المقالات المشاركة في مسابقة سنبصم فكرًا
صاحب المقال : كريم محمد بهيّه
المقال :
"سنبصم فكرا"
المقدمة
عندما ندعى للأسهام في كتابة مقال ما, يحاكي العقل البشري علميا او انسانيا, فان اول مايقفز الى ذهن الكثير من المكلفين باثراء هذا النشاط, هو كيف يحافظ اولا على الشكل الخارجي للمقال او الدراسة الفكرية, وكم فقرة يضمنه وماهو عدد الفقرات ! ومن يتفق اويختلف معه فكريا... ثم كيف يصرف وقتا طويلا لكتابة الفقرة الاخيرة كونها الشاملة والجامعة لما ورد في المقال او النشاط الفكري ومشددا على الصياغة اللغوية مااستطاع, وبعد ذلك يقف الكاتب على مفترق طرق بين ناقد صادق يقوّم ماجاء في المقال وما يمكن الأستفادة مما تناوله النشاط. ثم يجهد نفسه كي يرسل ما سطره الى صاحب النشاط معززا بالشكر والثناء والدعاء كي يرفد هذا النشاط الفكر الأنساني... سائلا الله عزّوجل ان يضعه في ميزان حسناته. وبين من ينتقد, ويهاجم, ويفند معتمدا في احيان كثيرة على من قرأ المقال او الدراسة الفكرية!!! كونه لايجد الوقت الكافي لذلك. فان كان الكاتب متبحرا في الثقافة الشعبية لايسعه الا ان يقول " بين حانة ومانه ضاعت لحايانه" وان كان يسلك طريقا يبتغي به علما يردد قوله تعالى "(يَرفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ)" المجادلة 11
قد يتسائل البعض ماعلاقة هذا بموضوع المقالة او النشاط الفكري! والرد الجميل هو ان كان من يقود ويعلم ويتصدى لتربية النشئ الجديد والشباب المتوقد فكرا سلبا كان ام ايجابا! هو بحاجة الى تعليم وصقل فكري وبناء حضاري متجذرا متعمقا باللاوعي... ولكون الفئة المستهدفة واعني بها فئة الشباب, تمتلك من نقاط القوة ممثلة بالنشاط والحيوية والتوقد الفكري ورغبة الكثير منهم بالمغامرة واكتشاف ماهو غامض ومجهول ومن نقاط الضعف ممثلة بتقليد ماهو قادم من الغرب ومتابعة مايعرض على مواقع التواصل الأجتماعي دون التمييز "إلا ماندر" بين الغث والسمين.
ان تفكير الشباب هذه الأيام منصب على القشور ويعتقد انه من المعيب الأقتداء بالجذور سواء على مستوى الأنتماء الحضاري او الفكري. من العوامل المهمة التي تؤثر سلبا على الشباب وتعد من نقاط الضعف هي الشعور بالنقص, والأعتقاد ان الثقافات والحضارات والأفكار الأخرى هي افضل من إرثنا الحضاري ونتاجنا الفكري, فترى البعض حين التكلم يفتخر بتضمين كلامه كلمات أجنبية من غير ضرورة لذلك! ويتالق زهوا حين تزين لباسه العبارات الغربية, ويهتم بسطحيات الغرب وشكلياته اكثر من اهتمامه بعمق اخلاقه ودينه.
طرق لتطوير الأنظمة التعليمية
لايخفى على الكثير ان قسماً كبيراً من المناهج هو مستورد وليس من نتاجنا الفكري وبما يتفق مع البيئة التي نعيش فيها وبما يتماشى مع الثوره الحاصلة في الدراسات العلمية والأنسانية , لنتفق من ناحية المبدأ ان هذا الشيء ليس بمعيب, ولكن الشيء الغير صحيح هو تقديم القوالب الجاهزة المستوردة والمعدة بما يتوافق مع ظروف وبيئة الغرب. لنقل مرة اخرى ان هناك حقائق علمية تبقى ثابتة مهما طال الزمن الا ان تدحض بحقائق علمية جديدة.
في الدول المتقدمة يعتمدون على الطرق الأستكشافية والعصف الذهني في التعليم وهي طرق تؤدي الى تنظيم المعلومات لأستنباط علاقات لم تكن معروفة سابقا و تثير الابداع وتشجع الطالب وتحفزة على التواصل والتفكير وتقبل التجديد والتنوع والأختلاف ويكون جزءاً من العملية التعليمية وليس على الطرق التي تجعل من التعليم ذو اتجاه واحد مثل الطرق التقليدية.
فعندما نريد ان’نعلم شبابنا نمجد لهم في دور الشرطي او الجندي في حماية الوطن؛ او عندما نبين اهمية النحل والعسل في حياتنا كغذاء ودواء... اهمية الشجرة أو البقرة كثروة طبيعية للبلد....هل غرسنا هذه المفاهيم عمليا...هل دخل الشرطي الى الصف وجلس مع الطلاب وبين لهم انه في خدمتهم يحرص عليهم ويدافع عنهم كونهم قد رسموا فكرة عن هذا الانسان من خلال القنوات الفضائية كيف يقتل... او يفرق مظاهرة بالقوة او يقتاد انسانا "مطالبا بحقه" بشكل مهين. هل حاولنا دفع الجهات ذات العلاقة ان تشرع قانونا ان لاتسجل مولودا جديدا مالم تزرع شجرة له بالمقابل... هل حاولنا ان نجلب خلية نحل نموذجية ونبين اجزاؤها ثم نطعم الطلاب شيئا من العسل.. هل علمنا شبابنا ماهي اهمية البقرة كثروة وطنية حالها كبقية الموارد الطبيعية التي منّ الله علينا بها .. هل وقفنا لحظة تامل بأن هناك سورة مباركة سميت باسم "سورة البقرة" في كتاب الله الناطق بالحق.
في احد المرات ونحن نعمل مزرعة ارشادية صغيرة لطلابي, فكرت ان اضع على كل شجرة صغيرة اسم احد الطلاب المشاركين! ومع مرور الأيام لاحظت ان هناك علاقة وطيدة تأسست بين الطالب والشجرة والغريب , ان بعضهم قد اعطى اسما لشجرته وكانها صديق له, وكان بعضا منهم ياتي في العطلة الأسبوعية من اجل ان يسقي تلك الشجرة وهكذا احسست بنشوة النجاح كوني زرعت بذرةً ونبتت واثمرت, في هذا الوقت تذكرت موقفا حين كنت عاملا مع أحد المؤسسات الدولية وكان معنا سائق اجنبي... وحين تعطلت السيارة كان يخاطبها "كمن بيبي" Come on baby هيا ياصغيرتي" وحين يدور المحرك يحيي سيارته ويقبلها!
الفجوة الفكرية بين الأجيال
لابد من الاشارة والاعتراف بان هناك فجوة فكرية واسعة بين الاجيال ممثلة باختلاف القيم والمعايير والافكار فما يحترمه الاباء ويعتقدونه كثوابت اصبح شيئاً طبيعيا لدى الاجيال الحالية... عدم الأهتمام بالتراث والموروث الشعبي...عدم الأهتمام بالقراءة سواء على سبيل التعرف على حضارتنا المجيدة ام زيادة الثقافة والأطلاع على اعمال الغير...سالت طلابي (ذوي اختصاصات علمية) هل اطّلعتم على كتاب في الثلاث سنين الاخيرة فلم احصل باجابة نعم الا من ثلاثة طلاب من اصل خمسة وسبعون طالبا! توجهت بعد ذلك لسؤال الطلاب الثلاثة عن اسم الكتب التي طالعوها ... فلم يجبني الا واحد منهم دون معرفة الفصول الداخلية للكتاب! وهذا السؤال اعطاني اجابات متعددة للتساؤلات التي تجول بخاطري... لماذا القدرة على التعبير ضعيفة عند الطلاب؟ لماذا هم كثيري الاخطاء اللغوية الى الحد الذي يخطأ بعضهم في كتابة اسمه الثلاثي؟ لماذا عدم القدرة على توظيف المفردات؟ هذه الاثار السلبية جالت كثيرا بخاطري وكيف ستؤدي بشبابنا الى هاوية لايعلم مداها إلا الله كونهم اما مرتبطين بجذور ضعيفة بحضارتهم او انهم لايشعرون باي انتماء اليها! والادهى في ذلك هم ينظرون الى من تمسك بجذوره وعاداته الاصيلة انه غير مواكب للحضارة والتقدم العالمي. وانطلاقا من الموقع الذي اعمل فيه فكرت بان اتبع بعض الحلول والتي اعتقد انها قد تساهم في تذليل ما ترتب عليها من اثار.
تعزيز ثقة الشباب بانفسهم .. فكنت اثني حتى على الأجابات غير الدقيقة وكنت اشير الى ان تلك الأجابة صحيحة جدا فيما لو كان السؤال بهذه الطريقة, وبذلك كسرت حاجز التردد لديهم... ربط المادة المطروحة قدر الأمكان بالأشكال الطبيعية.. تسجيل اجابات الطلبة على اللوحة مما عزز توسيع المشاركة!! اذ تبادر الى ذهني انهم احبوا فكرة تسجيل اجاباتهم وبدءوا يعيدون صياغة العبارات بشكل ادق من الاوقات والمحاضرات السابقة مما حفزني ان اكون بتماس اكثر معهم. عمدت بعد ذلك على تقسيم الطلاب الى مجاميع لكي احفزه على العمل بروح الفريق الامر الذي خلق اجابات ناضجة ترقى الى مستوى عال من المعرفة. اما الذين ليس لديهم قدرة على المشاركة عن طريق السؤال والتساؤل تعاملت معهم بطريقة ودية ومهذبة!! فبينت لهم ان هناك طريقة لطيفة للسؤال وهي ان ’يكتب و’يقدم بقصاصة بدون اسم... وعند استلامي للقصاصة تعاملت مع السؤال بطريقة جعلت الطالب فخورا بسؤاله وبدا يتجاوب مع الأجابة التي قدمتها, بالنقد والتحليل ولو بطريقة لاتخلو من الأخطاء... تذكرت حينها عندما كنا نتعلم اللغة الأنكليزية في خارج البلاد , كان استاذي يقول لي انس القواعد اللغوية وتكلم فقط مصيبا كنت ام مخطئا!! فقط تكلم, وكان الأستاذ يشجعنا على اي حال... وكنت حين اريد ان احدد فحص علمي لطلابي.. استخدم عبارة "عندكم اختبار" بدلا من استخدم كلمت "امتحان" واقول لهم اجعلو اهتمامكم بمعرفة وفهم ماتناولناه في الدروس وحين يخفق احدكم فسوف اعيد له الأختبار حتى ولو اكثر من مرة!!ادخلت هذه الفكرة حيز التطبيق من خلال تدريسي لطلاب المرحلة الجامعية الاولى فكانت نسبة النجاح في الأختبار الاول 51% وفي الأختبار الثاني 68% اما الأختبار النهائي فكانت نسبة النجاح 82% والشيء الذي افرحني هو ان الطلبة الذين اخفقوا في الأختبارات وعند استلامهم النتيجة بتقدير "ضعيف" وهو رسوب في واقع الحال ... لم يكونوا مستائين وقالوا لي سوف نجتهد لكي نتجاوز الأختبار في الدور الثاني. حينها ادركت ان التواصل بيني وبين طلابي قد تحقق!.
لابد من الاشارة والاعتراف بان هناك فجوة فكرية واسعة بين الاجيال ممثلة باختلاف القيم والمعايير والافكار فما يحترمه الاباء ويعتقدونه كثوابت اصبح شيئاً طبيعيا لدى الاجيال الحالية... عدم الأهتمام بالتراث والموروث الشعبي...عدم الأهتمام بالقراءة سواء على سبيل التعرف على حضارتنا المجيدة ام زيادة الثقافة والأطلاع على اعمال الغير...سالت طلابي (ذوي اختصاصات علمية) هل اطّلعتم على كتاب في الثلاث سنين الاخيرة فلم احصل باجابة نعم الا من ثلاثة طلاب من اصل خمسة وسبعون طالبا! توجهت بعد ذلك لسؤال الطلاب الثلاثة عن اسم الكتب التي طالعوها ... فلم يجبني الا واحد منهم دون معرفة الفصول الداخلية للكتاب! وهذا السؤال اعطاني اجابات متعددة للتساؤلات التي تجول بخاطري... لماذا القدرة على التعبير ضعيفة عند الطلاب؟ لماذا هم كثيري الاخطاء اللغوية الى الحد الذي يخطأ بعضهم في كتابة اسمه الثلاثي؟ لماذا عدم القدرة على توظيف المفردات؟ هذه الاثار السلبية جالت كثيرا بخاطري وكيف ستؤدي بشبابنا الى هاوية لايعلم مداها إلا الله كونهم اما مرتبطين بجذور ضعيفة بحضارتهم او انهم لايشعرون باي انتماء اليها! والادهى في ذلك هم ينظرون الى من تمسك بجذوره وعاداته الاصيلة انه غير مواكب للحضارة والتقدم العالمي. وانطلاقا من الموقع الذي اعمل فيه فكرت بان اتبع بعض الحلول والتي اعتقد انها قد تساهم في تذليل ما ترتب عليها من اثار.
تعزيز ثقة الشباب بانفسهم .. فكنت اثني حتى على الأجابات غير الدقيقة وكنت اشير الى ان تلك الأجابة صحيحة جدا فيما لو كان السؤال بهذه الطريقة, وبذلك كسرت حاجز التردد لديهم... ربط المادة المطروحة قدر الأمكان بالأشكال الطبيعية.. تسجيل اجابات الطلبة على اللوحة مما عزز توسيع المشاركة!! اذ تبادر الى ذهني انهم احبوا فكرة تسجيل اجاباتهم وبدءوا يعيدون صياغة العبارات بشكل ادق من الاوقات والمحاضرات السابقة مما حفزني ان اكون بتماس اكثر معهم. عمدت بعد ذلك على تقسيم الطلاب الى مجاميع لكي احفزه على العمل بروح الفريق الامر الذي خلق اجابات ناضجة ترقى الى مستوى عال من المعرفة. اما الذين ليس لديهم قدرة على المشاركة عن طريق السؤال والتساؤل تعاملت معهم بطريقة ودية ومهذبة!! فبينت لهم ان هناك طريقة لطيفة للسؤال وهي ان ’يكتب و’يقدم بقصاصة بدون اسم... وعند استلامي للقصاصة تعاملت مع السؤال بطريقة جعلت الطالب فخورا بسؤاله وبدا يتجاوب مع الأجابة التي قدمتها, بالنقد والتحليل ولو بطريقة لاتخلو من الأخطاء... تذكرت حينها عندما كنا نتعلم اللغة الأنكليزية في خارج البلاد , كان استاذي يقول لي انس القواعد اللغوية وتكلم فقط مصيبا كنت ام مخطئا!! فقط تكلم, وكان الأستاذ يشجعنا على اي حال... وكنت حين اريد ان احدد فحص علمي لطلابي.. استخدم عبارة "عندكم اختبار" بدلا من استخدم كلمت "امتحان" واقول لهم اجعلو اهتمامكم بمعرفة وفهم ماتناولناه في الدروس وحين يخفق احدكم فسوف اعيد له الأختبار حتى ولو اكثر من مرة!!ادخلت هذه الفكرة حيز التطبيق من خلال تدريسي لطلاب المرحلة الجامعية الاولى فكانت نسبة النجاح في الأختبار الاول 51% وفي الأختبار الثاني 68% اما الأختبار النهائي فكانت نسبة النجاح 82% والشيء الذي افرحني هو ان الطلبة الذين اخفقوا في الأختبارات وعند استلامهم النتيجة بتقدير "ضعيف" وهو رسوب في واقع الحال ... لم يكونوا مستائين وقالوا لي سوف نجتهد لكي نتجاوز الأختبار في الدور الثاني. حينها ادركت ان التواصل بيني وبين طلابي قد تحقق!.
تأثير التكنلوجيا و وسائل الأعلام الحديثة على الفكر
لايخفى على احد الأثر الكبير سلبا او ايجابا للتكنلوجيا ووسائل الأعلام الحديثة المتمثلة بـ "الانترنت" والتي تعد الوسيلة الأعلامية الأخطرعلى فئة الشباب كونهم الفئة الأكثر استخداما لها,على الفكر... كون غالبيتهم ليس لديهم خلفية واضحة عن مخاطر الإعلام وتأثيره, كون الثقافة الغربية تستطيع من خلال تلك الوسيلة تصدير افكارها وثقافتها, اذ انها تحاكي رغبات الشباب وتداعب رغباتهم والأمور التي تشغلهم. الحياة التكنولوجية قد لا يدركها الكبير ولا يسمح بتجنبها الصغير اضافة الى وسائل الاعلام التي تستقطب اهتمام الشباب عن طريق البرامج السطحية والفارغة والتي تبث في ساعات الذروة على الأغلب. فيما تبث برامج اخرى ذات اهمية كبرى في بناء الذات وتنظيم القدرات وتعزز الأنتماءات الى ماهو ممتع ومفيد في اوقات تتميز بقلة المشاهدات بدرجة كبيرة. لذا ينبغي المحافظة علي هوية الشباب وثقافته ، من خلال دعم الوسائل الإعلامية لكي نتجنب خلق جيل ضعيف من الشباب مطموس الهوية وموجه التفكير.
في ظل هذه الأمواج المتلاطمة كيف نبصم فكرا؟ وفي ظل تباعد نطاق التفكير بين الأجيال وتمسك كل جيل بتفكيره, يجب ان تكون البصمة الفكرية واضحة المعالم والأهداف! واعتقد ان يتم تنفيذ تلك البصمة المضيئة على مرحلتين الأولى طويلة المدى والثانية قصيرة , اما الطويلة , فيجب ان تبدء من مراحل مبكرة وبطريقة محببة وفق برامج خاصة تشترك بها المؤسسات العلمية والتربوية والمؤسسة العائلية, التي يقع عليها مسؤولية متابعة وتوجيه الأبناء والحرص دون فرض السيطرة عليهم، وابعادهم قدر الأمكان عن العزلة، ويجب متابعة حالتهم من قبل المشرف المباشر عن طريق ارسال رسالة اسبوعية مبينا فيها نقاط الضعف والقوة لدى الشاب من اجل تعزيز نقاط القوة واصلاح نقاط الضعف, ويجب ايضا ان يتعلم الشباب من مصادر اخرى غير الجيل الكبير الذي تعلم من الجيل السابق له مباشرة اما المرحلة الثانية (والمتزامنة مع الاولى) تكون على شكل برامج توعوية تشترك فيها كل المؤسسات العاملة في البلد بضمنها الإعلامية والتي يتم من خلالها خدمة الشباب من ناحية نشر المعلومات التي يمكن من خلالها توجيه الشباب نحوالطريق الصحيح والسليم ، وانخراطهم في العمل الاجتماعي ، والاقتصادي والثقافي ومساعدتهم في اتخاذ قراراتهم المصيرية ، وتعميق الهوية الوطنية والحفاظ على الهوية العربية والإسلامية والعادات والتقاليد مع توضيح شامل ان هذه المفاهيم هي وسائل دعم وتحفيز للأنطلاق نحو المستقبل لاوسائل تقييد وتكبيل!!! اذ ماأسرع ان تقتلع الريح الشجرة ذات الجذور الهشة الغير متعمقة, وما اجمل ان تتحدى الشجرة المتعمقة الجذور اعتى الرياح!!! وما اجمل ان نخوض النيران المختلفة , مطمئنين! ونخرج محتفظين بهويتنا!!
لايخفى على احد الأثر الكبير سلبا او ايجابا للتكنلوجيا ووسائل الأعلام الحديثة المتمثلة بـ "الانترنت" والتي تعد الوسيلة الأعلامية الأخطرعلى فئة الشباب كونهم الفئة الأكثر استخداما لها,على الفكر... كون غالبيتهم ليس لديهم خلفية واضحة عن مخاطر الإعلام وتأثيره, كون الثقافة الغربية تستطيع من خلال تلك الوسيلة تصدير افكارها وثقافتها, اذ انها تحاكي رغبات الشباب وتداعب رغباتهم والأمور التي تشغلهم. الحياة التكنولوجية قد لا يدركها الكبير ولا يسمح بتجنبها الصغير اضافة الى وسائل الاعلام التي تستقطب اهتمام الشباب عن طريق البرامج السطحية والفارغة والتي تبث في ساعات الذروة على الأغلب. فيما تبث برامج اخرى ذات اهمية كبرى في بناء الذات وتنظيم القدرات وتعزز الأنتماءات الى ماهو ممتع ومفيد في اوقات تتميز بقلة المشاهدات بدرجة كبيرة. لذا ينبغي المحافظة علي هوية الشباب وثقافته ، من خلال دعم الوسائل الإعلامية لكي نتجنب خلق جيل ضعيف من الشباب مطموس الهوية وموجه التفكير.
في ظل هذه الأمواج المتلاطمة كيف نبصم فكرا؟ وفي ظل تباعد نطاق التفكير بين الأجيال وتمسك كل جيل بتفكيره, يجب ان تكون البصمة الفكرية واضحة المعالم والأهداف! واعتقد ان يتم تنفيذ تلك البصمة المضيئة على مرحلتين الأولى طويلة المدى والثانية قصيرة , اما الطويلة , فيجب ان تبدء من مراحل مبكرة وبطريقة محببة وفق برامج خاصة تشترك بها المؤسسات العلمية والتربوية والمؤسسة العائلية, التي يقع عليها مسؤولية متابعة وتوجيه الأبناء والحرص دون فرض السيطرة عليهم، وابعادهم قدر الأمكان عن العزلة، ويجب متابعة حالتهم من قبل المشرف المباشر عن طريق ارسال رسالة اسبوعية مبينا فيها نقاط الضعف والقوة لدى الشاب من اجل تعزيز نقاط القوة واصلاح نقاط الضعف, ويجب ايضا ان يتعلم الشباب من مصادر اخرى غير الجيل الكبير الذي تعلم من الجيل السابق له مباشرة اما المرحلة الثانية (والمتزامنة مع الاولى) تكون على شكل برامج توعوية تشترك فيها كل المؤسسات العاملة في البلد بضمنها الإعلامية والتي يتم من خلالها خدمة الشباب من ناحية نشر المعلومات التي يمكن من خلالها توجيه الشباب نحوالطريق الصحيح والسليم ، وانخراطهم في العمل الاجتماعي ، والاقتصادي والثقافي ومساعدتهم في اتخاذ قراراتهم المصيرية ، وتعميق الهوية الوطنية والحفاظ على الهوية العربية والإسلامية والعادات والتقاليد مع توضيح شامل ان هذه المفاهيم هي وسائل دعم وتحفيز للأنطلاق نحو المستقبل لاوسائل تقييد وتكبيل!!! اذ ماأسرع ان تقتلع الريح الشجرة ذات الجذور الهشة الغير متعمقة, وما اجمل ان تتحدى الشجرة المتعمقة الجذور اعتى الرياح!!! وما اجمل ان نخوض النيران المختلفة , مطمئنين! ونخرج محتفظين بهويتنا!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق