المقالات المشاركة في مسابقة سنبصم فكرًا
المحور الأول : كيف يفكر شباب اليوم و ما هي نقاط ضعفه و قوته
صاحب المقال الفائز بالمركز السابع في المحور : تهاني بنت راشد الجهورية_ سلطنة عمان
المقال :
كيف يفكر شباب اليوم وماهي نقاط ضعفه وقوته؟
هنالك دائماً مواضيع لا يمكن أن نكبت فضولنا عن البحث فيها، التقصي، وقد يصل بنا الحال إلى التطفل أحيانا. المواضيع الغامضة لها نكهتاها الخاصة التي تنفرد بها عن المواضيع السطحية . وما هو أكثر غموضا من أن تدخل إلى أغوار شاب وتستنبط منه عن ما يجول بخاطرة؟
طرق تفكير شباب اليوم لا يمكن أن تحصر بتاتا ،فنحن هنا أمام ملايين من وجهات النظر المختلفة، وجهات نظر كونتها تراكمات من العادات والتقاليد والأديان المختلفة، وكذلك المواقف التي نمر بها و قررنا أن نجعلها جزء من حياتنا.
وجهة النظر التي أقدمها في هذا المقال عن "كيفية تفكير شباب اليوم "، تمثل فئة من شباب المجتمع ،وقد تكون الفئة القليلة منه، ولا أعبر في هذا المقال عن الجميع أنا أعبر عن جزء من الكل.
وسأتحدث عن خمس نقاط رئيسية:
1. كيف أفكر؟.
2. تكون هذا الفكر.
· المرحلة الأولى*المدرسة*
· المرحلة الثانية*الجامعة*
3. الحلقة المفقودة.
4. طريقي لتحقيق هدفي.
5. نقاط الضعف والقوة.
· نقاط القوة .
· نقاط الضعف.
كيف أفكر؟
دائماً ما يدور تفكيري حول كيفية تغير العالم ،و كيف أجعله أفضل ؟ كيف أخدم من حولي عن طريق فعل ما أريده ،وتلبية ما يحتاجونه في الوقت ذاته؟.
"تغير العالم "قد يراه البعض سذاجة وأنا أراه حباً لمساعدة الأخرين ، قد يعتبره الأخرون نسجاً من الخيال وأراه واقع سأعيشه يوماً ما. أقرّ بأنه ليس بالشيء الهين ولكن العزيمة تحقق المستحيل . أن تكون لي بصمة في هذه الحياة ،وأن أشارك بالتغير للأفضل كفيل بأن يسد رمقي للنجاح.
تكون هذا الفكر:
المرحلة الأولى*المدرسة*:
أنا فتاة من عائلة بسيطة ، لسنا بالأغنياء ولا بالفقراء ، وليس هنالك ما أبهركم به مثل القصص، فلا يوجد لدي جد عالم أو أخ عبقري أو عم فاحش الغنى الكل يتسابق لكسب رضاه. كل ما لدي أبٌ أثنا عمره بعيداً عنا ليوفر لنا الحياة الكريمة التي لطالما حلم بها في صغرة دون الحصول عليها، وأم سخّرت مستقبلها وجعلت تفاصيل حياتها اليومية متعلقة بأبنائها ،وتقوم بأقصى جهدها لكي لا يعيد الزمان نفسه .
عندما أجول بخاطري وأبحث عن الأسباب التي جعلتني أذهب إلى ذلك الحلم البعيد المنال أحتار من أين لي به؟. فمثل ما رأيتم عائلتي ليست بالقالب الأمثل لتكّون مثل هذا الفكر الذي أراه مختلفاً قليلاً عما أعتدنا عليه، عائلتي أقرب لأن تكون بالتقليدية أدرس ثم أعمل وأعتمد على نفسي ،تحقيق الذات والرضى عن النفس لم يكن عنصراً أساسياً في مراحل تنشئتنا.
قصة ميلاد حلمي بدأت منذ الصغر ، أبي كان يريدني أن أصبح طبيبة وكان هذا يفرحني . وكنت بدوري أتعامل مع الأشياء على حكم أني طبيبة ولم أكن أُبهر بهذا العالم . في الحقيقة منظر الدم والأعضاء كانت فكرة لا يمكن أعيش معها لفترة طويلة ،ولكني احتملت الفكرة لعدة سنوات في المدرسة ثم توقفت، أدركت أن هذا ليس حلمي بتاتً، فانتقلت إلى علم الفضاء فهو كان غموضاَ بالنسبة لي. كل ما أردته هو أن يسجل اسمي كأول رائدة فضاء عمانية تحط على سطح المريخ أو القمر، لا يهم يكفي أن يذكر اسمي في التاريخ ،من هنا بدأت أول خطواتي في اكتشاف ذاتي . الرغبة بالتميز دائماً والانفراد بالشيء كان دافعاً ليس بالهين، الكثير منا يحس بهذا الإحساس الرغبة بأن تكون الأفضل من بين الأفضل .
المرحلة الثانية*الجامعة*:
عندما دخلت الجامعة ، النهاية كما يسميها البعض وأنا أرى منها البداية ،أخترت تخصص القانون، تخصص مناقض عما خطت له، الأمر هو أني عندما كنت أحاول أن أختار تخصصي كل شيء كان يجذبني، فاختيار تخصص دون أخر لم يكن يحدث بداخلي أي اختلاف ،وسمعت أحدهم يقول أن" كلية الحقوق كلية العظماء" ساهمت هذه العبارة بشكل أو بأخر في اختياري لها. وبدأت مشواري بها واكتشفت مع مرور الأيام أن ما يسعدني حقاً هو ليس العلم بحد ذاته وإنما كيف استخدم هذا العلم لتغيير العالم من حولي .
الحلقة المفقودة:
سمعت أن السعادة لا تتوقف على مزاولة ما نحب ولكنها أيضاً تتضمن مساعدة الأخرين ومحاولة جعلهم سعداء. أردت أن أعرف بشدة هل هذه هي الحلقة المفقودة ؟هل احتاج لمساعدة الأخرين لكي أكون سعيدة؟
في هذه اللحظة فقط علمت أنني بدأت بالخروج من عالمي الضيق، أدركت أن العالم لا يدور حولي فقط ،ماذا أريد ؟وكيف سأفعل ما أريده؟ ، العالم أوسع بكثير من البيئة التي أقلمت نفسي على العيش بها. كيف لم ألحظ هذا الشيء من قبل؟ ربما غرقي بمحاولة اكتشاف ذاتي والابتعاد عن الأخرين ليتسنى لي رؤيتها هو السبب. وفي واقع الأمر أن ذاتي التي أبحث عنها هي بين الذين كنت أهرب منهم . ذاتي متعلقة بأهلي، بأبي وأمي، وإخوتي ومجتمعي وبين الأغراب.
طريقي لتحقيق هدفي:
عندما خرجت من قوقعتي كان الأمر بغاية البساطة، وكل له تفسيره البسيط الواضح الذي كان أمام عيني ولكني كنت أخاف أن أراه، فالكفيف لا يريد أن يحدق بالشمس عند أول مرة يبصر بها خوفاً من أن يعود للعمى مرة أخرى.
أحياناً خوفنا من التغير يمنعنا من التقدم ،والخوف كان عائقاً أمامي طوال سنين، فما إن تملكت الشجاعة لإزالة هذا الخوف كان الأمر بغاية البساطة ،والمصاعب لا تلبث أن تزول، وشبح الخوف الذي ظل يمنعني سنيناً من تغير حياتي، كان في الحقيقة أصغر من ما يبدو عليه.
كل ما أفكر فيه اليوم هو إصلاح العالم وجعله مكان أكثر مناسبة للعيش للجميع . هنالك ألاف الطرق التي يمكنني تحقيق هدفي بها ،ولكن ارتأيت أن أول خطوة لأقوم بذلك هو تغيير نفسي .وجهة نظري للأشياء يجب أن لا تكون ضيقة من الأن فصاعداً فأنا بصدد خوض الكثير من المصاعب وعلي أن أتقصى دائما عن وجهات نظر الأخرين المختلفة، فهدفي كله يتمحور حول الأخرين، ولأستطيع مساعدتهم يجب علي فهمهم أولا.
كذلك يجب علي أن أواكب العصر بتطوره، وأن أتقن أي شيء أفعله أمر لا بد منه ،لأني أريد أن أخفف لعبء عن المجتمع لا أن أزيده. استيعاب ثقافات العالم من الأمور البالغة الأهمية، بهذا الفكر سأواجه عوالم مختلفة وبالتأكيد اختلاف الثقافات سيشكل عائقاً أمامي إذا لم أؤتيه حقه من الاهتمام ، فما قد يكون من الأمور المستحبة لدينا قد يكون لدى ثقافات أخرى تعدٍ على الحريات
نقاط الضعف والقوة بهذا التفكير:
نقاط القوة:
أكثر ما يميز هذا التفكير أنه جمع بين إسعاد الذات و إسعاد الأخرين وخدمتهم ،فلا توجد خسارة بهذه التحدي أبدا. هذا التفكير دائماً يدفعني لأقوم بأقصى ما يمكنني القيام به . وإذا ما فشلت في تحقيق أمر ما يكون هذا حافزاً للعمل بجد أكبر فالمرة القادمة. فنجاحي ليس متعلق بي فقط وإنما بكل من أرغب بمساعدتهم.
فكري هذا سمح لي برؤية العالم بعيون جديدة أعطاني القدرة لرؤية أشياء أهم بكثير من ما الذي سأرتديه اليوم؟ وما الذي سيقوله الناس عني ؟
في وقت سابق كان هذا الأمر رعب يلحق بي ،ولكني لأن أعلم تماماً أن الناس منشغلين بمشاكل أكثر أهمية من نوع الساعة التي سأرتديها، وقيمة العطر الذي أغرقت نفسي به.
نقاط الضعف:
هذا الفكر قد يكون أصعب مما يتخيل، فإرادة تحقيق حلم بهذه الضخامة ليس من السهل بتاتاً .أول أمر تبادر في ذهني كيف سأبدأ؟ وفي أي مجال ستنحصر مساعدتي للأخرين ؟والسؤال الأعظم هو هل حققت حقاً ما أريده؟ هل جعلت من العالم مكاناً أفضل؟ .
ارتباط الشخص بهذا الفكر قد يجعله يعلل فشله بصعوبة حلمه مما يجعله متهاوناً في عمله .كذلك عدم رؤية النتائج قد يحطم الشخص، فيجعله يتوقف عن المحاولة بحجة أنه لا فائدة من المتابعة. نتائج هذا الحلم قد لا تكون جلية ولكنها موجودة على كل طاولة عشاء فقراء ساعدتهم بصدقتك، بين ضحكات أطفال مرضى أسعدتهم هديتك، في قلب كل عاملٍ استقبلته بابتسامتك. هذه الأشياء قد لا تجعل منك مشهوراً أو غنياً ولكنها حتماً ستحكي قصة عظمة إنسان.
الخاتمة:
كيف يفكر شباب اليوم أمر يرجع للشاب نفسه ، وأنا تطرقت لهذا النوع من الفكر لإيضاح دور فئة من الشباب الذين تميزوا دون الظهور على الساحة، لا يمكن أن ننكر دورهم أبداً. رغم أن دورهم ليس بالبارز كثيراً هذا لا يعني أن لا نقدر جهدهم ،والثناء عليهم بين الحين والأخر تجارة لا يخشى عليها الكساد. محاولة إحداث التغير ، ومساعدة الغير كفيل بأن يجعلنا سعداء نحن ومن حولنا قرأت ذات مرة للإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
لا تستحي من إعطاء القليل فإن الحرمان أقل منه
بمساعدة الأخرين أنت تسعد نفسك قبل إسعادهم، فنحن البشر خلقنا لنكمل بعضنا البعض .وضع الأخرين من أولوياتك لم ولن يكون من السهل بتاتاً ،لأنك قد تواجه خيارات صعبة ومفترقات طرق قد تجعلك تضل أحياناً ،ولكن يجب أن لا ننسى أن نصحح مسارنا بين الحين والأخر لكي نصل إلى وجهتنا، لكي نصل إلى السعادة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق