
المحور الرابع : تأثير التكنلوجيا و وسائل الإعلام الحديثة على الفكر
صاحب المقال : نسيبة بنت يعقوب المنجية
المقال :
التكنولوجيا وأثرها على فكر الإنسان ..
المقدمة :
بالأمس كنا جيل يفكر ويبتكر ويخترع واليوم أصبحنا جيل يطلب ويطلب دون شبع ، وأصبحنا جيل كل همه ماهو احدث هاتف واحدث جهاز (ايباد) لكي نمتلكه دون المبالاه بسعره الباهض ! والكثير الكثير من المتغيرات التي حدثت في زماننا كان أثرها التكنولوجيا والتقدم الحاصل فيه .
وبداية ينبغى علي أن اعرف ماهي التكنولوجيا حسب رأي الشخصي ؛ لأنه من المهم معرفة ماهي التكنولوجيا قبل التحدث عن أثاره الكثيرة والتي لا تعد ولا تحصى .
فالتكنولوجيا مصطلح يطلق على الأجهزة الالكترونية الحديثة والتي تعمل ببرامج إلكترونية والتي سهلت العديد من الأمور في حياتنا اليومية كالهاتف ، الايباد وغيرها ..
وهنا سأناقش تاثير التكنولوجيا على الفكر لعدة مجالات بداية تاثيرها على الطالب ، وتاثيرها على الموظف ، تاثيرها على الأباء ، التأثير على حياة الأسرة ، التأثير على العلاقات الإجتماعية مع تعزيز بعض النقاط ببعض الأشعار ووصايا الرسول صلى الله عليه وسلم .
كما تعلمون التكنولوجيا سلاح ذو حدين فهي لها ايجابيات وسلبيات ومن أهم ايجابياتها أنها سهلت عملية التواصل بين الأفراد وقربت المسافات ،ولكن في المقابل لها العدديد من السلبيات التي أثرت على حياتنا وتصرفاتنا ، ومن تاثيرها على فكرالانسان :
1. التاثير على الطالب :
· المستوى التعليمي : بات مستوى الطالب التعليمي منخفض للغاية فاصبح بالرغم من ذهابه الى المدرسة لكن عقله منشغل باللعبة والايباد ولا يوجد اي تركيز على شرح المعلم ، وحينما يعود إلى المنزل لا يذاكر لا يهتم ويقضي بقية يومه في اللعب ! ، واذا وجد انه فشل في سنة من سنوات دراسته يكون الخطأ من المدرس والمدرسة والتعليم والطالب هو الضحية ولكن في حقيقة الامر أن الطالب أيضا مسؤول عن نجاحه ورسوبه ! وكانهم نسوا فضل المعلم كما قال احمد شوقي : قُـم للمعلــمِ وفّـهِ التبجيـــــــــــــــــــلا ** كاد المعلـمُ ان يكـونَ رســـــــــــولا
أعَلِمتَ أشرفَ او أجل من الـــــــــذي ** يبني ويُنشئُ أنفسـاً وعقـــــــولا؟
سُبحانـكَ اللهم خيــرَ معلـــــــــــــــــم ** علّمتِ بالقلـمِ القـرونَ الاولــــــــى
· المستوى الأخلاقي : اصبح الابناء لا يستمعون لأبائهم لانه التكنولوجيا قد شغلت كل تفكيرهم حتى عن دينهم وصلاتهم ، فأي جيل سينشأ دون الإهتمام بالعلم والدين ؟!
· أصبح الطالب اتكالي أكثر من انه منتج في حين أن في السابق كان هو المنتج والمبدع والمبتكر ؛ لهذا السبب كان للعرب العديد من الانجازات التي كان تطغى على الغرب في العصور الوسطى والأن اصبح هم أصحاب الابتكارات والانجازات التى باتت تطغى علينا نحن العرب .
2. التاثير على الموظف :
أصبحنا عندما نذهب لإكمال اي اجراءات سواء في الدوائر الحكومية أو البنوك نجد أن بعض الموظفين يستلمون منك المتطلبات دون النظر لك وإنما يأخذ منه وعيناه على الهاتف ؟ اهكذا يكون أداء الواجب والمسؤولية تجاه الوطن وأبناء الوطن ؟!
3. التأثير على الاباء :
الآباء اصبحوا منشغلون بأخر تطورات التكنولوجيا ويمتلكونها ويعطونها أيضا لابنائهم الذي قد لا يكون عمره قد بلغ العشر سنوات ؟ وعند فشل أحد أبنائه يراضيه بأن يقع اللوم على المدرس والمدرسة ويذهب ويشتري له احدث الأجهزة الإلكترونية أهكذا تكون التربية ؟! أهكذا تثقف إبنك ؟! أهكذا تصنع جيل للمستقبل ؟!
ما دامت تربية الأجيال هكذا ف ياللهول من المصائب التي ستحدث مستقبلا !
4. التأثير على حياة الأسرة :
· أدت التكنولوجيا الى الصراع الذي يحدث بين الأباء والابناء حيث أصبح الابناء لا يصغون إلى نصائح أبائهم ، والأباء يدعون العذر أن بهم حالة نفسيه ،وهو في الواقع ليس حالة نفسيه إنما عقوق بالوالدين فبات الحالة النفسية هي الشماعة التي نرمي بها جميع أخطائنا .
· أدت التكنولوجيا إلى انشغال الأم عن تربية الأبناء فباتت تربية الأبناء تتم من قبل خادمة المنزل التي يقضي فيها الأبناء أغلب وقتهم معها ولا يرون والدتهم التي منشغلة بالواتس اب وغيرها من التكنولوجيا .
5. التاثير على العلاقات الإجتماعية :
· التكنولوجيا قد أثرت على الزيارات العائلية فقد أصبحنا مجتمعين بالجسد ولكن كل منا منشغل يعبث بهاتفه أو جهاز الأيباد وبذلك كل منا أصبح لا يعلم عن أخيه شيء ويقتصر حديثهم على سؤال الحال لا اكثر .
· أيضا أثرت التكنولوجيا على العلاقة الفرد بجاره والذي قد يكون يفصل بينهم حائط ، حيث أصبح الفرد لا يعرف عن جاره شيئا في حين أن في زمن الأجداد كان الجار يعتبر كالاخ وكانه فرد من أفراد الاسرة ، ونسوا ما وصى به الرسول صلى الله عليه وسلم عن الجار:
ü عن عبد الله بن عمر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( اتدري ما حق الجار اذا استعانك اعنته واذا استقرضك اقرصته واذا اصابه خير هنأته اذا اصابته مصيبة عزيته واذا مات اتبعت جنازته ولاتسطل عليه بلبنيان فتحجب عنه الريح الا بأذنه ولا تؤذه بقتار ريح قدرك الا تغرف له منها وان اشتريت فاكهة فاهد له فأن لم تفعل فأدخلها سرا ولا يخرج بها ولدك ليغيظ ولده.
ü كما روى أيضا عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال "الجيران ثلاثة: فمنهم من له ثلاثة حقوق، ومنه من له حقان، ومنهم من له حق واحد،فأما الجار الذي له ثلاثة حقوق فجارك القريب المسلم،وأما الجار الذي له حقان، فجارك المسلم،وأما الذي له حق واحدفجارك الذمّي"يعني إذا كان الجار قريبه وهو مسلم فله حق القرابة وحق الإسلام وحق الجوار،وأما الذي له حقان فالجار المسلم فله حق الإسلام وحق الجوار،وأما الذي له حق واحد فجارك الذمّي فله حق الجوار، فينبغي أن يعرف حق الجار وإن كان ذمياً.
الخاتمة :
وكما قلنا في بداية المقال أن التكنولوجيا سلاح ذو حدين ، فهي شيء جيد إذا استفدنا من إيجابياتها وابتعدنا عن سلبياتها ، وتحكمنا بتصرفاتنا بحيث أننا لا نجعلها هي كل شيء .
فالأجداد كانت حياتهم رائعة وبينهم التأخي مع الجميع حتى مع جارهم بعيدا عن الهواتف والانترنت والايباد فكان التواصل بينهم باللقاء حتى وان كان المسير شاقا . فهذه البرامج الالكترونية الحديثة قد طغت على حياتنا بشكل باتت تشكل خطورة على أنفسنا وعلى علاقتنا مع الأخرين .
فالتواصل الذي بلا أجهزة الإكترونية قد يكون شاقا إلا أنه أجمل وكان التواصل والتآخي بين الأفراد أكثر بعكس التواصل بالأجهزة الإلكترونية قد يكون سهلا ولكنه خلف العديد من المشاكل في المجتمع على المستوى الاخلاقي والتربوي والتعليمي .
أيضا كان ينبغى قبل الحصول على اي وسيلة الكترونية أن ندرك حجم فوائدها وأضرارها الجسمية في حالة استخدامها دون وعي خاصة للسن ما دون الثامنة عشر؛ لأنهم في سن المراهقة يحبون استخدام واستكشاف كل ماهو جديد ، وقد يقعون في خطأ فادح بسبب أحد الأجهزة الإلكترونية والبرامج التي تعرض على وسائل الإعلام ؛وذلك يعود إلى قلة الوعي وعدم إهتمام الأباء بالتحدث إليهم وتوعيتهم خاصة في هذه المرحلة الحساسة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق