المقالات المشاركة في مسابقة سنبصم فكرًا
المحور الأول : كيف يفكر شباب اليوم و ما هي نقاط ضعفه و قوته
صاحب المقال الفائز بالمركز التاسع في المحور : أيمن بن عبدالله البيماني
المقال :
(الشباب والتقليد الغربي ......... إلى أين) (شبابنا مقلدون)
المقدمة:
الشباب هم مستقبل الأمة، فلو أردنا أن نحكم على أمة يتوجب النظر في شبابها. هم القوة، هم الطاقة، هم رجال المستقبل، فمنهم العلماء والأطباء والمهندسون ورجال الأعمال، وهم حماة الوطن.
لكن ما يعكر صفو المجتمع هو ما نراه من بعض الشباب، حتى يتبادر إلى ذهنك عندما ترى أحدهم للوهلة الأولى أنك أمام أحد الأجانب القادمين من أوروبا، بل من مراهقي تلك البلدان الغربية. تراه فتشمئز نفسك من قصة شعره وقد حلق نصفه وترك النصف الآخر، أو ترك جزء يسيراً منه. وتلك البناطيل التي يلبسونها أسفلها واسع يكفي لشخصين وأعلاه ضيقٌ تستحي النظر إليه!! أم تلك العبارات والأوشام التي كتبت بلغات أجنبية على سائر الجسد قد لا يعلم لابسها معانيها، ولربما لو علم معناها لاستحى من وضعها. هذا إن كان فيه حياء!!
إنك تجد نفسك داخل مجتمع شبابي غريب بعض الشيء. إن ما نعيشه في أيامنا هذه يدعى التقليد الأعمى للغرب. فنحن أمة محمد التي كرمها الله تعالى على كثير من الأمم والشعوب. فلماذا اتجه شبابنا وخاصة في العقد الحالي إلى تقليد الغرب واليهود والنصارى في تصرفاتهم وأخلاقهم وعاداتهم وتقاليدهم؟!
هل هم ضحايا لأسرٍ مهملةٍ لم تراعي حق الأبناء ومراقبة تصرفاتهم؟!
هل هم ضحايا الإعلام الأجنبي المعادي لقيمنا الإسلامية؟!
هل هم ضحية لعدم النصح والإرشاد من المجتمع وعدم أداء واجبنا كمسلمين بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟!
لقد تبرأ الشباب من لباسهم واحتشامهم، فبدؤوا بتقليد الغرب في اللبس وطريقة قص الشعر وما ابتكروه من موديلات تخدش حياء المرأة المسلمة والرجل المسلم.
فأصبح الناس لا يفرقوا بين الرجل والمرأة إذا أصبحوا سواء في طريقة اللبس والكلام والتصرف.
أهكذا علمنا الرسول الكريم أن نقتدي بشّر خلق الله؟!
أم علمنا أن ينكر الرجل جنسه وأن تنكر المرأة جنسها؟!
أنسينا حديث الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم- :(لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال).
فإلى متى ونحن في غفلة يا شباب الإسلام؟!
فليت بعض شبابنا الذين قلدوا الغرب كانوا قلدوهم في الصناعة والإنتاج والإبداع، ولكنهم للأسف قلدوهم في تلك الأمور الوضيعة.
لكنا هنا نستطيع أن نقول أن السبب الرئيسي وراء تقليد الشباب للغرب هو أن حضارتنا العربية أصبحت معالمها غير واضحة لهم، حيث أصبح الإعلام لا يسلط الضوء إلا على الحضارة الغربية، كما أنه يروج لها على أنها أساس ومظهر لكل تقدم، فأصبح راسخاً في عقول الشباب أن كل ما هو غربي فهو دليل على التقدم.
وكما هو متعارف عليه فإن الضعيف دائماً ما يقلد القوي، والمتخلف يحاول تقليد المتطور. وذلك يذكرنا بنظرية ابن خلدون :( الأمم المغلوبة تقلد الأمم الغالبة).
إلى متى ونحن نسير وراءهم كما لو أننا دون عقول سفهاء ضالين الطريق القويم والصراط المستقيم؟! نحن نعلم أنهم هم الذين يتقدمون بالرقي والعلم ونحن نتأخر!! لأن شبابنا مشغول بما يسمى بالموضة الحديثة أو بما يقال له عند العرب :(كي نماشي الموضة).
إن هذا ليس هو الموضة؛ بل هو بداية الانحلال والضياع لجميع شباب وشابات الأمة العربية.
لقد أطلق الغرب على أمة الإسلام لقب الأمة المتخلفة. أنرضى هذا على أنفسنا وعلى ديننا؟! أم نسينا حق الله علينا من العبادة والطاعات؟!
تسري جملة تقليد الغرب في الأدبيات والإعلاميات العربية كسريان النار في الهشيم. لكن لو نظر كل واحد منا إلى أحد هؤلاء الشباب المقلدين على أنه ابنه أو أخوه لتغير الوضع - بإذن الله - .
فالأمر يحتاج منا إلى وقفة من قبل الجهات المختصة مع محلات الحلاقة بمنع عمل هذه التقليعات والقصات الهابطة التي تدعو إلى الرذيلة، ووقفة مع محلات بيع هذه الملابس الدخيلة على مجتمعنا المحافظ، ثم توجيه وسائل الإعلام ببيان خطورة هذا التقليد (الأعمى).
فإذا أردنا شباباً لديه هوية إسلامية، فلا بد من الاهتمام وعدم التساهل مع هذه التقاليد والمناظر الدخيلة على مجتمعنا المحافظ الذي يستمد أمور حياته من الكتاب والسنة. ولا بد أن نكون قريبين من الشباب لكي لا يكونوا ضحية بين الغلو في الدين، أو الانفلات والتمرد على قيمنا وأخلاقنا الإسلامية.
الخاتمة:
أخواني وأخواتي شباب وشابات هذه الأمة، لنضع أيدينا ببعض ونضغط عليها بعزم ونعلن صارخين أن لن نترك الغرب يدمرنا ويدمر ديننا ودنيانا وآخرتنا.
وفي النهاية لا يسعنا إلا أن ندعوا الله مخلصين أن يثبتنا على هذا الدين ويبعدنا عن كل ما هو سفيه ووضيع ... وأسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يوفقنا لما يحبه ويرضاه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق