ملخص كتاب : نهاية العالم لمحمد العريفي
نبذة عن الكتاب
عنوان الكتاب: نهاية العالم
المؤلف \ الكاتب :فضيلة الشيخ الدكتور محمد بن عبد الرحمن العريفي
عدد صفحات الكتاب :يقع في حدود 383 صفحة
دار النشر: الرياض في دار التدمرية
رقم الطبعة: 2010م الطبعة الأولى
التلخيص
قسّم
المؤلف الكتاب إلى قسمين: القسم الأول يتناول الأشراط والعلامات الصغرى وهي على
نوعان: النوع الأول الأمارات البعيدة ، والنوع الثاني الأمارات المتوسطة. أما
القسم الثاني يتناول العلامات الكبرى .
يهدف المؤلف من كتابه هذا إلى توضيح أشراط
الساعة نظراً لكثرة الظنون لأحداث المستقبل التي تعتمد على آيات وأحاديث أشارت إلى
أحداث مستقبلية، تتعلق بأشراط الساعة.
لقد تناول المؤلف في مدخل كتابه الثمرات
التي يجنيها الإنسان من معرفته وبحثه في أشراط الساعة؛ وحتى يزيل الخلط والاضطراب
الذي وقع لبعض المتعاملين مع نصوص أشراط الساعة؛ أورد ثلاث قواعد في التعامل مع
أشراط الساعة والنصوص الشرعية الواردة ،ونتيجة المحاولات المتعددة في تنزيل أحاديثها
على الواقع رأى أن يسوق قواعد لتنزيل نصوص أشراط الساعة على الواقع. وفي نهاية
مدخله وضّح معنى أشراط الساعة وذكر أقسامها بشكل موجز.
ثم انتقل إلى القسم الأول من كتابه أشراط
الساعة الصغرى استهله بمدخل أوضح فيه أن العلامات الصغرى تتقدم على الساعة بزمن،
وتقع في مكان دون مكان، ويشعر بها قوم دون قوم. بعدها ذكر العلامات الصغرى،
مستقرئاً إياها من الآيات والأحاديث الواردة في ذلك متحرياً الدقة وصحة الأحاديث،
وثبوت الآثار، إذ يبلغ عدد أشراط الساعة الصغرى 131 وتأتي على نوعين:
النوع الأول الأمارات البعيدة التي وقعت،
يبلغ عددها 84 منها :بعثة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، وفاته صلى الله عليه
وسلم، انشقاق القمر، انقراض الصحابة الكرام، فتح بيت المقدس، موتان كقصاع الغنم
،كثرة ظهور الفتن بأنواعها، ظهور القنوات
الفضائية ، إخباره صلى الله عليه وسلم عن موقعة صفين ، ظهور الخوارج.. إلى
أن انتهى بكثرة الروم وقلة العرب .
النوع الثاني الأمارات المتوسطة وهي التي ظهرت
ولم تنقض بل تتزايد وتكثر ويبلغ عددها 47 منها :استفاضة المال وكثرته بين الناس،
إخراج الأرض كنوزها، ظهور المسخ، ظهور الخسف، استباحة القذف، نزول المطر من السماء
ولا تنبت به الأرض شيئا، كلام الشجر نصرة للمسلمين....وآخرها ظهور المهدي.
والملاحظ هنا إن المؤلف قد وقف عند علامة
ظهور المهدي بشيء من التفصيل إذ أوضح فيه اسمه ونسبه وسبب ظهوره وصفته ومدة حكمه ومن أين يخرج ووقت خروجه
والأحاديث الصحيحة الواردة فيه وهذه على نوعين: منها ما جاء فيه النص على المهدي ،
ومنها ما جاء فيه ذكر صفته فقط. وعدد الأحاديث الواردة في المهدي: خمسون حديثاً
منها الصحيح والحسن والضعيف المنجبر. ثم انتقل إلى ذكر تسعة رجل زعموا أنهم المهدي
واعتقد الناس فيهم ذلك. إذ يرى المؤلف ألا يعني ردنا على من ادعى انه المهدي، أننا
نكذب بالأحاديث الواردة في المهدي ولكن ينبغي التفريق بين التصديق بأحاديث المهدي
لذا ذكر المؤلف خمس ضوابط للتعامل مع أدعياء المهدية. أشار بعدها إلى بعض العلماء
الذين أنكروا ظهور المهدي وحجتهم في ذلك وجواب المؤلف عليهم مستدلا على الأحاديث
النبوية الصحيحة.
أما القسم الثاني يتناول أشراط الساعة الكبرى
استهله المؤلف بمدخل أشار فيه أن العلامات الكبرى تسبق قيام الساعة مباشرة فهي تقع
متتابعة فإذا وقع أولها تتابعت بقية الأشراط بعده مباشرة مع احتمالية تخللها بعض
أشراط الساعة الصغرى، مستقرئاً إياها من الآيات والأحاديث الواردة في ذلك متحرياً
الدقة وصحة الأحاديث، وثبوت الآثار، إذ يبلغ عددها 10 وهي:
أولا- المسيح الدجال
ثانياً- نزول عيسى عليه السلام
ثالثا- خروج يأجوج و مأجوج
رابعا، خامسا، سادسا- الخسوف الثلاثة الكبرى
سابعا- الدخان
ثامناً- الدابة
تاسعاً- طلوع الشمس من مغربها
عاشرا- نار تسوق الناس إلى محشرهم
أولى أشراط الساعة الكبرى ظهور المسيح
الدجال، ذكر المؤلف أصل
الدجال وما يدعيه من أنه رب العالمين،مشيرا
بعدها إلى الحكمة من عدم ذكره في القرآن، والأحاديث الدالة على خروجه، والأحاديث
التي تتضمن الأحداث التي تسبق خروجه منها
فتح جزيرة العرب ثم فارس ثم الروم وفتح القسطنطينية. كما قيل انه الآن محبوس في
جزيرة من جزائر البحر وسيخرج من غضبة يغضبها ويسرع في الأرض كلها إلا مكة والمدينة
؛وحتى لا يلتبس علينا أمره ذكر المؤلف
صفاته الخلقية وبعضا من فتنه منها أن معه جنة ونار فناره جنة وجنته نار
وادعائه للألوهية ،لا شك انه مع تعدد قدراته يفتن أعداد من الناس به ومن هؤلاء اليهود
والكفار والمنافقون وجهلة الأعراب وقوم وجوههم كالمجان المطرقة والنساء ويمكث
فيها40يوما ، إلى أن يقتله عيسى عليه السلام في بلاد الشام.
ينزل عيسى عليه السلام ليقتل المسيح الدجال
ومن هنا تظهر العلامة الثانية بنزوله عليه السلام . أورد فيها المؤلف قصة
حمل مريم به وولادتها له ثم تكليمه لقومها وهو في المهد حين اشتد كلامهم عليها،
ونتيجة لما أنعم الله عليه من المعجزات والقدرات أراد اليهود صلبه فرفعه الله إلى
السماء، وفي آخر الزمان يظهر المسيح الدجال ويعيث في الأرض فسادا؛ فينزل عيسى عليه
السلام لإعلاء كلمة الله ونشر العدل فيقتل المسيح الدجال.
كما
أورد بعض الأدلة على نزوله عليه السلام من القرآن والسنة في آخر الزمان وأشار إلى
عقيدة النصارى في نزوله عليه السلام على أنه ابن الله- تعالى الله عن ذلك علواً
كثيرا ؛وحتى لا يلتبس علينا أمره ساق
المؤلف بعضاً من صفاته الخلقية عليه السلام. أما عن الحكمة من نزول عيسى دون غيره
فقد ذكر بعض العلماء أرجحها وهي أن في ذلك رد على اليهود في زعمهم أنهم قتلوا عيسى
عليه السلام، ومكذبا للنصارى في دعواهم أنه ابن الله. كما ذكر المؤلف إن مدة مكوثه
عليه السلام في الأرض بعد نزوله 40 سنة يعيش الناس فيها برخاء وعدل.
بعد أربعين سنة من مكوث عيسى عليه السلام
تظهر العلامة الثالثة بخروج يأجوج ومأجوج . يرى المؤلف في مدخله أن ما ورد
في بعض الكتب من أن منهم القصير والصغير والكبير ومن يفترش أذنا من أذنيه ويلتحف
بالأخرى وما أشبه ذلك لا أصل له. وإنما هم قبيلتان من بني آدم كان لهم أنواع من
الإفساد حتى بنى ذو القرنين السد فصار السد حائلا بينهم وبين الوصول إلى الناس، ثم
أورد المؤلف قصة بناء السد مستقرئا سورة الكهف الآيات من 92-97. ذكر بعدها دينهم
وكثرة عددهم وصفة خلقهم وصور لنا كيف أنهم يخرقون السد مستقرئا رواية أبي هريرة،
كذلك ساق المؤلف بعض النصوص الواردة في يأجوج ومأجوج من الآيات والأحاديث. أشار
بعد ذلك إلى هلاكهم مستقرئا رواية أبي سعيد الخدري إذ يرسل الله عليهم النغف في
رقابهم فيموتون ثم يرسل طيرا كأعناق البخت فتحمل أجسادهم فتطرحهم حيث شاء
الله ،فبعدهم لا يبقى قتال ولا حروب وإنما
يبقى الحج والمؤمنون.
يلي هلاك يأجوج ومأجوج الخسوف الثلاثة
الكبرى. والخسف يعني انشقاق الأرض وغياب ما فوقها في داخلها، وحتى يبرهن المؤلف
هذه العلامة ساق لنا بعض الأحاديث الواردة في الخسف، وهي: خسف بالمشرق ، وخسف
بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب. أشار بعدها إلى مكان وسبب الخسف الذي سيقع بجزيرة
العرب كما جاء في الروايات، أما الخسفان الآخران، فهما واقعان في آخر الزمان ولكنه
لم يقف على حديث يدل على مكان أو سبب الخسف لهما.
بعد حدوث الخسوف الثلاثة الكبرى، يليها
العلامة السابعة المتمثلة في ظهور الدخان. استهل المؤلف هذه العلامة بمدخل
أورد فيه الآية التي ذكر فيها الدخان ومنها انطلق إلى اختلاف العلماء في المراد
بالدخان الوارد في الآية على قولين، الأول، ذكر بعضهم إلى أن هذا الدخان ما أصاب
قريشاً عندما دعا عليهم النبي حين لم يستجيبوا
له، وجعلوا يرفعون أبصارهم إلى السماء فلا يرون إلا مثل الدخان من شدة البلاء.
القول الثاني، وذهب كثير من العلماء منهم علي بن أبي طالب وابن عباس وأبو سعيد
الخدري رضي الله عنهم إلى إن الدخان من أشراط الساعة الكبرى. فيما ذهب بعض العلماء
إلى أنهما دخانان ظهر أحداهما وبقي الآخر الذي سيقع قرب يوم القيامة. وحتى يدلل
المؤلف على هذه العلامة ذكر بعض الأحاديث الورادة في الدخان.
يعقب ظهور الدخان مباشرة ظهور دابة تسم
الناس وهي العلامة الثامنة، استهلها المؤلف بمدخل أشار فيه إلى أن في آخر الزمان
مع انتشار الفساد يأذن الله تعالى بخروج الدابة مستقرئا الآيات الواردة في ذكر
الدابة ومشيرا إلى بعض ما قيل عن مكان خروجها منها جبل الصفا بمكة ، وأسفل
الكعبة،و البادية إذ يرى المؤلف أن نؤمن بأنها ستخرج كما أخبر الله عز وجل لكن لا
نعلم من أين ستخرج. ذكر بعدها حقيقة الدابة حسب ما جاء في الأقوال على أنها قد
تكون ناقة صالح عليه السلام أو ولدها أو قد تكون رجل يحاج الناس وهذا حسب ما جاء
في رأي المؤلف أنه باطل.
يلي ظهور الدابة العلامة التاسعة وهي طلوع
الشمس من مغربها، أشار المؤلف في المدخل إلى تغير مفاجئ في نظام حركة الفلك إذ
تشرق الشمس من مغربها ، مستقرئا الآيات والأحاديث في طلوع الشمس من مغربها. ويرى
المؤلف الأمر بالمبادرة بالأعمال.
يعقبها نار تسوق الناس إلى محشرهم.
استهل المؤلف المدخل إلى أن آخر علامات الساعة نار تخرج من اليمن تسوق الناس إلى
أرض المحشر وتجمعهم فيه، وأورد بعض الأحاديث الواردة في هذه النار التي تشير إلى
صفتها وكيفية خروجها ومكان خروجها وماذا يحدث بعدها. ثم أوضح المؤلف كيفية حشرها
للناس مستقرئا رواية أبي هريرة .
مما ينبغي قوله أن المؤلف قد التزم بالمنهج
الاستقرائي من الآيات والأحاديث الواردة في أشراط الساعة الصغرى و الكبرى متحريا
الدقة وصحة الأحاديث وثبوت الآثار، ونتيجة إلى أن موضوع الكتاب ديني نجد أن المؤلف
لم يجزم فيما يقول وكان يذكر في نهاية بعض ما يورده عبارة " والله أعلم” هذا
جيد نوعا ما .كما نجد الكتاب يسير على تسلسل منطقي في أقسامه إذ استهله بمدخل أوضح
فيه الثمرات التي يجنيها القارئ من الإلمام بأشراط الساعة سائقاً قواعد فن التعامل
معها. ثم انتقل إلى الأشراط الصغرى التي وقعت وانقضت ثم التي وقعت ولم تنقض ثم
أشراط الساعة الكبرى. كما اكتسب الكتاب أهميته بربط الماضي بالواقع والمستقبل .
أيضا برهن المؤلف ما ذكره من علامات بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تدعم
النصوص فتقنع القارئ بما ورد من أشراط.
ومما يزيد الكتاب أهمية أن مؤلفه لم يكتفي
بذكر أشراط الساعة الصغرى والكبرى وإنما دعمها بصور وخرائط وتوضيحات منها ما هو رمزي ومنها ما هو حقيقي إما لإزالة الالتباس
في أمرين أو التشبيه أو تفسير بعض المصطلحات، إذ يعد هذا كتاب أو كتاب مصور لأشراط
الساعة. أضف إلى ذلك أن الكتاب يمتاز بذكر حقائق وعجائب وقصص كل هذه من شأنها أن
تجعل الكتاب عامل جذب يناسب مختلف فئات القراء. أما بالنسبة للعنوان الرئيسي
للكتاب فأرى أن المؤلف قد وفق فعلا في وضع عنوان كتابه فنهاية العالم تدل على آخر
الزمان بما فيه من أشراط وعلامات هذا من شأنه أن يجذب القارئ و يستوقفه لتصفحه. إلا
أن المؤلف قد وقع في بعض الأخطاء الإملائية ( منها ص313 ، أيذر – والصحيح أيسر).
قامت بكتابة التلخيص : منال حمدان سعيد العميري
جميبيل
ردحذف