الخميس، 20 فبراير 2014

ملخص كتاب : مذاق الصبر لمحمد العريمي


نبذة عن الكتاب



عنوان النص: مذاق الصبر

المؤلف\ الكاتب:محمد مبارك خميس عيد العريمي

عدد صفحات الكتاب:228صفحة

دار النشر: دار الفارابي-بيروت-لبنان
رقم الطبعة: الطبعة الأولى 2001
 
 

 
التلخيص
 

سبب تأليف الكاتب لسيرته الذاتية

    كثيرا ما كانت فكرة تدوين سيرة ذاتية عالقة بذهن محمد العريمي، لكنه تردد وذلك بحسب رأيه أنه لا شيء يستحق عناء تدوين سيرته! و أنها لن تكون سيرة فريدة من نوعها، فهناك الكثير ممن عانى من نفس ما عانى منه.. لكن أحد أصدقاءه أقنعه وأخبره بأن الكتابة في مثل هذا المجال يشبه الفضفضة، فأن تكونَ شخصاً سليما ثم في لحظة تصبحُ مشلولَ الأطراف ليس بالأمر السهل!و باقناعات أصدقاء آخرين بدأ العريمي يكتبُ سيرةً ذاتيةً يسكب فيها ما عانى بسبب الإعاقة،راجياً أن يستفيد قارئها..

التلخيص:

الجزءالأول

الحادثة

   فقدالعريمي كل حركة يتحكم بها في جسمه عدا تلك التي يتحكم بها في وجهه وعنقه، كان ذلك بعد أن خرج من منزله في صور عام 1981م بعدما ودع زوجته و والدته متجهاً إلى مطار السيب الدولي حيث تقله من هناك طائرة لشركة تنمية نفط عمان(الشركة التي كان العريمي مهندسا بها) إلى حقول مرمول في الربع الخالي، و في طريقه اعترضه جملان منتصبان في وسط الطريق، و بما أنه كان يقود السيارة بسرعة100 كم\ساعة؛ فقد كانت فرصة تفادي الحادث ضئيلةً جداً، و لم يكن أمامه سوا ثلاثةخيارات: أولها أن ينحرف إلى جهة اليسار و يدخل في حالة تدهور، أو أن ينحرف جهة اليمين فتصطدم سيارته وجهاً لوجه مع السيارة القادمةفي الجهة المقابلة وآخر الخيارات الثلاثةِ والذي رسى عليهِ هو أن يكبسَ الفرامل حتى تتوقفَ السيارة، إلا أنه بسبب سرعة مركبتهِ العاليةلم تتوقف السيارة قبل أن تصطدم بالجملين حسبما قُدِّر، فاصطدم بأحدهما و طار بعيداً ثم سقط على سقف السيارة وعلى رأس سائقها بالتحديد، فَقَد محمد العريمي الوعي بعدها، نُقل سريعا إلى مستشفى ابراء القريب من موقع الحادث، بعد ذلك مباشرة تم نقله من ابراء إلى مستشفى خولة لسوءحالته.كانت حالته جد محزنة؛ حيث يغطي نصف جسمه جبيرة من الجبس وتدخل وتخرج أنابيب السوائل والتغذية من النصف الآخر، وكانت الحقيقه الواضحه بعد الحادث أن أطرافه الأربعة شُلَّت بالكامل بسبب أن الإصابة وقعت مباشرة على الجهاز العصبي.

   بعدمرورشهرين على وقوع الحادث تكَفَّل الطاقم الطبي لشركة تنمية نفط عمان بإرساله إلى بريطانيا للعلاج وذلك في مستشفى بادوك- مستشفى متخصص باصابات النخاع الشوكي- و رافقه في رحلته العلاجية ابن عمه وكبيرة الممرضات بعيادة الشركة.

 

الكرسي المتحرك

   نُقِل محمد العريمي فور وصوله من المطار إلى العاصمةالبريطانية لندن، و بما أنه كان مشلول الأطراف مستلقٍ على سرير فإنه كان لايرى سوا الأجزاء العلوية للمباني الضخمة وأغصان الشجار والمصابيحِ المتلألئة، و على بوابة مستشفى بادوك استُقبِلَ العريمي من قبل مديرة المشفى وعدد من الممرضات، أُخِذ إلى غرفة انتظار صغيرة تطل نافذتها الكبيرة على حديقةٍ جميلةٍ كان يراقبُ العريمي فيها حركة المارة وتحرك الأغصان عندما تداعبها النسمات. حضر بعد ذلك الطبيب والش، و هو طبيب متميز في مجاله وله دراسات و مؤلفات عديدة في اصابات النخاع الشوكي، اطلع الطبيب على التقرير الطبي الذي احضره العريمي معه من عيادة الشركة، فأمر بقص الجبيرة فورا، عندها تحرر محمد العريمي من هذا القيد الذي لازمهُ لمدّة شهرين متتالين بعدها أخذ حماماً ساخناً ونوماً عميقاً، وفي صباح اليوم التالي حضرَ الطبيب والش فأخذ يخز جسمه ابتداءاً من العنق وحتى أطراف القدمين بآلة حادة ويسأل العريمي إن كان يشعر بأي ألم وبجانبه ممرضه تسجل الأماكن التي لا يحس فيها العريمي بالألم ، اعترى الكاتب في أسابيعه الأولى في المشفى صداع حاد لفترات محددة وذلك بسبب خضوعه لقسطرةٍ لمثانته ليتم إخراج البول منها ويُطلق على هذا النوع من القسطرة : "تأهيل المثانة"، عانى في الفترات التي تلت هذه القسطرة من صداعٍ دائم وهذا يعتبر من الأعراض المصاحبة لإصابته، بعد ستة أشهر قرر الطبيب أن يسمح لـلعريمي بالجلوس على الكرسي المتحرك وأخطره بأنه قد يصاب بغيبوبة بسبب تدفق الدم سريعاً من الجزء العلوي حتى الجزء السفلي من جسده ولكنه حالما تعوّد على الكرسي وأصبح محتما عليه أن يتأقلم مع وضعه الجديد "مشلول على كرسي متحرك" ..

اليأسُ والسأم

بعد مُضيّ ثمانية أشهر، لم  تكن هناك أي علاجات أخرى جديدة سوى  مايخص العلاجات الطبيعية أو التأهيلات المهنية، فقد استنفذ الأطباء و الممرضين كل وسائل العلاج دون وجود تطور ملحوظ عليه؛ إلا أنه استفاد من التأهيل المهني والتثقيفي والصحي بصورةٍ أكبر، والهدف من هذا التأهيل هو تمكين الشخص المعاق من وضع أسلوب حياة مستقل تماما، أعلن بعدها الدكتور والش أن فترة عودة العريمي قد اقتربت!فأرقته هواجس الخوف والحزن واليأس،كان سبب كل هذه المشاعر هو تفكيره حول الكيفية التي سيتقبل بها أهله و زوجته وضعه الجديد، على كُرسيٍّ متحرك..

 

  لم أحسن الظن..

   بعد وصول العريمي إلى مطار السيب و وفقاً لرغبته، لم يجد أحداً في المطار سوى زوجته فاطمة وأحد أقربائه، أمضى بعدها أسبوعين في عيادة الشركة بهدف إكساب فاطمة المهارات اللازمة التي تمكنها من التعامل معه، وخلال وجوده في العيادة زارهُ مدراء الشركة بغيةَ التعرف على وضعه الصحي وهل سيستطيع أن يزاول عمله في الشركة!! أرسل الدكتور هارفي تقريرا طبيا للشركة يعزز فيه قدرات العريمي الجسدية والعقلية، فكان ردُّ الشركة هو أن يختار خياراً واحداً من ثلاثة خيارات، فاختارت زوجته أن يستمر في عمله في الشركةِ فمُنِح منزلاً قريباً من مقر عمله بالشركة بمسقط وقبل أن يستقرَّ بمسقط قرر زيارة أهله في صور، أكثر ما آلم العريمي هو رؤية والدته التي لم تستطع أن تنبس ببنت شفة ولا حتى أن توجه نظرها إليه، فقط كانت تذرف الدموع بسبب الصدمة التي نزلت عليها برؤية فلذة كبدها على كرسي متحرك..

الإنطباعات المقبولة..

هنا يطالب محمد العريمي بوجود حملات توعوية وإعلامية عن كيفية التعامل مع المعاق، كذلك أكد على وجوبُ الثقةِ بالنفس والنظرةِ الإيجابية، وأكّدَ هذا في قوله: " وأؤكد هنا في ضوء تجربتي أن نظرة المعوق إلى نفسه هي من أهم العوامل التي تغير التفكير والسلوك السلبي تجاهه"..

هواجـــس

   هنالك العديد من التحديات التي واجهت العريمي بسبب إعاقته، كقلة احتكاكه بالناس وبأصدقاءه حين قل عددهم بعدما حدث له إلا أن صداقاته المتبقية زادت قوةً وعمقاً، وأيضاً هناكَ تحدٍّ أكثر صعوبة _في رأيي_ وهو أن يسأل جرسون المطعم مثلا مرافق المعاق ماذا يأكل أو ماذا يطلب عِوضاً عن توجيه السؤال للمعاق.

ذوي الإحتياجات الخاصة

   "إن تغير المسميات لن يغير المشكلة وإنما سيعفي المجتمع وبعض من بيدهم حلها من المسؤولية"..هنا عبر العريمي عن حنقه تجاه المسؤولين في الجهات الحكومية وعن عدم توفير الإحتياجات الخاصة المزعومة للمعاقين، ذكر أيضا أن تغيير التسمية من معاق إلى ذوي الإحتياجات الخاصة أمر جميل ولفظة لائقة أكثر من لفظ معاق؛ إلا أن عدم تنفيذ الجهات المسؤولة الخدمات اللازمة للمعاقين جعل من التسمية الجديدة تسميةً بلا فائدة!

العمل

   سرد العريمي قصة تَحوّل وظيفته من مهندس صناعي إلى مترجم، واخترع أدوات تساعده في تحسين خط يده وزيادة سرعته في الكتابة إلى سابق عهدها.

 

السيارة

   بعد الفحوصات الشاملة أكدله الطبيب عن عدم وجود أي وميض للأمل في تحرك أصابعه بالشكل الطبيعي، و لكنه لم يخرج من أميركا دون فائدة بل عرض عليه الدكتور أن يتعلم قيادة السيارة وذلك أن يستخدم يده اليمنى لتحريك عجلة القيادة بتثبيتها على المقود واليد اليسرى لتشغيل الفرامل ودواسة البترول.

التَّبِعات الصحية للإعاقة

   عانى العريمي من تبعات صحية كبيرة و فادحة بعد الإعاقة، ذَكَر العديد منها، وأذكر أنا بعضاً منها كالقروح السريرية، و الآلام والاجهاد ومشاكل الجهاز البولي و غيرها. وستظل هذه الأعراض ملازِمةً له حتى آخر عمره.

الجزء الثاني

الجزء الثاني هو عبارة عن رواية بدوية ، سرد العريمي أحداثها في خضم الصحراء وهي حكاية "عوض" بطل القصة الذي ولد قبل آوانه بأسابيع في الفترة التي فقد والداه أخوه الأكبر الذي لم يكمل عامه الرابع،  وبناءا على ذلك أطلق عليه اسم "عوض" وهي عادة بدوية تعني أنه جاءهم عوض من فقيدهم السابق، يحكي العريمي حياة عوض ومغامراته في البادية ، عن الأغاني وذهابه لتعلم القرآن مع الصبيان ، ذكر أيضا شيئا شدني وهو دخول الراديو لأول مرة إلى البادية وردود الناس المعجبة والساخطة على هذه الأداة الغريبة في نظرهم، جعلني أفكر في مدى سرعة التطور التكنولوجي الحديث الذي وصلنا إليه! كان عوض مدللا من قبل الجميع خاصة وأنه الذكر الوحيد لوالديه، فاقتنى حماراً ومن ثم دراجةً هوائية خاصة به.. بعد ثلة من السنوات التي عاشها عوض و والديه في القرية، قرر والده الانتقال للمدينة حيث مقر عمله، هناك يسرد العريمي مغامرات عوض في المدينة الجديدة، و استكشافاته لشوارعها و أزقتها و ممراتها. أُرسِل عوض إلى مدرسة الحرف_ يتم فيها تعلم القراءة والكتابة وعلوم القرآن الكريم_ لكنه لم يلبث بها طويلا فهرب_ بسبب معاملة المعلمة القاسية للطلبة_ مع قافلة متوجهة للوادي حيث جدته، أُرسِلَ بعد ذلك إلى مدرسة لتعليم القرآن الكريم فواظب عليها، لكنه خرج بعدة فترة وجيزة إثر إصابته بحالةٍ نفسية سببها وفاة صديقه، فاشتغل في محل لبيع المواد الغذائية مع عمه، فتعلم الكتابة و الشعر و الحساب، هنا تنتـــــــــــــهي قصة عوض..

 

   تحدث العريمي بعدها عن مدينة صور ثم عن خاتمة يوضح فيها أسباب كتابته للكتاب وتبريرات أخرى، وأنه أدرك فعلا..أن نعمة العقل والسمع و البصر هي أثمن ما يملك الانسان...

 

 

رأيي حول الكتاب

   كتاب مذاق الصبر من أجمل السِّيَر الذاتية التي قرأت، ولأكون صادقة، هذه السيرة الذاتية هي أول مُؤَلَّف أقرؤه لكاتب عماني، لا أعلم لمَ لم أقرأ لكُتَّاب عمانيين! لكن وبعد أن قرأت مذاق الصبر أدركت ان هناك أنامل عمانية مبدِعة، أحببتُ لغته الأدبية البسيطة و غير المتكلفة، كذلك ترتيبه للأحداث بشكل منظم جعلني أتابع قراءة هذه السيرة بانتظام، قُسِّم الكتاب لجزئين، أول الجزئين تحدث فيه العريمي عن تجربته كاملةً، والآخر عن رواية طفل عاش في البادية سارداً فيها مغامراته الكثيرة.. ختاماً أرجوا أن ينال التلخيص على إعجابكم مع نصحي بقراءة كتاب مذاق الصبر..

قد تتساءل عن حياة العريمي الاجتماعية وكيف أكمل حياته

لن تجد في كتاب مذاق الصبر تفصيلات في هذه المواضيع، لكنك ستراها مفصلة أكثر في كتبه الأخرى..تمت..
 
 

قامت بكتابة التلخيص : زمزم عبدالله عيسى الرواحي

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق