الأحد، 13 أبريل 2014

المحور الأول ، المركز السابع مكرر

المقالات المشاركة في مسابقة سنبصم فكرًا



المحور الأول : كيف يفكر شباب اليوم و ما هي نقاط ضعفه و قوته

صاحب المقال الفائز بالمركز السابع مكرر في المحور : فاطمة بنت سليمان البدوية_ سلطنة عمان




المقال :
مقال كيفية تفكير الشباب اليوم نقاط قوته وضعفه

المقدمة:

تتعدد كيفيات التفكير بين أفراد المجتمع، على حسب المراحل العمرية التي يمرون بها، وهذا التعدد أمر فطري و تسلسلي لتأخذ كل مرحلة دورها في المنظمومة البشرية، ، وهذه الكيفيات تختلف من طور لأخر تبعا لأطوار العمر التى يمر بها الإنسان كأمر طبيعي وتبعا لما يتعايش معه بعصره كعامل خارجي.

وتعد فئة الشباب من أبرز الفئات التى تتنوع لديها كيفيات التفكير وذلك لما تتمتع به هذه المرحلة من عوامل وقدرات فطرية كثيرة على سبيل المثال لا الحصر، القوة ، والنشاط، ،و الحيوية المتجددة، وحب المغامرة، والإقبال على الحياة، والرغبة في الانجاز وبناء المستقبل...إلخ ، هذه العوامل في مجملها تسهم بشكل كبير في استثمار كل ما يحيط بهذه المرحلة من روافد ومعطيات خارجية ، ذلك الاستثمار الذي يسهم بدوره هو الاخر في تنوع كيفيات التفكير لليوم الذي يعاصره الشباب.

ولما يشهده العصر الحالي من طفرة كبيرة على كافة المستويات الفكرية،والثقافية، والتعليمية والتقنية، والإقتصادية،...إلخ، فقد تبع تلك الطفرة أيضا ، سرعة طردية في تعدد كيفيات تفكير الشباب اليوم ، الأمر الذي يستوجب علينا أن نقف حياله و نقوم بدراسة تلك الكيفيات لأجل تقويمها و علاجها، وإرشادها لإستثمار ما يحيط بها من عوامل خارجية، حتي تؤتي ثمر حلو المذاق، تغدق بها زمانها وأزمُن من بعدها.


وفي هذا الجانب سأقدم دراسة مبسطة لبعض كيفيات التفكير التي يستخدمها شباب اليوم بشكل تفصيلي من خلال المحاور مضاف لكل كيفية نقاط القوة والضعف الخاصة بها ،تتبعها في النهاية إرشادات مجملة لكيفية إحتواءها والتعامل معها من خلال الخاتمة.


محاور كيفية تفكير الشباب اليوم:

توجد جملة من الكيفيات التي يستخدمها الشباب للتفكير أدرج منها

الكيفيات التالية :

1- الكيفية التى تميل إلى التفكير الإنطلاقي.

2- الكيفية التى تميل إلى التفكير الإنحيازي.

3- الكيفية التى تميل إلى التفكير الإختزاني.

4- الكيفية التى تميل إلى التفكير الإبداعي.



1- الكيفية التى تميل إلى التفكير الانطلاقي :

هي كيفية يميل إليها جملة من الشباب وهي كيفية متحررة من القيود والتبعية يسعى فيها الشباب إلى محاولة إبراز ذاته أو إثبات فكرته بشتى الطرق غير آبه بالإنتقادات الموجه إليه أو المخاطر المحدقة به، وغالبا ما تستمد هذه الكيفية فكرها من قناعة الشباب لتغير ما حولهم ، كثورات ما سمي بالربيع العربي (2011)، أو من خلال رغبتهم بالتجديد كالتجديد الفكري كمثال (الفكر العلماني، والعقلاني الذان يتجهان للتجديد في الفكر الاسلامي)، أو تستمده من نشاطهم الذى يجبرهم على الإنطلاق بدون التوقف عند إشارة قف،كالإقدام على ممارسة الرياضات و المغامرات الخطرة كالتسلق ، أو من خلال اتجاههم لتقليد الغير انبهارا بشهرته أو قوته متأخذين من الحرية الشخصية وسيلة للممارسة والتطبيق كالتقليد في المظهر، من لباس، و شكل، و سلوكيات غير مطابقة للقيم الدينية أو العرفية، ايضا ربما تنتج من الرغبة في تجميع الثروات والتفكير في بناء مستقبلهم الذي يصبون إليه أو رسمونه في خيالاتهم،ينطلقون إليه متأخذين من شعار الغاية تبرر الوسلية سبيل لذلك.


وهذه الكيفية من التفكير في أغلب الإحيان تكون نتائجها غير مضمونة وخاصة إذا ما تم استخدامها للتغير الإيجابي ، وغير قادرة على الاندماج إذا ما استخدمت للتقليد السلبي وما يميزها الإصرار والمجاهدة على تحويل الفكرة الذهنية إلى تجربة واقعية ممارسة فتكون أما محط إعجاب أو محط انتقاد بعد ظهورها.

اتباعها: متابعى الأحداث المستجدة، الغير منتظمين بالدراسة، ذو الإطلاع والخيال الواسع.


نقاط القوة:

ü الشجاعة(التحررمن الخوف).

ü الجراءة ( الإقدام مع الإصرار).

ü استغلال النشاط والطاقة.

ü التطبيق( إبراز الفكرة والذات).

ü قوة التحدي( عدم التوقف عند العقبات).

ü الإطلاع الواسع والمتجدد.



نقاط الضعف:

ü عدم التأكد من نسبة النجاح.

ü عزلة عن المجتمع أو نظرة غير محببة.

ü صعوبة دراسة الفكرة بشكل متقن.

ü صعوبة التنفيذ لكثرة العقبات.

ü فقد للهوية والضمير في حالة الانطلاق السلبي.



2- الكيفية التى تميل إلى التفكير الإنحيازي:

هي كيفية يميل فيها الشباب إلى تبعية فكرة ما دون التأكد من صحتها ، وأغلب ما تكون هذه الأفكار متوارثة من عصر سابق بشخوصه ، متواجد بينهم بفكره، وابرز ما يرسخها لديهم القناعات، سواءا أكانت دينية أو مذهبية أو طائفية ، أو الحزبية و السياسية، دون البحث أو عرض الفكرة للنقاش حتى تتضح الرؤية بشكل أكبر.

و ما يعزز هذه الكيفية من التفكير هو التأثير الإعلامي والفكري القويين الذى يفرض على العقول تبعيته وذلك بإثارة الحماسية الدينية أو العرفية أو القومية، لمصلحة ما يُستغل فيها الشباب لبقاء الفكرة حية وحاضرة بصورة قوية.

ويميل الشباب لهذه الكيفية من التفكير للحفاظ على موروثهم الفكري من الزوال وحمايته من المربصين به أو التأثير الخارجي عليه ، أو المحاولة لإبقاء هيمنته كما كان سابقا في عصره.

هذه الكيفية إيجابية في حالة الفكرة المتبعة هي فكرة حقيقة وذات ثوابت راسخة ، وتكون سلبية و مدمرة في حالة كانت مزورة و ذات خليط من الافكار الهدامة.

وهذه الكيفية تنتج شباب ذو اتجاهين إما شباب إيجابي يصر على بقاء فكرته بالعرض الراقي و الحجج والبراهين وذو قابلية للتجديد أو شباب متعصب منغلق غير متقبل للغير ويستخدم العنف في بقاء فكرته.

من ابرز امثلتها : الطبقية أو العنصرية الاجتماعية والقبلية ، التحيز الدينى ،الطائفي والمذهبي.

أيضا من أنواع هذه الكيفية التحيز المقلِد للغير ،كتشجيع فريق رياضي يصل إلى المبالغة في ذم الاخر أو المشاحنات دون أن تربطه أي علاقة بالأول، و هو يمثل تحيز لرغبة ميولية!

اتباعها: متتبعي الأحداث التاريخية، اصحاب النزعات، محبي الرياضة.

نقاط القوة :

ü الولاء للموروث.

ü التمسك بالفكرة.

ü القدرة على التنفيذ.



نقاط الضعف:

ü ضعف الإنتاجية.

ü التبعية المطلقة.

ü صعوبة الإندماج بين فئات المجتمع.

ü عدم تقبل التجديد.



3- الكيفية التى تميل إلى التفكيرالإختزاني :

هي كيفية من التفكير تميل إلى اختزان الإفكار ذاتيا دون إبرازها للنقاش، أو التساؤل لإي إشكال يصادفها بل تحاصر في دائرة التحليل الذاتي ، ويعود السبب إما إلى طريقة التفكير المجتمعية التى تفرض تقبل الأمر كما هو دون إعطاء فرصة لإبراز الأراء أو عرض الإستفسارات الشائكة وذلك لإعتبارات دينية أو سياسية أوعرفية ، أو أيضا تتنج بسبب إقتناع الشخص بفكرته داخليا ورفض أي أفكار خارجية تعارضها وتبقى هذه الأفكار مخزنة، مما ينتج عنه بعض الإحيان إصطدام مع الواقع عند بلوغها الذروة الداخلية، لتنفجر و تكتسح بها تلك الإعتبارات ، بغض النظر عن كون تلك الفكرة المخزنة صحيحة أم خاطئة.

من مظاهرها: الخروج عن الملة ، التعدى على الممتلكات العامة، عدم الولاء السياسي، عدم احترام العرف.


هذه الكيفية أيضا يضاف إليها كبت القدرة أو الطاقة بسبب الخوف من الفشل أو بسبب عم توفر البيئة المناسبة أوالدعم من المجتمع والحكومة، مما يتسبب في وقوع الشباب فريسة للإمراض النفسية والتعصب الفكري أوالإتجاه للإدمان والإنحراف كالسرقة، والشذوذ.

اتباعها: الذين يفتقدون الإنجاز، المتحررون من تبعية.


نقاط القوة:

ü الولاء للفكرة.

ü التقدير الذاتي.

ü الإطلاع المستمر للمستجدات.



نقاط الضعف:

ü التقوقع الفكري.

ü الخوف من المستقبل.

ü الإنعزال عن المجتمع.

ü التشتت الفكري.

ü الإندفاع في التنفيذ.



4- الكيفية التى تميل إلى التفكير الإبداعي:

هي كيفية من التفكير يميل إليها الشباب الذي يصبو إلى اتباع طرق مألوفة لإبراز قدراته ومواهبه، يسعى إلى كسب الأخرين وتأيديهم له من خلال إتقانه لإعماله، يتأخذ من بعض الرموز الناجحة سواءا التى يعاصرها أوتلك التى وصلت إليه من خلال النقل يتأخذ منها قدوة للإستمرار.

لديه القابلية و القدرة على التكيف والتأقلم مع الظروف ، تحركه في أغلب الاحيان الرغبة في التميز والإنفرادية، و حب الوطن ، و قهر الصعوبات المحيطة.

يتجه الشباب في هذه الكيفية من التفكير إلى جعل انتاجاته فريدة من نوعها غير مكررة، ومبهرة بحيث تفوق سنه أو تهزم العقبات التى تحيط به سواءا داخلية أو خارجية.



من مظاهرها : النبوغ (الفكري ، الثقافي، الإدبي... إلخ ) ، الإختراعات ، التميز العلمي والعملي و الذاتي، تعدد الإنجازات.

اتباعها: المتفوقون بشكل عام، المحبون لتحدي الظروف الصعبة.



نقاط القوة:

ü الإستقرار النفسي.

ü التفكير بحكمة.

ü القدرة على كسب التأييد.

ü القدرة على التنفيذ.



نقاط الضعف:

ü الإنشغال الدائم عن الامور المحببة لدى الشباب.

ü الغرور بالذات والإنجاز.



الخاتمة:
بعد هذه القراءة المبسطة في كيفية تفكير الشباب وما يحيط بها من طرق تفكير يلزم كافة أطياف المجتمع النظر بعمق في كيفيات تفكير الشباب وما يستجد منها.

فيجب أن يفتح لها المجال لتعبر عن تساؤلاتها (و إذ قال ابرهيم رب ارني كيف تحي الموتي )،ويجب أن يأخذ برأيها واشعارها بأهميتها ( فلما بلغ معه السعى قال يا بني إنى أرى في المنام أني اذبحك فانظر ماذا ترى)،وأن يفسح لها لتعبر عن استغرابها( أو كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها قال أني يحيي هذه الله بعد موتها)،في الجانب الأخر على الشباب عدم التقوقع والإنعزال عن الواقع أو الوقوع فريسة للأخطاء بل جعلت التوبة باب لترك السابق والبدء من جديد (قالوا يا أبانا استغفر لنا ذنوبنا إنا كنا خاطئين)، وعلى الجميع تقبل هذه العودة وتعزيز الشباب بالتشجيع والتأهيل لإبراز ما يصبون لإنجازه(قال سوف استغفر لكم ربي) ،السعى للتحرر من الطغيان بشتى الطرق المتاحة والله كفيل بمساعدتهم(إنهم فتية ءامنوا بربهم وزدناهم هدى) ،إبراز رأيهم المعارض ( قالوا سمعنا فتى يذكرهم يقال له ابراهيم) وتقويته بالحجج والبراهين( قال بل فعله كبيرهم هذا)، الإبتعاد عن الغرور بما يتفوقون به من قدرات (ربي إنى لما أنزلت إليَّ من خير فقير)، وأيضا عدم التعصب بل أخذ الحق من أي كان(قالو أني يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال) ،

وعدم حصر تفكيرهم في كيفية واحدة بل يحاولون الأخذ من الأخر حتى يكونوا على قدرة أوسع على الإنجاز.


(يأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا)،هذا التعارف ستكون له ثمار على كيفية التفكير فعلينا الإ نحرم انفسنا منه من جهة، و من جهة أخرى ألا يكون مجال لإنسلاخنا من كيفية التفكير الخاصة بنا ، نتيجة للإنبهار و التقليد أو تعويض ما نفتقده، فخير الأمور الوسط دائما كما قال عليه الصلاة والسلام، وقرءاننا العظيم عرض سبل كثيرة لبناء كيفيات التفكيرللشباب، وطرق علاجها و ما علينا إلا التبصر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق