الأحد، 4 مايو 2014

مقالات متنوعة

المقالات المشاركة في مسابقة سنبصم فكرًا



صاحب المقال : وضحى بنت محمد بن سلطان الفارسية



المقال :
هل أفكارنا سليمة ؟


عزيزي القارئ للكلمات القادمة،قبل الشروع بقراءة المقال،أنا وربما أنت أيضا ما زلنا في مرحلة استكشاف فكرنا وأفكارنا ، و كيف تكونت لدينا ، و ما الذي أثر فيها لتكون بهذا النمط الذي هي عليه الآن ؟!و كلانا يطمح لمعرفة السبيل نحو فكر سليم .


يا ترى ، ما هو الأكثر خطورة على حياتنا ، و الأشد تأثيرا و ربما تهديدا لمسار عيشنا؟!

هل هو الإعلام المبرمج الموجه في ظل غياب الوعي الاجتماعي و الوعي الذاتي و الوعي الاقتصادي و الوعي الديني ، و غيرها من أشكال الوعي المختلفة ؟!

أم هي القنابل الذرية و الحروب و الكوارث الطبيعية و المجاعات و الأمراض ؟!

أيها القارئ الفطن ، إن الأفكار التي تدور في دواخلنا و تقطن أعماقنا ، هي الأكثر خطورة و الأعمق أثرا على حياتنا وقراراتنا ،فحسب نوعية و جودة الفكر و الأفكار التي نتبناها ، تتحدد مسارات حياتنا و قراراتنا و حجم خياراتنا و مدى اتساعها و مرونتها .



لا يخفى عليك أيها القارئ الجميل روحا و قلبا و شكلا ، أن الفكر الذي يحمله أي إنسان هو الذي يحدد مسارات حياته ، و أهدافه ،و تطلعاته ،و صحته النفسية و البدنية ، و طبيعة علاقته بالله تعالى (رب الأفكار و الأنوار و الأبصار)، و علاقته بنفسه (ذاته) ، و علاقته بالآخرين من حوله ، و علاقته بدراسته و عمله و مسؤولياته و واجباته ، كذلك علاقته بالأشياء و الأماكن و الأزمنة و الوجود و سائر المخلوقات في هذا الكون المترامي الأطراف ‘فإن كانت أفكارا جميلة خلاقة إنسانية متماشية مع متطلبات الفطرة و الحاجات و الأولويات الشخصية المتزنة ، اعتبرت عامل بناء ، و إن كانت عكس ذلك ، اعتبرت عامل هدم .



كيف نحصل على هذه الأفكار ؟ و هل يتكون الفكر في مدة زمنية معينة فجأة ؟ أم أنه عملية مستمرة قابلة للتغيير و التعديل و الحذف و الإضافة ؟!هل نحن حريصين على ما يدخل إلى أذهاننا و قلوبنا من أفكار ؟ ما درجة التسليم بها دون أدنى شك بصحتها من عدمه؟

عزيزي القارئ ، لتعلم أن كل ما يدخل إلى قلبك (الذي أثبت العلم الحديث أنه يفكر) سواء كان من منافذ السمع و البصر ، تسهم تلك المدخلات باختلاف أشكالها (كلمة ،صورة ، رمز،إيماءة ،حوار...) ، في تشكيل أفكارك و معتقداتك ، و كلما زاد معدل التكرار لمدخلات ما في جانب ما ،كلما زاد التأثير و حدثت البرمجة اللاواعية (اللاشعورية ).

و في سياق حياتنا اليومية ، نستقبل و نرسل الكثير من الأفكار الصحيحة و الخاطئة ، المفيدة و الضارة ، الجديدة و القديمة ، عبر قنوات متعددة (المسلسلات ، زملاء الدراسة و العمل ، الشارع ، الأصدقاء ، التجارب الشخصية في الحياة ‘الإعلام الجديد ، مسارات الحياة المختلفة ... ) ، فهل قلبك و عقلك قادران على تمييز ما الأفكار الصالحة لتؤمن بها و ما الأفكار الخاطئة التي تبعدها عن حيز تفكيرك ؟ و كيف أنا و أنت نستطيع التمييز ؟ و ما هي معايير الفكر السليم ؟!



هل نحن أحرار في تكوين فكرنا ؟ أم ما زالت العادات و التقاليد السائدة تشكل أنماط تفكيرنا ؟ إلى أي مدى يمكن أن تكون نافعة تلك الأفكار المستقاة من الثقافة المجتمعية المتوارثة عبر الأجيال و السائدة ؟ هل تم برمجتنا فكريا بمرور الوقت و المساحة ، بحيث أصبحت قناعاتنا و ما نؤمن به وفقا للأفكار السائدة التي تبادرت لأذهاننا - ربما تكون للمرة الأولى من سماع قصة ما أو حادثة ما أو موقف ما - و بناء على ذلك الانطباع صار نمط تفكير دون إعمال العقل أو التحقق من صحته ؟!



هل نشأتنا في مرحلة الطفولة المبكرة لها دور في تكوين الفكر السليم و أنواع الفكر الأخرى ؟ هل تتدخل أيضا طبيعة البيئة الفسيولوجية (هل نشأت في قرية أو مدينة ) ، هل ما أتنفسه يوميا من هواء نقي و ما أستمتع به في هذا الكون الفسيح الذي خلقه المبدع العظيم –سبحانه- له أثر على نوعية أفكارنا ؟!

إنها أسئلة مغرية لإعمال الفكر و البحث عن إجاباتها -عزيزي القارئ-



سمة الفكر الاختلاف و التنوع ، شأنه شأن خلق الله تعالى كله ، الذي فطره على الاختلاف ، هذا الاختلاف الذي يضفي الثراء و الجمال على الأشياء ، فجمال الأفكار في اختلافها و تنوعها ، و جمال الأشجار في تعددها و تمايزها ، و كذلك سائر الخلق و الأشياء .

كلما توافر هذا المعنى العميق الجميل للاختلاف في كل شيء ، و أساس كل شيء ( لاسيما اختلاف الفكر الإنساني و الأفكار هو الأساس) ، كلما اقتربنا من فطرتنا السليمة أكثر ، و حققنا مراد الله لنا في الحياة على هذا الكوكب ، حيث العيش بتناغم و انسجام مع احترام و تقبل كل الاختلافات و الفروقات .



هل نحن بحاجة إلى عمق في الوعي أكثر في مختلف الجوانب ، سواء كان الوعي الروحي ، و الوعي العلمي ، و الوعي الذاتي ، و الوعي الاجتماعي ، و الوعي الصحي ؟! بحيث نعيد تشكيل أفكارنا و فكرنا مرة أخرى .



هل (ديكارت) كان محقا حين قال : (أنا أفكر ، إذن أنا موجود ) ، هل الوجود مرتبط بالتفكير ؟!

أليس من الممكن أن نعيش نحن و الوجود في تناغم و انسجام ، دون الحاجة لتكلف الفكر ، بل لنفهم الوجود و الحياة كما فطرنا الله تعالى ، و كما فطر الله تعالى الحياة الحلوة النظرة .

على الرغم من حديث بعضهم " أن العرب مصابين بتلوث فكري قديم متجدد ، لكن أليس من السلام الذاتي ، و السلام مع الكون ، أن نتقبل الآخر ، بغض النظر ، هل هذا الآخر تربطه بنا رابطة اللغة أو الدين أو اللون أو الفكر المضاد و المخالف لأفكارنا التي لا تلتقي أبدا ؟!



ألم يكن الرسول الكريم (محمد) ، صاحب فكر سليم ، و صاحب قلب سليم ، ألم يكن صحابته نتاج تربيته و فكره و ساروا على نهجه .

و هنا تبادر إلى ذهني سؤال آخر ،يستحثك أنت أيضا أيها القارئ أن تعمل فكرك فيه ، هل الفكر السليم له علاقة بالقلب السليم ؟! بالطبع أعني القلب السليم (معنويا) .



نحن نعيش مرحلة متقدمة من الفكر الإنساني ، تصنف الأكثر وعيا على مر التاريخ البشري ، و يكثر الحديث الآن في الأوساط المستنيرة حول التنوير الفكري و عصر السلام الذاتي و الوعي الروحي و طاقة القلب الفكرية ،إنما حقيقة الأمر أن ذلك ليس بالأمر الجديد ، إنما هو إعادة بعث ذلك النمط من الفكر ، و إحياؤه مرة أخرى ، لا تفوت على نفسك الفرصة .

مقالات متنوعة

المقالات المشاركة في مسابقة سنبصم فكرًا



صاحب المقال : حسن كريم ماجد



المقال :

سوسيولوجيا الفهم حدوده ووظائفه وتحولاته

مادة الفهم هي تلك الحروف من الفاء والهاء والميم ولكن صياغته هي عملية ذهنية تتفاعل مع الذهن في حدود معينة ووظائف التعريف بالألفاظ وتحولاتها ، وهذه المادة والصيغة تحتاج معرفيات خاصة إذ إنها تعد اعقد مرحلة معرفية في التعرف على الالفاظ الشاملة لمجموعة نصوص او نص قديم او جديد او معاصر ،فالنص تجرى عليه عملية الفهم الثابت او المتغير ،فهل إن فهم النص يتبع القبليات الثقافية لمحلله ولمعرفة كينونته فرب نص له اوجه متكثرة من المعاني او يصح ان يقال مستويات قريبة وبعيدة وعميقة الغور وتحليل النص ربما يحتاج تداخل جملة من العلوم لكشف حقيقته والبوح بفهم القارئ المتخصص وربما حتى هذا المتخصص يغفل عن بعض العلوم الداخلة في فهمه فيقع في الغلط والغفلة عن معان لا تلائم هذا العصر او ذاك ،وعملية الفهم هي عملية ليست سهلة كما يتصورها البعض من خلال المنطوق والدلالات ويغفل عن القرائن المحفوفة بتاريخ النص والزمكانية له ،وكذلك عن نوع الخطابات المرادة على الآمرية او الطلبية او تحقيق الإدارة او الإدارة البشرية للتحصين من غوائل اسرار قد تكون غير معروفة الآن ومعروفة فيما بعد،ففهم النظام والتنظيم الكوني في خدمة الإنسان في حين التشريعي التنجيزي هو التنظيم البشري لصفة مصلحية عائدة للإنسان في فعله وإمتثاله على كافة المستويات العامة والخاصة،ففهم الحكومة والدولة والحاكم والمحكوم مناصب وإدارات في نسق واحد من اصلها ولكنها يوم توظف التوظيف الشخصي تفهم خلاف النسق الإبتدائي المفروض منه في وصفه كذلك فهم النصوص المؤسسة للحركة الدينية في العالم البشري ،فإن فهم المقاربات الدينية او الاصل المشترك للديانات وجوهر الإعتقاد بها يكاد يكون واحدا في اصله ومنطلقاته الذاتية والعرضية العامة ولكن تحصل الإضافات المربكة عن السياقات النصية الاولية والبسيطة فتنعقد عن الفهم عند المتكلمين والفقهاء والاصوليين واللاهوتيين بعد الدقة العقلية والابتعاد عن الفهم العرفي للدين وإطاره اللماع والناصع قبل التشويه ،ولذلك يخضع الفهم الى تبديل وتجديد ادواته المعرفية في البحث عن الصورة المؤسسة للفكر الديني فسواء كانت المسيحية او اليهودية او الإسلام فهي تتحرك في مشتركات حسية واضحة حتى في الإنشقاقات او الإحتجاجات ،فيحاول بعض الضيقين الدفاع الضيق بالافق الضيق ولن ينطلق نحو الإنسانية والوجود الفسيح والإختيارات الإنسانية في ضوء وفضاء الفسحة والإختيار ففهم الفكر والدين والثقافة والحضارة في اطر ضيقة ينتج الفكر الضيق والدين الضيق والثقافة الضيقة والحضارة الضيقة لذلك كانت الحضارات الواسعة محدودة لأن الفهم الواسع يتسع ولا تحده الحدود والموانع والمعوقات اي التحول نحو العالمية والإنطلاق اليها من المحلية، ففهم الإنسان المخلوق المشترك مع مخلوقات الطبيعة في العلاقات والملاحظات المباشرة وغير المباشرة ينتج الإنسان الواسع الافق مع غيره من المخلوقات المحيطة به.

إن الفهم الاجتماعي للحركة الواعية الفردية والجماعية تساعد على صياغات و انساق جديدة في البناءات الاجتماعية (ويعتبر منهج الفهم verstehen واحدا من اهم المفاهيم المنهجية عند فيبر ، وعلى الرغم من إن هذا المفهوم يعد اقرب الى إدارة يمكن استخدامها في تحليل الوعي الفردي إلا ان فيبر اعتبره ادارة عملية مناسبة لتحليل التأثيرات المؤسسية والبنائية على الفرد الفاعل )، ويبدو إن عملية الفهم متفاوتة في الوعي الفردي والوعي المؤسساتي للمجتمعات المتخلفة ، وهي متصاعدة في المجتمعات المتحضرة وتعيش الفهم الجمعي في البناءات العامة اي التفكير العام النافع في تشكيل الثقافة والنسق المتطور في عملية الفهم المتطور واحداث القطائع الابستيمولوجية مع الفكرة والفهم وعملية الفهم المتطور عملية متصاعدة في شتى المجالات الحيوية في بناء الانسان وحريته ويمكن تفعيل الفهم المتطور برسم الحدود العامة والخاصة وعلى شكل مراكز بحثية للتطورات الحاصلة والمتسارعة بين الحين والآخر ،فإن الوظائف العامة للفهم تخرق الجانب التقليدي وتشخص الهوية والذات وفق زيادة العملية الذهنية للمعاني والالفاظ المختلفة في شتى الممارسات ،ومن الغريب الفهم المصلحي او الانحيازات النفسية المعرقلة لفرد او جماعة في ذمة المفسر للنص والفهم المنحاز المؤثر على حقوق فرد او جماعة ، وهذا الفهم من معرقلات البيروقراطية الدائرة في دول العالم الثالث بشكل ملفت للنظر في تفسير النص بإدعاء فهمه لمصلحة الدولة او لمصلحة القانون وحفظه في حين ان التبادر للمفهوم وفهمه ينصرف بالاحرى لمصلحة الفرد والجماعة وروح المواطنة فالفهم الاجتماعي قد غاب اليوم من الساحة العلمية والسياسية وهو فهم جمعي لترصين العلاقات الاجتماعية والسمو بها نحو العالمية المجتمعية و الاواصر المنفتحة نحو الإنسانية كفهم جديد في التوطين الفردي او إشاعة ثقافة الفهم بإرادة حقيقية هادفة ممزوجة بالفعل الاجتماعي الاخلاقي وفهم الاكسيولوجيا فهم للإنسانية غير المحدودة بحدود وهمية او واقعية مصنعة لإشاعة ثقافة الحدود والثغور والنقاط المحروسة فإن الفهم الايكولوجي للعلاقات الارضية يتوافر على إيجاد الارضية الملائمة لنشوء علاقات العرق الواحد والمشترك الواحد الارضي والصعود الروحي المشترك مع الحس المشترك الطبيعي فهو اهم وظيفة من وظائف الفهم الرفيع والكلي المرتبط بكثيرين ، وتغليب جانب التنميط العالمي المختلف مع العولمة المصدرة للمركزيات الاحادية والتنافس غير المقبول وطغيان الهيمنات العالمية والنظرات الدونية في حين إن تأسيس سوسيولوجيا الفهم العالمي المشترك في تعايشه الحضاري العالمي يؤدي الى نتائج اكثر سلاما ونزع حدة الصراعات والخصومات الجزئية والكلية بين المجتمعات للتعايش المحترم مع الاحتفاظ بالهويات والذاتيات الثابتة بالاصل والمفارقة بالعارض .

إن فهم الفعل والفاعل في الحركة الإجتماعية هو بيان ربما للشكل والمضمون وهو المفسر القصدي في اغلب السوسيولوجيا الدينية التي تحاول ان تجد تفسيرا صحيحا للفعل الاجتماعي والانماط السلوكية المختلفة، وقد تشترك الانساق الثقافية الدينية والفكرية في هذا الحس السوسيولوجي لفهم التصرفات والحركات الظاهرة وصرفها نحو التفسير الإيجابي فإنه من اجل التعايش الحضاري في مختلف الانماط السلوكية لثقافات متعددة منفتحة او منغلقة فالقيم الاكسيولوجية المقننة وغير المقننة تحيط بالسيرة العقلانية الراسمة للقيم الاخلاقية الانسانية، ويمكن إشاعة مثل هذه الثقافة في تأسيس علم إجتماع معرفي عالمي يتجاوز المناطقية نحو العالمية وفق نظرية الايكولوجيا (منزل المجتمع الارض )وإشاعة ثقافة الكونية المشتركة تحد من الصراعات والخصومات والتسابق في التسلح وكثرته وإثاره المنعكسة سلبا على الفرد والمجتمع والصحة والبيئة ومختلف النواحي في حياة البشر ، إن روح الافضلية والاختيارية والمركزية هي ثقافات مغلقة وفهم إجتماعي سلبي قاصر عن التواصل الاجتماعي مع الآخر المتعلق به من دون إنفصال لوجود الروابط صغيرة كانت ام كبيرة.


إن تأسيس علم إجتماع الفهم المعرفي الموضوعي يؤدي الى إشاعة الثقافة العميقة وتجاوز الثقافات المحلية والصراعات التاريخية العالقة في الاذهان الدينية غالبا وهذه البرامج العالمية التي تخفف حدة الصراعات وتقليل الهيمنة وبروز الهوية والذات كحق من حقوق الانسان يفتح الآفاق نحو التعايش الواقعي والإبتعاد عن الصراع وحتى مفهوم الحوار الذي ربما لايفلح لتأسيس فهم منضبط يشعر بحقوق الآخر وبتحسس الامة ، وقد أشاعت الثقافات الفكرية والبحث عن نشوء الحضارات وعلل الاحداث التاريخية المكونة للحضارات العمرانية التي تفسر انها تنشأ من الصراع والتحدي و الإستجابة والدوران الحضاري افلا تنشأ حضارة كونية من تأسيس مراكز ابحاث في علم اجتماع تتناول التغيير الفهمي لثقافات ملتصقة بهويات غير منفكة وذات حق طبيعي في الاعتقاد والتفكير والنمط السلوكي المختار وتبدأ هنالك تحولات عظيمة حالمة في مستقبل اوفق متجانس مع الاخر المغاير في الثقافة والدين والفكر وكل يعمل على شاكلته بلا تنميط ممنهج في الشكل والفعل وبهذا تحل السعادة بدلا عن التعاسة.

مقالات متنوعة

المقالات المشاركة في مسابقة سنبصم فكرًا


صاحب المقال : كريم محمد بهيّه



المقال :


"سنبصم فكرا"


المقدمة

عندما ندعى للأسهام في كتابة مقال ما, يحاكي العقل البشري علميا او انسانيا, فان اول مايقفز الى ذهن الكثير من المكلفين باثراء هذا النشاط, هو كيف يحافظ اولا على الشكل الخارجي للمقال او الدراسة الفكرية, وكم فقرة يضمنه وماهو عدد الفقرات ! ومن يتفق اويختلف معه فكريا... ثم كيف يصرف وقتا طويلا لكتابة الفقرة الاخيرة كونها الشاملة والجامعة لما ورد في المقال او النشاط الفكري ومشددا على الصياغة اللغوية مااستطاع, وبعد ذلك يقف الكاتب على مفترق طرق بين ناقد صادق يقوّم ماجاء في المقال وما يمكن الأستفادة مما تناوله النشاط. ثم يجهد نفسه كي يرسل ما سطره الى صاحب النشاط معززا بالشكر والثناء والدعاء كي يرفد هذا النشاط الفكر الأنساني... سائلا الله عزّوجل ان يضعه في ميزان حسناته. وبين من ينتقد, ويهاجم, ويفند معتمدا في احيان كثيرة على من قرأ المقال او الدراسة الفكرية!!! كونه لايجد الوقت الكافي لذلك. فان كان الكاتب متبحرا في الثقافة الشعبية لايسعه الا ان يقول " بين حانة ومانه ضاعت لحايانه" وان كان يسلك طريقا يبتغي به علما يردد قوله تعالى "(يَرفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ)" المجادلة 11

قد يتسائل البعض ماعلاقة هذا بموضوع المقالة او النشاط الفكري! والرد الجميل هو ان كان من يقود ويعلم ويتصدى لتربية النشئ الجديد والشباب المتوقد فكرا سلبا كان ام ايجابا! هو بحاجة الى تعليم وصقل فكري وبناء حضاري متجذرا متعمقا باللاوعي... ولكون الفئة المستهدفة واعني بها فئة الشباب, تمتلك من نقاط القوة ممثلة بالنشاط والحيوية والتوقد الفكري ورغبة الكثير منهم بالمغامرة واكتشاف ماهو غامض ومجهول ومن نقاط الضعف ممثلة بتقليد ماهو قادم من الغرب ومتابعة مايعرض على مواقع التواصل الأجتماعي دون التمييز "إلا ماندر" بين الغث والسمين.

ان تفكير الشباب هذه الأيام منصب على القشور ويعتقد انه من المعيب الأقتداء بالجذور سواء على مستوى الأنتماء الحضاري او الفكري. من العوامل المهمة التي تؤثر سلبا على الشباب وتعد من نقاط الضعف هي الشعور بالنقص, والأعتقاد ان الثقافات والحضارات والأفكار الأخرى هي افضل من إرثنا الحضاري ونتاجنا الفكري, فترى البعض حين التكلم يفتخر بتضمين كلامه كلمات أجنبية من غير ضرورة لذلك! ويتالق زهوا حين تزين لباسه العبارات الغربية, ويهتم بسطحيات الغرب وشكلياته اكثر من اهتمامه بعمق اخلاقه ودينه.




طرق لتطوير الأنظمة التعليمية

لايخفى على الكثير ان قسماً كبيراً من المناهج هو مستورد وليس من نتاجنا الفكري وبما يتفق مع البيئة التي نعيش فيها وبما يتماشى مع الثوره الحاصلة في الدراسات العلمية والأنسانية , لنتفق من ناحية المبدأ ان هذا الشيء ليس بمعيب, ولكن الشيء الغير صحيح هو تقديم القوالب الجاهزة المستوردة والمعدة بما يتوافق مع ظروف وبيئة الغرب. لنقل مرة اخرى ان هناك حقائق علمية تبقى ثابتة مهما طال الزمن الا ان تدحض بحقائق علمية جديدة.

في الدول المتقدمة يعتمدون على الطرق الأستكشافية والعصف الذهني في التعليم وهي طرق تؤدي الى تنظيم المعلومات لأستنباط علاقات لم تكن معروفة سابقا و تثير الابداع وتشجع الطالب وتحفزة على التواصل والتفكير وتقبل التجديد والتنوع والأختلاف ويكون جزءاً من العملية التعليمية وليس على الطرق التي تجعل من التعليم ذو اتجاه واحد مثل الطرق التقليدية.

فعندما نريد ان’نعلم شبابنا نمجد لهم في دور الشرطي او الجندي في حماية الوطن؛ او عندما نبين اهمية النحل والعسل في حياتنا كغذاء ودواء... اهمية الشجرة أو البقرة كثروة طبيعية للبلد....هل غرسنا هذه المفاهيم عمليا...هل دخل الشرطي الى الصف وجلس مع الطلاب وبين لهم انه في خدمتهم يحرص عليهم ويدافع عنهم كونهم قد رسموا فكرة عن هذا الانسان من خلال القنوات الفضائية كيف يقتل... او يفرق مظاهرة بالقوة او يقتاد انسانا "مطالبا بحقه" بشكل مهين. هل حاولنا دفع الجهات ذات العلاقة ان تشرع قانونا ان لاتسجل مولودا جديدا مالم تزرع شجرة له بالمقابل... هل حاولنا ان نجلب خلية نحل نموذجية ونبين اجزاؤها ثم نطعم الطلاب شيئا من العسل.. هل علمنا شبابنا ماهي اهمية البقرة كثروة وطنية حالها كبقية الموارد الطبيعية التي منّ الله علينا بها .. هل وقفنا لحظة تامل بأن هناك سورة مباركة سميت باسم "سورة البقرة" في كتاب الله الناطق بالحق.

في احد المرات ونحن نعمل مزرعة ارشادية صغيرة لطلابي, فكرت ان اضع على كل شجرة صغيرة اسم احد الطلاب المشاركين! ومع مرور الأيام لاحظت ان هناك علاقة وطيدة تأسست بين الطالب والشجرة والغريب , ان بعضهم قد اعطى اسما لشجرته وكانها صديق له, وكان بعضا منهم ياتي في العطلة الأسبوعية من اجل ان يسقي تلك الشجرة وهكذا احسست بنشوة النجاح كوني زرعت بذرةً ونبتت واثمرت, في هذا الوقت تذكرت موقفا حين كنت عاملا مع أحد المؤسسات الدولية وكان معنا سائق اجنبي... وحين تعطلت السيارة كان يخاطبها "كمن بيبي" Come on baby هيا ياصغيرتي" وحين يدور المحرك يحيي سيارته ويقبلها!


الفجوة الفكرية بين الأجيال

لابد من الاشارة والاعتراف بان هناك فجوة فكرية واسعة بين الاجيال ممثلة باختلاف القيم والمعايير والافكار فما يحترمه الاباء ويعتقدونه كثوابت اصبح شيئاً طبيعيا لدى الاجيال الحالية... عدم الأهتمام بالتراث والموروث الشعبي...عدم الأهتمام بالقراءة سواء على سبيل التعرف على حضارتنا المجيدة ام زيادة الثقافة والأطلاع على اعمال الغير...سالت طلابي (ذوي اختصاصات علمية) هل اطّلعتم على كتاب في الثلاث سنين الاخيرة فلم احصل باجابة نعم الا من ثلاثة طلاب من اصل خمسة وسبعون طالبا! توجهت بعد ذلك لسؤال الطلاب الثلاثة عن اسم الكتب التي طالعوها ... فلم يجبني الا واحد منهم دون معرفة الفصول الداخلية للكتاب! وهذا السؤال اعطاني اجابات متعددة للتساؤلات التي تجول بخاطري... لماذا القدرة على التعبير ضعيفة عند الطلاب؟ لماذا هم كثيري الاخطاء اللغوية الى الحد الذي يخطأ بعضهم في كتابة اسمه الثلاثي؟ لماذا عدم القدرة على توظيف المفردات؟ هذه الاثار السلبية جالت كثيرا بخاطري وكيف ستؤدي بشبابنا الى هاوية لايعلم مداها إلا الله كونهم اما مرتبطين بجذور ضعيفة بحضارتهم او انهم لايشعرون باي انتماء اليها! والادهى في ذلك هم ينظرون الى من تمسك بجذوره وعاداته الاصيلة انه غير مواكب للحضارة والتقدم العالمي. وانطلاقا من الموقع الذي اعمل فيه فكرت بان اتبع بعض الحلول والتي اعتقد انها قد تساهم في تذليل ما ترتب عليها من اثار.

تعزيز ثقة الشباب بانفسهم .. فكنت اثني حتى على الأجابات غير الدقيقة وكنت اشير الى ان تلك الأجابة صحيحة جدا فيما لو كان السؤال بهذه الطريقة, وبذلك كسرت حاجز التردد لديهم... ربط المادة المطروحة قدر الأمكان بالأشكال الطبيعية.. تسجيل اجابات الطلبة على اللوحة مما عزز توسيع المشاركة!! اذ تبادر الى ذهني انهم احبوا فكرة تسجيل اجاباتهم وبدءوا يعيدون صياغة العبارات بشكل ادق من الاوقات والمحاضرات السابقة مما حفزني ان اكون بتماس اكثر معهم. عمدت بعد ذلك على تقسيم الطلاب الى مجاميع لكي احفزه على العمل بروح الفريق الامر الذي خلق اجابات ناضجة ترقى الى مستوى عال من المعرفة. اما الذين ليس لديهم قدرة على المشاركة عن طريق السؤال والتساؤل تعاملت معهم بطريقة ودية ومهذبة!! فبينت لهم ان هناك طريقة لطيفة للسؤال وهي ان ’يكتب و’يقدم بقصاصة بدون اسم... وعند استلامي للقصاصة تعاملت مع السؤال بطريقة جعلت الطالب فخورا بسؤاله وبدا يتجاوب مع الأجابة التي قدمتها, بالنقد والتحليل ولو بطريقة لاتخلو من الأخطاء... تذكرت حينها عندما كنا نتعلم اللغة الأنكليزية في خارج البلاد , كان استاذي يقول لي انس القواعد اللغوية وتكلم فقط مصيبا كنت ام مخطئا!! فقط تكلم, وكان الأستاذ يشجعنا على اي حال... وكنت حين اريد ان احدد فحص علمي لطلابي.. استخدم عبارة "عندكم اختبار" بدلا من استخدم كلمت "امتحان" واقول لهم اجعلو اهتمامكم بمعرفة وفهم ماتناولناه في الدروس وحين يخفق احدكم فسوف اعيد له الأختبار حتى ولو اكثر من مرة!!ادخلت هذه الفكرة حيز التطبيق من خلال تدريسي لطلاب المرحلة الجامعية الاولى فكانت نسبة النجاح في الأختبار الاول 51% وفي الأختبار الثاني 68% اما الأختبار النهائي فكانت نسبة النجاح 82% والشيء الذي افرحني هو ان الطلبة الذين اخفقوا في الأختبارات وعند استلامهم النتيجة بتقدير "ضعيف" وهو رسوب في واقع الحال ... لم يكونوا مستائين وقالوا لي سوف نجتهد لكي نتجاوز الأختبار في الدور الثاني. حينها ادركت ان التواصل بيني وبين طلابي قد تحقق!.


تأثير التكنلوجيا و وسائل الأعلام الحديثة على الفكر

لايخفى على احد الأثر الكبير سلبا او ايجابا للتكنلوجيا ووسائل الأعلام الحديثة المتمثلة بـ "الانترنت" والتي تعد الوسيلة الأعلامية الأخطرعلى فئة الشباب كونهم الفئة الأكثر استخداما لها,على الفكر... كون غالبيتهم ليس لديهم خلفية واضحة عن مخاطر الإعلام وتأثيره, كون الثقافة الغربية تستطيع من خلال تلك الوسيلة تصدير افكارها وثقافتها, اذ انها تحاكي رغبات الشباب وتداعب رغباتهم والأمور التي تشغلهم. الحياة التكنولوجية قد لا يدركها الكبير ولا يسمح بتجنبها الصغير اضافة الى وسائل الاعلام التي تستقطب اهتمام الشباب عن طريق البرامج السطحية والفارغة والتي تبث في ساعات الذروة على الأغلب. فيما تبث برامج اخرى ذات اهمية كبرى في بناء الذات وتنظيم القدرات وتعزز الأنتماءات الى ماهو ممتع ومفيد في اوقات تتميز بقلة المشاهدات بدرجة كبيرة. لذا ينبغي المحافظة علي هوية الشباب وثقافته ، من خلال دعم الوسائل الإعلامية لكي نتجنب خلق جيل ضعيف من الشباب مطموس الهوية وموجه التفكير.

في ظل هذه الأمواج المتلاطمة كيف نبصم فكرا؟ وفي ظل تباعد نطاق التفكير بين الأجيال وتمسك كل جيل بتفكيره, يجب ان تكون البصمة الفكرية واضحة المعالم والأهداف! واعتقد ان يتم تنفيذ تلك البصمة المضيئة على مرحلتين الأولى طويلة المدى والثانية قصيرة , اما الطويلة , فيجب ان تبدء من مراحل مبكرة وبطريقة محببة وفق برامج خاصة تشترك بها المؤسسات العلمية والتربوية والمؤسسة العائلية, التي يقع عليها مسؤولية متابعة وتوجيه الأبناء والحرص دون فرض السيطرة عليهم، وابعادهم قدر الأمكان عن العزلة، ويجب متابعة حالتهم من قبل المشرف المباشر عن طريق ارسال رسالة اسبوعية مبينا فيها نقاط الضعف والقوة لدى الشاب من اجل تعزيز نقاط القوة واصلاح نقاط الضعف, ويجب ايضا ان يتعلم الشباب من مصادر اخرى غير الجيل الكبير الذي تعلم من الجيل السابق له مباشرة اما المرحلة الثانية (والمتزامنة مع الاولى) تكون على شكل برامج توعوية تشترك فيها كل المؤسسات العاملة في البلد بضمنها الإعلامية والتي يتم من خلالها خدمة الشباب من ناحية نشر المعلومات التي يمكن من خلالها توجيه الشباب نحوالطريق الصحيح والسليم ، وانخراطهم في العمل الاجتماعي ، والاقتصادي والثقافي ومساعدتهم في اتخاذ قراراتهم المصيرية ، وتعميق الهوية الوطنية والحفاظ على الهوية العربية والإسلامية والعادات والتقاليد مع توضيح شامل ان هذه المفاهيم هي وسائل دعم وتحفيز للأنطلاق نحو المستقبل لاوسائل تقييد وتكبيل!!! اذ ماأسرع ان تقتلع الريح الشجرة ذات الجذور الهشة الغير متعمقة, وما اجمل ان تتحدى الشجرة المتعمقة الجذور اعتى الرياح!!! وما اجمل ان نخوض النيران المختلفة , مطمئنين! ونخرج محتفظين بهويتنا!!

مقالات متنوعة

المقالات المشاركة في مسابقة سنبصم فكرًا


صاحب المقال : مبارك بن خميس بن مبارك الحمداني



المقال :

المثقف الميديائي الجديد (الممكن الفكري , وأصنام النظرية)


توطئة : بين مثقف الأزمة,وأزمة المثقف:

ما إن توهج حراك الربيع على ضفاف الدول التي إلتهبت فيها شرارة الثورة,أو تلك التي لهفت حميمها,حتى تبادر إلى الإستدعاء ثمة تساؤل رئيس منبثق من صورة تكوينية في خطاب الثورة,خطها تاريخ الثورات الإنسانية وحتمتها نماذجها,وأطرتها أسس الرهانات الاجتماعية,وهو سؤال المثقف العربي وفاعليته في سياق الأزمة وتوجيه مسارات الأحداث.يقول المؤلف د.زكريا المحرمي في كتابه الموسوم “استئناف التاريخ”:كان المناخ العام في العالم العربي وبحسب آراء المفكرين والمثقفين العرب مشحونا ضد المثقف,فالكل يكيل له التهم ويوجه له الضربات,بيد أن المثقف العربي لم يتلق ضربة موجعة كتلك التي وجهتها له ثورات الربيع العربي,فقد خلقت تلك الثورات حالة من شبه الإجماع على أن المثقف كائن خارج الزمان,وتمثلت الضربة القاضية في إتهام المثقف بأنه أحد سدنة حالة الجمود السياسي والاجتماعي التي عشش فيها الاستبداد واستفحل…”[1]


المثقف الجديد , الرهانات والإنجازات:

غير أننا نلحظ أنه وعلاوة على أن الثورات العربية فقد فككت بنية الخلل في قارعة المشهد الثقافي عموما,فإنها بالمقابل قد خلقت على الساحة ثمة لاعبين جدد,من الأجيال الجديدة الصاعدة،استطاعوا هدم أصنام النظرية وتعريتها,ورفض الكائنات الثقافية التراثية ومقتها,واستلهام منطق العصر ولغته وإجادتها, قد فاجأوا العرب والعالم بخلقهم وقائع ومعطيات سياسية واستراتيجية غيّرت علاقات القوة وقواعد اللعبة،هؤلاء لم يأتوا من رحم كتب ابن خلدون ذات الصبغة الحتمية,أو دندنة أغاني وهتافات القومية العربية,أو حشد عاطفة المنابر الإسلاموية, فقد جاءوا من رحم الكتب الرقمية,والجلسات النقاشية الإفتراضية,والمقاهي الفكرية الإلكترونية,التي كانت الصبغة التي تصبغها هي صبغة التفكيك المستمر للمقولات والشعارات والمشاهد والهتافات والنماذج والقوالب,لقد أصبح في كل شخص منهم “كائن تفكيكي صغير” يقرأ التحولات ويحاكمها بالمفاهيم,يستطرد التغيرات ويقيسها وفقا لمنظومة القيم.وليست فضاءات التواصل الاجتماعي سوى نطاقاً فاعلاً وشاهداً على ذلك, فما أنتجته من حورات وما فاض على تغريداتها من رؤى وأفكار ومحددات,وما تُطُرِق إليه في منشوراتها من قراءات لم يستطع المثقف العربي محاكاة واقعيته,والأدهى من ذلك أن أصنام النظرية من المثقفين,وعبدة القوالب والتفسيرات الجاهزة من المفكرين,أصبحوا اليوم يماهون هؤلاء اللاعبون الجدد على ساحة المشهد الفكري والثقافي,ويميعون بالقول أنهم أبناء “ثقافة الصورة والتغريدة” و”أصحاب النفس الفكري قصير الأجل”,وغيرها من تجليات (عقدة النقص,وعقيدة النقص),التي استثارت في جماجم المثقفين الكلاسيكيين ليس نتيجة عدم جدوى أطروحاتهم التراثية الجمودية,وإنما نتيجة أن (بساط الكاريزما) الذي لطالموا سرحوا ومرحوا على شرفاته بات ينسحب من تحت أرجلهم يوما بعد يوما,وذلك نتاج طبيعي بداهي لإن ما تعنايه المجتمعات المعاصرة اليوم من الأزمات المتلاحقة والمشكلات المزمنة, يشهد يوما بعد يوم على أن الأزمة إنما تكمن بالدرجة الأولى في العقول والأفكار,حيث أن الخطاب الفكري العربي ظل وعبر عقود طويلة يحوك مجابهة التحديات القارعة في المجتمعات العربية بنفس العقلية والعدد الفكرية,مما أنتج المزيد من الأفخاخ وألهب العديد من العوائق.



سر البروز,وبروز السر:

إن مكمن السر في سطوة هؤلاء اللاعبون الجدد,أنهم احسنوا إستغلال الأدوات التي أتيحت لهم,ومكنوا ذواتهم من إمتلاك الوسائل بفاعلية في صيرورة مشهد واقعهم,وعلى ضوء ذلك فإن هذه الوسائل مكّنت الأفكار من التكاثر والانتشار بطريقة لم تشهد الإنسانية مثلها من قبل.ولذلك،تجد كثيراً من المُفكرين التقليديين مُربَكين،وكثيراً من الأفكار والأطروحات والإيديولوجيات التي ظن أصحابها بأنها باقية قد أُحبِطَت وصارت محط نقد وتهكّم وإهمال من الناس.وفي مقابل هذه الفئة،برزت رموز جديدة ترفض صفة النخبة،لإنها أدركت ثمالة النخبة وهشاشتها في مقارعة الواقع,وفي ذلك دلالة وتأكيد على ما قاله المفكر السعودي عبدالله الغذامي قبل سنوات في كتابه “الثقافة التلفزيونية” حين قال:“إن سقوط النخبة أدى إلى سقوط الوصاية التقليدية ورموز الثقافة التقليديين الذين كانوا يحتكرون الحق في التأويل وإنتاج الدلالات..!”[2]، فكلام النخبة وكتاباتهم ولقاءاتهم التلفزيونية لم تعد اليوم تُغري الناس كما في السابق.


هوية المثقف الجديد:

وقد كتبت ذات مرة قائلا:إن ثمة مثقف جديد تمخض من رحم الثورات العربية,وذلك أبلغ درجات الغنيمة,مثقف لم يعد قابلا للوضع في القوالب,وإنما ينطلق من أطر الصراع الكامن بدواخله وهو يجابه فوضى التناقضات التي تعايشها مجتمعاته العربية,بين أدلجة الدين,وقولبه السياسية,وسدنة الإعلام للسلطة,وبين الفشل الذريع في اختبارات الحضارة الثلاث المتوالية: “الديموقراطية, التنمية, المعرفة”.ولكن يبقى الرهان أمام المجتمعات العربية في الآلية التي تستثمر بها هذه الطاقات الخلاقة من المنتجين للأفكار والخالقين للرؤى والمبدعين لتكسير سطوة المفاهيم, والعاملين على قراءة التحولات بمنطقية أكبر,ويبقى الرهان أيضا على تبنه هؤلاء الفاعليين الثقافيين الجدد على الخطوط العريضة,والأدوات الرصينة,والعدد الفكرية الفاعلة التي يجب عليهم نهجها لقراءة التحولات,وتفنيد الأزمات,والإشتغلال بعقلية الناقد المنهجي والمحلل الموضوعي الواقعي.

وفي تقديري أن المثقف الميديائي العربي الجديد عليه أن ينطلق من مقاربة ذات النموذج في تحليل مختلف الأزمات والقضايا,وفي تحليل أنظمة الخطاب,ومولدات الشقاق. وهو نموذج البحث في المنطق المعرفي الذي ترتكز عليها هذه الأزمات بوصفها إفرازاً ومفرزا لأنساق معرفية بشرية تاريخية.


المثقف الجديد ورهان الفاعلية:

إن رهان الفاعلية لأي نسق فكري ومنظومة دفعه في السياق المجتمعي لآفاق التحديث والتطوير ومعالجة الأزمات إنما ينطلق من بينة التفكير الحيوي الفعال الذي يبتكر ويجدد بالتحرر من الضوابط التي يتقيد بها حراس النظرية وحماة العقيدة والمدافعون عن الهوية,وهو كذلك تكمن فاعليته في خرق القواعد والمعايير التي يلتزم بها أصحاب المدارس,وبناة النماذج وهواة التأصيل والتأسيس. إن الإنتاج الفكري الرصين هو الإنتاج الذي يبتدع المفاهيم ويغير الأولويات ويرسخ منظومة فكرية جديدة تساهم في فضح وتعرية الأنساق الثقافية السائدة,ومنظومات القيم التقليدية الرثة,وكشف ممارسات التجهيل والتعمية والتزيف واستلاب العقل والترهيب والطغيان,التي تمارس من قبل السطات في قطاعات المجتمع المخلتفة,سواء أكانت سياسية أم دينية. ثقافية أم إجتماعية.ولعل هذه المقاربة تدفعنا أكثر للتفاؤل بما تمخض عن الخريف العربي من نماذج ثقافية.فالانتقال من نموذج المثقف النخبوي نحو (نموذج المثقف الميديائي الجديد)[3] يجلعنا إزاء فاعل جديد أحدث ما فاق التصور،إذ فتح الإمكان لتحويل الخوف إلى جرأة،والقيد إلى حرية،والجهل إلى معرفة،والعجز إلى قدرة.وهذا الإنتقال ذاته أيضا قد كسر منطق “المنظومة” الأيديولوجية الحديدية التي تشتغل بالقولبة والتطويع والتدجين أو بالشحن والتعبئة،بقدر ما تعمل بعقلية الاتهام والإدانة والاستبعاد أو الاعتقال.

مكمن القيمة:

كل ذلك أفرزته قيمة وجودية حملها هؤلاء الفاعلين الثقافيين الجدد تمثلت في الرغبة الجامحة في التحرر والانتقال من عالم الماهيات المتعالية والهويات الثابتة والحقائق الجاهزة التي كان يلتحف بها الخطاب الفكري اللافاعل العربي نحو إدارة الواقع وحل مشكلاته أو تسييره وتطويره،بلغة التحويل الخلاق والتركيب البناء والتفاعل المثمر.فمن لا يخلق ويبتكر يخفق ويخسر قضيته أو ينتج مأزقه.


لقد أصبح من السذاجة بمكان تهميش المثقف الميديائي العربي الجديد,أو تهميش أسطورة الجيل والفئة التي تمخضت من رحم منطق العصر,إنها فئة ثائرة،لا تتعايش مع القيود والأعراف،وترفع شعارات حُرية تعبير،والهوية الكونية،وتعترف بأن ما تقدمه ليس ذا نفع أو فائدة,لكنها في المقام ذاته تؤمن بضرورة وجوده وطرحه لإن تعريات وتجليات مثل هذه الحادثة في الفضاء الإلكتروني تلهم المجتمع بأطيافه كشف الستار عن مساوئه وعيوبه,محاسنه وإمكاناته.إلا أن الناس تتابع،وتتفاعل،وتشتم،وتمدح،وأعداد المتابعين والمتأثرين تزداد كل يوم.وكل تلك ظواهر صحية بحتة لا يمكن نفي أهميتها في خلق نخبة جديدة من المرجح أن تكون فاعلة,وتدحض شيخوخة النظم الثقافية ومرتادي الأبراج العاجية,والهائمين في عبادة أصنام النظرية.


ومن ناحية أخرى،فإن هذه الطبقة الثائرة،الرافضة،المتسائلة،المُطلعة على تقنيات العصر وآخر صيحات الموضة،تتقاسم مع أقرانها في مختلف أصقاع العالم كثيراً من هذه المشتركات،ما يجعل الصفات التي ذكرتها تَغرِس جذورها في ثقافة المجتمع أكثر،ولكن يبقى الرهان الأكبر من ذلك في ثلاث قيم رئيسية يجب أن تتحلى بها هذه الفئة من المثقفين الميديائيين العرب الجدد تتجلى فيما يلي:

أولا:إذا كانت هناك ثابت أساسي وقيمة عليا يجب الدفاع عنها والتمسك بها,فهي ممارسة الحرية في التفكير بعيدا عن أي إكراه مادي أو ضغط معنوي,وما تعنيه هذه الحرية هي إمكانية التفكير في كل أمر,بصورة نقدية تتيح التفكيك لما يستوطن في عقل الفرد ذاته أولا من البنى والنماذج والآليات التي تحول دون فهم الأحداث أو عقلنة التجارب والممارسات.

ثانيا: أول ما يجب الإنطلاق منه هو قيمة مصارحة الذات,ويتجلى ذلك بهتك البداهات والعادات الذهنية الراسخة والمسلمات الفكرية المحتجبة,التي تحول دون أن يفهم الكائن المفكر ما يصله بالعالم,أو ما يتوسط بينه وبين نفسه من العقائد والمدارس واللغات وأنساق التواصل والبنى الثقافية والمجتمعية والنظم والمؤسسات.

ثالثا: أن لا يشرع المثقف الميديائي العربي الجديد عقله على نحو من قبله,وأن لا يرسم الحدود لفكره بصورة مسبقة,باختصار أن لا يقيم سورا محكما يسور به ذاته وهويته بالمقولات والنظريات والمناهج,بالعكس ما عليه فعله في ظل مخاضات العالم الجديد والمنطق الفريد,أن يعمل على إبقاء الأبواب مشرعة أمام العقل,لتعرية المهام والممارسات,والألاعيب التي تطمس مهمة التفكير أو تعيق طاقة الإبتكار والإثراء والتجديد.


إننا في أمس الحاجة اليوم أيضا إلى أن يخرج من رحم هؤلاء المثقفين الميديائيين الجدد ناقدين ماهرين,يمارسون النقد بحيوية وفاعلية،بحيث تكون القيمة الأسمى لكل ناقد منهم هي عشق الإثراء والإبتكار والتوسيع لما سبق إنتاجه داخل النسق,وأن يمارس تحقيق ذاته على عكس ما يفعله مثقفون ومفكرون ينطلقون من أفكارهم الجاهزة أو نظرياتهم المستهلكة،حول الإنسانية أو الديمقراطية أو الحرية أو الثورة،لكي يحاكموا الواقع الحي والنابض،أو المتوتر والمضطرم،فإذا بالوقائع ترتد ضدهم وتفاجئهم بانفجاراتها وتحولاتها.


خاتمة:
خلاصة القول في هذا السياق,إننا لابد أن نعي أن الممكن الفكري في قراءة ما يحدث يختلف عن الممتنع القولبي في قراءته،فالممكن الفكري ليس التفكير وفقاً لنماذج أو ثوابت تعامل كأصنام أو أيقونات،بل الإنخراط في صناعة الواقع،بخلق وقائع تخرق الحدود المرسومة والشروط الموضوعة،بقدر ما تكسر القوالب الجامدة والنماذج المستهلكة،التي تشل طاقة الفكر على ابتكار الحلول بصورة غير مسبوقة ولا متوقعة.

ولنخطها قاعدة أساسية,إننا نتغير بقدر ما نعمل وننتج,ونغير الواقع بقدر ما نخلق من وقائع تسهم في تغيير خريطته في كل مجال من مجالاته,لا بتمجيد الأسلاف,أو تقديس الموروث النظري وإحترام القوالب الجاهزة والأحكام المنمطة



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] المحرمي, زكريا : استئناف التاريخ: المثقف والثورة والنظام السياسي المنتظر , مسعى للنشر والتوزيع , 2013
[2] الغذامي, عبدالله : الثقافة التلفزيونية : سقوط النخبة وبروز الشعبي , المركز الثقافي العربي , 2004
[3] المثقف الميديائي:نسبة إلى الميديائية (الإعلامية),وأقصد به المثقف الذي يتوافر على وسائط ومواقع التواصل الاجتماعي ويتسثمرها لخدمة المناقشات والتحليلات ومختلف أشكال الطرح الثقافي والفكري.

مقالات متنوعة

المقالات المشاركة في مسابقة سنبصم فكرًا


صاحب المقال : محمد شاكر محمود



المقال :

التراث النجفي والتهديدات بالاندثار

إن من أكثر الأمم تقدما وتطورا تلك التي تهتم بتراثها الحضاري والثقافي وتبرزه للعالم لتبين مدى تقدمها وتطورها على مراحل التاريخ المختلفة، بل حتى وان كان هناك ما يعيبها، فتستخدمه كمحفز لشبابها على تجنب التكرار، حيث أصبح هذا التراث من أهم نقاط القوة في تفكير الشباب والكبار على السواء. واليوم أصبح، تراث هذه الدول، مصدرا لتمويل عدة مشاريع عامة وخاصة تساهم في النمو الاقتصادي للبلد لأنه موردا من الموارد المهمة وهناك عدة دول تعتمد عليه (السياحة) في ميزانيتها العامة.
وفي العراق عموما ومدينة النجف الاشرف خصوصا، تنتشر مجموعة كبيرة من الأبنية التراثية وآثار من مختلف الحقب التاريخية التي لها قيمة مادية ومعنوية كبيرة كونها أولا عاصرت أحداث مهمة في تاريخ هذه المدينة وثانيا أن لها قيمة جمالية ومعمارية متفردة، ومنها ما هو خاص، كبعض البيوت، ومنها ما هو عام، مثل مراقد ومقامات بعض الأنبياء والأولياء الصالحين، المدارس الدينية، المساجد، ... وغيرها الكثير. وعلى الشباب اليوم التعرف على تلك الآثار لكي تكون منارا له للتسديد في طريقه ويتعرف على هويته ويبني مستقبله عليها، فهو سيفكر كيف يستفاد منها معنوية ومادية فيحافظ عليها ولا يعتمد فقط على يتوفر حاليا فقط (البترول) فهو نافذ.


فهناك مواقع عديدة في المدينة يمكن اعتبارها من الآثار او التراث وتقسم إلى قسمين رئيسيين: أولهما قبل الإسلام، حيث وجود عدة تجمعات سكانية ومدافن مسيحية وغيرها، والقسم الثاني بعد الإسلام، حيث وجود مراقد ومقامات عديدة في النجف الاشرف، وأهمها هو مرقد الإمام علي أمير المؤمنين عليه السلام لما لهذا المرقد من دور مميز في تاريخ وحاضر المدينة التي تشرفت بوجوده بين حبات ترابها. وهناك أيضا مراقد أنبياء (ع) كثر، مثل مرقد النبيين آدم ونوح (ع) اللذين يشاركان المرقد الشريف للإمام علي (ع)، وأيضا مرقد النبيين هود وصالح (ع)، ومراقد أولياء صالحين، مثل، الصحابي الجليل كميل بن زياد النخعي والصحابي الجليل ميثم التمار، ومراقد علماء وأدباء وشعراء وغيرهم. وهناك المساجد، مثل مسجد الكوفة، مسجد الحنانة ومسجد السهلة، وهناك المدارس الدينية التي كان لها دور كبير في نشر ديننا الإسلامي الحنيف، مثل مدرسة الصدر، المدرسة المهدية، مدرسة البخاري، مدرسة الايرواني، مدرسة القزويني، مدرسة الهندي، مدارس الآخوند، المدرسة الطاهرية، مدرسة الرحباوي، مدرسة الجوهرجي، مدرسة الحكيم، مدرسة جامعة النجف الدينية، وغيرها الكثير.
فهذا تراث كبير بقيمته المادية والمعنوية ويجب الاهتمام والتعريف به بشكل كثيف للحفاظ عليه من اجل الأجيال اللاحقة ليكون لهم منارا للمعارف والعلوم المختلفة. والحفاظ عليه من مختلف المؤثرات ومن أهمها الاندثار، وهناك أسباب كثيرة له ومنتشرة في مدينتنا.
إن انتشار النشاط البشري غير المدروس، ومنها بناء الفنادق والمطاعم وبمستوى سيء من التصميم المعماري أو الخدمي، مسببا تغييرا طارئا أو جذريا في البناء التراثي ويتسبب في ضياعه معنوياً ومادياً. فالتصميم السيئ الخاص بالتصريف الصحي لها مثلا، يؤدي بالتأكيد إلى تغلغل مياها إلى التربة مسببة تخلخلها، وهذا ما يحصل مثلا في المدينة القديمة (الجزء الذي يضم معظم تراث مدينة النجف)، حيث إن المياه الجارية احد اخطر الأسباب في مشكلة تصدع الأبنية في مدينة النجف الاشرف، حيث إن تربة المدينة تحتوي على نسبة كافية من الأملاح التي تذوب في المياه وتسبب الخلل في هيكلية التربة وبالتالي تؤدي إلى تصدع الجدران في الأبنية. وهناك أعمال البناء الجديدة (بعد تهديم القديم) وبصورة غير سليمة ومجاورة للاماكن التراثية المهمة مما أدى ويؤدي إلى انهيارها بشكل كامل أو جزئي. وهناك أعمال الترميم لتلك الأبنية التراثية ولكن بشكل يشوه تلك الأبنية المهمة من خلال استخدام مواد وطرق إنشاء غريبة عن البناء التراثي.

وفي خان شيلان، مثلا، وهو من الأبنية التراثية المهمة في مدينة النجف الاشرف، حيث بُني لاستقبال زوار الإمام علي (ع) منذ ما يقارب 100 سنة ثم مر بمراحل مختلفة من الاستخدامات، ومنها، كان مقرا للحكومة، وأثناء ثورة العام 1920 حجز فيه مجموعة من الجنود الانكليز وبقيت أثارهم على جدرانه إلى الآن، وفي التسعينيات من القرن الماضي، استخدم، مع الأسف "مكب للنفايات" ووصل به الحال إلى تدمير جزء كبير منه، ولكن بعد الاهتمام به من قبل بعض الأخيار في المدينة، تم ترميم الخان ليصبح متحفا للتراث النجفي وثورة العشرين حيث يضم الآن كل ما يشير إلى تاريخ المدينة في شكل أنيق.
لكن بقي الخان مهددا بالاندثار، بعد كل تلك الجهود والأموال، بسبب النشاط البشري المحيط به من كل الجهات والذي يؤدي من جهة إلى تسرب المياه المختلفة إلى جدران وأسس البناء ومن جهة أخرى تعرضه للاهتزازات الناتجة عن حركة الآليات في الشارع المجاور للبناء (شارع الخورنق)، وهو الممر الوحيد للآليات والمعدات التي تدخل المدينة القديمة. وهذه الاهتزازات تهدد استقرارية التربة وبالتالي استقرارية البناء. وهناك أمثلة كثيرة لأبنية تتعرض لمثل هذه الظروف.
ومن هنا ندعو المهتمين، والمسؤولين، التحرك سريعا للحيلولة دون المساس بتراث هذه المدينة المهم، ليس لمدينة النجف الاشرف فقط وإنما للعراق، بل للمسلمين في كافة أنحاء العالم.

الاثنين، 28 أبريل 2014

المحور الرابع

المقالات المشاركة في مسابقة سنبصم فكرًا



المحور الرابع : تأثير التكنلوجيا و وسائل الإعلام الحديثة على الفكر

صاحب المقال : وعد بنت علي الهطالية




المقال :
تأثير التقنيه ووسائل الاعلام الحديثه على الفكر

المقدمه:

حياتنا اليوم تختلف عن ما كانت عليه من قبل في كثير من الاشياء تختلف في طريقة العييش تختلف في اللباس تختلف في التفكير حتى في طرق التعليم ما كان في الماضي مستحيلا فعله صار فالحاضر سهلا وميسرا ,كذلك التقنيات الحديثه تطورت كثيرا منذ ان كنا نكتب الرسائل يدويا ونسلمها بالبريد اليدوي اصبحنا نرسلها عن طريق البريد الالكتروني ولا تأخذ سوى عدة دقائق وتصل للشخص الذي نريد ايصالها اليه كل ذلك بفعل العولمه والتطور التقني والتكنولوجي الذي عم ارجاء المعموره وجعل العالم بكبسه زر يصبح متواصلا ومتفاهما ومتعاونا .

كذلك هو الحال لوسائل الاعلام بدأت بالراديو الى ان وصلت الى التلفاز والقنوات الفضائيه المختلفه كل ذلك اصبح يشغل بال الانسان واصبح يقنعه اكثر من قرأة كتاب وتلخيصه واخذ الفائده منه اصبح شغل الانسان الشاغل هو الاتصال بالانترنت والتواصل مع اشخاص اخرين ربما قد يكونون مجهولي الهويه احيانا وفتح القنوات الفضائيه التي لابد من وجود اباحيات محظوره فيها واكثر احيانا من ذلك, هذه الامور مجتمعه بدأت تغير فكر الانسان وبدّأ يبتعد عن الكتب والقرآة وشغل اوقاته بالمفيد الى الجلوس امام شاشات التلفاز والحاسوب كالالي المتحكم به عن بعد نعم فقد اصبح عقل وفكر الانسان تتحكم به هذه التقنيات الحديثه ووسائل الاعلام.

ففي هذا المقال سوف اتحدث بتعمق عن تأثير التقنيه ووسائل الاعلام على فكر البشريه واتمنى ان اعطي المقال حقه من التعبير.


تأثير التقنيات الحديثه على الفرد:

التأثيرات العقليه:

توثر التقنيات الحديثه ووسائل الاعلام على عقل الطفل والبالغ كذلك تؤثر في تفكيره بشكل سلبي فيؤدي بذلك الى الحكم على الامور الخاطئه في نظر الوالدين على انها صحيحه في نظر الاطفال تؤثر في مستواهم الدراسي من حيث انها تقلل نسبة الذكاء ويصبح الطفل منقادا لما تعرضه شاشات التلفاز والحواسيب الاليه.

التأثيرات النفسيه:

توثر في نفسية الطفل حيث انها تبعث في نفسه الخوف والقلق من خلال مثلا مشاهدته لبرامج مرعبه يصبح الفرد جبانا ويخاف حتى من ابسط واتفه الامور .

التأثيرات الدينيه:

يصبح الفرد يؤمن بأشياء تخل بقواعد الطبيعه وتنفي احيانا بوجود الله عزوجل وكل ذلك يؤدي الى ابتعاد الفرد عن الالتزام بامور الدين خاصه لدى الاطفال فيقلدون الشخصيات التي يحبونها وفالواقع ....اغلب البرامج الكرتونيه لا تظهر لا الدين ولا حتى الاعتقاد بوجود اله ففي بعض البرامج (هنالك رجل ينزل الماء من السماء)اولم نعلم ان الله هو من يقدر على كل ذلك فو القادر على كل شي كقوله تعالى(وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به) وكذلك اخراج الثمار من الشجر وغيرها من الامور.

الثأثيرات الاجتماعيه:

حيت يقل دور الاسره ويصبح الاطفال امام شاشات التلفاز والوالدين منشغلين بأعمال المنزل ويقل التواصل بين افراد الاسره ويصبح التواصل محصورا برسائل الكترونيه بين افراد الاسره حتى وان كانو بنفس المكان مجتمعين وذلك عن طريق الهواتف الذكيه او الحواسيب المختلفه .

التأثيرات الصحيه:

الجلوس امام شاشات التلفاز او الحواسيب لساعات طويله تضر يشبكة العين وربما تسبب نقص النظر لما ايضا لها من مضار في قلة النوم والاسوداد تحت العين من جانب اخر تناول الوجبات الدسمه ومشاهدة التلفاز لساعات طويله يؤدي الى حد ما الي احداث السمنه اظهرت منظمة الصحه العالميه ان حوالي 1.6 بليون شخص بالعالم يعانون من السمنه .

في المقابل النبي صلى الله عليه وسلم امرنا باستغلال اوقاتنا بالمفيد فالانسان الذي يقضي ساعات طويله امام هذا العدو اللدود الا وهو الشاشات التلفازيه او الحاسوبيه هو بالاحرى يضيع وقته في ما لا يفيد والانسان مسؤول عن اوقاته وكيف استغلها كما جاء في الحديث الشريف "رَوى ابنُ حِبَّانَ والترمذيُّ في جامِعِه أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قالَ: "لا تزولُ قَدَمَا عبدٍ يومَ القيامةِ حتَّى يُسألَ عن أربعٍ عَن عُمُرِه فيما أفناهُ وعن جسدِهِ فيما أبلاهُ وعن عِلمِهِ ماذا عَمِلَ فيهِ وعن مالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وفيما أنفقَهُ)

امثله:

الامثله كثيره في هذا المجال فهناك الكثير من الاطفال الذين راحو ضحية لتقليدهم لشخصيات كرتونيه في نظري مجنونه تقيدو بها فتعرضوا لاصابات خطيره كالقفز من مكان عال لتقليد (سوبرمان) اوتسلق الجدران والاشجار لتقليد(سبيادرمان) ولمن يعود السبب؟!للقنوات التي لم تلتزم شروط معينه وخطوات جيده في انتقاء الجيد من البرامج التلفزيونيه .

مثال آخر :

برنامج سبونج بوب يعلم الاطفال الغباء يفعلون اشياء غير جيده للاطفال مثل:الصراخ,القتال ,اخراج قاذوراتهم (من الانوف) ,والعنف والدماء والسكاكين وغيرها من الاشياء التى تجعل الاطفال يحبونها ويقومون بها بدون علمهم انها اشياء فالواقع تؤدي الى التأثير على افكارهم ابداعهم مواهبهم فيصبحون نتائج واضحه لما تقدمه بعض القنوات من برامج مضره بالعقل والجسد.

كذلك برنامج ناروتو البرنامج الذي يعرض اباحيات ممنوعه وتؤثر في تفكير الطفل الصغير فيقوم بأمور ممثاله لما يراه فالتلفاز وبالواقع كلها امور سيئه كالتقبيل والاحضان بين الشاب والفتاه وكل ذلك منافي لعقيدتنا الاسلاميه كلها حملات تشنها الدول الاوروبيه على دول الاسلام حملات فضائيه تدمر فكر الطفل المسلم وتدفعه الى القيام بأمور خاطئه بعيدا عن مراقبة الوالدين .



الحلول:

كل مشكله ولها حل مناسب مشكلة الادمان على مشاهدة القنوات الفضائيه مشكله لابد للوالدين ان يكون لهم الكلمة فيها ذلك انهم بأمكانهم القيام بتخصيص اوقات معينه لمشاهدة التلفاز وعلى الوالدين القيام بانتقاء القنوات الجيده لابناءهم واخذ الحذر كل الحذر من ان تقع اعين الاطفال على مواقف مخله بالاخلاق وتخل بقيمة الاسلام والاداب الاسلاميه لدى المسلم حيث ان الطفل عقله مبرمج على ان ما يراه يجب عليه القيام به وتجربته لان الطفل دائما ما يكون فضوليا ولا يهتم بالعواقب الوخيمه من ذلك حتى وان كان بالغا فدور الوالدين لا يمكن الاستغناء عنه مهما كان لابد لهم بالجلوس معهم والاخذ والعطاء معه وفهم الفكره الموجوده بداخل الطفل .

تعليم الاطفال قرآة الكتب وحبها والتعلق بها ذلك يؤدي ان يستبدل الطفل التلفاز والانترنت بالكتاب فتتنمى لديه القدرات في القرآه يصبح طفلا موهوبا حيث يصبح انسانا ذا فكر واسع ويخطط ويرسم ويفكر ويكتب لا يصل الطفل الى كل هذا دون وجود خطوات وارشادات ووقفات اهليه من الاب والام وربما احيانا الاخوة كذلك .

الرحلات السياحيه هي ايضا حل ممتاز حيث ان الطفل يبتعد عن التقنيات ليذهب الى الطبيعه حيث يحدث تغييرا في فكره ينتعش فكره يجدد افكاره يترك الغباء الذي تسببه بعض البرامج والتفكير السيء ويتجه بفكره للطبيعه الام المنعشه يستمتع بوقته مع اهله وينسى شيئا اسمه التقنيات الحديثه .

اذن الحل هو بيد الوالدين لانه مهما فعلنا فالقنوات في تزايد ولا نستطيع منع القائمين عليها من عرض البرامج الغير جيده فيها لكن نستطيع ان نمنع هذه الافكار من الدخول لعقول اطفالنا لاننا نحن من نخطط لحياة اطفالنا لا القنوات والتقنيات الحديثه.



الخاتمه:

القنوات الفضائيه والتقنيات الحديثه في تزايد مستمر وتداعيتها السلبيه في تزايد كذلك لكن هنا يجب ان نقف على نقطه مهمه الوالدين هم الاساس في محو السلبيات من عقول اطفالنا في تقديم البرامج بصوره جيده ومقنعه بعيدا عن الاباحيات والمخاطر والدماء التى تعرضها بعض البرامج التلفزيونيه على الوالدين ان يعلمو اوالدهم كيفية انتقاء البرامج الجيده وان يكونوخير قدوه لهم فأن كان الوالدين يريدون ابناءهم ان يكونو منتقين جيدين يجب ان يبدأو هم بذلك ليروا مع الايام ان ازهار ما فعلو قد اثمرث ثمارا عادت على اطفالهم بالخير الكثير .

وهنا في نهاية المطاف كلمه لمنتجي البرامج الكرتونيه المشوشه للافكار ,ترفقوا بأطفالنا امنعو عرض مثل هذه البرامج لاننا نريد ان نبني نجاحا وتقدما لا فسادا!

المحور الرابع

المقالات المشاركة في مسابقة سنبصم فكرًا



المحور الرابع : تأثير النكنلوجيا و وسائل الإعلام الحديثة على الفكر

صاحب المقال : نور جمال المعوش



المقال :

تأثير التكنولوجيا ووسائل الاعلام الحديثة على الفكر


مقدمة

الفكر الانساني مادة نشطة تتفاعل مع التطورات التي تطرأ على محيطها، ففي بداية ظهور الانسان كان فكره يتجه نحو كيفية البحث عن عناصر الوجود، ومع كل تطور كان يطرأ على المحيط المجتمعي لهذا الفكر كان الأخير يغيّر وجهته.

"الحاجة أمّ الاختراع"

وهي التي دفعت بالفكر الانساني لمحاولة التغيير نحو الأفضل حتى وصلنا للعصر النجومي المتمثل بعصر التكنولوجيا الذي يحاول مناطحة الكمال, هذا الفكر بأشخاص محددين لديه مقدرة على الابتكار أكثر من غيرهم أسس ما يسمى بالتكنولوجيا أو علم التقنية والفن بالمفهوم العربي.

كانت التكنولوجيا تسعى لخلق الات ذو فاعلية ميكانيكية تساعد الانسان في نشاطه العضليّ أثناء عمله أو حتّى في حياته اليومية، ولكنها تطورت لتصنع عقولا الكترونية قادرة على التفكير بدلا من الانسان بقيامها عملا محددا أكثر دقة, وهذا من الطبيعي أن يؤثر على الفكر الانساني.

تطورت التكنولوجيا أيضا لتدخل في الحياة الاجتماعية والثقافية للفرد بانتاجها وسائل لنقل المعلومات حول ما يحصل في العالم أو في نطاق محدد سميت بوسائل الاعلام، ولكن التكنولوجيا أبت أن تقف عند هذا الحدّ فصنعت عالم افتراضي يتشارك فيه كل البشر تمثل بالانترنت، ومن هذا العالم ولدت وسائل اعلام حديثة متمثلة بوسائل التواصل الاجتماعيّ والمواقع الالكترونية الاخبارية والمنتديات التي حولت العالم الى قرية كونية وزادت من مفاعيل العولمة. والسؤال الجدير بالذكر هو: "كيف أثّرَت وسائل الاعلام الحديثة على الفكر الانساني وكيف غيّرت في حياة الانسان؟".

يقول ابن خلدون: "ان الاحوال اذا تبدلت جملة، فكأنما تبدل الخلق من أصله وتحول العالم بأسره وكأنه خلق جديد".



التكنولوجيا غيرت اتجاهات الفكر الانساني

لا أريد الغوص في الجدول الزمني للتطور التكنولوجي لعدم الدخول في التكرار الروتيني للمقالات والتقارير المنتشرة, بل أفضل التكلم عن عمليات التفاعل بين ما يتلقاه الانسان وبين ما ينتج عنه كحالة المعادلة الكيميائية المرتكزة على عناصر تجتمع لتعطي شيء أو مجموعة أشياء وتترجم في العقل البشري لتعطي تحولا فكريا وتصرفات بشرية.

أنطلق من مثل واقعي نعايشه, فالطالب على سبيل المثال كانت الأرقام، قبل اختراع الالة الحاسبة، عناصر الإستخدام في عملياته الحسابية، فتراه يستعمل فكره مع هذه الأرقام لينتج الحل. كان يفكر أيّ طريقة سيعتمد؟؛ ويقوم فكره بحل المعادلة تبعا للطريقة المعتمدة. أما وبعد ولادة الآلة الحاسبة من رحم التكنولوجيا أصبح الانسان يمتلك كعناصر الأرقام والالة الحاسبة، وهنا يفكر فقط أي طريقة سيعتمد وتقوم الآلة الحاسبة بالباقي.

رغم ما قدمته التكنولوجيا للانسان من تسهيلات في حياته، الا أنها جعلت الآلة تحلّ مكانه وتحدّ من سعيه للابداع الحرفي أو العملي بمعنى أصحّ, فأصبح الفكر الانساني متقوقع بالسعي لصناعة الآلة وحوّلت المناهج التي يتلقاها الفكر الانساني لمناهج تعلمّ على كيفية التأقلم مع الآلات أو صناعتها. غالبية الشباب باتوا يتجهون نحو الاختصاصات العلمية التي تشارك في العصر التكنولوجي وأهملوا الاختصاصات الأدبية والفلسفية، معتبرين أن هذا العصر ليس عصر الفن بل عصر التقنية, وهذا ما أدى الى خلل في الحياة الاجتماعية لندرة وجود أشخاص وجهوا فكرهم في النطاق الاجتماعي، وكان لهذا تأثيرات سلبية جمة في كيان المجتمع.

ففي لبنان مثلا يرتفع عدد المهندسين وطلاب الهندسة ويكاد ينعدم المتخصصين في الأدب العربي والفلسفة والاجتماع وغيرها من الاختصاصات الأدبية، فهذه التكنولوجيا غيرت من مسار الفكر الانساني، ولا يمكننا أن نمرّ دون أن نتذكر أنه وقبل وجود العلم كانت الفلسفة مسيطرة لقرون خلت.

التكنولوجيا كالدواء ان أخذنا منه الجرعة المطلوبة شفينا، وان أخذنا جرعات كبيرة ننحدر نحو الموت.



التكنولوجيا تصنع عالما آخر

صنعت التكنولوجيا عالما آخر بواسطة خاصية جديدة متمثلة "بالبرمجة"؛ عالما جديدا هو عالم افتراضيّ لعقول مستخدميه فقط. فمن يشارك في هذا العالم يستخدم الفكر وليس الجسد كما هو الحال في العالم الطبيعي حيث يستعمل الجسد والفكر معا, هذا العالم تمثل بالشبكة العنكبوتية أو ما يسمى بـ "الإنترنت".

الانترنت في عصرنا هذا موجود في كل بقعة من بقاع الأرض, والكل قادر على المشاركة والانخراط في هذا العالم, وخاصة بعد ولادة المواقع الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي تحديدا التي شكلت بدورها بلدان داخل العالم الافتراضي, فلفيسبوك سكانه ولتويتر شعبه ولإنستغرام رواده.

ظهرت مواقع التواصل الاجتماعي لتكون بغايتين الأولى اجتماعية لمحاولة مشاركة أكبر عدد ممكن من الناس في مكان واحد يسهل عمليات التواصل فيما بينهم، وأخرى تمثلت بالدور الاعلامي لهذه المواقع والذي يعتبر اليوم دورها الأساسي، فالمعلومة باتت تنتشر بسرعة البرق من مكان الى آخر متجاوزة كل الحدود.

فايسبوك

موقع من أهم مواقع التواصل الاجتماعي, وصل هذا الموقع بسنوات قليلة لعدد كبير من الناس, وهو يضم اليوم نحو 1.2 مليار مستخدم حول العالم. وفي الفايسبوك ثلاث أنواع تمثلت بمناطق داخل هذا البلد وهي: "الحساب, الصفحة, المجموعة".

الحساب هو ملف شخصي لكل مستخدم فيه يضع صورة له وصورة أخرى تسمى بصورة الغلاف تعبر عن شيء ما يخصه, ويحتوي هذا الملف على حال المستخدم وسيرة حياته بالمعنى الواسع.

من خلال هذا الحساب يمكن للمستخدم أن يعبر عن ما يجول في خاطره, إبداء رأي, إعلان خبر, "لصق" أبيات من الشعر, أو مشاركة قول مأثور......

ولكل حساب مجموعة من الأصدقاء المستخدمين، ويمكن لهذا الحساب أن يكون متابع لـ"صفحة" ما غالبا ما تكون لمؤسسة أو لمشهورين في عالم الفن أو السياسة أو الاقتصاد وغيرهم..

هذا ويمكن للمستخدم أن يكون عضواً في مجموعة تتكون من مستخدمين يجتمعون من أجل هدف ما وان ضلّ الهدف فلا فائدة للمجموعة.

بما أننا خضنا مجال البحث في هذا الموضوع من أجل التحدث عن الدور الاعلامي لهذه المواقع، فسأشرح بشكل مفصل التوجه الفكري في استخدام هذه الوسائل ومدى تأثيرها على هذا الفكر نفسه.

شكل الحساب منبرا للمستخدم ليعبر عن رأيه في قضايا المجتمع في كل مجالاتها, وسمحت أيضا لكل مستخدم أن يكون مصدرا للأخبار؛ فأنا مثلا عند مروري في مكان ما أرى حادث سير فأسارع الى الفايسبوك لأعنون خبر يقول "عاجل: حادث سير على .....", يرى المعلومة آخرون فينشروها وتنتشر بشكل واسع وهكذا أكون أنا مراسل لمن؟ لكل الناس.... وحين أرى ظاهرة في هذا المجتمع فيها فساد، أقوم بنشر رأيي الذي يمكن أن يقنع آخرين ويشاركوني به وننقلب على هذه الظاهرة.. ففي حياتي الطبيعية أنا طالب أتخصص في البيوكيمياء وفي حياتي الفايسبوكية أنا اعلاميّ. فكري انشطر شطرين أو "انفصم" بمعنى مجازي.

على سبيل المثال وليس الحصر, يطلق أحد السياسيين موقفا على صفحته، فأبادر أنا المستخدم المتابع لهذه الصفحة بالتعليق ايجابا أو سلبا على هذا الرأي, وهذه فرصة أتيحت لفكري لتوصيل رأي مباشر لأصحاب السلطة والقرار بغض النظر مدى تأثير ما أطلقته.

المجموعة تنشأ من أجل هدف ما من أجل قضية ما باسم قضية ما, يعبرّ فيها كل عضوّ عن رأيه ويتناقشون بغاية هذا الهدف؛ وأمثلة واقعية تبيّن أن بعض المجموعات ساهمت في احداث تغييرات في مجتمعها كان لها نتائج ايجابية وفعّالة.

تويتر

موقع للتغريد, فيه كالفايسبوك مستخدمين ولكن يغردون فقط, يغردون لايصال رأي بجملة قصيرة رأي يمكنه الوصول بسرعة أيضا, وتتشابك غاية توتير مع فايسبوك في الدور الاعلامي.



ولأن الصورة تتكلم وهي تعبر أكثر من الكلام أحيانا، أُنشِئَ موقع إنستغرام لنشر الصور والصورة لبّ الاعلام، وهي الأكثر تأثيرا بالناس وبأفكارهم.

أدت وسائل الاعلام الحديث لصناعة وتكوين رأي عند الانسان، وأدت أيضا لتغيرات فكرية ولمتّ الشمل الفكري حول قضايا معينة. وان ذهبنا مع التيار الايجابي لوسائل الاعلام الحديث فتكون خيرا لنا. هي لا تخلو من السلبيات، ولكن عندما يسوء استخدامها فقط.

يقال أن هذه الوسائل أسست لغايات مخابراتية وللتجسس, ولكن إن صدقتّ هذه المعلومة هي برأيي الشخصي لن تؤثر أبدا ان كنا نسير بالاتجاه الصحيح.



الخاتمة

يقول أينشتين: "لا تكافح من أجل النجاح بل كافح من أجل القيمة"


هذا القول هو رسالة لصانعي التكنولوجيا ومستخدميها ولمستخدمي وسائل الاعلام الحديثة. رسالة كفيلة في أن نختم هذا المقال بها. رسالة للتأكيد أن النجاح في القيمة، والقيمة لا تأتي الا ان أحسنا استخدام التكنولوجيا ووسائل الاعلام الحديث.