الأحد، 4 مايو 2014

مقالات متنوعة

المقالات المشاركة في مسابقة سنبصم فكرًا



صاحب المقال : وضحى بنت محمد بن سلطان الفارسية



المقال :
هل أفكارنا سليمة ؟


عزيزي القارئ للكلمات القادمة،قبل الشروع بقراءة المقال،أنا وربما أنت أيضا ما زلنا في مرحلة استكشاف فكرنا وأفكارنا ، و كيف تكونت لدينا ، و ما الذي أثر فيها لتكون بهذا النمط الذي هي عليه الآن ؟!و كلانا يطمح لمعرفة السبيل نحو فكر سليم .


يا ترى ، ما هو الأكثر خطورة على حياتنا ، و الأشد تأثيرا و ربما تهديدا لمسار عيشنا؟!

هل هو الإعلام المبرمج الموجه في ظل غياب الوعي الاجتماعي و الوعي الذاتي و الوعي الاقتصادي و الوعي الديني ، و غيرها من أشكال الوعي المختلفة ؟!

أم هي القنابل الذرية و الحروب و الكوارث الطبيعية و المجاعات و الأمراض ؟!

أيها القارئ الفطن ، إن الأفكار التي تدور في دواخلنا و تقطن أعماقنا ، هي الأكثر خطورة و الأعمق أثرا على حياتنا وقراراتنا ،فحسب نوعية و جودة الفكر و الأفكار التي نتبناها ، تتحدد مسارات حياتنا و قراراتنا و حجم خياراتنا و مدى اتساعها و مرونتها .



لا يخفى عليك أيها القارئ الجميل روحا و قلبا و شكلا ، أن الفكر الذي يحمله أي إنسان هو الذي يحدد مسارات حياته ، و أهدافه ،و تطلعاته ،و صحته النفسية و البدنية ، و طبيعة علاقته بالله تعالى (رب الأفكار و الأنوار و الأبصار)، و علاقته بنفسه (ذاته) ، و علاقته بالآخرين من حوله ، و علاقته بدراسته و عمله و مسؤولياته و واجباته ، كذلك علاقته بالأشياء و الأماكن و الأزمنة و الوجود و سائر المخلوقات في هذا الكون المترامي الأطراف ‘فإن كانت أفكارا جميلة خلاقة إنسانية متماشية مع متطلبات الفطرة و الحاجات و الأولويات الشخصية المتزنة ، اعتبرت عامل بناء ، و إن كانت عكس ذلك ، اعتبرت عامل هدم .



كيف نحصل على هذه الأفكار ؟ و هل يتكون الفكر في مدة زمنية معينة فجأة ؟ أم أنه عملية مستمرة قابلة للتغيير و التعديل و الحذف و الإضافة ؟!هل نحن حريصين على ما يدخل إلى أذهاننا و قلوبنا من أفكار ؟ ما درجة التسليم بها دون أدنى شك بصحتها من عدمه؟

عزيزي القارئ ، لتعلم أن كل ما يدخل إلى قلبك (الذي أثبت العلم الحديث أنه يفكر) سواء كان من منافذ السمع و البصر ، تسهم تلك المدخلات باختلاف أشكالها (كلمة ،صورة ، رمز،إيماءة ،حوار...) ، في تشكيل أفكارك و معتقداتك ، و كلما زاد معدل التكرار لمدخلات ما في جانب ما ،كلما زاد التأثير و حدثت البرمجة اللاواعية (اللاشعورية ).

و في سياق حياتنا اليومية ، نستقبل و نرسل الكثير من الأفكار الصحيحة و الخاطئة ، المفيدة و الضارة ، الجديدة و القديمة ، عبر قنوات متعددة (المسلسلات ، زملاء الدراسة و العمل ، الشارع ، الأصدقاء ، التجارب الشخصية في الحياة ‘الإعلام الجديد ، مسارات الحياة المختلفة ... ) ، فهل قلبك و عقلك قادران على تمييز ما الأفكار الصالحة لتؤمن بها و ما الأفكار الخاطئة التي تبعدها عن حيز تفكيرك ؟ و كيف أنا و أنت نستطيع التمييز ؟ و ما هي معايير الفكر السليم ؟!



هل نحن أحرار في تكوين فكرنا ؟ أم ما زالت العادات و التقاليد السائدة تشكل أنماط تفكيرنا ؟ إلى أي مدى يمكن أن تكون نافعة تلك الأفكار المستقاة من الثقافة المجتمعية المتوارثة عبر الأجيال و السائدة ؟ هل تم برمجتنا فكريا بمرور الوقت و المساحة ، بحيث أصبحت قناعاتنا و ما نؤمن به وفقا للأفكار السائدة التي تبادرت لأذهاننا - ربما تكون للمرة الأولى من سماع قصة ما أو حادثة ما أو موقف ما - و بناء على ذلك الانطباع صار نمط تفكير دون إعمال العقل أو التحقق من صحته ؟!



هل نشأتنا في مرحلة الطفولة المبكرة لها دور في تكوين الفكر السليم و أنواع الفكر الأخرى ؟ هل تتدخل أيضا طبيعة البيئة الفسيولوجية (هل نشأت في قرية أو مدينة ) ، هل ما أتنفسه يوميا من هواء نقي و ما أستمتع به في هذا الكون الفسيح الذي خلقه المبدع العظيم –سبحانه- له أثر على نوعية أفكارنا ؟!

إنها أسئلة مغرية لإعمال الفكر و البحث عن إجاباتها -عزيزي القارئ-



سمة الفكر الاختلاف و التنوع ، شأنه شأن خلق الله تعالى كله ، الذي فطره على الاختلاف ، هذا الاختلاف الذي يضفي الثراء و الجمال على الأشياء ، فجمال الأفكار في اختلافها و تنوعها ، و جمال الأشجار في تعددها و تمايزها ، و كذلك سائر الخلق و الأشياء .

كلما توافر هذا المعنى العميق الجميل للاختلاف في كل شيء ، و أساس كل شيء ( لاسيما اختلاف الفكر الإنساني و الأفكار هو الأساس) ، كلما اقتربنا من فطرتنا السليمة أكثر ، و حققنا مراد الله لنا في الحياة على هذا الكوكب ، حيث العيش بتناغم و انسجام مع احترام و تقبل كل الاختلافات و الفروقات .



هل نحن بحاجة إلى عمق في الوعي أكثر في مختلف الجوانب ، سواء كان الوعي الروحي ، و الوعي العلمي ، و الوعي الذاتي ، و الوعي الاجتماعي ، و الوعي الصحي ؟! بحيث نعيد تشكيل أفكارنا و فكرنا مرة أخرى .



هل (ديكارت) كان محقا حين قال : (أنا أفكر ، إذن أنا موجود ) ، هل الوجود مرتبط بالتفكير ؟!

أليس من الممكن أن نعيش نحن و الوجود في تناغم و انسجام ، دون الحاجة لتكلف الفكر ، بل لنفهم الوجود و الحياة كما فطرنا الله تعالى ، و كما فطر الله تعالى الحياة الحلوة النظرة .

على الرغم من حديث بعضهم " أن العرب مصابين بتلوث فكري قديم متجدد ، لكن أليس من السلام الذاتي ، و السلام مع الكون ، أن نتقبل الآخر ، بغض النظر ، هل هذا الآخر تربطه بنا رابطة اللغة أو الدين أو اللون أو الفكر المضاد و المخالف لأفكارنا التي لا تلتقي أبدا ؟!



ألم يكن الرسول الكريم (محمد) ، صاحب فكر سليم ، و صاحب قلب سليم ، ألم يكن صحابته نتاج تربيته و فكره و ساروا على نهجه .

و هنا تبادر إلى ذهني سؤال آخر ،يستحثك أنت أيضا أيها القارئ أن تعمل فكرك فيه ، هل الفكر السليم له علاقة بالقلب السليم ؟! بالطبع أعني القلب السليم (معنويا) .



نحن نعيش مرحلة متقدمة من الفكر الإنساني ، تصنف الأكثر وعيا على مر التاريخ البشري ، و يكثر الحديث الآن في الأوساط المستنيرة حول التنوير الفكري و عصر السلام الذاتي و الوعي الروحي و طاقة القلب الفكرية ،إنما حقيقة الأمر أن ذلك ليس بالأمر الجديد ، إنما هو إعادة بعث ذلك النمط من الفكر ، و إحياؤه مرة أخرى ، لا تفوت على نفسك الفرصة .

مقالات متنوعة

المقالات المشاركة في مسابقة سنبصم فكرًا



صاحب المقال : حسن كريم ماجد



المقال :

سوسيولوجيا الفهم حدوده ووظائفه وتحولاته

مادة الفهم هي تلك الحروف من الفاء والهاء والميم ولكن صياغته هي عملية ذهنية تتفاعل مع الذهن في حدود معينة ووظائف التعريف بالألفاظ وتحولاتها ، وهذه المادة والصيغة تحتاج معرفيات خاصة إذ إنها تعد اعقد مرحلة معرفية في التعرف على الالفاظ الشاملة لمجموعة نصوص او نص قديم او جديد او معاصر ،فالنص تجرى عليه عملية الفهم الثابت او المتغير ،فهل إن فهم النص يتبع القبليات الثقافية لمحلله ولمعرفة كينونته فرب نص له اوجه متكثرة من المعاني او يصح ان يقال مستويات قريبة وبعيدة وعميقة الغور وتحليل النص ربما يحتاج تداخل جملة من العلوم لكشف حقيقته والبوح بفهم القارئ المتخصص وربما حتى هذا المتخصص يغفل عن بعض العلوم الداخلة في فهمه فيقع في الغلط والغفلة عن معان لا تلائم هذا العصر او ذاك ،وعملية الفهم هي عملية ليست سهلة كما يتصورها البعض من خلال المنطوق والدلالات ويغفل عن القرائن المحفوفة بتاريخ النص والزمكانية له ،وكذلك عن نوع الخطابات المرادة على الآمرية او الطلبية او تحقيق الإدارة او الإدارة البشرية للتحصين من غوائل اسرار قد تكون غير معروفة الآن ومعروفة فيما بعد،ففهم النظام والتنظيم الكوني في خدمة الإنسان في حين التشريعي التنجيزي هو التنظيم البشري لصفة مصلحية عائدة للإنسان في فعله وإمتثاله على كافة المستويات العامة والخاصة،ففهم الحكومة والدولة والحاكم والمحكوم مناصب وإدارات في نسق واحد من اصلها ولكنها يوم توظف التوظيف الشخصي تفهم خلاف النسق الإبتدائي المفروض منه في وصفه كذلك فهم النصوص المؤسسة للحركة الدينية في العالم البشري ،فإن فهم المقاربات الدينية او الاصل المشترك للديانات وجوهر الإعتقاد بها يكاد يكون واحدا في اصله ومنطلقاته الذاتية والعرضية العامة ولكن تحصل الإضافات المربكة عن السياقات النصية الاولية والبسيطة فتنعقد عن الفهم عند المتكلمين والفقهاء والاصوليين واللاهوتيين بعد الدقة العقلية والابتعاد عن الفهم العرفي للدين وإطاره اللماع والناصع قبل التشويه ،ولذلك يخضع الفهم الى تبديل وتجديد ادواته المعرفية في البحث عن الصورة المؤسسة للفكر الديني فسواء كانت المسيحية او اليهودية او الإسلام فهي تتحرك في مشتركات حسية واضحة حتى في الإنشقاقات او الإحتجاجات ،فيحاول بعض الضيقين الدفاع الضيق بالافق الضيق ولن ينطلق نحو الإنسانية والوجود الفسيح والإختيارات الإنسانية في ضوء وفضاء الفسحة والإختيار ففهم الفكر والدين والثقافة والحضارة في اطر ضيقة ينتج الفكر الضيق والدين الضيق والثقافة الضيقة والحضارة الضيقة لذلك كانت الحضارات الواسعة محدودة لأن الفهم الواسع يتسع ولا تحده الحدود والموانع والمعوقات اي التحول نحو العالمية والإنطلاق اليها من المحلية، ففهم الإنسان المخلوق المشترك مع مخلوقات الطبيعة في العلاقات والملاحظات المباشرة وغير المباشرة ينتج الإنسان الواسع الافق مع غيره من المخلوقات المحيطة به.

إن الفهم الاجتماعي للحركة الواعية الفردية والجماعية تساعد على صياغات و انساق جديدة في البناءات الاجتماعية (ويعتبر منهج الفهم verstehen واحدا من اهم المفاهيم المنهجية عند فيبر ، وعلى الرغم من إن هذا المفهوم يعد اقرب الى إدارة يمكن استخدامها في تحليل الوعي الفردي إلا ان فيبر اعتبره ادارة عملية مناسبة لتحليل التأثيرات المؤسسية والبنائية على الفرد الفاعل )، ويبدو إن عملية الفهم متفاوتة في الوعي الفردي والوعي المؤسساتي للمجتمعات المتخلفة ، وهي متصاعدة في المجتمعات المتحضرة وتعيش الفهم الجمعي في البناءات العامة اي التفكير العام النافع في تشكيل الثقافة والنسق المتطور في عملية الفهم المتطور واحداث القطائع الابستيمولوجية مع الفكرة والفهم وعملية الفهم المتطور عملية متصاعدة في شتى المجالات الحيوية في بناء الانسان وحريته ويمكن تفعيل الفهم المتطور برسم الحدود العامة والخاصة وعلى شكل مراكز بحثية للتطورات الحاصلة والمتسارعة بين الحين والآخر ،فإن الوظائف العامة للفهم تخرق الجانب التقليدي وتشخص الهوية والذات وفق زيادة العملية الذهنية للمعاني والالفاظ المختلفة في شتى الممارسات ،ومن الغريب الفهم المصلحي او الانحيازات النفسية المعرقلة لفرد او جماعة في ذمة المفسر للنص والفهم المنحاز المؤثر على حقوق فرد او جماعة ، وهذا الفهم من معرقلات البيروقراطية الدائرة في دول العالم الثالث بشكل ملفت للنظر في تفسير النص بإدعاء فهمه لمصلحة الدولة او لمصلحة القانون وحفظه في حين ان التبادر للمفهوم وفهمه ينصرف بالاحرى لمصلحة الفرد والجماعة وروح المواطنة فالفهم الاجتماعي قد غاب اليوم من الساحة العلمية والسياسية وهو فهم جمعي لترصين العلاقات الاجتماعية والسمو بها نحو العالمية المجتمعية و الاواصر المنفتحة نحو الإنسانية كفهم جديد في التوطين الفردي او إشاعة ثقافة الفهم بإرادة حقيقية هادفة ممزوجة بالفعل الاجتماعي الاخلاقي وفهم الاكسيولوجيا فهم للإنسانية غير المحدودة بحدود وهمية او واقعية مصنعة لإشاعة ثقافة الحدود والثغور والنقاط المحروسة فإن الفهم الايكولوجي للعلاقات الارضية يتوافر على إيجاد الارضية الملائمة لنشوء علاقات العرق الواحد والمشترك الواحد الارضي والصعود الروحي المشترك مع الحس المشترك الطبيعي فهو اهم وظيفة من وظائف الفهم الرفيع والكلي المرتبط بكثيرين ، وتغليب جانب التنميط العالمي المختلف مع العولمة المصدرة للمركزيات الاحادية والتنافس غير المقبول وطغيان الهيمنات العالمية والنظرات الدونية في حين إن تأسيس سوسيولوجيا الفهم العالمي المشترك في تعايشه الحضاري العالمي يؤدي الى نتائج اكثر سلاما ونزع حدة الصراعات والخصومات الجزئية والكلية بين المجتمعات للتعايش المحترم مع الاحتفاظ بالهويات والذاتيات الثابتة بالاصل والمفارقة بالعارض .

إن فهم الفعل والفاعل في الحركة الإجتماعية هو بيان ربما للشكل والمضمون وهو المفسر القصدي في اغلب السوسيولوجيا الدينية التي تحاول ان تجد تفسيرا صحيحا للفعل الاجتماعي والانماط السلوكية المختلفة، وقد تشترك الانساق الثقافية الدينية والفكرية في هذا الحس السوسيولوجي لفهم التصرفات والحركات الظاهرة وصرفها نحو التفسير الإيجابي فإنه من اجل التعايش الحضاري في مختلف الانماط السلوكية لثقافات متعددة منفتحة او منغلقة فالقيم الاكسيولوجية المقننة وغير المقننة تحيط بالسيرة العقلانية الراسمة للقيم الاخلاقية الانسانية، ويمكن إشاعة مثل هذه الثقافة في تأسيس علم إجتماع معرفي عالمي يتجاوز المناطقية نحو العالمية وفق نظرية الايكولوجيا (منزل المجتمع الارض )وإشاعة ثقافة الكونية المشتركة تحد من الصراعات والخصومات والتسابق في التسلح وكثرته وإثاره المنعكسة سلبا على الفرد والمجتمع والصحة والبيئة ومختلف النواحي في حياة البشر ، إن روح الافضلية والاختيارية والمركزية هي ثقافات مغلقة وفهم إجتماعي سلبي قاصر عن التواصل الاجتماعي مع الآخر المتعلق به من دون إنفصال لوجود الروابط صغيرة كانت ام كبيرة.


إن تأسيس علم إجتماع الفهم المعرفي الموضوعي يؤدي الى إشاعة الثقافة العميقة وتجاوز الثقافات المحلية والصراعات التاريخية العالقة في الاذهان الدينية غالبا وهذه البرامج العالمية التي تخفف حدة الصراعات وتقليل الهيمنة وبروز الهوية والذات كحق من حقوق الانسان يفتح الآفاق نحو التعايش الواقعي والإبتعاد عن الصراع وحتى مفهوم الحوار الذي ربما لايفلح لتأسيس فهم منضبط يشعر بحقوق الآخر وبتحسس الامة ، وقد أشاعت الثقافات الفكرية والبحث عن نشوء الحضارات وعلل الاحداث التاريخية المكونة للحضارات العمرانية التي تفسر انها تنشأ من الصراع والتحدي و الإستجابة والدوران الحضاري افلا تنشأ حضارة كونية من تأسيس مراكز ابحاث في علم اجتماع تتناول التغيير الفهمي لثقافات ملتصقة بهويات غير منفكة وذات حق طبيعي في الاعتقاد والتفكير والنمط السلوكي المختار وتبدأ هنالك تحولات عظيمة حالمة في مستقبل اوفق متجانس مع الاخر المغاير في الثقافة والدين والفكر وكل يعمل على شاكلته بلا تنميط ممنهج في الشكل والفعل وبهذا تحل السعادة بدلا عن التعاسة.

مقالات متنوعة

المقالات المشاركة في مسابقة سنبصم فكرًا


صاحب المقال : كريم محمد بهيّه



المقال :


"سنبصم فكرا"


المقدمة

عندما ندعى للأسهام في كتابة مقال ما, يحاكي العقل البشري علميا او انسانيا, فان اول مايقفز الى ذهن الكثير من المكلفين باثراء هذا النشاط, هو كيف يحافظ اولا على الشكل الخارجي للمقال او الدراسة الفكرية, وكم فقرة يضمنه وماهو عدد الفقرات ! ومن يتفق اويختلف معه فكريا... ثم كيف يصرف وقتا طويلا لكتابة الفقرة الاخيرة كونها الشاملة والجامعة لما ورد في المقال او النشاط الفكري ومشددا على الصياغة اللغوية مااستطاع, وبعد ذلك يقف الكاتب على مفترق طرق بين ناقد صادق يقوّم ماجاء في المقال وما يمكن الأستفادة مما تناوله النشاط. ثم يجهد نفسه كي يرسل ما سطره الى صاحب النشاط معززا بالشكر والثناء والدعاء كي يرفد هذا النشاط الفكر الأنساني... سائلا الله عزّوجل ان يضعه في ميزان حسناته. وبين من ينتقد, ويهاجم, ويفند معتمدا في احيان كثيرة على من قرأ المقال او الدراسة الفكرية!!! كونه لايجد الوقت الكافي لذلك. فان كان الكاتب متبحرا في الثقافة الشعبية لايسعه الا ان يقول " بين حانة ومانه ضاعت لحايانه" وان كان يسلك طريقا يبتغي به علما يردد قوله تعالى "(يَرفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ)" المجادلة 11

قد يتسائل البعض ماعلاقة هذا بموضوع المقالة او النشاط الفكري! والرد الجميل هو ان كان من يقود ويعلم ويتصدى لتربية النشئ الجديد والشباب المتوقد فكرا سلبا كان ام ايجابا! هو بحاجة الى تعليم وصقل فكري وبناء حضاري متجذرا متعمقا باللاوعي... ولكون الفئة المستهدفة واعني بها فئة الشباب, تمتلك من نقاط القوة ممثلة بالنشاط والحيوية والتوقد الفكري ورغبة الكثير منهم بالمغامرة واكتشاف ماهو غامض ومجهول ومن نقاط الضعف ممثلة بتقليد ماهو قادم من الغرب ومتابعة مايعرض على مواقع التواصل الأجتماعي دون التمييز "إلا ماندر" بين الغث والسمين.

ان تفكير الشباب هذه الأيام منصب على القشور ويعتقد انه من المعيب الأقتداء بالجذور سواء على مستوى الأنتماء الحضاري او الفكري. من العوامل المهمة التي تؤثر سلبا على الشباب وتعد من نقاط الضعف هي الشعور بالنقص, والأعتقاد ان الثقافات والحضارات والأفكار الأخرى هي افضل من إرثنا الحضاري ونتاجنا الفكري, فترى البعض حين التكلم يفتخر بتضمين كلامه كلمات أجنبية من غير ضرورة لذلك! ويتالق زهوا حين تزين لباسه العبارات الغربية, ويهتم بسطحيات الغرب وشكلياته اكثر من اهتمامه بعمق اخلاقه ودينه.




طرق لتطوير الأنظمة التعليمية

لايخفى على الكثير ان قسماً كبيراً من المناهج هو مستورد وليس من نتاجنا الفكري وبما يتفق مع البيئة التي نعيش فيها وبما يتماشى مع الثوره الحاصلة في الدراسات العلمية والأنسانية , لنتفق من ناحية المبدأ ان هذا الشيء ليس بمعيب, ولكن الشيء الغير صحيح هو تقديم القوالب الجاهزة المستوردة والمعدة بما يتوافق مع ظروف وبيئة الغرب. لنقل مرة اخرى ان هناك حقائق علمية تبقى ثابتة مهما طال الزمن الا ان تدحض بحقائق علمية جديدة.

في الدول المتقدمة يعتمدون على الطرق الأستكشافية والعصف الذهني في التعليم وهي طرق تؤدي الى تنظيم المعلومات لأستنباط علاقات لم تكن معروفة سابقا و تثير الابداع وتشجع الطالب وتحفزة على التواصل والتفكير وتقبل التجديد والتنوع والأختلاف ويكون جزءاً من العملية التعليمية وليس على الطرق التي تجعل من التعليم ذو اتجاه واحد مثل الطرق التقليدية.

فعندما نريد ان’نعلم شبابنا نمجد لهم في دور الشرطي او الجندي في حماية الوطن؛ او عندما نبين اهمية النحل والعسل في حياتنا كغذاء ودواء... اهمية الشجرة أو البقرة كثروة طبيعية للبلد....هل غرسنا هذه المفاهيم عمليا...هل دخل الشرطي الى الصف وجلس مع الطلاب وبين لهم انه في خدمتهم يحرص عليهم ويدافع عنهم كونهم قد رسموا فكرة عن هذا الانسان من خلال القنوات الفضائية كيف يقتل... او يفرق مظاهرة بالقوة او يقتاد انسانا "مطالبا بحقه" بشكل مهين. هل حاولنا دفع الجهات ذات العلاقة ان تشرع قانونا ان لاتسجل مولودا جديدا مالم تزرع شجرة له بالمقابل... هل حاولنا ان نجلب خلية نحل نموذجية ونبين اجزاؤها ثم نطعم الطلاب شيئا من العسل.. هل علمنا شبابنا ماهي اهمية البقرة كثروة وطنية حالها كبقية الموارد الطبيعية التي منّ الله علينا بها .. هل وقفنا لحظة تامل بأن هناك سورة مباركة سميت باسم "سورة البقرة" في كتاب الله الناطق بالحق.

في احد المرات ونحن نعمل مزرعة ارشادية صغيرة لطلابي, فكرت ان اضع على كل شجرة صغيرة اسم احد الطلاب المشاركين! ومع مرور الأيام لاحظت ان هناك علاقة وطيدة تأسست بين الطالب والشجرة والغريب , ان بعضهم قد اعطى اسما لشجرته وكانها صديق له, وكان بعضا منهم ياتي في العطلة الأسبوعية من اجل ان يسقي تلك الشجرة وهكذا احسست بنشوة النجاح كوني زرعت بذرةً ونبتت واثمرت, في هذا الوقت تذكرت موقفا حين كنت عاملا مع أحد المؤسسات الدولية وكان معنا سائق اجنبي... وحين تعطلت السيارة كان يخاطبها "كمن بيبي" Come on baby هيا ياصغيرتي" وحين يدور المحرك يحيي سيارته ويقبلها!


الفجوة الفكرية بين الأجيال

لابد من الاشارة والاعتراف بان هناك فجوة فكرية واسعة بين الاجيال ممثلة باختلاف القيم والمعايير والافكار فما يحترمه الاباء ويعتقدونه كثوابت اصبح شيئاً طبيعيا لدى الاجيال الحالية... عدم الأهتمام بالتراث والموروث الشعبي...عدم الأهتمام بالقراءة سواء على سبيل التعرف على حضارتنا المجيدة ام زيادة الثقافة والأطلاع على اعمال الغير...سالت طلابي (ذوي اختصاصات علمية) هل اطّلعتم على كتاب في الثلاث سنين الاخيرة فلم احصل باجابة نعم الا من ثلاثة طلاب من اصل خمسة وسبعون طالبا! توجهت بعد ذلك لسؤال الطلاب الثلاثة عن اسم الكتب التي طالعوها ... فلم يجبني الا واحد منهم دون معرفة الفصول الداخلية للكتاب! وهذا السؤال اعطاني اجابات متعددة للتساؤلات التي تجول بخاطري... لماذا القدرة على التعبير ضعيفة عند الطلاب؟ لماذا هم كثيري الاخطاء اللغوية الى الحد الذي يخطأ بعضهم في كتابة اسمه الثلاثي؟ لماذا عدم القدرة على توظيف المفردات؟ هذه الاثار السلبية جالت كثيرا بخاطري وكيف ستؤدي بشبابنا الى هاوية لايعلم مداها إلا الله كونهم اما مرتبطين بجذور ضعيفة بحضارتهم او انهم لايشعرون باي انتماء اليها! والادهى في ذلك هم ينظرون الى من تمسك بجذوره وعاداته الاصيلة انه غير مواكب للحضارة والتقدم العالمي. وانطلاقا من الموقع الذي اعمل فيه فكرت بان اتبع بعض الحلول والتي اعتقد انها قد تساهم في تذليل ما ترتب عليها من اثار.

تعزيز ثقة الشباب بانفسهم .. فكنت اثني حتى على الأجابات غير الدقيقة وكنت اشير الى ان تلك الأجابة صحيحة جدا فيما لو كان السؤال بهذه الطريقة, وبذلك كسرت حاجز التردد لديهم... ربط المادة المطروحة قدر الأمكان بالأشكال الطبيعية.. تسجيل اجابات الطلبة على اللوحة مما عزز توسيع المشاركة!! اذ تبادر الى ذهني انهم احبوا فكرة تسجيل اجاباتهم وبدءوا يعيدون صياغة العبارات بشكل ادق من الاوقات والمحاضرات السابقة مما حفزني ان اكون بتماس اكثر معهم. عمدت بعد ذلك على تقسيم الطلاب الى مجاميع لكي احفزه على العمل بروح الفريق الامر الذي خلق اجابات ناضجة ترقى الى مستوى عال من المعرفة. اما الذين ليس لديهم قدرة على المشاركة عن طريق السؤال والتساؤل تعاملت معهم بطريقة ودية ومهذبة!! فبينت لهم ان هناك طريقة لطيفة للسؤال وهي ان ’يكتب و’يقدم بقصاصة بدون اسم... وعند استلامي للقصاصة تعاملت مع السؤال بطريقة جعلت الطالب فخورا بسؤاله وبدا يتجاوب مع الأجابة التي قدمتها, بالنقد والتحليل ولو بطريقة لاتخلو من الأخطاء... تذكرت حينها عندما كنا نتعلم اللغة الأنكليزية في خارج البلاد , كان استاذي يقول لي انس القواعد اللغوية وتكلم فقط مصيبا كنت ام مخطئا!! فقط تكلم, وكان الأستاذ يشجعنا على اي حال... وكنت حين اريد ان احدد فحص علمي لطلابي.. استخدم عبارة "عندكم اختبار" بدلا من استخدم كلمت "امتحان" واقول لهم اجعلو اهتمامكم بمعرفة وفهم ماتناولناه في الدروس وحين يخفق احدكم فسوف اعيد له الأختبار حتى ولو اكثر من مرة!!ادخلت هذه الفكرة حيز التطبيق من خلال تدريسي لطلاب المرحلة الجامعية الاولى فكانت نسبة النجاح في الأختبار الاول 51% وفي الأختبار الثاني 68% اما الأختبار النهائي فكانت نسبة النجاح 82% والشيء الذي افرحني هو ان الطلبة الذين اخفقوا في الأختبارات وعند استلامهم النتيجة بتقدير "ضعيف" وهو رسوب في واقع الحال ... لم يكونوا مستائين وقالوا لي سوف نجتهد لكي نتجاوز الأختبار في الدور الثاني. حينها ادركت ان التواصل بيني وبين طلابي قد تحقق!.


تأثير التكنلوجيا و وسائل الأعلام الحديثة على الفكر

لايخفى على احد الأثر الكبير سلبا او ايجابا للتكنلوجيا ووسائل الأعلام الحديثة المتمثلة بـ "الانترنت" والتي تعد الوسيلة الأعلامية الأخطرعلى فئة الشباب كونهم الفئة الأكثر استخداما لها,على الفكر... كون غالبيتهم ليس لديهم خلفية واضحة عن مخاطر الإعلام وتأثيره, كون الثقافة الغربية تستطيع من خلال تلك الوسيلة تصدير افكارها وثقافتها, اذ انها تحاكي رغبات الشباب وتداعب رغباتهم والأمور التي تشغلهم. الحياة التكنولوجية قد لا يدركها الكبير ولا يسمح بتجنبها الصغير اضافة الى وسائل الاعلام التي تستقطب اهتمام الشباب عن طريق البرامج السطحية والفارغة والتي تبث في ساعات الذروة على الأغلب. فيما تبث برامج اخرى ذات اهمية كبرى في بناء الذات وتنظيم القدرات وتعزز الأنتماءات الى ماهو ممتع ومفيد في اوقات تتميز بقلة المشاهدات بدرجة كبيرة. لذا ينبغي المحافظة علي هوية الشباب وثقافته ، من خلال دعم الوسائل الإعلامية لكي نتجنب خلق جيل ضعيف من الشباب مطموس الهوية وموجه التفكير.

في ظل هذه الأمواج المتلاطمة كيف نبصم فكرا؟ وفي ظل تباعد نطاق التفكير بين الأجيال وتمسك كل جيل بتفكيره, يجب ان تكون البصمة الفكرية واضحة المعالم والأهداف! واعتقد ان يتم تنفيذ تلك البصمة المضيئة على مرحلتين الأولى طويلة المدى والثانية قصيرة , اما الطويلة , فيجب ان تبدء من مراحل مبكرة وبطريقة محببة وفق برامج خاصة تشترك بها المؤسسات العلمية والتربوية والمؤسسة العائلية, التي يقع عليها مسؤولية متابعة وتوجيه الأبناء والحرص دون فرض السيطرة عليهم، وابعادهم قدر الأمكان عن العزلة، ويجب متابعة حالتهم من قبل المشرف المباشر عن طريق ارسال رسالة اسبوعية مبينا فيها نقاط الضعف والقوة لدى الشاب من اجل تعزيز نقاط القوة واصلاح نقاط الضعف, ويجب ايضا ان يتعلم الشباب من مصادر اخرى غير الجيل الكبير الذي تعلم من الجيل السابق له مباشرة اما المرحلة الثانية (والمتزامنة مع الاولى) تكون على شكل برامج توعوية تشترك فيها كل المؤسسات العاملة في البلد بضمنها الإعلامية والتي يتم من خلالها خدمة الشباب من ناحية نشر المعلومات التي يمكن من خلالها توجيه الشباب نحوالطريق الصحيح والسليم ، وانخراطهم في العمل الاجتماعي ، والاقتصادي والثقافي ومساعدتهم في اتخاذ قراراتهم المصيرية ، وتعميق الهوية الوطنية والحفاظ على الهوية العربية والإسلامية والعادات والتقاليد مع توضيح شامل ان هذه المفاهيم هي وسائل دعم وتحفيز للأنطلاق نحو المستقبل لاوسائل تقييد وتكبيل!!! اذ ماأسرع ان تقتلع الريح الشجرة ذات الجذور الهشة الغير متعمقة, وما اجمل ان تتحدى الشجرة المتعمقة الجذور اعتى الرياح!!! وما اجمل ان نخوض النيران المختلفة , مطمئنين! ونخرج محتفظين بهويتنا!!

مقالات متنوعة

المقالات المشاركة في مسابقة سنبصم فكرًا


صاحب المقال : مبارك بن خميس بن مبارك الحمداني



المقال :

المثقف الميديائي الجديد (الممكن الفكري , وأصنام النظرية)


توطئة : بين مثقف الأزمة,وأزمة المثقف:

ما إن توهج حراك الربيع على ضفاف الدول التي إلتهبت فيها شرارة الثورة,أو تلك التي لهفت حميمها,حتى تبادر إلى الإستدعاء ثمة تساؤل رئيس منبثق من صورة تكوينية في خطاب الثورة,خطها تاريخ الثورات الإنسانية وحتمتها نماذجها,وأطرتها أسس الرهانات الاجتماعية,وهو سؤال المثقف العربي وفاعليته في سياق الأزمة وتوجيه مسارات الأحداث.يقول المؤلف د.زكريا المحرمي في كتابه الموسوم “استئناف التاريخ”:كان المناخ العام في العالم العربي وبحسب آراء المفكرين والمثقفين العرب مشحونا ضد المثقف,فالكل يكيل له التهم ويوجه له الضربات,بيد أن المثقف العربي لم يتلق ضربة موجعة كتلك التي وجهتها له ثورات الربيع العربي,فقد خلقت تلك الثورات حالة من شبه الإجماع على أن المثقف كائن خارج الزمان,وتمثلت الضربة القاضية في إتهام المثقف بأنه أحد سدنة حالة الجمود السياسي والاجتماعي التي عشش فيها الاستبداد واستفحل…”[1]


المثقف الجديد , الرهانات والإنجازات:

غير أننا نلحظ أنه وعلاوة على أن الثورات العربية فقد فككت بنية الخلل في قارعة المشهد الثقافي عموما,فإنها بالمقابل قد خلقت على الساحة ثمة لاعبين جدد,من الأجيال الجديدة الصاعدة،استطاعوا هدم أصنام النظرية وتعريتها,ورفض الكائنات الثقافية التراثية ومقتها,واستلهام منطق العصر ولغته وإجادتها, قد فاجأوا العرب والعالم بخلقهم وقائع ومعطيات سياسية واستراتيجية غيّرت علاقات القوة وقواعد اللعبة،هؤلاء لم يأتوا من رحم كتب ابن خلدون ذات الصبغة الحتمية,أو دندنة أغاني وهتافات القومية العربية,أو حشد عاطفة المنابر الإسلاموية, فقد جاءوا من رحم الكتب الرقمية,والجلسات النقاشية الإفتراضية,والمقاهي الفكرية الإلكترونية,التي كانت الصبغة التي تصبغها هي صبغة التفكيك المستمر للمقولات والشعارات والمشاهد والهتافات والنماذج والقوالب,لقد أصبح في كل شخص منهم “كائن تفكيكي صغير” يقرأ التحولات ويحاكمها بالمفاهيم,يستطرد التغيرات ويقيسها وفقا لمنظومة القيم.وليست فضاءات التواصل الاجتماعي سوى نطاقاً فاعلاً وشاهداً على ذلك, فما أنتجته من حورات وما فاض على تغريداتها من رؤى وأفكار ومحددات,وما تُطُرِق إليه في منشوراتها من قراءات لم يستطع المثقف العربي محاكاة واقعيته,والأدهى من ذلك أن أصنام النظرية من المثقفين,وعبدة القوالب والتفسيرات الجاهزة من المفكرين,أصبحوا اليوم يماهون هؤلاء اللاعبون الجدد على ساحة المشهد الفكري والثقافي,ويميعون بالقول أنهم أبناء “ثقافة الصورة والتغريدة” و”أصحاب النفس الفكري قصير الأجل”,وغيرها من تجليات (عقدة النقص,وعقيدة النقص),التي استثارت في جماجم المثقفين الكلاسيكيين ليس نتيجة عدم جدوى أطروحاتهم التراثية الجمودية,وإنما نتيجة أن (بساط الكاريزما) الذي لطالموا سرحوا ومرحوا على شرفاته بات ينسحب من تحت أرجلهم يوما بعد يوما,وذلك نتاج طبيعي بداهي لإن ما تعنايه المجتمعات المعاصرة اليوم من الأزمات المتلاحقة والمشكلات المزمنة, يشهد يوما بعد يوم على أن الأزمة إنما تكمن بالدرجة الأولى في العقول والأفكار,حيث أن الخطاب الفكري العربي ظل وعبر عقود طويلة يحوك مجابهة التحديات القارعة في المجتمعات العربية بنفس العقلية والعدد الفكرية,مما أنتج المزيد من الأفخاخ وألهب العديد من العوائق.



سر البروز,وبروز السر:

إن مكمن السر في سطوة هؤلاء اللاعبون الجدد,أنهم احسنوا إستغلال الأدوات التي أتيحت لهم,ومكنوا ذواتهم من إمتلاك الوسائل بفاعلية في صيرورة مشهد واقعهم,وعلى ضوء ذلك فإن هذه الوسائل مكّنت الأفكار من التكاثر والانتشار بطريقة لم تشهد الإنسانية مثلها من قبل.ولذلك،تجد كثيراً من المُفكرين التقليديين مُربَكين،وكثيراً من الأفكار والأطروحات والإيديولوجيات التي ظن أصحابها بأنها باقية قد أُحبِطَت وصارت محط نقد وتهكّم وإهمال من الناس.وفي مقابل هذه الفئة،برزت رموز جديدة ترفض صفة النخبة،لإنها أدركت ثمالة النخبة وهشاشتها في مقارعة الواقع,وفي ذلك دلالة وتأكيد على ما قاله المفكر السعودي عبدالله الغذامي قبل سنوات في كتابه “الثقافة التلفزيونية” حين قال:“إن سقوط النخبة أدى إلى سقوط الوصاية التقليدية ورموز الثقافة التقليديين الذين كانوا يحتكرون الحق في التأويل وإنتاج الدلالات..!”[2]، فكلام النخبة وكتاباتهم ولقاءاتهم التلفزيونية لم تعد اليوم تُغري الناس كما في السابق.


هوية المثقف الجديد:

وقد كتبت ذات مرة قائلا:إن ثمة مثقف جديد تمخض من رحم الثورات العربية,وذلك أبلغ درجات الغنيمة,مثقف لم يعد قابلا للوضع في القوالب,وإنما ينطلق من أطر الصراع الكامن بدواخله وهو يجابه فوضى التناقضات التي تعايشها مجتمعاته العربية,بين أدلجة الدين,وقولبه السياسية,وسدنة الإعلام للسلطة,وبين الفشل الذريع في اختبارات الحضارة الثلاث المتوالية: “الديموقراطية, التنمية, المعرفة”.ولكن يبقى الرهان أمام المجتمعات العربية في الآلية التي تستثمر بها هذه الطاقات الخلاقة من المنتجين للأفكار والخالقين للرؤى والمبدعين لتكسير سطوة المفاهيم, والعاملين على قراءة التحولات بمنطقية أكبر,ويبقى الرهان أيضا على تبنه هؤلاء الفاعليين الثقافيين الجدد على الخطوط العريضة,والأدوات الرصينة,والعدد الفكرية الفاعلة التي يجب عليهم نهجها لقراءة التحولات,وتفنيد الأزمات,والإشتغلال بعقلية الناقد المنهجي والمحلل الموضوعي الواقعي.

وفي تقديري أن المثقف الميديائي العربي الجديد عليه أن ينطلق من مقاربة ذات النموذج في تحليل مختلف الأزمات والقضايا,وفي تحليل أنظمة الخطاب,ومولدات الشقاق. وهو نموذج البحث في المنطق المعرفي الذي ترتكز عليها هذه الأزمات بوصفها إفرازاً ومفرزا لأنساق معرفية بشرية تاريخية.


المثقف الجديد ورهان الفاعلية:

إن رهان الفاعلية لأي نسق فكري ومنظومة دفعه في السياق المجتمعي لآفاق التحديث والتطوير ومعالجة الأزمات إنما ينطلق من بينة التفكير الحيوي الفعال الذي يبتكر ويجدد بالتحرر من الضوابط التي يتقيد بها حراس النظرية وحماة العقيدة والمدافعون عن الهوية,وهو كذلك تكمن فاعليته في خرق القواعد والمعايير التي يلتزم بها أصحاب المدارس,وبناة النماذج وهواة التأصيل والتأسيس. إن الإنتاج الفكري الرصين هو الإنتاج الذي يبتدع المفاهيم ويغير الأولويات ويرسخ منظومة فكرية جديدة تساهم في فضح وتعرية الأنساق الثقافية السائدة,ومنظومات القيم التقليدية الرثة,وكشف ممارسات التجهيل والتعمية والتزيف واستلاب العقل والترهيب والطغيان,التي تمارس من قبل السطات في قطاعات المجتمع المخلتفة,سواء أكانت سياسية أم دينية. ثقافية أم إجتماعية.ولعل هذه المقاربة تدفعنا أكثر للتفاؤل بما تمخض عن الخريف العربي من نماذج ثقافية.فالانتقال من نموذج المثقف النخبوي نحو (نموذج المثقف الميديائي الجديد)[3] يجلعنا إزاء فاعل جديد أحدث ما فاق التصور،إذ فتح الإمكان لتحويل الخوف إلى جرأة،والقيد إلى حرية،والجهل إلى معرفة،والعجز إلى قدرة.وهذا الإنتقال ذاته أيضا قد كسر منطق “المنظومة” الأيديولوجية الحديدية التي تشتغل بالقولبة والتطويع والتدجين أو بالشحن والتعبئة،بقدر ما تعمل بعقلية الاتهام والإدانة والاستبعاد أو الاعتقال.

مكمن القيمة:

كل ذلك أفرزته قيمة وجودية حملها هؤلاء الفاعلين الثقافيين الجدد تمثلت في الرغبة الجامحة في التحرر والانتقال من عالم الماهيات المتعالية والهويات الثابتة والحقائق الجاهزة التي كان يلتحف بها الخطاب الفكري اللافاعل العربي نحو إدارة الواقع وحل مشكلاته أو تسييره وتطويره،بلغة التحويل الخلاق والتركيب البناء والتفاعل المثمر.فمن لا يخلق ويبتكر يخفق ويخسر قضيته أو ينتج مأزقه.


لقد أصبح من السذاجة بمكان تهميش المثقف الميديائي العربي الجديد,أو تهميش أسطورة الجيل والفئة التي تمخضت من رحم منطق العصر,إنها فئة ثائرة،لا تتعايش مع القيود والأعراف،وترفع شعارات حُرية تعبير،والهوية الكونية،وتعترف بأن ما تقدمه ليس ذا نفع أو فائدة,لكنها في المقام ذاته تؤمن بضرورة وجوده وطرحه لإن تعريات وتجليات مثل هذه الحادثة في الفضاء الإلكتروني تلهم المجتمع بأطيافه كشف الستار عن مساوئه وعيوبه,محاسنه وإمكاناته.إلا أن الناس تتابع،وتتفاعل،وتشتم،وتمدح،وأعداد المتابعين والمتأثرين تزداد كل يوم.وكل تلك ظواهر صحية بحتة لا يمكن نفي أهميتها في خلق نخبة جديدة من المرجح أن تكون فاعلة,وتدحض شيخوخة النظم الثقافية ومرتادي الأبراج العاجية,والهائمين في عبادة أصنام النظرية.


ومن ناحية أخرى،فإن هذه الطبقة الثائرة،الرافضة،المتسائلة،المُطلعة على تقنيات العصر وآخر صيحات الموضة،تتقاسم مع أقرانها في مختلف أصقاع العالم كثيراً من هذه المشتركات،ما يجعل الصفات التي ذكرتها تَغرِس جذورها في ثقافة المجتمع أكثر،ولكن يبقى الرهان الأكبر من ذلك في ثلاث قيم رئيسية يجب أن تتحلى بها هذه الفئة من المثقفين الميديائيين العرب الجدد تتجلى فيما يلي:

أولا:إذا كانت هناك ثابت أساسي وقيمة عليا يجب الدفاع عنها والتمسك بها,فهي ممارسة الحرية في التفكير بعيدا عن أي إكراه مادي أو ضغط معنوي,وما تعنيه هذه الحرية هي إمكانية التفكير في كل أمر,بصورة نقدية تتيح التفكيك لما يستوطن في عقل الفرد ذاته أولا من البنى والنماذج والآليات التي تحول دون فهم الأحداث أو عقلنة التجارب والممارسات.

ثانيا: أول ما يجب الإنطلاق منه هو قيمة مصارحة الذات,ويتجلى ذلك بهتك البداهات والعادات الذهنية الراسخة والمسلمات الفكرية المحتجبة,التي تحول دون أن يفهم الكائن المفكر ما يصله بالعالم,أو ما يتوسط بينه وبين نفسه من العقائد والمدارس واللغات وأنساق التواصل والبنى الثقافية والمجتمعية والنظم والمؤسسات.

ثالثا: أن لا يشرع المثقف الميديائي العربي الجديد عقله على نحو من قبله,وأن لا يرسم الحدود لفكره بصورة مسبقة,باختصار أن لا يقيم سورا محكما يسور به ذاته وهويته بالمقولات والنظريات والمناهج,بالعكس ما عليه فعله في ظل مخاضات العالم الجديد والمنطق الفريد,أن يعمل على إبقاء الأبواب مشرعة أمام العقل,لتعرية المهام والممارسات,والألاعيب التي تطمس مهمة التفكير أو تعيق طاقة الإبتكار والإثراء والتجديد.


إننا في أمس الحاجة اليوم أيضا إلى أن يخرج من رحم هؤلاء المثقفين الميديائيين الجدد ناقدين ماهرين,يمارسون النقد بحيوية وفاعلية،بحيث تكون القيمة الأسمى لكل ناقد منهم هي عشق الإثراء والإبتكار والتوسيع لما سبق إنتاجه داخل النسق,وأن يمارس تحقيق ذاته على عكس ما يفعله مثقفون ومفكرون ينطلقون من أفكارهم الجاهزة أو نظرياتهم المستهلكة،حول الإنسانية أو الديمقراطية أو الحرية أو الثورة،لكي يحاكموا الواقع الحي والنابض،أو المتوتر والمضطرم،فإذا بالوقائع ترتد ضدهم وتفاجئهم بانفجاراتها وتحولاتها.


خاتمة:
خلاصة القول في هذا السياق,إننا لابد أن نعي أن الممكن الفكري في قراءة ما يحدث يختلف عن الممتنع القولبي في قراءته،فالممكن الفكري ليس التفكير وفقاً لنماذج أو ثوابت تعامل كأصنام أو أيقونات،بل الإنخراط في صناعة الواقع،بخلق وقائع تخرق الحدود المرسومة والشروط الموضوعة،بقدر ما تكسر القوالب الجامدة والنماذج المستهلكة،التي تشل طاقة الفكر على ابتكار الحلول بصورة غير مسبوقة ولا متوقعة.

ولنخطها قاعدة أساسية,إننا نتغير بقدر ما نعمل وننتج,ونغير الواقع بقدر ما نخلق من وقائع تسهم في تغيير خريطته في كل مجال من مجالاته,لا بتمجيد الأسلاف,أو تقديس الموروث النظري وإحترام القوالب الجاهزة والأحكام المنمطة



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] المحرمي, زكريا : استئناف التاريخ: المثقف والثورة والنظام السياسي المنتظر , مسعى للنشر والتوزيع , 2013
[2] الغذامي, عبدالله : الثقافة التلفزيونية : سقوط النخبة وبروز الشعبي , المركز الثقافي العربي , 2004
[3] المثقف الميديائي:نسبة إلى الميديائية (الإعلامية),وأقصد به المثقف الذي يتوافر على وسائط ومواقع التواصل الاجتماعي ويتسثمرها لخدمة المناقشات والتحليلات ومختلف أشكال الطرح الثقافي والفكري.

مقالات متنوعة

المقالات المشاركة في مسابقة سنبصم فكرًا


صاحب المقال : محمد شاكر محمود



المقال :

التراث النجفي والتهديدات بالاندثار

إن من أكثر الأمم تقدما وتطورا تلك التي تهتم بتراثها الحضاري والثقافي وتبرزه للعالم لتبين مدى تقدمها وتطورها على مراحل التاريخ المختلفة، بل حتى وان كان هناك ما يعيبها، فتستخدمه كمحفز لشبابها على تجنب التكرار، حيث أصبح هذا التراث من أهم نقاط القوة في تفكير الشباب والكبار على السواء. واليوم أصبح، تراث هذه الدول، مصدرا لتمويل عدة مشاريع عامة وخاصة تساهم في النمو الاقتصادي للبلد لأنه موردا من الموارد المهمة وهناك عدة دول تعتمد عليه (السياحة) في ميزانيتها العامة.
وفي العراق عموما ومدينة النجف الاشرف خصوصا، تنتشر مجموعة كبيرة من الأبنية التراثية وآثار من مختلف الحقب التاريخية التي لها قيمة مادية ومعنوية كبيرة كونها أولا عاصرت أحداث مهمة في تاريخ هذه المدينة وثانيا أن لها قيمة جمالية ومعمارية متفردة، ومنها ما هو خاص، كبعض البيوت، ومنها ما هو عام، مثل مراقد ومقامات بعض الأنبياء والأولياء الصالحين، المدارس الدينية، المساجد، ... وغيرها الكثير. وعلى الشباب اليوم التعرف على تلك الآثار لكي تكون منارا له للتسديد في طريقه ويتعرف على هويته ويبني مستقبله عليها، فهو سيفكر كيف يستفاد منها معنوية ومادية فيحافظ عليها ولا يعتمد فقط على يتوفر حاليا فقط (البترول) فهو نافذ.


فهناك مواقع عديدة في المدينة يمكن اعتبارها من الآثار او التراث وتقسم إلى قسمين رئيسيين: أولهما قبل الإسلام، حيث وجود عدة تجمعات سكانية ومدافن مسيحية وغيرها، والقسم الثاني بعد الإسلام، حيث وجود مراقد ومقامات عديدة في النجف الاشرف، وأهمها هو مرقد الإمام علي أمير المؤمنين عليه السلام لما لهذا المرقد من دور مميز في تاريخ وحاضر المدينة التي تشرفت بوجوده بين حبات ترابها. وهناك أيضا مراقد أنبياء (ع) كثر، مثل مرقد النبيين آدم ونوح (ع) اللذين يشاركان المرقد الشريف للإمام علي (ع)، وأيضا مرقد النبيين هود وصالح (ع)، ومراقد أولياء صالحين، مثل، الصحابي الجليل كميل بن زياد النخعي والصحابي الجليل ميثم التمار، ومراقد علماء وأدباء وشعراء وغيرهم. وهناك المساجد، مثل مسجد الكوفة، مسجد الحنانة ومسجد السهلة، وهناك المدارس الدينية التي كان لها دور كبير في نشر ديننا الإسلامي الحنيف، مثل مدرسة الصدر، المدرسة المهدية، مدرسة البخاري، مدرسة الايرواني، مدرسة القزويني، مدرسة الهندي، مدارس الآخوند، المدرسة الطاهرية، مدرسة الرحباوي، مدرسة الجوهرجي، مدرسة الحكيم، مدرسة جامعة النجف الدينية، وغيرها الكثير.
فهذا تراث كبير بقيمته المادية والمعنوية ويجب الاهتمام والتعريف به بشكل كثيف للحفاظ عليه من اجل الأجيال اللاحقة ليكون لهم منارا للمعارف والعلوم المختلفة. والحفاظ عليه من مختلف المؤثرات ومن أهمها الاندثار، وهناك أسباب كثيرة له ومنتشرة في مدينتنا.
إن انتشار النشاط البشري غير المدروس، ومنها بناء الفنادق والمطاعم وبمستوى سيء من التصميم المعماري أو الخدمي، مسببا تغييرا طارئا أو جذريا في البناء التراثي ويتسبب في ضياعه معنوياً ومادياً. فالتصميم السيئ الخاص بالتصريف الصحي لها مثلا، يؤدي بالتأكيد إلى تغلغل مياها إلى التربة مسببة تخلخلها، وهذا ما يحصل مثلا في المدينة القديمة (الجزء الذي يضم معظم تراث مدينة النجف)، حيث إن المياه الجارية احد اخطر الأسباب في مشكلة تصدع الأبنية في مدينة النجف الاشرف، حيث إن تربة المدينة تحتوي على نسبة كافية من الأملاح التي تذوب في المياه وتسبب الخلل في هيكلية التربة وبالتالي تؤدي إلى تصدع الجدران في الأبنية. وهناك أعمال البناء الجديدة (بعد تهديم القديم) وبصورة غير سليمة ومجاورة للاماكن التراثية المهمة مما أدى ويؤدي إلى انهيارها بشكل كامل أو جزئي. وهناك أعمال الترميم لتلك الأبنية التراثية ولكن بشكل يشوه تلك الأبنية المهمة من خلال استخدام مواد وطرق إنشاء غريبة عن البناء التراثي.

وفي خان شيلان، مثلا، وهو من الأبنية التراثية المهمة في مدينة النجف الاشرف، حيث بُني لاستقبال زوار الإمام علي (ع) منذ ما يقارب 100 سنة ثم مر بمراحل مختلفة من الاستخدامات، ومنها، كان مقرا للحكومة، وأثناء ثورة العام 1920 حجز فيه مجموعة من الجنود الانكليز وبقيت أثارهم على جدرانه إلى الآن، وفي التسعينيات من القرن الماضي، استخدم، مع الأسف "مكب للنفايات" ووصل به الحال إلى تدمير جزء كبير منه، ولكن بعد الاهتمام به من قبل بعض الأخيار في المدينة، تم ترميم الخان ليصبح متحفا للتراث النجفي وثورة العشرين حيث يضم الآن كل ما يشير إلى تاريخ المدينة في شكل أنيق.
لكن بقي الخان مهددا بالاندثار، بعد كل تلك الجهود والأموال، بسبب النشاط البشري المحيط به من كل الجهات والذي يؤدي من جهة إلى تسرب المياه المختلفة إلى جدران وأسس البناء ومن جهة أخرى تعرضه للاهتزازات الناتجة عن حركة الآليات في الشارع المجاور للبناء (شارع الخورنق)، وهو الممر الوحيد للآليات والمعدات التي تدخل المدينة القديمة. وهذه الاهتزازات تهدد استقرارية التربة وبالتالي استقرارية البناء. وهناك أمثلة كثيرة لأبنية تتعرض لمثل هذه الظروف.
ومن هنا ندعو المهتمين، والمسؤولين، التحرك سريعا للحيلولة دون المساس بتراث هذه المدينة المهم، ليس لمدينة النجف الاشرف فقط وإنما للعراق، بل للمسلمين في كافة أنحاء العالم.

الاثنين، 28 أبريل 2014

المحور الرابع

المقالات المشاركة في مسابقة سنبصم فكرًا



المحور الرابع : تأثير التكنلوجيا و وسائل الإعلام الحديثة على الفكر

صاحب المقال : وعد بنت علي الهطالية




المقال :
تأثير التقنيه ووسائل الاعلام الحديثه على الفكر

المقدمه:

حياتنا اليوم تختلف عن ما كانت عليه من قبل في كثير من الاشياء تختلف في طريقة العييش تختلف في اللباس تختلف في التفكير حتى في طرق التعليم ما كان في الماضي مستحيلا فعله صار فالحاضر سهلا وميسرا ,كذلك التقنيات الحديثه تطورت كثيرا منذ ان كنا نكتب الرسائل يدويا ونسلمها بالبريد اليدوي اصبحنا نرسلها عن طريق البريد الالكتروني ولا تأخذ سوى عدة دقائق وتصل للشخص الذي نريد ايصالها اليه كل ذلك بفعل العولمه والتطور التقني والتكنولوجي الذي عم ارجاء المعموره وجعل العالم بكبسه زر يصبح متواصلا ومتفاهما ومتعاونا .

كذلك هو الحال لوسائل الاعلام بدأت بالراديو الى ان وصلت الى التلفاز والقنوات الفضائيه المختلفه كل ذلك اصبح يشغل بال الانسان واصبح يقنعه اكثر من قرأة كتاب وتلخيصه واخذ الفائده منه اصبح شغل الانسان الشاغل هو الاتصال بالانترنت والتواصل مع اشخاص اخرين ربما قد يكونون مجهولي الهويه احيانا وفتح القنوات الفضائيه التي لابد من وجود اباحيات محظوره فيها واكثر احيانا من ذلك, هذه الامور مجتمعه بدأت تغير فكر الانسان وبدّأ يبتعد عن الكتب والقرآة وشغل اوقاته بالمفيد الى الجلوس امام شاشات التلفاز والحاسوب كالالي المتحكم به عن بعد نعم فقد اصبح عقل وفكر الانسان تتحكم به هذه التقنيات الحديثه ووسائل الاعلام.

ففي هذا المقال سوف اتحدث بتعمق عن تأثير التقنيه ووسائل الاعلام على فكر البشريه واتمنى ان اعطي المقال حقه من التعبير.


تأثير التقنيات الحديثه على الفرد:

التأثيرات العقليه:

توثر التقنيات الحديثه ووسائل الاعلام على عقل الطفل والبالغ كذلك تؤثر في تفكيره بشكل سلبي فيؤدي بذلك الى الحكم على الامور الخاطئه في نظر الوالدين على انها صحيحه في نظر الاطفال تؤثر في مستواهم الدراسي من حيث انها تقلل نسبة الذكاء ويصبح الطفل منقادا لما تعرضه شاشات التلفاز والحواسيب الاليه.

التأثيرات النفسيه:

توثر في نفسية الطفل حيث انها تبعث في نفسه الخوف والقلق من خلال مثلا مشاهدته لبرامج مرعبه يصبح الفرد جبانا ويخاف حتى من ابسط واتفه الامور .

التأثيرات الدينيه:

يصبح الفرد يؤمن بأشياء تخل بقواعد الطبيعه وتنفي احيانا بوجود الله عزوجل وكل ذلك يؤدي الى ابتعاد الفرد عن الالتزام بامور الدين خاصه لدى الاطفال فيقلدون الشخصيات التي يحبونها وفالواقع ....اغلب البرامج الكرتونيه لا تظهر لا الدين ولا حتى الاعتقاد بوجود اله ففي بعض البرامج (هنالك رجل ينزل الماء من السماء)اولم نعلم ان الله هو من يقدر على كل ذلك فو القادر على كل شي كقوله تعالى(وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به) وكذلك اخراج الثمار من الشجر وغيرها من الامور.

الثأثيرات الاجتماعيه:

حيت يقل دور الاسره ويصبح الاطفال امام شاشات التلفاز والوالدين منشغلين بأعمال المنزل ويقل التواصل بين افراد الاسره ويصبح التواصل محصورا برسائل الكترونيه بين افراد الاسره حتى وان كانو بنفس المكان مجتمعين وذلك عن طريق الهواتف الذكيه او الحواسيب المختلفه .

التأثيرات الصحيه:

الجلوس امام شاشات التلفاز او الحواسيب لساعات طويله تضر يشبكة العين وربما تسبب نقص النظر لما ايضا لها من مضار في قلة النوم والاسوداد تحت العين من جانب اخر تناول الوجبات الدسمه ومشاهدة التلفاز لساعات طويله يؤدي الى حد ما الي احداث السمنه اظهرت منظمة الصحه العالميه ان حوالي 1.6 بليون شخص بالعالم يعانون من السمنه .

في المقابل النبي صلى الله عليه وسلم امرنا باستغلال اوقاتنا بالمفيد فالانسان الذي يقضي ساعات طويله امام هذا العدو اللدود الا وهو الشاشات التلفازيه او الحاسوبيه هو بالاحرى يضيع وقته في ما لا يفيد والانسان مسؤول عن اوقاته وكيف استغلها كما جاء في الحديث الشريف "رَوى ابنُ حِبَّانَ والترمذيُّ في جامِعِه أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قالَ: "لا تزولُ قَدَمَا عبدٍ يومَ القيامةِ حتَّى يُسألَ عن أربعٍ عَن عُمُرِه فيما أفناهُ وعن جسدِهِ فيما أبلاهُ وعن عِلمِهِ ماذا عَمِلَ فيهِ وعن مالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وفيما أنفقَهُ)

امثله:

الامثله كثيره في هذا المجال فهناك الكثير من الاطفال الذين راحو ضحية لتقليدهم لشخصيات كرتونيه في نظري مجنونه تقيدو بها فتعرضوا لاصابات خطيره كالقفز من مكان عال لتقليد (سوبرمان) اوتسلق الجدران والاشجار لتقليد(سبيادرمان) ولمن يعود السبب؟!للقنوات التي لم تلتزم شروط معينه وخطوات جيده في انتقاء الجيد من البرامج التلفزيونيه .

مثال آخر :

برنامج سبونج بوب يعلم الاطفال الغباء يفعلون اشياء غير جيده للاطفال مثل:الصراخ,القتال ,اخراج قاذوراتهم (من الانوف) ,والعنف والدماء والسكاكين وغيرها من الاشياء التى تجعل الاطفال يحبونها ويقومون بها بدون علمهم انها اشياء فالواقع تؤدي الى التأثير على افكارهم ابداعهم مواهبهم فيصبحون نتائج واضحه لما تقدمه بعض القنوات من برامج مضره بالعقل والجسد.

كذلك برنامج ناروتو البرنامج الذي يعرض اباحيات ممنوعه وتؤثر في تفكير الطفل الصغير فيقوم بأمور ممثاله لما يراه فالتلفاز وبالواقع كلها امور سيئه كالتقبيل والاحضان بين الشاب والفتاه وكل ذلك منافي لعقيدتنا الاسلاميه كلها حملات تشنها الدول الاوروبيه على دول الاسلام حملات فضائيه تدمر فكر الطفل المسلم وتدفعه الى القيام بأمور خاطئه بعيدا عن مراقبة الوالدين .



الحلول:

كل مشكله ولها حل مناسب مشكلة الادمان على مشاهدة القنوات الفضائيه مشكله لابد للوالدين ان يكون لهم الكلمة فيها ذلك انهم بأمكانهم القيام بتخصيص اوقات معينه لمشاهدة التلفاز وعلى الوالدين القيام بانتقاء القنوات الجيده لابناءهم واخذ الحذر كل الحذر من ان تقع اعين الاطفال على مواقف مخله بالاخلاق وتخل بقيمة الاسلام والاداب الاسلاميه لدى المسلم حيث ان الطفل عقله مبرمج على ان ما يراه يجب عليه القيام به وتجربته لان الطفل دائما ما يكون فضوليا ولا يهتم بالعواقب الوخيمه من ذلك حتى وان كان بالغا فدور الوالدين لا يمكن الاستغناء عنه مهما كان لابد لهم بالجلوس معهم والاخذ والعطاء معه وفهم الفكره الموجوده بداخل الطفل .

تعليم الاطفال قرآة الكتب وحبها والتعلق بها ذلك يؤدي ان يستبدل الطفل التلفاز والانترنت بالكتاب فتتنمى لديه القدرات في القرآه يصبح طفلا موهوبا حيث يصبح انسانا ذا فكر واسع ويخطط ويرسم ويفكر ويكتب لا يصل الطفل الى كل هذا دون وجود خطوات وارشادات ووقفات اهليه من الاب والام وربما احيانا الاخوة كذلك .

الرحلات السياحيه هي ايضا حل ممتاز حيث ان الطفل يبتعد عن التقنيات ليذهب الى الطبيعه حيث يحدث تغييرا في فكره ينتعش فكره يجدد افكاره يترك الغباء الذي تسببه بعض البرامج والتفكير السيء ويتجه بفكره للطبيعه الام المنعشه يستمتع بوقته مع اهله وينسى شيئا اسمه التقنيات الحديثه .

اذن الحل هو بيد الوالدين لانه مهما فعلنا فالقنوات في تزايد ولا نستطيع منع القائمين عليها من عرض البرامج الغير جيده فيها لكن نستطيع ان نمنع هذه الافكار من الدخول لعقول اطفالنا لاننا نحن من نخطط لحياة اطفالنا لا القنوات والتقنيات الحديثه.



الخاتمه:

القنوات الفضائيه والتقنيات الحديثه في تزايد مستمر وتداعيتها السلبيه في تزايد كذلك لكن هنا يجب ان نقف على نقطه مهمه الوالدين هم الاساس في محو السلبيات من عقول اطفالنا في تقديم البرامج بصوره جيده ومقنعه بعيدا عن الاباحيات والمخاطر والدماء التى تعرضها بعض البرامج التلفزيونيه على الوالدين ان يعلمو اوالدهم كيفية انتقاء البرامج الجيده وان يكونوخير قدوه لهم فأن كان الوالدين يريدون ابناءهم ان يكونو منتقين جيدين يجب ان يبدأو هم بذلك ليروا مع الايام ان ازهار ما فعلو قد اثمرث ثمارا عادت على اطفالهم بالخير الكثير .

وهنا في نهاية المطاف كلمه لمنتجي البرامج الكرتونيه المشوشه للافكار ,ترفقوا بأطفالنا امنعو عرض مثل هذه البرامج لاننا نريد ان نبني نجاحا وتقدما لا فسادا!

المحور الرابع

المقالات المشاركة في مسابقة سنبصم فكرًا



المحور الرابع : تأثير النكنلوجيا و وسائل الإعلام الحديثة على الفكر

صاحب المقال : نور جمال المعوش



المقال :

تأثير التكنولوجيا ووسائل الاعلام الحديثة على الفكر


مقدمة

الفكر الانساني مادة نشطة تتفاعل مع التطورات التي تطرأ على محيطها، ففي بداية ظهور الانسان كان فكره يتجه نحو كيفية البحث عن عناصر الوجود، ومع كل تطور كان يطرأ على المحيط المجتمعي لهذا الفكر كان الأخير يغيّر وجهته.

"الحاجة أمّ الاختراع"

وهي التي دفعت بالفكر الانساني لمحاولة التغيير نحو الأفضل حتى وصلنا للعصر النجومي المتمثل بعصر التكنولوجيا الذي يحاول مناطحة الكمال, هذا الفكر بأشخاص محددين لديه مقدرة على الابتكار أكثر من غيرهم أسس ما يسمى بالتكنولوجيا أو علم التقنية والفن بالمفهوم العربي.

كانت التكنولوجيا تسعى لخلق الات ذو فاعلية ميكانيكية تساعد الانسان في نشاطه العضليّ أثناء عمله أو حتّى في حياته اليومية، ولكنها تطورت لتصنع عقولا الكترونية قادرة على التفكير بدلا من الانسان بقيامها عملا محددا أكثر دقة, وهذا من الطبيعي أن يؤثر على الفكر الانساني.

تطورت التكنولوجيا أيضا لتدخل في الحياة الاجتماعية والثقافية للفرد بانتاجها وسائل لنقل المعلومات حول ما يحصل في العالم أو في نطاق محدد سميت بوسائل الاعلام، ولكن التكنولوجيا أبت أن تقف عند هذا الحدّ فصنعت عالم افتراضي يتشارك فيه كل البشر تمثل بالانترنت، ومن هذا العالم ولدت وسائل اعلام حديثة متمثلة بوسائل التواصل الاجتماعيّ والمواقع الالكترونية الاخبارية والمنتديات التي حولت العالم الى قرية كونية وزادت من مفاعيل العولمة. والسؤال الجدير بالذكر هو: "كيف أثّرَت وسائل الاعلام الحديثة على الفكر الانساني وكيف غيّرت في حياة الانسان؟".

يقول ابن خلدون: "ان الاحوال اذا تبدلت جملة، فكأنما تبدل الخلق من أصله وتحول العالم بأسره وكأنه خلق جديد".



التكنولوجيا غيرت اتجاهات الفكر الانساني

لا أريد الغوص في الجدول الزمني للتطور التكنولوجي لعدم الدخول في التكرار الروتيني للمقالات والتقارير المنتشرة, بل أفضل التكلم عن عمليات التفاعل بين ما يتلقاه الانسان وبين ما ينتج عنه كحالة المعادلة الكيميائية المرتكزة على عناصر تجتمع لتعطي شيء أو مجموعة أشياء وتترجم في العقل البشري لتعطي تحولا فكريا وتصرفات بشرية.

أنطلق من مثل واقعي نعايشه, فالطالب على سبيل المثال كانت الأرقام، قبل اختراع الالة الحاسبة، عناصر الإستخدام في عملياته الحسابية، فتراه يستعمل فكره مع هذه الأرقام لينتج الحل. كان يفكر أيّ طريقة سيعتمد؟؛ ويقوم فكره بحل المعادلة تبعا للطريقة المعتمدة. أما وبعد ولادة الآلة الحاسبة من رحم التكنولوجيا أصبح الانسان يمتلك كعناصر الأرقام والالة الحاسبة، وهنا يفكر فقط أي طريقة سيعتمد وتقوم الآلة الحاسبة بالباقي.

رغم ما قدمته التكنولوجيا للانسان من تسهيلات في حياته، الا أنها جعلت الآلة تحلّ مكانه وتحدّ من سعيه للابداع الحرفي أو العملي بمعنى أصحّ, فأصبح الفكر الانساني متقوقع بالسعي لصناعة الآلة وحوّلت المناهج التي يتلقاها الفكر الانساني لمناهج تعلمّ على كيفية التأقلم مع الآلات أو صناعتها. غالبية الشباب باتوا يتجهون نحو الاختصاصات العلمية التي تشارك في العصر التكنولوجي وأهملوا الاختصاصات الأدبية والفلسفية، معتبرين أن هذا العصر ليس عصر الفن بل عصر التقنية, وهذا ما أدى الى خلل في الحياة الاجتماعية لندرة وجود أشخاص وجهوا فكرهم في النطاق الاجتماعي، وكان لهذا تأثيرات سلبية جمة في كيان المجتمع.

ففي لبنان مثلا يرتفع عدد المهندسين وطلاب الهندسة ويكاد ينعدم المتخصصين في الأدب العربي والفلسفة والاجتماع وغيرها من الاختصاصات الأدبية، فهذه التكنولوجيا غيرت من مسار الفكر الانساني، ولا يمكننا أن نمرّ دون أن نتذكر أنه وقبل وجود العلم كانت الفلسفة مسيطرة لقرون خلت.

التكنولوجيا كالدواء ان أخذنا منه الجرعة المطلوبة شفينا، وان أخذنا جرعات كبيرة ننحدر نحو الموت.



التكنولوجيا تصنع عالما آخر

صنعت التكنولوجيا عالما آخر بواسطة خاصية جديدة متمثلة "بالبرمجة"؛ عالما جديدا هو عالم افتراضيّ لعقول مستخدميه فقط. فمن يشارك في هذا العالم يستخدم الفكر وليس الجسد كما هو الحال في العالم الطبيعي حيث يستعمل الجسد والفكر معا, هذا العالم تمثل بالشبكة العنكبوتية أو ما يسمى بـ "الإنترنت".

الانترنت في عصرنا هذا موجود في كل بقعة من بقاع الأرض, والكل قادر على المشاركة والانخراط في هذا العالم, وخاصة بعد ولادة المواقع الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي تحديدا التي شكلت بدورها بلدان داخل العالم الافتراضي, فلفيسبوك سكانه ولتويتر شعبه ولإنستغرام رواده.

ظهرت مواقع التواصل الاجتماعي لتكون بغايتين الأولى اجتماعية لمحاولة مشاركة أكبر عدد ممكن من الناس في مكان واحد يسهل عمليات التواصل فيما بينهم، وأخرى تمثلت بالدور الاعلامي لهذه المواقع والذي يعتبر اليوم دورها الأساسي، فالمعلومة باتت تنتشر بسرعة البرق من مكان الى آخر متجاوزة كل الحدود.

فايسبوك

موقع من أهم مواقع التواصل الاجتماعي, وصل هذا الموقع بسنوات قليلة لعدد كبير من الناس, وهو يضم اليوم نحو 1.2 مليار مستخدم حول العالم. وفي الفايسبوك ثلاث أنواع تمثلت بمناطق داخل هذا البلد وهي: "الحساب, الصفحة, المجموعة".

الحساب هو ملف شخصي لكل مستخدم فيه يضع صورة له وصورة أخرى تسمى بصورة الغلاف تعبر عن شيء ما يخصه, ويحتوي هذا الملف على حال المستخدم وسيرة حياته بالمعنى الواسع.

من خلال هذا الحساب يمكن للمستخدم أن يعبر عن ما يجول في خاطره, إبداء رأي, إعلان خبر, "لصق" أبيات من الشعر, أو مشاركة قول مأثور......

ولكل حساب مجموعة من الأصدقاء المستخدمين، ويمكن لهذا الحساب أن يكون متابع لـ"صفحة" ما غالبا ما تكون لمؤسسة أو لمشهورين في عالم الفن أو السياسة أو الاقتصاد وغيرهم..

هذا ويمكن للمستخدم أن يكون عضواً في مجموعة تتكون من مستخدمين يجتمعون من أجل هدف ما وان ضلّ الهدف فلا فائدة للمجموعة.

بما أننا خضنا مجال البحث في هذا الموضوع من أجل التحدث عن الدور الاعلامي لهذه المواقع، فسأشرح بشكل مفصل التوجه الفكري في استخدام هذه الوسائل ومدى تأثيرها على هذا الفكر نفسه.

شكل الحساب منبرا للمستخدم ليعبر عن رأيه في قضايا المجتمع في كل مجالاتها, وسمحت أيضا لكل مستخدم أن يكون مصدرا للأخبار؛ فأنا مثلا عند مروري في مكان ما أرى حادث سير فأسارع الى الفايسبوك لأعنون خبر يقول "عاجل: حادث سير على .....", يرى المعلومة آخرون فينشروها وتنتشر بشكل واسع وهكذا أكون أنا مراسل لمن؟ لكل الناس.... وحين أرى ظاهرة في هذا المجتمع فيها فساد، أقوم بنشر رأيي الذي يمكن أن يقنع آخرين ويشاركوني به وننقلب على هذه الظاهرة.. ففي حياتي الطبيعية أنا طالب أتخصص في البيوكيمياء وفي حياتي الفايسبوكية أنا اعلاميّ. فكري انشطر شطرين أو "انفصم" بمعنى مجازي.

على سبيل المثال وليس الحصر, يطلق أحد السياسيين موقفا على صفحته، فأبادر أنا المستخدم المتابع لهذه الصفحة بالتعليق ايجابا أو سلبا على هذا الرأي, وهذه فرصة أتيحت لفكري لتوصيل رأي مباشر لأصحاب السلطة والقرار بغض النظر مدى تأثير ما أطلقته.

المجموعة تنشأ من أجل هدف ما من أجل قضية ما باسم قضية ما, يعبرّ فيها كل عضوّ عن رأيه ويتناقشون بغاية هذا الهدف؛ وأمثلة واقعية تبيّن أن بعض المجموعات ساهمت في احداث تغييرات في مجتمعها كان لها نتائج ايجابية وفعّالة.

تويتر

موقع للتغريد, فيه كالفايسبوك مستخدمين ولكن يغردون فقط, يغردون لايصال رأي بجملة قصيرة رأي يمكنه الوصول بسرعة أيضا, وتتشابك غاية توتير مع فايسبوك في الدور الاعلامي.



ولأن الصورة تتكلم وهي تعبر أكثر من الكلام أحيانا، أُنشِئَ موقع إنستغرام لنشر الصور والصورة لبّ الاعلام، وهي الأكثر تأثيرا بالناس وبأفكارهم.

أدت وسائل الاعلام الحديث لصناعة وتكوين رأي عند الانسان، وأدت أيضا لتغيرات فكرية ولمتّ الشمل الفكري حول قضايا معينة. وان ذهبنا مع التيار الايجابي لوسائل الاعلام الحديث فتكون خيرا لنا. هي لا تخلو من السلبيات، ولكن عندما يسوء استخدامها فقط.

يقال أن هذه الوسائل أسست لغايات مخابراتية وللتجسس, ولكن إن صدقتّ هذه المعلومة هي برأيي الشخصي لن تؤثر أبدا ان كنا نسير بالاتجاه الصحيح.



الخاتمة

يقول أينشتين: "لا تكافح من أجل النجاح بل كافح من أجل القيمة"


هذا القول هو رسالة لصانعي التكنولوجيا ومستخدميها ولمستخدمي وسائل الاعلام الحديثة. رسالة كفيلة في أن نختم هذا المقال بها. رسالة للتأكيد أن النجاح في القيمة، والقيمة لا تأتي الا ان أحسنا استخدام التكنولوجيا ووسائل الاعلام الحديث.

المحور الرابع

المقالات المشاركة في مسابقة سنبصم فكرًا



المحور الرابع : تأثير التكنلوجيا و وسائل الإعلام الحديثة على الفكر

صاحب المقال : محمد بن أحمد الرجيبي




المقال :

"التواصل الإجتماعي الجديد واقعه وأثره على التوجهات الفكرية"

مقدمة :

ألقت ثورة التكنولوجيا والمعلومات بظلالها على العالم أجمع حيث شهدت تطورا ملحوظا في كافة المجالات ، وهي إمتداد لنتاج الإسهامات الإنسانية المتنامية التي لا تكاد تتوقف برهة إلا وتأتي أخرى مغيرة ملامح الزمان والمكان الذي عهدناه أو الذي تصورناه . نحن نعيش في عصر السرعة والمعلومات ونستقي من إفرازاته المتعددة ، ومنها على سبيل الخصوص الإعلام وطرق التواصل التي إتخذت منحنى آخر شكلا ومضمونا عمّا هو الحال خلال الفترة الماضية . ولاشك أن هذا الأمر يحمل في طياته آثارا تشمل الفرد وتتعداه إلى الجماعة ، على المستوى المحلي الصغير وما فوق ذلك .



ويهدف هذا المقال إلى تسليط الضوء على مضمار الإعلام الجديد وتطبيقاته وذلك من خلال إعطاء لمحة بسيطة عن واقع الحال اليوم والتوجه الذي يسلكه ، وصولا إلى تناول تأثير الواقع الراهن على منظومة العلاقات الاجتماعية والثقافية ونحوها على مستهلكيها ومستخدميها .



الوضع الراهن :


مرت وسائل الإعلام والتواصل بتغيرات دورية بدأ بإختراع الطباعة إلى إختراع الراديو مرورا بالتلفزيون وصولا إلى الإرهاصات الحالية لوسائط الاتصالات الناجمة عن الثورة التكنولوجية التي تكتسح ربوع العالم ، كبارا وصغارا ، نساء ورجالا ، فتغيرت ملامح ومفاهيم التواصل وطرقه وبدأت وسائل الإعلام التقليدية بمجاراة الحاضر الجديد لكي لا يخبوا بريقها وتترهل مؤسساتها . إستحوذ عصر المعلومات على نصيب وافر من العناية والإهتمام بصفته أحد أهم الموارد الإقتصادية وفي الوقت ذاته اتخاذه كوسيلة لتحقيق الأهداف السياسية والإجتماعية والثقافية وغيرها . ويشكل الإعلام الجديد أحد أهم الظواهر التي طالت عليها أيادي التكنولوجيا لتخرج على أرض الواقع . لقد مكنّ توافر تقنيات الأجهزة الذكية وتنوعها وسهولة استخدامها إلى خلق مجتمع إفتراضي واسع النطاق يجمع في إطاره أجناس وأعراق وخلفيات ثقافية متعددة .



تزخر شبكة المعلومات العالمية (الإنترنت) والأجهزة التقنية الجديدة بالمئات من تطبيقات وبرامج التواصل الإجتماعي والمحادثات الفورية وهي تحظى بإقبال مختلف ما بين الكبير والصغير ، ومن أشهر التطبيقات هي (WhatsApp) ، (Facebook) ، (Google+) ، (Youtube) ، (Twitter) ، (Instagram) ، (Linkedin) ، (Skype) ، (Flickr) ، علاوة على وجود مجموعات أخرى من التطبيقات لها روادها ومرتاديها .



هذا ، وبحسب إحصائيات الإنترنت والشبكات الإجتماعية الصادر في يناير 2014 التي أعدّتها وكالة (We Are Social) المهتمة بوسائل الإعلام الإجتماعي (wearesocial.net) فإن برنامج Facebook يمثل المنصة الإجتماعية الأولى في العالم بعدد مليار و184 مليون مشترك ، في حين بلغ مستخدمي تطبيق المحادثات WhatsApp حوالي 450 مليونا وذلك بمعدل زيادة قدرها 1 مليون مستخدم كل يوم ، علما بأن هذا التطبيق هو الأكبر نموا خلال عام 2013 فقد حقق معدل نمو مقداره 175% خلال عام واحد فقط .



أما الحال في المنطقة العربية –وفقا لبيانات الوكالة المذكورة- فقد ألمّت بها هي الأخرى بواعث التغيير ، فقد حققت معدل نفاذ للإنترنت بنسبة زيادة مقدارها 37% في منطقة الشرق الأوسط ، وازدادت نسبة مستخدمي الهاتف النقال في المنطقة ذاتها بوتيرة متسارعة ، كما وحققت نسبة زيادة مقدارها 24% في استخدام منصات وشبكات التواصل الإجتماعي ، في حين ارتفعت معدلات النمو بصورة ملفتة في اشتراكات الهاتف النقال لتصل إلى 112% خلال عام 2013 في منطقة الشرق الأوسط .



منظومة القيم والثقافة :



يرتاد بحر الإعلام الجديد أفراد من جنسيات وأعراق وأديان وخلفيات ثقافية مختلفة ، الأمر الذي يشكل مرتعا لإنعكاس هذه الملامح على المستخدمين والمتابعين . وتمثل القيم والثقافة مرآة واضحة عن معالم المجتمع وأفراده ، ومدى تمسكه بما يؤمن به ، والمصدر الذي يستقي منه أحكامه .



إن وسائل التواصل الجديد تغيّر من نمط حياتنا وطريقة تفكيرنا ، فقد أصبحت تشكل واقعا يوميا من حياتنا اليومية ، وأنها أصبحت للبعض بمثابة المرصد الرسمي لإنتقاء وتبادل الأخبار والمعلومات المحلية والعالمية دونما التحقق من صحتها من عدمه ، وأصبحت وسائل الإعلام الرسمية المقروءة والمرئية والمسموعة تشكل مصدرا ثانويا للأخبار إن تم الإلتفات إليها ، هذا إن لم يتم استبعادها من القائمة وركنها جانبا .



لقد إستفاد العلماء والشعراء والمختصين من تفاعلية تطبيقات الإعلام الجديد وذلك في الافصاح عن أفكارهم النيّرة والمفيدة وتسطير خبراتهم ومخترعاتهم وابتكاراتهم في شتى مجالات الحياة وهم يحظون بمتابعين ومؤيدين كثر ، وعلى النقيض من ذلك نجد البعض الآخر منساقا لأفكار وتوجهات غير محمودة فأصبح تفكيرهم موجّها بحجّة التذرع بأنها تمثل الرقي والتقدم وأصبح يرتوي من مستنقعاتها الراكدة من خلال التقليد الذي لا يتفق والمنظور الديني والقيم المجتمعية القائمة . كما وقد أسفر الواقع المرير عن حصول عدد من التجاوزات التي لا تحمد عقباها ومثلها التعدّي على الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في فتات تغريدات ساخطة على موقع Twitter ، علاوة على التجاوزات التي قد تحصل في حق الآخرين .



ومن جهة أخرى تواجه اللغة العربية تحدّيا شائكا ومعتركا صعبا ، حيث دخلت طوامس عليها بطريقة مجحفة بسبب التعامل مع مواقع التواصل الإجتماعي وتطبيقاته ، حيث تم إدخال مصطلحات أجنبية وكأنها من جذور اللغة ، واحلال الرموز والأرقام محل الحروف الأصلية ، كما أنّ التداول باللغة العامية وتفشّيها يمثل هو الآخر نموذجا لإنحسار اللغة الفصحى ووسيلة لطمسها . وكل هذه تشكل عوامل لتحصيل لغة ركيكة فقيرة رغم تمتعها الغني بالمفردات والقواعد النحوية ، وطمر جماليتها الأخاذة التي لطالما إعتززنا بها , علما بأن أكثر المتأثرين بهذه التقنيات هم من النشء ومن هم في مرحلة الشباب أيضا .



الآثار على الفرد والمجتمع :



كان لتطبيقات الإعلام الجديد أثرها الجيد على المجتمع بمختلف طبقاته وأنه بلا شك جديرة بالإحتفاء بها ، فقد إختصرت الوقت والمال والجهد في إنشاء حلقة من الترابط والتناقل الإجتماعي السريع . وأصبحت منصات لإنطلاق المعلومات والأعمال وكسب التأييدات الشعبية ووسيلة للتعبيرات الجماهيرية ذات الموجات التحوّلية . إلا أن هناك آثارا سلبية تعتريها وهو أمر لم تسلم منه الاختراعات والابتكارات والمنتجات على مر الزمان الإنساني . ويمكننا أن نجمل هذه الآثار على النحو التالي :

- عدم استغلال وقت الفراغ وتحلّله دونما طائل يذكر .

- إن شبكات التواصل الإجتماعي أصبحت تشكلّ ملاذا لتداول المعلومات غير الصحيحة (الشائعات) .

- ضعف الروابط الإجتماعية والأسرية وذلك بتعويضها بالسبل التكنولوجية التي أخلّت بمعانيها السامية ، فنجد تارة بعض الأفراد يجمعهم نفس المكان ولكنهم لا يعلمون عن أحوال بعضهم ، وتارة أخرى يجتمع بعض الأصدقاء للترويح عن أنفسهم ولكننا نتفاجأ أنهم مجتمعين جسديا ولكنهم غائبين فكريا ، وهذا بدوره يسهم في تشكيل نمط للعزلة الإجتماعية .

- إهمال المسؤوليات والواجبات الأساسية لمستخدمي هذه التطبيقات وذلك بسبب الإندماج معها وعدم الرغبة في تفويت جديدها وتحديثاتها .

- تمثل وسائل التواصل الحديثة أحد وسائل الخلافات التي قد تنشأ بين الأفراد وذلك لإعتبارات وإعتقادات قد تتبلور عند الطرف الأخر وقد تكون صحيحة أو لا .

- تدنّي المستويات الدراسية نظرا لأن موجة الثروة المعلوماتية قد إجتاحت الجميع بصغيرهم وكبيرهم ، فنجد طلاب المدارس في مراحلهم الأولى يمتلكون أجهزة ذكية تشغلهم عن أصل ما يجب أن يهتموا به ، فأصبحت ثقافتهم ضحلة سطحية .

- تشكل هذه التقنيات تحديا أمنيا جديدا فهي تحتاج إلى وسائل ربط وإشراف ورقابة بشكل مستمر للحد من التجاوزات التي قد تحدثها أو تنجم عنها .



الخاتمة :

أصبحت تطبيقات التواصل الحديثة واقعا ملموسا وجزءا من الحياة اليومية لشريحة كبيرة من مقتنيي الأجهزة الذكية ومستخدمي شبكة المعلومات العالمية (الإنترنت) وهو أمر لا يمكن إنكاره ولا التجاوز عنه ، وإنما يجب علينا ضبطه ووضع نسق معين للإستعمال لكي لا تطغى على الجوانب والمتطلبات الأخرى من حياتنا ، وكذلك معرفة كيفية توظيفها بطريقة تؤتي بثمار جيدة وتلقى مردودها الطيب على الفرد والمجتمع . وعلى الجهات الرسمية في الدولة القيام بواجب التوعية لكافة الشرائح المجتمعية وفي المؤسسات التربوية والتعليمية .

المحور الرابع

المقالات المشاركة في مسابقة سنبصم فكرًا



المحور الرابع : تأثير التكنلوجيا و وسائل الإعلام الحديثة على الفكر

صاحب المقال : نسيبة بنت يعقوب المنجية



المقال :

التكنولوجيا وأثرها على فكر الإنسان ..

المقدمة :

بالأمس كنا جيل يفكر ويبتكر ويخترع واليوم أصبحنا جيل يطلب ويطلب دون شبع ، وأصبحنا جيل كل همه ماهو احدث هاتف واحدث جهاز (ايباد) لكي نمتلكه دون المبالاه بسعره الباهض ! والكثير الكثير من المتغيرات التي حدثت في زماننا كان أثرها التكنولوجيا والتقدم الحاصل فيه .

وبداية ينبغى علي أن اعرف ماهي التكنولوجيا حسب رأي الشخصي ؛ لأنه من المهم معرفة ماهي التكنولوجيا قبل التحدث عن أثاره الكثيرة والتي لا تعد ولا تحصى .

فالتكنولوجيا مصطلح يطلق على الأجهزة الالكترونية الحديثة والتي تعمل ببرامج إلكترونية والتي سهلت العديد من الأمور في حياتنا اليومية كالهاتف ، الايباد وغيرها ..

وهنا سأناقش تاثير التكنولوجيا على الفكر لعدة مجالات بداية تاثيرها على الطالب ، وتاثيرها على الموظف ، تاثيرها على الأباء ، التأثير على حياة الأسرة ، التأثير على العلاقات الإجتماعية مع تعزيز بعض النقاط ببعض الأشعار ووصايا الرسول صلى الله عليه وسلم .


كما تعلمون التكنولوجيا سلاح ذو حدين فهي لها ايجابيات وسلبيات ومن أهم ايجابياتها أنها سهلت عملية التواصل بين الأفراد وقربت المسافات ،ولكن في المقابل لها العدديد من السلبيات التي أثرت على حياتنا وتصرفاتنا ، ومن تاثيرها على فكرالانسان :

1. التاثير على الطالب :

· المستوى التعليمي : بات مستوى الطالب التعليمي منخفض للغاية فاصبح بالرغم من ذهابه الى المدرسة لكن عقله منشغل باللعبة والايباد ولا يوجد اي تركيز على شرح المعلم ، وحينما يعود إلى المنزل لا يذاكر لا يهتم ويقضي بقية يومه في اللعب ! ، واذا وجد انه فشل في سنة من سنوات دراسته يكون الخطأ من المدرس والمدرسة والتعليم والطالب هو الضحية ولكن في حقيقة الامر أن الطالب أيضا مسؤول عن نجاحه ورسوبه ! وكانهم نسوا فضل المعلم كما قال احمد شوقي : قُـم للمعلــمِ وفّـهِ التبجيـــــــــــــــــــلا ** كاد المعلـمُ ان يكـونَ رســـــــــــولا
أعَلِمتَ أشرفَ او أجل من الـــــــــذي ** يبني ويُنشئُ أنفسـاً وعقـــــــولا؟
سُبحانـكَ اللهم خيــرَ معلـــــــــــــــــم ** علّمتِ بالقلـمِ القـرونَ الاولــــــــى

· المستوى الأخلاقي : اصبح الابناء لا يستمعون لأبائهم لانه التكنولوجيا قد شغلت كل تفكيرهم حتى عن دينهم وصلاتهم ، فأي جيل سينشأ دون الإهتمام بالعلم والدين ؟!

· أصبح الطالب اتكالي أكثر من انه منتج في حين أن في السابق كان هو المنتج والمبدع والمبتكر ؛ لهذا السبب كان للعرب العديد من الانجازات التي كان تطغى على الغرب في العصور الوسطى والأن اصبح هم أصحاب الابتكارات والانجازات التى باتت تطغى علينا نحن العرب .

2. التاثير على الموظف :

أصبحنا عندما نذهب لإكمال اي اجراءات سواء في الدوائر الحكومية أو البنوك نجد أن بعض الموظفين يستلمون منك المتطلبات دون النظر لك وإنما يأخذ منه وعيناه على الهاتف ؟ اهكذا يكون أداء الواجب والمسؤولية تجاه الوطن وأبناء الوطن ؟!

3. التأثير على الاباء :

الآباء اصبحوا منشغلون بأخر تطورات التكنولوجيا ويمتلكونها ويعطونها أيضا لابنائهم الذي قد لا يكون عمره قد بلغ العشر سنوات ؟ وعند فشل أحد أبنائه يراضيه بأن يقع اللوم على المدرس والمدرسة ويذهب ويشتري له احدث الأجهزة الإلكترونية أهكذا تكون التربية ؟! أهكذا تثقف إبنك ؟! أهكذا تصنع جيل للمستقبل ؟!

ما دامت تربية الأجيال هكذا ف ياللهول من المصائب التي ستحدث مستقبلا ! 



4. التأثير على حياة الأسرة :

· أدت التكنولوجيا الى الصراع الذي يحدث بين الأباء والابناء حيث أصبح الابناء لا يصغون إلى نصائح أبائهم ، والأباء يدعون العذر أن بهم حالة نفسيه ،وهو في الواقع ليس حالة نفسيه إنما عقوق بالوالدين فبات الحالة النفسية هي الشماعة التي نرمي بها جميع أخطائنا .

· أدت التكنولوجيا إلى انشغال الأم عن تربية الأبناء فباتت تربية الأبناء تتم من قبل خادمة المنزل التي يقضي فيها الأبناء أغلب وقتهم معها ولا يرون والدتهم التي منشغلة بالواتس اب وغيرها من التكنولوجيا .

5. التاثير على العلاقات الإجتماعية :

· التكنولوجيا قد أثرت على الزيارات العائلية فقد أصبحنا مجتمعين بالجسد ولكن كل منا منشغل يعبث بهاتفه أو جهاز الأيباد وبذلك كل منا أصبح لا يعلم عن أخيه شيء ويقتصر حديثهم على سؤال الحال لا اكثر .

· أيضا أثرت التكنولوجيا على العلاقة الفرد بجاره والذي قد يكون يفصل بينهم حائط ، حيث أصبح الفرد لا يعرف عن جاره شيئا في حين أن في زمن الأجداد كان الجار يعتبر كالاخ وكانه فرد من أفراد الاسرة ، ونسوا ما وصى به الرسول صلى الله عليه وسلم عن الجار:

ü عن 
عبد الله بن عمر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( اتدري ما حق الجار اذا استعانك اعنته واذا استقرضك اقرصته واذا اصابه خير هنأته اذا اصابته مصيبة عزيته واذا مات اتبعت جنازته ولاتسطل عليه بلبنيان فتحجب عنه الريح الا بأذنه ولا تؤذه بقتار ريح قدرك الا تغرف له منها وان اشتريت فاكهة فاهد له فأن لم تفعل فأدخلها سرا ولا يخرج بها ولدك ليغيظ ولده. 

ü كما روى أيضا عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال "الجيران ثلاثة: فمنهم من له ثلاثة حقوق، ومنه من له حقان، ومنهم من له حق واحد،فأما الجار الذي له ثلاثة حقوق فجارك القريب المسلم،وأما الجار الذي له حقان، فجارك المسلم،وأما الذي له حق واحدفجارك الذمّي"يعني إذا كان الجار قريبه وهو مسلم فله حق القرابة وحق الإسلام وحق الجوار،وأما الذي له حقان فالجار المسلم فله حق الإسلام وحق الجوار،وأما الذي له حق واحد فجارك الذمّي فله حق الجوار، فينبغي أن يعرف حق الجار وإن كان ذمياً.



الخاتمة :

وكما قلنا في بداية المقال أن التكنولوجيا سلاح ذو حدين ، فهي شيء جيد إذا استفدنا من إيجابياتها وابتعدنا عن سلبياتها ، وتحكمنا بتصرفاتنا بحيث أننا لا نجعلها هي كل شيء .

فالأجداد كانت حياتهم رائعة وبينهم التأخي مع الجميع حتى مع جارهم بعيدا عن الهواتف والانترنت والايباد فكان التواصل بينهم باللقاء حتى وان كان المسير شاقا . فهذه البرامج الالكترونية الحديثة قد طغت على حياتنا بشكل باتت تشكل خطورة على أنفسنا وعلى علاقتنا مع الأخرين .

فالتواصل الذي بلا أجهزة الإكترونية قد يكون شاقا إلا أنه أجمل وكان التواصل والتآخي بين الأفراد أكثر بعكس التواصل بالأجهزة الإلكترونية قد يكون سهلا ولكنه خلف العديد من المشاكل في المجتمع على المستوى الاخلاقي والتربوي والتعليمي .

أيضا كان ينبغى قبل الحصول على اي وسيلة الكترونية أن ندرك حجم فوائدها وأضرارها الجسمية في حالة استخدامها دون وعي خاصة للسن ما دون الثامنة عشر؛ لأنهم في سن المراهقة يحبون استخدام واستكشاف كل ماهو جديد ، وقد يقعون في خطأ فادح بسبب أحد الأجهزة الإلكترونية والبرامج التي تعرض على وسائل الإعلام ؛وذلك يعود إلى قلة الوعي وعدم إهتمام الأباء بالتحدث إليهم وتوعيتهم خاصة في هذه المرحلة الحساسة .

المحور الرابع

المقالات المشاركة في مسابقة سنبصم فكرًا



المحور الرابع : تأثير التكنلوجيا و وسائل الإعلام الحديثة على الفكر

صاحب المقال : علياء بنت محمد البوسعيدي



المقال :
تأثير التكنلوجيا و وسائل الإعلام الحديثه على الفكر


( إن الأحوال إذا تبدلت جمله ، فكأنما تبدل الخلق من أصله و تحول العالم بأسره وكأنه خلق جديد) قالها ابن خلدون سابقا و أفتتح بها عباراتي هنا فهكذا هي الكره الأرضيه حينما إنفجر فيها بركان التكنلوجيا و وسائل الإعلام حيث تحول العالم بأسره إلى قريه صغيره يتقارب فيها الشرق مع الغرب . و ليس غريبا ، فالتغير و التطوير سنه الحياه و أمر لابد منه، فنحن كبشر لا نعتمد في حياتنا على الغرائز التي ورثناها جينيا لكي نعيش ، بل نكتسب المعارف و الخبرات الجديده من التجربه، والتداخل، والإكتشاف، والبحث، والتنقيب . لولا ذلك لما كان العقل و الحواس و لغه من أجلَ نعم الله علينا نسخرهم جميعا لتلخيص خبراتنا ، و تطوير مداركنا ، وتبادل معارفنا ولأن الحياه أخذ وعطاء ، بحث و نقاش، اكتشاف و إثبات، عمل بني البشر جاهدين حتى وصلوا إلى عصر المعلوماتيه و التكنلوجيا. فالوسائل التكنلوجيه الحديثه و وسائل الإعلام المختلفه ليست إلا محصله فكر، وإبداع عقل بشري ، فما نتج من فكر، جدير به أن يأثر عليه.

لا أحد ينكر أن كلا من التكنلوجيا و وسائل الإعلام قربت البعيد المغترب عن وطنه ، و أنجزت الأعمال بكبسه زر، و زادت إنتاجيه الفكرالإنساني ، كما أنها حررت الفكر فأنتج، و أعملت العقل فأبدع ، دخلت في أدق تفاصيل حياتنا فأصبحت تشكل محيطنا هي معنا في المنزل وفي السياره وفي محيط العمل ، فمن منا لا يستخدم الهاتف الخلوي، و الحاسب الألي، والتلفاز، و الأله الحاسبه و غيرها الكثير و الكثير؟ من منا لا يسمع للإذاعه و تستهويه الصحف و المجلات؟ إنها جميعا نواتج للتكنلوجيا بعضها سهل العسير و الأخرى نقلت خبر البعيد و الثالثه لها مأرب أخرى ...ولكن ... هي ذاتها التي أثبطت فكرا ، و دنست عملا ، وبعضها أبعدت قريبا عنا بالرغم أنها يسكن بيننا إلا أنه إكتفى بالهاتف الخلوي ليسأل عن أحوالنا . هي إذن سلاح ذو حدين، و هي كدواء و لا دواء بدون أعراض جانبيه ولا خيارلدينا إلى أن نتحكم بالجرعه حينها فقط نسلم ...فلاَ فعلنا ؟

بين الماضي و الحاضر:

فلنعود بالذاكره لنتصفح التاريخ القديم و نجد أن التكنلوجيا ليست مستحدثه و أبعادها التاريخيه تعود إلى الآف السنين ولكن لكل زمان مسماه الخاص و تعريفه المبتكر لتكنلوجيا و مهما إختلفت المفاهيم عبر العصور يبقى الهدف البشري واحد في كل الأزمنه وهو تذليل البيئه و مواردها لتحقيق طموح الإنسان و تطلعاته فمن هذا المنهج انبذقت التكنلوجيا و أصبح كل عصر يبني تجاربه على معارف العصر السالف له حتى وصلنا لعالم السيارات و القطارات والمركبات الفضائيه.

فكلمه تكنلوجيا في حقيقه الأمركلمه ينانيه الأصل تتكون من شقين كلمه (Techo) وتعني الفن و الصناعه و كلمه (logia)وتعني العلم. ففي العصر الحجري استخدم الإنسان الحجاره ليصنع أدوات الصيد و الزراعه و أدوات الدفاع عن النفس و لم يكن ذلك إلا تكنلوجيا ولكن بالطريقه البدائيه. وانتقل به الأمر ليستخدم البرونز في العصرالبرنزي ثم إلى الحديد في العصرالحديدي . حتى أضاءت شمس العصر الحديث و أوقد معه فكر الإنسان فتوالت الإختراعات والإكتشافات فطوِرت آلات النسيج التي أصبحت تستخدم الآله البخاريه بدلا من الطاقه البشريه . وحين أشرقت شمس القرن التاسع عشر و العشرين سطع نور الفتوغراف و الراديو و المركبات و الطائرات وغيرها الكثير و الكثير فلست هنا بصدد إستعراض التاريخ الطويل للتكنلوجيا ولكن لنتبين أن الفكر البشري هو الذي أنتج التقانه فكلما زادت حاجه البشر نحو أمر ما سعى جاهدا للوصول إلى مبتغاه ولولا ذلك لما وصل بنا المطاف اليوم ليكون لدينا تكنلوجيا الإتصالات، و تكنلوجيا الفضاء، والصناعه، والطب ، والهندسه، و التعليم.

و الأمر ذاته ينطبق على وسائل الإعلام فهي طفرةٌ من نوع أخر ففي العصور القديمه كان البشر يتبادلون المعلومات بالمشافهه في المقام الأول، كما أن العداؤون كانوا يقطعون المسافات الطويله لنقل الرسائل الشفهيه، وسابقا قرعت الطبول و أشعلت النيران ليتم الإعلان عن حدوث أمر معين في المدينه، و الجديربالذكر أن المنادون كانوا يسيرون في شوارع المدينه ليعلنون عن حالات الميلاد والوفاه و الأحداث العامه ذات الأهميه. اليوم استبدلنا الطبول و النار، العداؤون و المنادون بالتلفاز و الراديو و الجرايد و المجلات لنكون في قلب الحدث و نقلت إلينا الأخبار بالصوت و الصوره.

ولوسائل الإعلام أنواع مختلفه منها المقرؤه (كالجرايد و المجلات) و المسموعه (الراديو) و المرئيه (كالتلفاز) كما ظهرت أيضا وسائل التواصل الإجتماعي المختلفه ك (facebook,twitter, youtube, SMS, skype, massenger, blogging...ect. ) .

فالخلاصه أن التكنلوجيا و وسائل الإعلام و وسائل التواصل الإجتماعي هي طفره تضاف لرصيد الفكر البشري نشأت من فكر و أثرت عليه .

ثوره ... نحو فكر أفضل :

بعد ما أصبحت التكنلوجيا و وسائل الإعلام لغه المكان، وجواز السفر للإرتحال من زمان إلى زمان كان حريا بها أن تحطم قيود البعد و الجهل فوسعت المدارك و طورت الخطاب الفكري و التفاعل بين البشر. أحاطت بنا من كل حدب و صوب كما ساعدت على تنميه الفكر الإبتكاري، وترشيد استخدام المواد المتاحه، فتطورت الجوانب الصحيه، و الإقتصاديه، و السياسيه، و العلميه. بفضل التكنلوجيا و وسائل الإعلام وفرًت الأموال، و تسهلت أحوال البشر، كما أنها أضافت الترفيه للحياه اليوميه ولو لا التقانه لما ظهرت حقول العلوم الجديده كعلوم الحاسوب و هندسه البرمجيات و علوم الشبكات الحاسوبيه.

كيف لا ؟ وبالتكنلوجيا انضغطت موسوعه علميه بأكملها تحتوي على آلاف الصفحات الورقيه في قرص لا يتجاوز حجمه راحه اليد ، أو ليست هي التي نقلت أحداث العراق و أمريكيا و الصين و المغرب العربي و غيرها من بلدان الشرق و الغرب الشمال و الجنوب إلينا؟. كما أن تقانه الأقمار الإصطناعيه هي التي مكنت نيل أرمسترونغ للوصول إلى القمر ليصبح أول جنس بشري يصل للقمر. بل إن البيع و الشراء أصبح منزلي بفضل دخول التجاره الإلكترونيه و على الصعيد التعليمي استجدت لدينا عروض الأفلام و أجهزه الحاسوب، كما زادت الأبحاث بل أصبحت التكنلوجيا و وسائل الإعلام هي المٌعلم المنزلي و الخاص للأفراد. كما امتزج خليطٌ بين الإقناع الفكري وايصال المعلومات بالتلسيه و الترفيهه فأصبحت المعلومه تترسخ في الأذهان بالطريقه السلسه . و فتحت وسائل الإعلام المختلفه أبوابها لتكون حلقه الوصل لتوصل قضايا الفرد و أفكاره للعالم أجمع. كما أنها استطاعت أن تثقف الفرد و تبصره بأمور كان يجهلها.

فالعالم التكنلوجي هو عالم الفكر والآداء و كوكبٌ خاص لحل المشكلات قبل أن يكون عالم لإقتناء المعدات .

ثوره...ولكن ؟

لتكنلوجيا و وسائل الإعلام سلبيات على الفكر لا يمكننا أن نرسم حدودها بين عشية و ضحاها. عالمنا الآن تحت مظله التكنلوجيا و التقانه الحديثه و وسائل الإعلام التي بدورها أحجبت أعيننا لدرجه أنها لم تجعل لنا فرصه سانحه لنعود إلى أنفسنا ونصارحها و نفكر مليا و بعمق في سلبياتها و عواقبها،وقد تكون ايجابياتها هي التي حجبت عنا عيوبها ؟.

أصبحت الآله هي التي تقوم بأبسط الأعمال حتى في الحسابات البسيطه فلم نعد نعمل العقل و نستخدم الذكاء في حل المشكلات، وفي أيامنا هذه...يقضي أطفالنا معظم يومهم برفقة الآدوات الإلكترونيه لاسيما الحواسيب و الهواتف النقاله و ألعاب الفيديو. حتى باتت هذه الألعاب تعلمهم العنف و العزله و العيش في عالم افتراضي فأفسدت واقعيه الأطفال وشوهت عالمهم الجميل و البسيط. ولا يمكننا أن ننكر أن التكنلوجيا و وسائل الإعلام تعد مرتع خصب لتحرر بجميع أنواعه كما أنها في كثيرمن الأحيان سبب في اهدار الوقت.

أما عن الإنترنت و وسائل التواصل الإجتماعي فالإنسان الحالي فٌتن بها حتى أصبحت الجليس و الصاحب وكلنا على يقين أن الإنترنت وسيله للإرسال و الإستقبال دون رقابة فمجال التحررفيه واسع و كبير .كما اكتفى الإنسان اليوم برساله SMS لكي يسأل عن أقربائه و أصحابه فقلت الزيارات العائليه و المقابلات الشخصيه فهل نجعلها تقضي على ما تبقى من علاقات إجتماعيه؟

ختاما:

الخلاصه أن التكنلوجيا هي وسيله وليست نتيجه وأنها طريقه لتفكير في استخدام المعارف و المعلومات و المهارات بهدف الوصول إلى نتائج لإشباع حاجة الإنسان وزياده قدراته. وكلا من التكنلوجيا و وسائل الإعلام تلعبان دورا سلبيا خطيرا على الفكر، يجب الإحتياط منه و تلعب في الآن نفسه دورا ايجابيا عظيما لا يمكن اغفاله أو التنكر له...



و يبقى السؤال طارحا نفسه حول من يحكم على الآخر أهي الآله أم الإنسان؟ يتراءى إلى ذهن البعض أن الجواب سهل جدا ولكن واقع الحال يبوح بغيرذلك. وبين هذا وذاك أنت من تقررأي طريق تسلك. فنحن مع نريد ثوره معلوماتيه تقودنا نحو فكرأنقى لنبي عالمٌ أجمل .

المحور الرابع

المقالات المشاركة في مسابقة سنبصم فكرًا



المحور الرابع : تأثير التكنلوجيا و وسائل الإعلام الحديثة على الفكر

صاحب المقال : آلاء بنت هلال الجابرية



المقال :

تأثير التكنلوجيا و وسائل الاعلام الحديثة على الفكر


المقدمة:

أزمة الفكر هي من أهم الأزمات التي تعصف بالأمة و هي أساس جميع الأزمات التي تعاني منها أمتنا الاسلامية و العربية، فهناك زخم هائل من المعلومات تنهال علينا ليل نهار عن طريق وسائل الاعلام المرئية و المسموعة و نحن اللذين تركنا لها عقولنا بلا حراسة و لا رقابة، فكيف يؤثر هذا على فكر الفرد؟. يقول الدكتور وليد فتيحي: إن المعركة الحقيقية التي تواجه أي أمة في أي حقبة زمنية ليست معركة احتلال أرض إنما هي معركة احتلال فكر و عقل هي ليست احلال شعب مكان شعب بل احلال فكرة مكان الفكره و المبدأ مكان المبدأ و العقيدة مكان العقيدة فالإنسان هو قوة الحياة هو الذي يدفع و يدافع فالأرض لا تملك إلا أن تستجيب لحركة الانسان إذا أردت أن تحتل أمة فاحتل فكرها و اهزم عزيمتها و إيمانها بقضيتها فإن فعلت أتتك أراضيها و خيراتها تسعى إليك طواعية.



مفهوم الفكر:

هناك عدة تعريفات للفكر ومن أشمل هذه التعريفات هو "اعمال العقل في أمر ما للوصول لرأي جديد فيه". عندما نتحدث عن الفكر تأتي معه العديد من المصطلحات مثل السلوك و العقيدة و العادات و المشاعر و كل هذا أساسه الفكر، فكل فكره تتحول إلى مشاعر و أحاسيس و التي بدورها تتحول إلى سلوك و بالتالي الفكر هو الأساس في تغيير السلوك.



كيف يتشكل الفكر؟

يتشكل فكر الفرد من مصدرين رئيسيين:

· المصدر الخارجي: و هي البيئة المحيطة و تشمل الأسرة و المدرسة و الانترنت و وسائل الاتصال الحديثة.

· المصدر الداخلي: و هي مدى تفاعل الانسان مع البيئة فهو يختلف من انسان إلى آخر.



جميع الدراسات التي أجريت في هذا الجانب اتفقت على أن البيئة المحيطة لها النصيب الأكبر في تكوين فكر الفرد، فيجب أن تكون هذه البيئة خصبة قابلة للزراعة لكي ينمو هذا الجيل بفكر صحيح و يساهم في نهضة أمته التي باتت على حافة الهاوية.

التكنلوجيا و وسائل الاعلام الحديثة هي أهم مكون من مكونات البيئة التي تحيط بالفرد فيجب علينا أن نحصن فكرنا قبل استخدامها.



آثار التكنلوجيا و وسائل الاعلام الحديثة على الفكر:

كرس الانسان طاقاته و قدراته لصناعة وسائل تعينه على قضاء حوائجه فأصبحت تحيط به من كل جانب حتى أصبح الانسان ضائعا بينها، إن أهم ما تتميز به التكنلوجيا و وسائل الاعلام الحديثة ليس فقط قدرتها على نقل الصوت و الصورة بل انتاج النص أيضا و نقله بسرعة البرق و هي تلعب دور كبير في تطور فكر الإنسان و بناء ثقافتة، و كذلك أصبحنا قادرين على القيام بعدة مهام في آن واحد و في زمن لا يتجاوز الجزء من الثانيه و أصبحت الأخبار تتقاذف إلينا من كل جانب وبسرعة كبيرة جدا حتى لا نكاد نسمع بخبر يأتينا خبر آخر وهي أيضا تلعب دورا كبيرا في العملية التعليمية و لكنها تغلغلت كثيرا في حياتنا حتى أصبحنا لا نستطيع أن نتخيل الحياة بدونها و ساهمت في تغيير فكر الفرد، فما هي آثار التكنلوجيا و وسائل الاعلام الحديثة على الفكر:

أولا: الحصول الفوري على المعلومات و تدفق تيارات غزيرة و متنوعة منها من مصادر مختلفة أدى إلى تشتت الذهن و انخفاض القدرة على حفظها و تذكرها و قلت القدرة على التركيز و التحليل العميق و التأمل و الاستنتاج.

ثانيا: التكنلوجيا و وسائل الاعلام الحديثة توفر السريه التامه لكل مستخدم، فهي تمكن مستخدميها من نشر و نقل المعلومات و الأخبار بكل سهولة و يسر و بدون التأكد من صحتها و هذا أدى إلى وضع الانسان في موقف حرج بين التصديق و التكذيب و أصبح فكر الانسان مشوشا فهناك الكثير من الأخبار تم نقلها عن طريق وسائل الاعلام الحديثة و ليس لها أصل من الصحة.

ثالثا: الاكتفاء بالقراءة عن طريق التكنلوجيا و وسائل الاتصال الحديثه وعدم الرجوع إلى الكتاب يشكل خطرا كبيرا في تشكيل فكر الفرد فيتكون فكرا خاويا من الداخل و هذا أدى إلى العزوف عن قراءة الكتب و أصبحت أمة اقرأ لا تقرأ و تركنا أول فرض فرض علينا ألا و هو "اقرأ" شعار الحضارة الحديثة، الكتب هي وحدها التي تستطيع بناء فكرا صافيا و عميقا جميع هذه الوسائل لما تحتويه من تنوع و كثره لا تستطيع بناء فكرا متوازنا و على نهج صحيح، و أنا أعجب من أناس يحاربون الذي يلقي النفايات في منازلهم و يتركون عقولهم بلا حراسه و يسمحون لكل ما هب و دب أن يدخل عقولهم و يدمر فكرهم و هذا كله يرجع إلى مراحل الانسان الأولى فهي التي تحدد مستقبله و علاقته بالكتاب، بالقراءة يملك الانسان مفاتيح العلم و بها يصبح العقل سيدا و الذي به يعرف الله و يتعمق الايمان وتتحقق الخشية منه، إذا القراءة هي شرارة النهضة.

رابعا: أصبحت التكنلوجيا و وسائل الاعلام الحديثة هي المصدر الأول لفكر الفرد في هذا العصر فظهر جيل جديد يحمل فكرا سطحيا وهامشيا لا يكاد يتعدى القشور من كل مجال من مجالات الحياه و يتصف هذا الفكر أنه فكرا غربيا يخالف مبادئ ديننا الحنيف في معظم الأحيان، فانعكس هذا الفكر على سلوكهم و عاداتهم و تصرفاتهم و هذا ما يسميه المفكرون "الغزو الفكري" فالغزو الفكري يعمل على اذابة الشعوب في بعضها البعض و طمس عقائدها و جعلها تابعة لغيرها.

خامسا: "إن النمو اللغوي عند الانسان مرتبط بنموه العقلي و العملية اللغوية هي جزء لا يتجزأ من العملية الفكرية" هكذا قال بعض الفلاسفة و المفكرين، إذا هناك علاقة وطيده بين الفكر و اللغة، التكنلوجيا و وسائل الاعلام الحديثة لها أثر كبير على فكر الفرد و انعكس هذا على اللغة فهناك الكثير من المصطلحات التي أدخلت في اللغة العربية و نستخدمها باستمرار حتى أصبحنا نجهل أنها ليست عربية، و هذا يشكل خطرا كبيرا على اللغة العربية كيف لا و هي لغة القرآن الكريم.

سادسا: في معظم الأ حيان يتم استخدام التكنلوجيا و وسائل الاتصال الحديثة في نقل الأشياء الهامشية التي تشغل الفكر عن الاهتمام بالقضايا الكبرى كقضية فلسطين حتى أصبح الجيل الجديد لا يعلم أصل هذه القضية و يكأنها أصبحت قضية هامشيه ليس لها أي اعتبار.



الخاتمة

التكنلوجيا و وسائل الاعلام الحديثة هي سلاح ذو حدين، فالاستخدام الزائد عن الحاجة لها يعد صورة من صور الانحراف الفكري، يجب علينا أن نضع حدودا عند استخدامنا للتكنلوجيا و وسائل الاعلام الحديثة بحيث تكون عامل بناء لبناء فكرا متوازنا على نهج صحيح و نبني جيلا قويا قادرا على مواجة هذه الحياة بدلا من أن تكون عامل هدم تدمر الفكر، و هذا كله يجب أن يبدأ من مراحل الانسان الأولى فهي المرحلة التي يبنى فيها العقل و تغرس فيها العقيدة فيجب علينا أن نربي أبنائنا تربية صالحة بحيث يكون لديهم مناعة قوية ضد الغزو الفكري و ضد كل ما يمكن أن يدمر عزيمتهم و إيمانهم بقضيتهم.

المحور الرابع

المقالات المشاركة في مسابقة سنبصم فكرًا


المحور الرابع : تأثير التكنلوجيا و وسائل الإعلام الحديثة على الفكر

صاحب المقال : سما ميثم الأوسي



المقال :


تأثير التكنلوجيا ووسائل الإعلام الحديثة على الفكر


زمن سريع يجري وكأنه وادي يتميز بسرعته وعنفوانه وقوته ، هكذا هي قضيتنا التي سلطت عليه الضوء لأهميتها ، كثيرا ما نسمع في وقتنا الحاضر بمصطلح التكنلوجيا ، فالجميع أدرك معنى التكنلوجيا والمقصود به هو التطور الذي حدث في التقانة . ظهرت التكنلوجيا في عهد قريب ، فظهرت وغيرت العالم برمته ،انقلب حال كل شخص متفرغ إلى شخص مشغول ، وكل شخص مشغول إلى شخص لا يستطيع التحدث مع أحد ، أصبحت التكنلوجيا جزءاً من حياتنا اليومية ، أصبح الناس لا يستطيعون التخلي عنها وكأنها قطعة من جسدهم ، فمنهم من ترك الدراسة من أجلها ، ومنهم من غفا عن أولاده من أجل أن يراقب تطورها .

التكنلوجيا ليست بالأمر السلبي وليست بالأمر الإيجابي ، ولكن سلبياتها تحوم حول إيجابياتها ، فلو نظرنا إلى الزاوية الإيجابية منها لوجدنا أنها سهلت طرق التواصل ، فهي سريعة وعالية الجودة، ومنخفضة التكلفة ، لكن لو رجعنا قليلا للوراء لوجدنا أن الشخص المسافر كان عندما يتصل بأهله يحسب الدقائق، وكان يترقب العروض الخاصة من شركة الاتصالات ، ولكن اليوم مع تطور الزمان وظهور التكنولوجيا أصبح بإمكانك التحدث مع أي شخص وبكل وضوح وارتياح ليوم كامل ومجاناً ، هذا ما جعل التكنلوجيا تسلب عقل الكثيرون ، حتى أنها سهلت عمل طلاب العلم والموظفين ، فبكبسة زر تستطيع أن تجري عملية حسابية بدلاً من استخدام ورقة و قلم وعصف ذهني وإلى غير ذلك .

ولو نظرنا إلى الزاوية السلبية منها لوجدنا توافدا كبيرا للأفكار ، فأولاً وسائل الإعلام الحديثة ألا وهي ما يطلقون عليها الان التكنلوجيا فهي غير صحية ، فكم من شخص ارتدا نظارات طبية بسبب جلوسه اليومي على الحاسب الآلي مما أدى إلى خلل في نظره ، وكم من شخص واجه آلآلآم كثيرة في رقبته وظهره أماكن كثيرة في جسده بسبب جلوسه اليومي على الحاسب الآلي والتلفاز وغيره من الوسائل الحديثة ، فهي سلبت منا أوقاتنا التي لولاها لفعلنا الكثير من الأعمال ، وأهمها لإنشغلنا بالطاعات لكي ننال رضى الله عز وجل .

ولكن ماذا لو قنا بأن التكنلوجيا ووسائل الإعلام الحديثة أثرت سلباً على تفكيرنا ؟!

من وجهة نظري أن التكنلوجيا أثرت سلباً وبشكل كبيرعلى تفكيرنا ، فالتكنلوجيا ووسائل الإعلام ربما تكون في أعين الناس كنز ولكن في الحقيقة لو تفكرنا قليلا لرأينا بأن هناك حرب قائمة الأن ولكن حرب من نوع آخر ، حرب متطور فآلية عمله هي باستخدام الوسائل الحديثة ، فالغرب يقيموا الحرب على العرب ولكن ما يدافعون به ليس بالأسلحة لا بل بالأفكار وهو ما نطلق عليه اليوم بالغزو الفكري ، وكل تلك العادات جلبناها من وسائل الإعلام الحديثة كالشبكة العنكبوتية التي تحتوي على الكثير من المواقع وأيضا التلفاز الذي يحتوي على مسلسلات تنوعت في أنواعها فمنها التركية و منها الكورية و منها المكسيكية وغيرها التي باتت بمثابة فخر لكل من يشاهدها لأنه يشعر بأنه متطور ومعاصر لزماننا الحالي ولكن تلك المسلسلات لا تصوور واقعنا ولا حتى واقع الدول الأخرى هي فقط تصور واقع لن يحصل أي خيال ليعيشوا الناس في خرافات ، حتى أنها قد تشجعنا على فعل الشر فبذلك سنبتعد عن ديننا الحنيف تدريجيا دون شعور لنجد أنفسنا يوماً ما ندافع عن الغرب ضد العرب ، ولكن كم من شخص يحمل شهادة الدكتوراه ولو سألته عن تطبيق الواتساب الذي بات منتشراً في العالم لسكت برهة من الزمن لأنه لايعرفها ولا يود معرفتها ، فهم الأن منتصرين بهذا الحرب والدليل على ذلك تطبيقنا لأفكارهم وأسلوبهم وحركاتهم وحتى كلماتهم وهوما يطلق عليه العرب ظاهرة التقليد الأعمى التي انتشرت بشكل كبير في وقتنا الحاضر ، فلو ننظر لحالنا اليوم لوجدنا بأن لا يوجد بيت عربي يخلو من تقاليد الغرب وعاداتهم فحتى الطفل الذي لا يعتبر فرد منتج في المجتمع فقد أصبح يقوم بحركات تسبق عمره وإن سألته عنها فيقول بكل براءة بأنه رأها في الرسوم المتحركة ،وحتى أن بعض الأطفال لا يشاهدون الرسوم المتحركة بل يشاهدون الأفلام الأجنبية التي تعد كارثة كبيرة ، لأنها بنظري عامل قوي لفساد الفرد ومنها فساد المجتمع ومنها فساد الدولة ، فحتى الأخوات المسلمات التقيات بدأن يشعرن بالخزي من ملابسهن المحتشمة ويشعرن بأنهن متخلفات فلذلك نجد الكثير منهن انحرفن ، للأسف لقد نسوا أننا نسيرعلى نهج العقيدة الإسلامية التي تدعو إلى الحشمة والعفة . فأصبح الشباب والفتيات يلجأون إلى الشبكة العنكبوتية عندما لا يرون هناك تفاهم بين أفراد الأسرة ، فيذهبوا ويشكوا أحوالهم إلى أناس غرباء ، أناس قد لا يفقهون بالدين فيحولون أفكارهم المعتدلة والمستقيمة إلى أفكار منحرفة ، ومن هذا المنطلق أنشئت خلافات عائلية كبيرة . وقد نجد في المحلات مناظر تشمأز لها النفس فهي تعتبر موضع سخرية بالنسبة للغرب.



في الحقيقة من وجهة نظري أعتقد بأن من الجيد مراقبة الأهل لأولادهم وتحديد وقت مناسب لمعاصرة التكنلوجيا ، لكي لاتتغير على أفكارنا وتنحرف ، فمن وجهة نظري أرى أن التكنلوجيا ليست بالمهمة ، فكيف عاش أجدادنا في سابق عهدهم دون تكنلوجيا و وسائل الإعلام الحديثة ، فبدون التكنلوجيا حملوا أفكار بريئة ومعتدلة ومستقيمة وبعيدة عن الانحراف والإنحياز ، فالتكنلوجيا عبارة عن لهو من وجهة نظري ، فطلاب العلم في سابق عهدهم كانوا يتعلمون من الكتب فبذلك أصبحوا علماء ، ولكن اليوم أصبح طالب العلم يكتب كلمة في موقع البحث ويجد الإجابة ويقولون عنه بأنه بحث ، أي بحث هذا ؟ فهو لم يجتهد ولو أتيت له بعد يومين وسألته عن المعلومة التي بحث عنها في الشبكة العنكبوتية لوجدته لايعلم شيء وكأنه لم يسمعها من قبل، ولكن لو بحثنا في الكتب فستبقى المعلومة مألوفة في عقولنا لأننا حقاً اجتهدنا في البحث عنها ، ولو قلتوا لي بأن التكنلوجيا سهلت لنا التواصل ، فسأقول لكم هذا ليس بالتواصل الأخوي الذي حث عليه رسولنا الكريم فنحن نرسل رسائل لاتحمل معها سوى حروف مجردة من مشاعر الحب والمودة ، ولا نذهب لرؤيتهم والإطمئنان عليهم بل نكتفي بإرسال دعاء فرج لكل مهموم ودعاء شفاء لكل مريض ، فكم من شخص دعا شخص آخر لزيارته وعند الزيارة لن تجد إلا أن الاثنان جالسان بجنب بعضهما ولكن لا يتحدث أحدهما مع الاخر بسبب انشغالهما بالهاتف النقال ، حتى أصبحت الضيافة في اللبيوت العربي الرقم السري للشبكة اللاسلكية ،فنحن برأيي لانحتاج إلى التكنلوجيا ، فأنا أقف موقف أجدادنا السابقين في رفضي للوسائل الحديثة لأن مضارها يستولي على فوائدها .

المحور الثاني

المقالات المشاركة في مسابقة سنبصم فكرًا



المحور الثاني : طرق لتطوير الأنظمة التعليمية القائمة على الحفظ و التلقين لا على الفكر و التفكير

صاحب المقال : آمال بنت سالم الفارسية



المقال :

طرق لتطوير الأنظمة التعليمية ( كالمناهج الدراسية ) القائمة على الحفظ والتلقين لا على الفكر والتفكير



مما لا شك فيه وكما يتضح للجميع الأنظمة التعليمية المتبعة في المدارس وبعض التخصصات الأكاديمية في الكليات والجامعات الخاصة والحكومية ، من اعتماد المناهج الدراسية معظمها على الحفظ والتلقين ، والذي كما اعتقد أنه يعتبر نوعا من تعطيل الفكر والتفكير ..

فنظام التعليم المتبع في المدارس الحكومية يعتمد في غالبه على التلقين والحفظ ، فكل ما يجده الطالب في المدرسة هو حضوره الحصص الدراسية ، والاستماع لشرح المعلم ، لا أنكر وجود بعض الدروس التي تعتمد على الاكتشاف كمادة العلوم في بعض دروسها ، لكن لا يعتبر ذلك كافيا . فما يستكشفه الطالب ويبحث عنه شيء بسيط للغاية . كما لا انكر جهود بعض المعلمين الذين يتيحون مجالات واسعة لطلبة للبحث والاستطلاع من خلال أساليب التدريس المتنوعة التي يجتهدون في فعلها . ولكن لا اعتبر ذلك كافيا إذا لم توجد أنظمة تعليمية ومناهج تعتمد في منطقها على إعمال فكر الطالب وإطلاق العنان له للتفكير والبحث والاستكشاف .

ومما لا يخفى على الجميع أن نفس هذا النظام هو المتبع في معظم التخصصات الأكاديمية في الكليات والجامعات بالسلطنة ، والذي كما اعتقد أنه يقيد حرية الطالب الأكاديمي في البحث والاطلاع إلا من رحم ربي . فكل ما يفعله الطالب الأكاديمي هو تكريس معظم وقته وجهده لحفظ المقرر الدراسي حتى وقت الامتحان . أما عن الفائدة التي يجنيها الطالب من ذلك ، فقد تكاد تكون محصورة في حصوله على درجة جيدة في الاختبار النهائي . وأذكر في ذلك أن هناك مقررات تتيح للطالب التفكير والبحث وتتيح الفرص للاستكشاف ، وما نريده أن تتاح هذه الفرص لجميع الطلاب دون استثناءات التخصصات المعروفة ، وأن يكون دافع الطالب للبحث والتفكير نابعا من ذاته ، ليس إجبارا من أحد .

ما ذكرته سابقا ليس نقدا للأنظمة التعليمية ، ولكنه واقع ملموس نلاحظه نحتاجه في بعض الأحيان ونتمنى تغيره ، وتغيره لن يأتي إلا إذا تكاتفت أيدي المواطنين والحكومة للارتقاء بالأنظمة التعليمية المتبعة في السلطنة وخلق نظام تعليمي متطور يرتقي بالأجيال القادمة .

استخدام التكنولوجيا الحديثة في التعليم

التطورات التكنولوجية الحديثة في الوقت الحالي بلغت آفاقا واسعة من الرقي والتقدم والمعرفة ، وشملت على جميع المجالات في حياة الانسان المعاصر ، ما نحتاجه هو إدخال هذه التكنولوجيا في الوسائل التعليمية المستخدمة ، وتعريف الطلاب بها وفوائدها وأخطارها . فلا اعتقد أن طالب تعود على استخدام التكنولوجيا في منزله ، وعندما ذهب للمدرسة لم يجد ما تعود عليه بقادر على التكيف والتأقلم مع هذه الأنظمة ، فيحدث تناقض بين البيئات التي يعيش فيها الطالب ويدور في مجالها . وكذلك الطالب الجامعي الذي يدرس في الكلية أو الجامعة ولم يتعود على استخدام التكنولوجيا في التعليم قد يجد صعوبات أثناء استخدام الأنظمة الإلكترونية المطروحة في الكلية أو الجامعة .

المعلومات في المناهج التعليمية

هناك كتب ومراجع مضى على طباعتها ونشرها سنوات ، مما جعل المعلومات التي بها تكون قديمة بعض الشئ ، ثم وجب وجود نظام يحدث المعلومات التي يدرسها الطلاب ويتابعها ويراقبها. كذلك فإن الطالب قد لا يستفيد من الكم الهائل من المعلومات التي تطرح في بعض المقررات . فالعالم اليوم أصبح يضج بالمعلومات ، فالطالب لا يحتاج إلى أن يحشى عقله بكم هائل من المعلومات لا يستطيع أن يوظفها في حياته العلمية والعملية . ثم يجب أن تتاح للطالب فرصة التفكير في نوعية هذه المعلومات وكيف يمكن أن يختار المعلومات الصحيحة ، وكيف باستطاعته نقد هذه المعلومات وتوظيفها التوظيف الصحيح من خلال وجود مناهج دراسية تعلم الطالب ذلك ، وتتيح له فرصة تطبيقه .

نحتاج إلى تطبيق ما تعلمناه لا حفظه فقط .

هناك مثل يقول " أخبرني سأنسى ، أرني فقد اتذكر ، ولكن أشركني في الموضوع سأعي وأفهم " ، ومن منطلق أن " العملية التعليمية منظومة مشتركة بين الطالب والمعلم " ، فإن ما نره في الواقع يختلف عن ذلك تماما ، فنحن لا نحتاج إلى كم هائل من المعلومات نحفظه بدون أن نفهمه أونطبقه ، ففي ذلك تعطيل للفكر والتفكير ، ما نحتاج إليه أشياء ملموسه نستطيع تجريبها واستكشافها ، نحتاج إلى نظام تعليمي يجمع بين الاستقراء والاستنباط ، فالطالب يجرب ويستكشف ويصل إلى النتائج ثم المعلم والمنهج المطروح يضيف إلى استنتاجات الطالب ومعلوماته ، ومن جانب آخر هناك معلومات تدرس لطالب ثم يترك لطالب فرصة تجريبها وتطبيقها . ويمكن تطبيق ذلك على جميع المواد والتخصصات ، ففي النهاية نحتاج إلى طرق تساعدنا على ترسيخ المعلومات واستخدامها بشكل صحيح وسليم ، بدلا من إهدار جهد الطالب للسنوات عديدة في الحفظ فقط ، بدون تطبيق وتوجيه لما تعلمه . ولا أعني بذلك أننا لا نحتاج إلى الحفظ ، فلولا الحفظ لما تمكنا من تطبيق ما تعلمناه ، فنحتاج إلى مناهج وأنظمة تعليمية تجمع بين الحفظ والتطبيق .

تفعيل دور المكتبة والإنترنت

اعتماد الطالب على المكتبة والانترنت يعطيه دافعا للبحث والاطلاع ونقد المعلومات التي يتلقاها ، بالإضافة إلى ترسيخها في ذهن الطالب ، واكسابه معرفة كبيرة بما يدور حوله . فوجود منهج واحد يعتمده عليه الطالب في فصل دراسي كامل قد لا يتيح لطالب هذه الفرص ، فالكتاب يكون كمرجع أساسي للطالب لأهم المعلومات والمعارف التي يحتاج إلى اكتسابها والبحث عنها .

مادة الاستكشاف والابتكار وحل المشكلات

اقترح وجود مادة تسمى الاستكشاف والابتكار وحل المشكلات أو أي اسم في إطار هذا المعنى ، تطرح لطالب في جميع مراحله الدراسية ، تناقش فيها القضايا المعاصرة ، وتتيح لطالب فرصة التجريب والتفكير والابتكار في كافة المجالات الحياتية العلمية والأدبية والفكرية ، وتوظف التكنولوجيا الحديثة في تدريسها وتقديمها لطلاب ، تنمي لديهم حس المسؤولية بالعلم والتعلم ، ويترك للطالب من خلالها فرصة التفكير والابتكار والبحث والاطلاع ، وتعلمه الأسس والأصول العلمية لذلك .

المدرسة النموذجية

المدرسة النموذجية من وجهة نظري هي المدرسة التي لا تعتمد على التلقين ونظام الحصص المعهود والكتب المعروفة لدى الجميع فقط . لكنها هي المدرسة التي تكون مجهزة بكافة وسائل البحث والتجريب والاستكشاف والتكنولوجيا التي تجعل الطالب يجرب ويكتشف ويفكر وكأنه على أرض الواقع ، المزودة بالوسائل التعليمية والترفيهية المختلفة ، ومجهزة لتكون نموذج مصغر عن الواقع المحيط ، ومجهزة بكافة وسائل الصحة والسلامة التي تحافظ على الطالب . وتعتمد في منهجها على تعليم الطالب أصول الأخلاق والدين والصحة واللغة ، ثم تنطلق إلى العلوم الأخرى لتزود الطالب بجميع العلوم التي يحتاجها وتوجهه إلى التخصص الذي يتناسب وقدرات الطالب ومهاراته وميوله ، وتفتح له آفاقا واسعة من العلم والمعرفة ، وتعطيه دافع للتفكير والتوجه نحو العلم والابداع والابتكار واستغلال الوقت بما يفيد وينفع ، والسعي نحو رقي المجتمع وتطوره .

المحور الرابع ، المركز العاشر

المقالات المشاركة في مسابقة سنبصم فكرًا



المحور الرابع : تأثير التكنلوجيا و وسائل الإعلام الحديثة على الفكر

صاحب المقال الفائز بالمركز العاشر في المحور : حسين بن علي الغافري



المقال :


الإعلام ومواقع التواصل الإجتماعي وشبابنا .. تحديات وطموحات


§ مُقدمة

كان الشباب - ولا زال- على مختلف الأزمنة والأجيال، عماداً لأي مجتمع وبنيانه التليد .. لطالما كانوا هُمّ حماةً لأرضه وحاضره المجيد .. هم القوة الحصينة والطاقة الدفينة.. هم الذهب والألماس، والبترول والإقتصاد، والإستثمار والتنمية والنماء .. هم جميع مفردات العطاء وكلمات الجد التي ينشدها كُل مجتمع .. بعزمهم وإرادتهم وجدّهم وإجتهادهم وهمّتهم تنهض الأوطان، يقول الشاعر إيليا أبو ماضي في قصيدته الشباب أبو المعجزات:



إذا أنا أكبرت شأن الشباب

فإنّ الشباب أبو المعجزات


حصون البلاد وأسوارها

إذا نام حرّاسها والحماة


غد لهم وغد فيهم

فيا أمس فاخر بما هو آت


ويا حبّذا الأمهات اللواتي

يلدن النوابغ والنابغات



لا يختلف كُل ذي لبّ على أن الوطن ونهضته تكّمن معايير عُلوه وتحضره، بطاقات شبابه وفِكرهم وأفكارهم، إلا إن المُتتبع للُنقاط الدافعة في بناء قوة حقيقية لشباب هذا الجيل لا يمكنه بأن يجحد بأن النقصان والقصور داخل في بعضٍ من هذه القوة، فلا كمال إلا لله وحده دون سواه. فتبرز اليوم كالطفرة المعلوماتية والتسارع الرقمي في العالم المعاصر نُقاطاً للضّعف والهوان - إن ما أستخدمت بسلبية - والتي تغزو الشباب بشكل فكري عميق. فهي يمكن أن تتجسد من خلال الإنترنت ومواقع التواصل الإجتماعي والتقنية الحديثة المتمثلة في الهواتف الذكية والتي تُظّهر هذا العالم الواسع الكبير والمتعدد الثقافات على أنه قرية صغيرة يسهل تواصل أفرادها فيما بينهم. فيمكننا القول بأن كثير من شباب هذا الجيل إبتعد عن الجد والإجتهاد الذي سلك دربه السلف السابق، إبتعدوا عن السعي من أجل العِلم والعلوم، فقد كان الأجداد يقطعون آلاف الأميال ويسهرون الليال في الترّحال من أجل التثبت من معلومة واحدة تُنوّرهم وتهديهم طريق الحق سبيلا. كانت المعلومة معهم تكلفتها شاقة وجهدها عظيم ينبغي أن نستشعر أمرها في كل حين. فقد لا تتجاوز غالبية عُظمى من شبابنا في تواجدهم من خلال هذا العالم الرقمي أكبر من التراسل الفوري والمشاركات الغير مفيدة والتي هي بحق قاتلة للثقافة المتجددة للعقل البشري. فنرى بأن الفرد الشاب إبتعد عن إستغلال الوقت بما يعيد عليه النفع والفائدة بشكل ممكن وصفه بأنه أظهر العالم الرقمي والتقنية كأنها وسيلة تسلية، وقضاء وقت للفراغ لا أكثر في حين إنه كان يجب أن تندرج كوسيلة بحثية مساعدة في مجالات التعلم على سبيل المثال. أيضاً لا يمكن الخلاف على أن الدخول في العالم التقني إستقطب ثقافات غربية دخيلة على عادات وتقاليد مجتمعنا المُحافظ. فأخذنا كثيرٌ من الغث وتركنا كثيراً من السمين، وتركنا ما ينفع وأخذنا ما هو ضار و"مُحارب" - إن صح التعبير -، حتى من هذه البلدان نفسها والتي تُعاني من ويلاتها وسواءاتها الغير سوية كمثال تقليد الشباب اللبس الغربي وقصات الشعر الغريبة والمفاهيم الدخيلة وكثير من السلوكيات الغير حميدة.

.. في الجانب المقابل لا يمكننا إجحاف الأخلاقيات الراقية في إستخدامات فئة كبيرة لا بأس بها من شبابنا لهذه التقنية. حيث إنها دلّت على ثقافتهم الكبيرة وعلى تحضّرهم وحرصهم على الإهتمام بنمو وطنهم وعلوّ مكانته. ولعلها من الحسنات المشهودة في إستخدامهم لتقنية اليوم لما يتمتعون به من قدرات على نقل الفِكر واقعاً ملموساً في حياتهم وسلوكياتهم ويومياتهم. إضافة إلى مواكبة النمو التقني في تطوير جوانبم الفكرية، والثقافية، والعلمية، والإقتصادية للبلاد والإنشغال في فهم متطلبات الحياة.

وحتى لا نطيل المقدمة، يمكننا القول بأن وسائل الإعلام والمعلومات، كالتلفزيون وشبكات الإنترنت والكمبيوتر والصحافة والراديو والكتاب والمجلة غدت هي القوة المهيمنة على التفكير والفاعلة في تكوين نمط السلوك. وفي مقالي هذا سأقوم بتسليط الضوء على الإعلام ككل وبقسمين: الإعلام المرئي والمسموع والمقروء، وإعلام مواقع التواصل الإجتماعي. وأبرز السلبيات والإيجابيات فيها، وماذا نريد من إعلامنا اليوم بشكل رئيسي لصناعة جيل شبابي بفكر يُعمّر ويبني.



§ الشباب والإعلام

لا يخفى على كُل ذي لب، على أن الإعلام سلاح ذو حدّين؛ أحسن من عرف توجيهه بما يفيد، وخسر من جهل فهم منافعه. ونحن على يقين بإن إعلام اليوم مُساهم وبدرجة عالية في إكساب الشعوب البشرية منذ الأزل القديم بما يُتّصف بمفهوم "التجمعات" وسلوكياتها، حيث ساهم تطور الإعلام على مر هذه العصور في إيصال المواطن بالمجالات المختلفة التي تُثير إهتمامه وفضوله وتفكيره. كذلك يمكننا القول بإن الإعلام في يومنا هذا وصل إلى درجة المساهمة في حل مُشكلات المجتمع والتوعية بها، وإقتراح الحلول لمعالجتها. ولا ننكر بإن للإعلام دور ملموس في رفع مستوى ثقافة الفرد، وتطوير فكره وأفكاره بشكل عام. كما إن الإعلام ساهم في تنوير الرأي العام لقضايا تشغل حيز سواءا داخلياً أو خارجياً .. والعكس صحيح في جُلّ ما ذكر!. يبقى القول بإن الإعلام يُمثّل مرآة المجتمع. وإذا ما قدم ما يرقى ويفيد وينهض بالمجتمع فأهلاً وسهلاً به.



ويلات الإعلام

أصبح من المُتعارف بأن أهداف وغايات كالسعي في فرض كلمة أو تكوين رأي عام من أجل مقصد ذاتي أو مصلحة وغاية شخصية، أو الدعاية لمذهب سياسي أو ديني أو فكري معين أو حقائق مجردة، أخرج إعلاماً فاسد ومفسد للعقول وذا دور يعتمد على التلفيق وقلب الحقائق والتزوير .. مما غدى به مثيراً للشك والريبة. ولا شك في إن هذا الإعلام أشد فتكاً بأفكار الشباب، وأكثر خطراً عليها حتى من ويلات الحروب والمجازر الدموية .. حيث إنه يهدف إلى تضليل الفِكر وتدمير القيم العليا بشتى أصنافها ويقضي على الترابط الإجتماعي والبنيان المرصوص المتعارف عليه في إسلامنا الحنيف .. وقد يتحرر هذا الإعلام المُضلل حتى من أبسط مفاهيم القيم الأخلاقية والتعاليم الدينية المُسلّم في أمرها في إندفاعه من أجل ما ينشده من أهداف .. وما أكثرها وبكل أسف في يومنا هذا!.



ماذا نريد من الإعلام

وربما لا يسعني هُنا لإبراز جل ما ننشده من إعلامنا بكافة أنواعه، ولكني أعرض وعلى شكل نُقاط لبعض الأساسيات الهامة والمتمثلة في:

1- نريد من إعلامنا أن يكون أداة في نشر الوعي السياسي والثقافي بين أفراد المجتمع عامة والشباب خاصة، حتى يكونوا على دراية بأزمات ومشاكل المجتمع.

2- أن يكون فاعل في غرس القيم الإسلامية والتي حث عليها الدين الحنيف، وأن يكون فاعل في خلق مساحة للشباب في الإستماع إليهم وتعزيز الحوار وتبادل الرأي.

3- أن يحارب الجهل بين الشباب. ويساهم في إعتزاز الشاب بمبادئه وتعاليم دينه الإسلامي، لأن الجهل قاد بعضاً من شبابنا وبكل أسف لأن يحذو حذو غيره وأدّخل أفكاراً لا تتناسب مع عاداتنا وتقاليدنا.

4- أن يطرح المشكلات الإجتماعية التي يعاني منها الشباب ويساهم في حلها أو إيجاد الحلول لها على أقل تقدير.

5- أن يشجع المواهب والمبدعين لدى الشباب ويكون عامل من عوامل التحفيز في الإسهام على ملىء أوقات الشباب بشكل سليم وصحي.

6- أن يكون مهتماً بدرجة أولى في قضايا التعليم التي تخص الشباب، لأن بالتعليم تتفتح العقول وتقل الأفكار الغربية المستوردة من الخارج، وبالتالي يكونوا على دراية بما هو ينفع وما هو ضار.



§ الشباب ومواقع التواصل الإجتماعي

تطغى وسائل التواصل الإجتماعي اليوم بين جميع شرائح المجتمع عالمياً ومحلياً، ولعل تسميتها "بالتواصل الإجتماعي" لما تضمه من تواصل يحوي مختلف الطبقات الإجتماعية والسنية صغاراً وكباراً، تختلف جنسياتهم قبل أجناسهم. ولرُبما تُعدّ المواقع الأبرز وألأكثر شهرة في وقتنا الراهن أمثال، (الفيس بوك)، وموقع التواصل الإجتماعي الشهير (تويتر)، و (الواتس اب) البرنامج التقني في الهواتف الذكية الذي يعني بتبادل الرسائل والمحادثات ومقاطع الفيديو والصوت وغيرها من البرامج الكثيرة التي تعني بتواصل جميع شرائح المجتمع وأبرزهم الشباب بطبيعة الحال .. إن تطرقنا وتحدثنا عن كثرة هذه البرامج فسوف يطول بنا الوقت كثيراً نظراً لكثرتها في وقتنا الراهن .. ويمكن القول بأن هذه التطبيقات والتقنيات تختلف في الأشكال وتتنوع في المُسميات وحتى في طريقة عملها، ونرى دائرة هذه البرامج تتوسع بشكل يومي غير مُنقطع وتجد إقبال غير مسبوقمن مختلف شرائح المُجتمع؛ إلا إن طريقة عملها تبقى بذات الفكرة ولو إختلفت قليلاً، الإ إن الإختلاف كذلك يبدو قائماً بين ما تحويه من إيجابيات وما تخفيه من سلبيات من خلالنا نحن الشباب المُستخدمين لهذه التطبيقات بين نوعين من الإستخدام؛ (الصالح) و(الطالح)!.

إيجابيات وسلبيات مواقع التواصل الإجتماعي

تختلف إستخدامات مواقع التواصل الإجتماعي اليوم، وتتعدد الإيجابيات حالها كحال تعدد السلبيات بدون شك، فقد كانت الشرارة الأولى لإطلاق هذه المواقع سابقاً لا يعدو كونه يهدف إلى التواصل الشخصي البسيط بين الأصدقاء بعضهم ببعض وتبادل المعلومات والصور والرسائل وتقريب تواصل البعيد ومُشاركته ما يطرحه وما يضيفه مع باقي المشتركين كما ذكرت، إلا إن الأمر تطور إيجابيا من حيث التواصل التعليمي وكسب المعلومات وتبادل الخبرات والمهارات ومناقشة المواضيع بشكل إجتماعي، أيضاً أصبحت كثير من وحدات ودوائر ومؤسسات الدولة "محلياً" تتواصل مع المواطنين على إعتبارها وسيلة إعلامية إخبارية سلسة ومباشرة بين الدائرة أو المؤسسة الحكومية والمواطنيين وهذا بالفعل أمر إيجابي جميل على إعتبار إيصال المعلومة والخبر بشكل سريع مُبسط أو تأكيد خبر أو تكذيب إشاعة تم تداولها وشاعت بين الناس.

.. وعلى الضفة الأُخرى، فكما إن لهذه المواقع إيجابيات فإن السلبيات حاضرة وبقوة ولا تخفى على الجميع كذلك، فكثير من أصحاب العقول الخاوية، يستخدمها لبث الأفكار الهدامة بين أفراد المُجتمع وبث الدعوات والتحزبات الخاطئة بين فئة الشباب الذين لطالما هم "ركن الأمة" وأساس قيامها وعلى أكتافهم تُبنى المُجتمعات وتنهض وترقى. أفكار قد تكون بظاهرها الإصلاح إلا إن الباطن المُبطن لهذه الافكار يحوي الخبث والفساد الكبير وما هي في الإصلاح بشيء بل هي الهدم والتدمير والسوء، وقد يكون من بين من يعمل على نشر هذه الأفكار المضللة مجموعة من الجهلاء هدفهم شـــراً بالمُجتمع وشبابه فكرياً بعدما إغتاضوا على تلاحمهم وحسن صفاتهم العالية والسمحة، وشيمهم و دماثة أخلاقهم التي عرفت عنهم من سابق العصور والأزمان.

.. فئة الشباب ولطالما هم مقصد مقالي هذا، والذين هم الشريحة الأكبر المستخدمة لمواقع التواصل الإجتماعي يجب عليهم إستخدام هذه البرامج بشكل جاد وذو فائدة لهم على كافة المجالات وفق أطر شخصية الإنسان الواعي وذاته وهويته مما يؤدي إلى اكساب تلك المواقع أهميتها السليمة على إعتبار إنها وسيلة إعلامية في متناول الجميع، والعكس صحيح، إذا ما أساء أحدهم استخدامها ووضع الكلمات والعبارات والنقاشات والصور وتناقل المعلومات بطريقة غير محببة وساهم في تمرير المعلومات الخاطئة والتي تسيء للاخرين بل والأكثر من ذلك عندما تتعدى على حرياتهم وخصوصياتهم وذواتهم، وهذا ما لا نقبله إطلاقاً!.



§ كلمة ختام

إن فخر أي أمة هو فخرها بالشباب في المقام الأول، هذه الدعائم المتينة التي من شأنها أن تنهض وتبني صروح الأمجاد حاضراً ومستقبلاً، كي تبقى صامدة أمام رياح الزمان وتقلباته. وحتى يبقى عزّ الأمة حبراَ محفوراً ومخلداً في التاريخ، نتذكر الأمم الأخرى بما وصلت إليه من رفعة ونهضة بفضل قلبها النابض الذي هو أولاً وأخيراً "الشباب" .. لذا من الواجب أن يُعّتنى بهذا القلب العناية القصوى. ولنؤمن بأن الحلول السليمة لمحن ومشاكل وأزمات الشباب هو سر النجاح في إدارة المجتمع في تخطي أزماته وتجسيد وتحقيق آماله. وينبغي أن نعمل في إستخدام هذه التقنية ووسائل الإعلام بما من شأنه أن يعلو بفِكرهم وأفكارهم .. وكذلك هم عليهم بأنفسهم أن يكونوا على وعي ودراية بأنهم أساس الأمة وعمودها الرئيسي وعلى أكتافهم تنهض البلاد، ولذلك لزاماً عليهم أن يكونوا معاول بناء وأن يستخدموا التقنية بما من شأنه أن يرقى بهم وبمجتمعاتهم وأوطانهم.