نبذة عن الكتاب
عنوان النص: حدائق الملك أوفقير و الحسن الثاني
و نحن شهادة و مذكرات
المؤلف \ الكاتب :فاطمة
أوفقير
عدد صفحات النص: 239 صفحة
دار النشر: دمشق – ورد
رقم الطبعة: الطبعة الأولى
الملخص
فاطمة أوفقير
المرأة التي عاصرت فترة الاستعمار الفرنسي في المغرب , و هي آخر من تبقى لوالدها محمد
عبد القادر . كافحت و ضحت مع بقية الشعب من أجل نيل الاستقلال فكانت رمزاً للولاء
و حب الوطن .
عاشت فترة حكم محمد
الخامس و ابنه الشاب الحسن الثاني الذي أصبحت صديقة مقربة له , حتى تقدمت بابنتها
( مليكة ) هدية له , وقضت طيلة النصف الأول من حياتها بين جدران قصره الراقي ,
الذي جمعها بزوجها الجنرال محمد أوفقير و هي في الرابعة عشر من عمرها و أنجبت منه ستة أبناء , كان محمد رجلاً سياسياً
و عسكرياً ناجحاً , مضى عمره في خدمة الحسن الثاني و الشعب المغربي بإخلاص وولاء ,
حتى أصبح الرجل الثاني في المغرب.
انشغلت فاطمة
بحياة الترف و حب البذخ و الثراء , فأحبت رجلاً تعلمت معه بساطة العيش , و كان
تعلقها به سبباً دفعها لطلب الطلاق من زوجها الجنرال , فرحلت هاربة مع عشيقها إلى
مكان بعيد , ظل حبهما يشكل مصدر تهديد للشاب و وظيفته في الجيش فسرعان ما قرر
الانسحاب , فرجعت فاطمة منكسرة إلى زوجها السابق الذي تقبلها برحابة صدر , و أمضت
ما تبقى من عمرها مع زوجها و أبنائها هانئين بالنعم التي أهلت عليهم إلى أن جاء
يوماً استل منهم ما كانوا ينعمون به , إذ تعرض الملك الحسن الثاني لانقلاب مدبر
اتضح لاحقاً أن الجنرال محمد كان الرأس
المدبر له , فكانت روحه هي ثمن غلطته الفادحة , لم تكن فاطمة و أبنائها يعلمون ما
كان يخطط له الجنرال ضد الملك و لم تكن الصورة واضحة بشكل كافٍ فمحمد كان قد قُتل
قبل أن تؤخذ إفادته كونه المتهم , فتعددت الأقوال التي تفيد بأنه قد انتحر ليعبر
عن ولائه و إخلاصه لملكه , أو أنه مات دافعاً ثمن غلطته .لم يقف الأمر إلى هذا
الحد بل أن عائلته كان لها نصيباً من مرارة ما ذاقه إذ في البداية فُرضت عليهم
الإقامة الجبرية في المنزل ثم تم نقلهم في قلب صحراء منعزلة عن العالم بأسره و
بعدها ضمهم لثلاثِ سنواتٍ منزل مهجور بالكاد كان قائماً .
و لعشر سنوات
ظلت فاطمة و أبنائها في أحد سجون المغرب المسماة بحدائق الملك و هي السجون الملكية
المخصصة للمذنبين السياسيين , عانوا فيها من الجوع و الظلم و العزلة و الخوف و
الوحدة و العيشة الموحشة و تدهور صحتهم ,في هذه
العزلة الجديدة , لم ترى فاطمة قرة عينها و فلذات كبدها لثمانِ سنوات
متتالية , إذ عُزل كل منهم في زنزانة , مع ذلك ما زالوا يتشبثون بالأمل و الحياة
يوماً بعد يوم . و بعد حلول أربعة عشر عاماً بين الوحشة و الظلمة لم تقوَ عائلة
أوفقير على الصمود و لعل أكثر ما كان يجرح فاطمة , هو الشكوك و الاتهامات التي
وجهها أبنائها إليها , و إصرارهم على أنها متورطة في تلك القضية .
و جاءت ذكرى
تولي الحسن الثاني مقاليد الحكم , و كانت ذكرى مبشرة بالخير , تفاءلت فيها العائلة
المظلومة و استعدت للمصير الأفضل الذي ينتظرها ، لكن خاب الأمل لم يكن سوى يوماُ
عادياُ كباقي الأيام , فجاء قرار الفرار يسبقه إضراب عن الطعام لأكثر من شهر و
محاولات الانتحار , و لعل مغامرة الفرار تلك كانت أبرزها , أخيراً و بعد خمسة عشر
عام بين جدران السجن تقرر العائلة بالفرار من مصيرها الخانق فجاءت فكرة حفر النفق
, و التي تمت بواسطة أدوات بسيطة جدا كالملاعق و ما شابهها في البساطة .
جاء اليوم المقرر للفرار , و انطلق فيه أربعةٍ من أبناء فاطمة و ظلوا
غائبين لأكثر من يومين , في الوقت ذاته كانت الشرطة تواصل التحقيقات مع فاطمة و
بناتها اللاتي بقين معها , و باقي الأبناء تائهون في أراضي المغرب التي تبدلت
تماماً خلال خمسة عشر عام , و كان الخوف رفيقهم , فالبلد كان مغطى برجال الأمن المنهمكون
في البحث والذين وُفّقوا في إيجاد أعدائهم
الذين غدوا شباباً , تلى ذلك , إقامة جبرية في مدينة مراكش , طلبت خلالها العائلة
بأن يتم السماح لهم بالهجرة إلى فرنسا و ظلوا ينتظرون القرار بين المحاصرة و
الحراسة المشددة و المراقبة الدقيقة لكل تحركاتهم و تصرفاتهم و التنصت لأقوالهم .
و أخيراً , حفت المكان سيارات سوداء آتية لنقل المعتقلين ( فاطمة و أبنائها
) من بين يدي التقيد إلى آفاق الحرية , لكنها حرية مقيدة , إذ تم نقلهم إلى أراضٍ
مجهولة التقوا فيها ببعض الأصدقاء المقربين و تم هجرهم و إطلاق سراحهم كمجرمين , و
لم تُرد لهم ممتلكاتهم في الدولة أو خارجها , و غدوا أحراراً دون ممارستهم لتلك
الحرية .
و هكذا , نالت عائلة أوفقير مرادها عندما طلبت اللجوء السياسي لفرنسا و
عاشت حياة شبه مضطربة تسعى للتكيف مع ما حولها .
الرأي الشخصي:-
رواية فاطمة التي تسرد فيها أحداث حياتها المحملة بآفاق لا حدود لها
من الترف و البذخ , و التي لوثتها فيما بعد أغبرة الظلم و العيشة الموحشة .
من ناحيتي أجد الرواية مؤثرة ووُفقت فيها فاطمة في نقل معاناتها إلى
قراء كتابها , ولعل كتابها كان عنواناً للإنسانية و سبباً لغرس مشاعر الأخوّة بين
المؤلف و القارئ , كما أن الرواية وثقت قوة امرأة و تضحية أطفالها و جسدت و بصورة
تلامس الواقع مشاهد الصمود و المقاومة و الكفاح من أجل الحرية و من ناحية أخرى
أيضاً عرضت لنا ما تحلت به شخصياتها من صدق مشاعر و ولاء لن يزول لوطنهم المغرب ,
فهنيئاً لصبرهم و عزيمتهم و كبريائهم الذي لم يرضَ بزحزحة ثقتهم و قوتهم , أيضا
فإن الكتاب كان خير وثيقة سجلت فيها أسرار دفينة و عالم مخبأ عن أعين و آذان عامة
الناس .
كذلك, قدم السرد صورة سياسية بحتة تضمنت الحياة الملكية و وضع الجيوش
المغربية و الاستخبارات و عرض عدة جوانب من شخصية الملك و علاقاته مع الآخرين, و
صورة دقيقة وواضحة عن حدائق الملك بالتحديد.أيضا أكسب منتقيه ثقافة عامة حول
الأنظمة العسكرية و السياسية القائمة في بلاد المغرب و المشابهة لغيرها في الدول
العربية بالأخص .
و أخيراً, يبقى الأمل العنوان الأمثل و الرمز الأنسب لسرد أحداث قصةٍ
كقصة فاطمة الأشبه بحكايات الخيال المبتكرة .
قامت بكتابة التلخيص : روعة بنت سعيد الوهيبية
ردحذفافضل العروض الجميلة والتى توجد لدينا من مظلات مسابح والتى تعمل على اعطاء المكان الجمال والرؤعة والابداع
للاتصال
0504809994 - 0554454586
عبر الموقع
http://goo.gl/dIL3U1